close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

إبراهيم وحيديان: أستاذ فيزياء ومترجم حائز على جوائز عديد تم طرده بسبب دينه البهائي

4 أبريل 2023
کیان ثابتی
٥ دقيقة للقراءة
كان إبراهيم وحيديان أستاذاً متخصصاً في الفيزياء، تم طرده من الجامعة بعد الثورة الإسلامية
كان إبراهيم وحيديان أستاذاً متخصصاً في الفيزياء، تم طرده من الجامعة بعد الثورة الإسلامية
بعد طرده من الجامعة، لعب إبراهيم وحيديان دورًا رئيسيًا في تأسيس المعهد البهائي "السري" للتعليم العالي.
بعد طرده من الجامعة، لعب إبراهيم وحيديان دورًا رئيسيًا في تأسيس المعهد البهائي "السري" للتعليم العالي.
قام إبراهيم وحيديان بترجمة كتب الهندسة التي أصبحت الآن كتبًا تدريسية معتمدة في الجامعات الإيرانية
قام إبراهيم وحيديان بترجمة كتب الهندسة التي أصبحت الآن كتبًا تدريسية معتمدة في الجامعات الإيرانية
ميكانيك الهندسة: كان علم الإحصاء أحد الكتب التي ترجمها إبراهيم وحيدان وأصبح كتابًا جامعيًا معتمداً في إيران
ميكانيك الهندسة: كان علم الإحصاء أحد الكتب التي ترجمها إبراهيم وحيدان وأصبح كتابًا جامعيًا معتمداً في إيران
أغلقت ما يسمى بـ "الثورة الثقافية" التي تلت الثورة الإسلامية عام 1979 أبواب الجامعات في وجه الطلاب البهائيين وحرمت الجامعات من خبرة المعلمين والأساتذة البهائيين.
أغلقت ما يسمى بـ "الثورة الثقافية" التي تلت الثورة الإسلامية عام 1979 أبواب الجامعات في وجه الطلاب البهائيين وحرمت الجامعات من خبرة المعلمين والأساتذة البهائيين.
يُحرم البهائيون في إيران، طلاباً ومعلمين، من التعليم العالي
يُحرم البهائيون في إيران، طلاباً ومعلمين، من التعليم العالي

ولد إبراهيم وحيديان برجيني في أصفهان عام 1935 لعائلة بهائية وأكمل تعليمه الابتدائي في نفس المدينة. بعد اكماله للصف الثامن، وحصوله على الشهادة الإعدادية، قال له عمه: "إذا أردت أن يسعد الله بك، كن مدرسًا". بناءً على نصيحته، واصل إبراهيم تعليمه بالذهاب إلى كلية المعلمين المبتدئين التي قبلت شهادة المدرسة الإعدادية، حيث درس لمدة عامين.

لكن إبراهيم كان طموحًا ولم يكن راضياً عن كونه مجرد مدرس مبتدئ. أراد أن يذهب إلى الجامعة ولكن كان الحصول على شهادة الثانوية العامة شرطاً للقيام بذلك. قرر معالجة هذه المشكلة، وبعد تخرجه من كلية المعلمين المبتدئين، اجتاز امتحان الصف الحادي عشر. ثم تم إرساله إلى مدينة كاشان للتدريس.

في كاشان، قام إبراهيم بالتدريس والدراسة ونجح في اجتياز امتحان الصف الثاني عشر. وبما انه حصل على شهادة الثانوية العامة، اصبح بامكانه الذهاب إلى الجامعة. سجل في جامعة طهران وبدأ دراسته في مجال الفيزياء.

بعد التخرج، عينه مكتب التربية والتعليم مديراً لمدرسة خامنئي بور الثانوية في أحد أحياء شرق طهران. خدم هناك لمدة ثلاث سنوات وعمل من الفجر حتى الغسق. كانت إحدى أهم إنجازات وحيديان الرئيسية في هذه المدرسة الثانوية هي إضافة فصول دراسية. عندما بدأ كمدير، كان لديه ثلاثة فصول دراسية فقط وعدد كبير جدًا من الطلاب مقارنة بعدد الغرف المتاحة؛ ونتيجة لذلك، كانت الفصول مكتظة وكانت كفاءة التدريس منخفضة. أضاف وحيديان ثلاثة فصول دراسية أخرى - وبالتالي زاد من فعالية العملية التدريسية والانضباط.

