close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

البهائية الشيرازية التي أُعدمت بعد يومين من إعدام ابنها

13 يونيو 2023
کیان ثابتی
١١ دقيقة للقراءة
تنحدر نصرت الغفراني من مواليد مارس 1937 في قرية نيريز بفارس من أصول متواضعة
تنحدر نصرت الغفراني من مواليد مارس 1937 في قرية نيريز بفارس من أصول متواضعة
توفي والدها، وهو مزارع، بسبب الأنفلونزا عندما كان عمر نصرت أقل من عام
توفي والدها، وهو مزارع، بسبب الأنفلونزا عندما كان عمر نصرت أقل من عام
في سن الخامسة، انتقلت نصرت مع عائلتها إلى شيراز، حيث بدأت تعليمها الابتدائي
في سن الخامسة، انتقلت نصرت مع عائلتها إلى شيراز، حيث بدأت تعليمها الابتدائي
البهائية الشيرازية التي أُعدمت بعد يومين من إعدام ابنها
البهائية الشيرازية التي أُعدمت بعد يومين من إعدام ابنها
البهائية الشيرازية التي أُعدمت بعد يومين من إعدام ابنها
البهائية الشيرازية التي أُعدمت بعد يومين من إعدام ابنها

في مواجهة مأساة لا يمكن تصورها تُظهِرُ نصرت غفراني يلداعي وهي امرأة بهائية من شيراز قوة وإيمانًا راسخين. قصتها هي قصة حب واضطهاد وتضحية تسلط الضوء على شجاعة وصمود أولئك الذين واجهوا الاضطهاد بسبب معتقداتهم الدينية.

"لقد اتخذت القرار الصعب بعدم إبلاغ نصرت بإعدام ابننا بهرام. لقد حدث ذلك قبل يومين. كلما قابلتني نصرت كان سؤالها الأول دائمًا عن حال بهرام. كنت أؤكد لها أن كل شيء بخير محاولاً بذلك إخفاء الحقيقة المدمرة. وبينما كنا نودع بعضنا البعض، همست لي أنهم سيأتون إليها عاجلاً أم آجلاً. في ذلك اليوم المصيري و بعد لقائنا تم فصل نصرت جان وتسع نساء أخريات عن باقي السجينات ونقلوا إلى حقل شوغان. في ذلك الحقل لاقت نصرت حتفها المفاجيء وذلك بعد يومين فقط من إعدام ابننا الحبيب. كثيرًا ما أتساءل عما إذا كانت نصرت قد علمت بمصير بهرام في اللحظات المتبقية من حياتها. ربما قد تكون إحدى النساء شاركت معها الخبر في الطريق."

كانت هذه كلمات أحمد يلداعي، يرثي بها زوجته، نصرت غفراني يلداعي والتي تم إعدامها في 18 يونيو/ حزيران من عام 1983 مع تسع نساء أخريات في شيراز بسبب ديانتهم البهائية.

قبل يومين فقط و في 16 يونيو/ حزيران أُعدم ابنهم بهرام يلداعي مع خمسة بهائيين آخرين في شيراز ولذات السبب.

من هي نصرت غفراني يلداعي؟

ولدت نصرت غفراني في مارس/ آذار عام 1937 في قرية نيريز بفارس من أصول متواضعة. توفي والدها وهو مزارع بسبب الأنفلونزا عندما كان عمر نصرت أقل من عام. في سن الخامسة انتقلت نصرت مع عائلتها إلى شيراز حيث بدأت تعليمها الابتدائي.

أظهرت نصرت ذكاءً حادًا وكانت تمتلك قدرة استثنائية على التعلم مع ذاكرة مميزة. كانت ما تزال في سنوات عمرها الأولى عندما حفظت العديد من القصائد والصلوات الدينية وكانت تتلوها في مناسبات مختلفة.

امتد شغف نصرت للقراءة و النصوص الدينية مما دفعها لتعلم اللغة العربية وآدابها. كان تتقن اللغة العربية لدرجة أنها بدأت بتعليم اليافعين البهائيين هذه اللغة.

تجربتها مع جمعية الحجتية

أصبحت نصرت شخصية بارزة بين البهائيين في مدينة شيراز ونتيجة لذلك تعرضت للمضايقات المستمرة من قبل جمعية الحجتية، وهي جماعة مناهضة للبهائيين. كانت مضايقاتهم بلا هوادة. كلما غامرت نصرت بالنزول إلى الشارع كان أعضاء الحجتية يلحقوا بها ويطلقون الشتائم عليها. عندما خرجت من تجمع بهائي في إحدى المرات قاموا بخطف حقيبتها.

