close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

جميع تهديدات طالبان على إيران.. والنظام الإيراني يُفضِّل الصمت

17 مارس 2022
٣ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة: إيران وير فارسي
مصدر الصورة: إيران وير فارسي

بهنام قلي بور - إيران وير

إن “حركة طالبان” في الجولة الأولى من تسلمها مقاليدَ السلطة في أفغانستان وأدائها العنيف في قتل المعارضين جعلت المفكرين السياسيين-الأمنيين يَعتبرون ظهورها المجدد استمراراً لماضيها في أفغانستان وتشكيلها خطراً على دول المنطقة والعالم أجمع.

يعتقد كثير من هؤلاء المحللين أن وصول طالبان إلى السلطة مرة ثانية في أفغانستان هو ناقوس خطر في تحويل هذا البلد إلى بؤرة للإرهاب الدولي، وإلى نشر العمليات الإرهابية المماثلة لعمليات “القاعدة” في جميع أرجاء العالم.

كما يقول هؤلاء المحللون إن وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان قد يَخلق لدول المنطقة، ولا سيما إيران، الفوضى الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية.

هؤلاء المحللون يرون أن بإمكان طالبان إثارةَ الجماعات السلفية في إيران، كما أن بإمكانها مساندة المنافسين السنّة الإيرانيين التقليديين وزعزعةَ مكانة النظام الإيراني الشيعي وإضعافه.

إن ازدياد الميول نحو زراعة المخدرات وسراية الأزمة الناجمة عن هذه التجارة السوداء إلى دول الجوار، وإلى إيران على الخصوص بسبب سهولة نقل المخدرات منها إلى أوروبا، قد يُعرِّض إيرانَ للعديد من حالات الفوضى وغياب الأمان. ماذا تقول الدراسات والأبحاث الرسمية عن تسلُّم طالبان مقاليد السلطة وعن تهديداتها للنظام الإيراني؟

ما هي أهم التهديدات التي يُشكِّلها وصول طالبان إلى السلطة للنظام الإيراني؟

إثر تزايد الضغوطات حول عواقب وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، نشرت المجلة الفصلية “البحوث الحكومية” التابعة للحرس الثوري دراسةً عنوانُها “بروز طالبان المجدَّد وتأثيره في الأمن القومي للنظام الإيراني”، تناولت فيها أهم هذه التهديدات.

توجَّهت هذه المجلة في دراستها إلى 97 خبيراً وأستاذاً جامعياً متخصصاً في السياسة الخارجية، ولا سيما سياسة أفغانستان، وسألتهم عن آرائهم حول أهم تهديدات طالبان للنظام الإيراني.

يقول هؤلاء المختصون والخبراء إن “زيادة الفجوة الدينية-المذهبية” هي أول تهديد ناجم عن وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان للنظام الإيراني، ثم يأتي “تهديد زيادة الحرمان النسبي”.

ويضيفون جملة تهديدات أخرى للحكومة المركزية الإيرانية هي: “تخلخل الأمن النفسي” و“الفوضى والشغب في شرق إيران” و“تحويل إيران إلى ترانزيت ومَعبر للمخدرات” و“ترويج الفكر السلفي”.

ما هي اقتراحات المختصين لإجهاض تهديدات تسلُّم طالبان السلطة؟

يقترح المختصون على المسؤولين الإيرانيين جملة اقتراحات بهدف إجهاض هذه التهديدات؛ منها حل المشاكل الاقتصادية للإيرانيين الساكنين على الحدود الشرقية مع أفغانستان.

ومنها أن تكون القوات العسكرية الإيرانية على الحدود الشرقية جاهزة، وأن يَدخل على هذا الخط المجلسُ الأعلى للأمن القومي للوصول إلى إجماع مشترك بخصوص تحولات شرق إيران.

هل يخشى النظام الإيراني من وصول طالبان إلى السلطة؟

في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أيضاً نَشرت المجلة الفصلية “الاستراتيجية” التابعة لمركز الأبحاث الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام مقالةً كتبت فيها “دائماً ما كانت طهران تتعامل مع طالبان لكنها لا تثق بسلوك طالبان غير القابل للتكهنات، وهي تتخوف من أن تَقوم هذه الحركة بوصفها قوةً بالوكالة لبعض القوى الإقليمية والدولية ببعض الأدوار وتُعرِّض مصالح النظام الإيراني للخطر”.

كما كتبت هذه المقالة أن لدى النظام الإيراني مخاوفَ حقيقيةً من ظهور جماعات متشددة وإرهابية في أفغانستان، وأن أحد هواجس النظام الإيراني هو أن يكون اتفاق أمريكا مع طالبان في كيفية تعامل هذه الحركة مع إيران مؤثراً، ويُحوِّل أفغانستان إلى منصة جديدة للضغط على إيران في المجال الأمني.

ويَرِد في هذه المقالة البحثية أن “حكومة طالبان المطلقة في أفغانستان وتعايُش طهران معها قد يؤدي إلى استياء عدد لافت من المهاجرين اللاجئين الأفغان في إيران”.

في العام 2019 أيضاً نشرت المجلة الفصلية “دراسات جنوب غرب آسيا” دراسة عنوانُها “التحديات الأمنية في سيستان وبلوشستان إثر حضور طالبان وداعش في أفغانستان”، وكتبت أن وجود التهديدات الاجتماعية مثل تغيير النسيج الاجتماعي قد يؤدي إلى تأليب السنّة في المنطقة.

وبيّنت هذه الدراسة أن ازدياد تهريب المخدرات في البُعد الاقتصادي قد يتحول إلى أكثر التهديدات جدية لسيستان وبلوشستان.

جاء في هذه الدراسة أن البُعد السياسي قد يَحمل الفوضى الشاملة للحكومة الإيرانية، والبعد البيئي قد يَشهد زيادة حدّة الأزمة المائية؛ وهي تهديدات أخرى من وجود طالبان في أفغانستان لمحافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية.

يأتي تصنيف تهديدات طالبان هذه للنظام الإيراني في ظروفٍ طالما كان فيه غيابُ الأمن في الحدود الإيرانية الشرقية أحدَ أهم هواجس النظام الإيراني الأمنية في العقود الثلاثة الأخيرة.

إن قضية حقوق المياه في نهر “هيرمند”، وتهريب المخدرات، والعمليات الإرهابية، وأنشطة المتشددين المذهبيين، إلى جانب عدم المماشاة الاقتصادية مع الأسواق الأفغانية هي من أهم القضايا التي لم يَجد لها النظام الإيراني حتى الآن حلولاً واضحة وشاملة.

أَضِف إلى ذلك أن الفجوات الثقافية والدينية والثقافية لطالبان في أفغانستان مع المجتمع الإيراني وعدم الانسجام السياسي في أوساط حكومة طالبان يتسبب في اتخاذ النظام الإيراني جانبَ الحيطة والحذر في إقامة علاقات سياسية مع طالبان؛ الأمر الذي أفضى بطهران حتى الآن إلى انتهاج سياسة الصمت والمماشاة إزاء طالبان حتى إشعار آخر.

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

انفجار قنبلتين في منطقة عين الرمانة بلبنان

17 مارس 2022
فاطمة العثمان
انفجار قنبلتين في منطقة عين الرمانة بلبنان