أصبحت مدرسة خامنئي بور الثانوية تحت إشراف إبراهيم وحيديان معروفة تدريجياً في المنطقة، وقام المزيد من الآباء بتسجيل أطفالهم في المدرسة. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الملتحقين بالمدارس الثانوية المجاورة - مما أدى إلى الغيرة والتآمر ضده من بين مدراء آخرين. قام مكتب التعليم في النهاية بفصل وحيديان من وظيفته كمدير بسبب إيمانه بالبهائية، وأرسله للتدريس في مدرسة ثانوية أخرى في طهران.

درّس وحيديان في المدرسة الجديدة لمدة عام. في غضون ذلك، كانت كلية الهندسة بجامعة طهران تبحث عن مدرسين اثنين، أحدهما في الفيزياء والآخر في الرياضيات. تقدم وحيديان للوظيفة وبعد اجتياز امتحان ومقابلة، تم تعيينه كمحاضر في مادة فيزياء. عارضت وزارة التعليم في البداية نقله إلى الجامعة - لكنها رضخت في النهاية وقام وحيديان بالتدريس في جامعة طهران من 1957 إلى 1972.

في عام 1963، وعن طريق منحة دراسية، ذهب وحيديان إلى الدنمارك لدراسة الطاقة النووية حيث درس في الجامعة لمدة عامين. اقترح عليه زملاؤه الدنماركيون أن يبقى في الدنمارك لمواصلة دراساته وأبحاثه. لكن الدكتور الريازي، عميد كلية الهندسة في طهران في ذلك الوقت، عارض هذا الأمر وعاد وحيديان إلى إيران بعد حصوله على درجة الماجستير.

درس وحيديان في وقت لاحق اللغة الفرنسية وذهب إلى فرنسا عندما حصل على منحة دراسية. حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من فرنسا ومن ثم عاد إلى إيران.

عارض زملاء وحيديان في كلية الهندسة منحه تثبيت العضوية في هيئة التدريس. كانوا ينظرون إليه على أنه مدرس فيزياء فقط وليس أكاديميًا، ورفضوا الاعتراف بدرجة الدكتوراه الفرنسية. أُجبر على ترك الكلية في عام 1971. لمدة عامين، عمل بالتدريس في الجامعة الوطنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا في طهران كمدرس مستقل وذلك حتى عام 1974 عندما تم تعيينه كموظف اداري في جامعة العلوم و تكنولوجيا. وبعد ذلك بعام تم تعيينه رئيسًا لهيئة تدريس مادة الفيزياء بالجامعة وشغل هذا المنصب حتى ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979 - عندما تم طرده من عمله. جاءت إقالته قبل ما يسمى بـ "الثورة الثقافية" في أوائل الثمانينيات والطرد الجماعي لجميع الطلاب البهائيين وأعضاء هيئة التدريس من جميع جامعات في إيران.

منذ الشهر الأول بعد الثورة، بدأت الجماعات المتطرفة في الجامعات في مضايقة المعلمين والأساتذة غير المسلمين، وفي جامعة العلوم والتكنولوجيا، قام مسلحون باختطاف عضو هيئة تدريس يهودي باسم نحفاراي بينما كان يتناول الغداء. ثم بدأوا في مضايقة بروفيسورة بهائية ومنعها من الحضور الى بالجامعة. طلب اداري في الجامعة من وحيديان التغيب عن الجامعة لبضعة أيام حتى تهدأ الأمور، وبالفعل قام وحيديان بذلك. ولكن عندما عاد، قيل له إنه متقاعد. قال له المسؤول الاداري: "أرادوا طردك بدون راتب لكنني تمكنت من اقناعهم بإحالتك على التقاعد".