تضمنت إحدى التكتيكات التي استخدمها جماعة الحجتية التظاهر بالاهتمام بالدين البهائي. كانوا يقتربون من شخص بهائي ويتظاهرون بطلب المعرفة عن الدين. يقوم هذا الشخص بعد ذلك بدعوة يلداعي للنقاش وتقديم إجابات لأسئلة الباحث الفضولي. ومع وصول نصرت  للنقاش مع الباحث، يقوم رفقاء الباحث المزيف بالدخول ويبدأون معها في جدال محتدم. كانت هذه المواجهات في كثير من الأحيان تستمر لساعات إلى أن يعترف جماعة الحجتية في نهاية المطاف بالهزيمة والرحيل بعد استنفادهم واستنزافهم.

تم تدريب جماعة الحجتية على فن المغالطة مما أدى إلى إطالة النقاشات لإضعاف البهائيين وإثارة غضبهم. وإذا ترك أحد البهائيين جلسة النقاش فكانوا يتهمونهم بالجبن ملمحين إلى أنهم يفتقرون إلى الجرأة لمواجهة حججهم.

تتذكر بهار، ابنة نصرت، حالات لا حصر لها عندما كانت والدتها تعود إلى المنزل متعبة بشكل واضح من هذه اللقاءات، وكان حِملُ نقاشاتهم الطويلة يثقل كاهلها.

عائلة يلداعي في فترة بدايات الجمهورية الإسلامية

تتذكر بهار باعتزاز ظروف عائلتهم المتواضعة مؤكدة أنه على الرغم من محدودية إمكانياتهم فإن منزلهم كان دائمًا مفتوحًا لمن هم بحاجة إليه. كلما طلب أحدهم المساعدة أو النصيحة كان يلجأ إلى والدتها نصرت. ربة المنزل المتفانية هذه قد استقبلت الجميع بدفء ولطف وقد جعل سلوكها الودود الزوار يشعرون بالراحة. من الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من المساء كان منزلهم يعج بالنشاط، ويستضيف عدداً غير محدود من الضيوف. لا تتذكر بهار أن والدتها قد جهزت مائدة العشاء يوماً بدون وجود ضيف ما. خلال تلك السنوات ، أصبح منزل يلداعي أيضًا ملاذًا للبهائيين الذين فقدوا منازلهم.

من العائلات التي دمرتها الحرب مع العراق عندما ُطرِد القرويون البهائيون قسراً من مجتمعاتهم وأجبروا على اللجوء إلى الجبال والصحاري، إلى بهائيي السعادية في شيراز الذين أضرمت النيران في منازلهم من قبل المتطرفين الدينيين في أواخر عام 1979، وجد الجميع العزاء والمأوى تحت سقف عائلة يلداعي.

اعتقال نصرت يلداعي وابنها

في 23 أكتوبر/ تشرين أول من عام 1982 داهم الحرس الثوري منازل العديد من البهائيين في شيراز وكانت النتيجة هي اعتقال 38 شخصًا. كان من بين المعتقلين نصرت يلداعي وزوجها أحمد يلداعي وابنهما بهرام يلداعي وامرأة تبلغ من العمر 60 عامًا، تُدعى إيران أفارجان، كانت تعيش في منزل يلداعي.

أثناء عملية الاعتقال أظهر العملاء سلوكًا غير محترم وألقوا الكتب الدينية لعائلة يلداعي في أكياس بطريقة غير لائقة وألحقوا أضرارًا بإطارات الصور التي تُظْهِر الرموز الدينية. يروي أحمد يلداعي الأحداث التي أحاطت باعتقالهم في كتابه طلائعي منزل مقصود