في وقت لاحق، ذهب وحيديان وعدد قليل من زملائه إلى مطعم. كان أحدهم شخصًا اسمه مجيدي درس في فرنسا وتقدم بطلب للحصول على وظيفة من الجامعة. قبل الثورة، كان وحيديان عضوًا في لجنة الاختيار بالجامعة وقام بتعيين مجيدي. لكن في ذلك اليوم في المطعم، بدأ مجيدي في إهانة والسخرية من المعتقدات الدينية لوحيديان. قال له وحيديان: "في الإسلام، ان الجهل ليس خطيئة ولكنك شخص مثقف ويجب أن يكون لديك ما يكفي من الوعي لعدم قول أشياء عن شيء لا تعرف عنه شيئًا". ثم قام وحيديان باعطاء مجيدي كتابا عن الدين البهائي تم نشره في فرنسا. نسخ مجيدي الكتاب وأعاده لوحيديان ومن ثم أعطى النسخة إلى إدارة الجامعة وادعى أنها أثبات أن وحيديان كان يبشر "بالبهائية" في الجامعة. حينها، قامت الجامعة  بطرد وحيديان لانتمائه إلى "الطائفة [البهائية] الضالة"، متجاهلة سجل وحيديان ومعرفته. ووصفت السلطات عمليات الطرد هذه بأنها "تطهير" في ذلك الوقت، كما أنها تنطبق على المتقاعدين. ولذلك لم يُعترف بتقاعد وحيديان وألغي معاشه التقاعدي.

عندما مُنع الشباب البهائيون من الالتحاق بالجامعة، رفض هؤلاء الشباب الكذب بشأن عقيدتهم الدينية في طلباتهم لامتحانات الالتحاق بالجامعة على مستوى البلاد، على الرغم من أن ذلك ربما يكون قد ساعدهم على بدء دراستهم.

قرر البهائيون، بدلاً من الانصياع للقوانين والممارسات التمييزية للحكومة الإسلامية، أنهم بحاجة إلى إيجاد طريقة لتزويد الشباب البهائي بفرصة التعليم العالي. كانت النتيجة، بعد التشاور مع الأكاديميين البهائيين المطرودين بما في ذلك إبراهيم وحيديان، هي إنشاء المعهد البهائي "السري" للتعليم العالي (BIHE) الذي بدأ في عام 1987، في البداية من خلال المراسلات ثم من خلال عقد دروس في منازل البهائيين. اليوم، تعترف مئات الجامعات حول العالم بشهادات ومؤهلات BIHE، ويدرس البهائيون في برامج الدراسات العليا في عشرات المواد في جامعات رائدة حول العالم. لسنوات عديدة، قام وحيديان بتدريس دورات مختلفة لطلاب BIHE، لتعويض النقص في عدد المعلمين المؤهلين. كان أيضًا عضوًا في اللجنة التوجيهية لـ BIHE لمدة عشر سنوات.

دفع طرده من الجامعة والصعوبات المالية وحيديان إلى ترجمة الكتب التدريسية الجامعية لكسب لقمة العيش في حياته اللاحقة. كانت العديد من هذه الترجمات من بين الكتب التدريسية الرئيسية المستخدمة في الجامعات الإيرانية لأكثر من 30 عامًا، في مجالات الهندسة المدنية والميكانيك والفضاء والمعادن والصناعة. كما أعيد طبع الترجمات عدة مرات بعد طرده من الجامعة وذلك من دون إذنه، ودون أن يدفع له أي من الناشرين مقابل عمله كمترجم. تمت إعادة طباعة عدد قليل من العناوين مرة أخرى حتى عام 2020.

اشتهر وحيديان بترجمة أفضل الكتب مبيعًا مثل ميكانيك الهندسة: الإحصائيات، وميكانيك الهندسة: ديناميكيات، بقلم جيمس لاثروب مريم، وقوة المواد بقلم فرديناند بير. يعتبر كتاب آلة بناء الطرق التي كتبها نانا لي، وهو كتاب جامعي مهم آخر، آخر ترجمة لوحيديان وتم نشره لأول مرة في عام 2004.

بعد سنوات قليلة من طرد وحيديان من الجامعة، تم انتخاب كتاب ميكانيك الهندسة: ديناميكيات كأفضل كتاب في الهندسة للعام. بعد ذلك بعامين، حصل كتاب ميكانيك المواد، بقلم فرديناند بير وإي راسل جونستون جونيور وآخرون، وهو ترجمة أخرى قام بها وحيديان، على جائزة كتاب العام للجمهورية الإسلامية.

انتهت الحياة الطويلة والمثمرة لإبراهيم وحيديان في 16 مارس/آذار 2016.

إرسال تعليق

Ad Component
من داخل إيران

تم تحديث المقال: منع عنصر في وزارة المخابرات البهائيين من الدفن في...

4 أبريل 2023
IranWire
٣ دقيقة للقراءة
تم تحديث المقال: منع عنصر في وزارة المخابرات البهائيين من الدفن في مقابرهم