يقول في كتابه: "رن جرس الباب الساعة 9 مساءً ورأيت العديد من الحراس عند المدخل. شرعوا على الفور في تفتيش شامل للمنزل بحثًا في الكتب والممتلكات الشخصية. أحست والدتي المسنة التي كانت تقيم في المنزل بالخوف وكانت تسير من جانب إلى جانب آخر في الغرفة. سألها أحد العناصر عما إذا كانت هي أيضا بهائية فأجابت نصرت بالإيجاب قائلة بأن والدها شهيد وعند سماع ذلك غضب الحارس وأبدى استهزاءاً بمفهوم الاستشهاد لدى البهائيين وسأل عمن سيرحب بشهدائهم في الآخرة. في غضون ذلك، عاد الحراس الآخرون الذين نزلوا إلى الطابق السفلي وطالبوا بمعرفة مكان القبو وأصروا على وجود مطبعة مفترضة. نصحتهم نصرت بالبحث في السطح مشيرة إلى أن القبو قد يكون موجودًا هناك. ازداد غضبهم فأوضحنا لهم بأنه إذا كانت هناك منشأة تحت الأرض لكانوا قد اكتشفوها بالفعل. ثم سألوا عن سيارتنا، مفترضين بأننا نمتلك واحدة. وأشار بهرام إلى دراجته الموجودة في زاوية الممر ورد ساخرًا بأن السيارة موجودة في الردهة. لقد استخدمت شاحنتان على الأقل لنقل كتب وكتابات من منزلنا واعتقلوني فيما بعد مع نصرت وبهرام والسيدة أفارجان."

بعد الاعتقال ترك الحراس الابن البالغ من العمر 10 سنوات والجدة البالغة من العمر 90 عامًا في المنزل وأمروهما بعدم القيام بأي محاولات للاتصال قبل مغادرة الحراس.

إعدام بهرام يلداعي وخمسة آخرين

مضى بهرام يلداعي، المولود عام 1955 في شيراز، في رحلة جمعت بين سعيه للحصول على التعليم وروحه التي لا تتزعزع. أكمل في مسقط رأسه شيراز تعليمه الابتدائي والثانوي قبل أن يدرس الاقتصاد في جامعة شيراز. حصل بهرام على درجة البكالوريوس عام 1979 وعمل لاحقًا أستاذًا مساعدًا في نفس المؤسسة.

بعد ذلك وضع بهرام نصب عينيه الحصول على درجة الماجستير. إلا أن القدر وجه له ضربة قاسية عندما تعرض للطرد من الجامعة أثناء دراسته. هذه الانتكاسة لم تثن من عزيمة بهرام إذ لجأ إلى مهن مختلفة لإعالة نفسه حيث قام بوضع كشك متواضع في الشارع و كان يبيع ملابس الأطفال.

اتخذت حياته منعطفًا مأساويًا في 23 أكتوبر/ تشرين أول من عام 1982 عندما تم اعتقاله مع والديه. اختبرت الأشهر الثمانية اللاحقة قوتهم ومرونتهم حيث تحملوا مصاعب الحياة في السجن. ثم في 16 يونيو/ حزيران عام 1983 تم إعدام بهرام يلداعي وخمسة بهائيين آخرين، ماتوا على أرض ساحة تشوجان في شيراز.

مركز الاحتجاز في شيراز

بعد إلقاء القبض عليهن، تم نقل النساء البهائيات إلى العنبر العام في مركز الاحتجاز التابع للحرس الثوري الإسلامي بينما تم نقل نصرت يلداعي وامرأة بهائية أخرى إلى الحبس الانفرادي.

تعرضت نصرت يلداعي لضغوط شديدة وتعذيب أثناء احتجازها لدى الحرس الثوري الإيراني. على الرغم من أن جسدها كان نحيفاً وضعيفاً، تعرضت للعقاب في مناسبات متعددة. واصل المحققون تعذيبها بجلد باطن قدميها بالرغم من إصابة ظهرها وتورمه من عملية الجلد.

بعد فترة من الحبس الانفرادي أدى تدهور حالة نصرت إلى نقلها من الحبس الانفرادي إلى العنبر العام. ومع ذلك لم يُسمح لها ولا السجناء الآخرين بالتحدث أو التواصل مع بعضهم البعض.

في حالة من الضيق الجسدي الناتج عن التعذيب والشتائم والمرض رقدت هذه الأم البالغة من العمر 45 عامًا في زاوية من الزنزانة محرومة من أي مساعدة. بعد أيام قليلة أُعيدت نصرت إلى الحبس الانفرادي. وفي النهاية بعد حوالي 40 يومًا تم نقلها إلى سجن عادل آباد مع بهائيين آخرين.

وبحسب بهار يلداعي، فإن والدتها أصيبت بقرحة في المعدة واحتاجت للعلاج. إلا أن إدارة السجن رفضت السماح لنصرت بالحصول على أدويتها بدعوى أن لديهم أطباء وصيدلية. تتذكر بهار أن آلام معدة والدتها تفاقمت عندما تناولت الخبز العادي لذلك لجأت إلى تناول الخبز الجاف. إلا أن آمر السجن منعها حتى من الحصول على الخبز الجاف.

مرت فترة من الزمن استطاعت فيها النساء البهائيات لقاء عائلاتهن في سجن الحرس الثوري الإيراني.

وصفت شقيقة يلداعي الزيارة على النحو التالي: "عندما دخلت العائلات إلى غرفة الزيارة رأوا السجينات يقفن في طابور مواجه للجدار وفصلهن حاجز زجاجي عن الزوار في الجانب الآخر من الحاجز. لم يُسمح للعائلات إلا بالنظر إلى أحبائهم. لم يُسمح بالحديث أو الإيماءات ولا حتى الابتسامة أو الغمز. كانت السلطات حريصة على أن ننظر إلى بعضنا البعض فقط دون القيام بأي حركات إضافية. بعد مرور دقيقة أو دقيقتين أخبرونا بأن الزيارة قد انتهت وتم اصطحاب السجينات الى خارج الغرفة."

تتذكر أختها مناسبة أخرى عندما سمحت السلطات بزيارة جميع النساء المسجونات باستثناء نصرت: "كنا جميعًا قلقين وافترضنا أنها تعرضت للتعذيب ولم يرغبوا بأن نراها في تلك الحالة. مكثنا جالسين خارج السجن رافضين المغادرة حتى سمحوا لنا برؤيتها. انتظرنا لعدة ساعات ومع حلول الظلام اقترب حارس وأمرنا بدخول غرفة الزيارة. جلسنا خلف الزجاج وأحضروا نصرت. بدت شاحبة جدًا ومريضة. سألناها كم مرة تم جلدها لكنها تبسمت ببساطة ولم تجب."

سجن عادل آباد في شيراز

في 29 نوفمبر/ تشرين ثاني تم اعتقال ما مجموعه 40 بهائيًا في شيراز. نُقل المعتقلون الذي تم اعتقالهم حديثًا إلى معتقل الحرس الثوري الإسلامي ونُقل المعتقلون السابقون إلى سجن عادل آباد. بعد 38 يومًا من الحبس الانفرادي تم نقل نصرت إلى العنبر العام في سجن عادل آباد مع النساء البهائيات الأخريات.

كتبت إحدى السيدات البهائيات اللواتي تم سجنهن في تلك الفترة: "يبدو أنه قد صدر أمر بالضغط على السجناء في سجن عادل آباد عن طريق الأخوات الحراس داخل السجن وأحياناً الإخوة الحراس في المنطقة الأمنية أثناء أوقات الزيارة ... كانوا يبذلون جهودًا لإرشادنا وإقناعنا بالتخلي عن ديننا ولا سيما استهداف الشباب. لقد اقتنعوا بأن إرشاد البهائيين مكافأة لهم. ولتحقيق ذلك كانوا يستدعون أحيانًا أحد البهائيين وينخرطون في مناقشات معهم سواء في الأماكن العامة أو في الأماكن المخصصة للسجينات من النساء ... "

لا توجد معلومات متوفرة أو أي أدلة موثقة فيما يتعلق بالتحقيق مع ومحاكمة نصرت غفراني يلداعي. لقد حُرِمت من حقها في توكيل محامي للإنابة عنها قانونياً.

في كتاب زهور شيراز تصف إحدى السجينات جلسات المحكمة الخاصة بالنساء البهائيات على النحو التالي: "استغرقت الجلسة بضع دقائق فقط. ولم ينطق حجة الإسلام غازايي، قاضي شيراز الشرعي بشيء سوى البذاءات والشتائم وعدم الاحترام. وبناء على ذلك، قررت النساء بشكل جماعي أنهن سيقدمن إجابات موجزة والامتناع عن المجادلة معه بغض النظر عن ماهية الأسئلة المطروحة. وفي نهاية الجلسة، توجه قاضي الشريعة بكلامه إلى سيدة بهائية وحكم عليها بالإعدام ثم عرض عليها الاختيار بين الإعدام أو اعتناق الإسلام فأجابت السيدة البهائية: "أنا أقبل الإسلام لكني بهائية." وأثار هذا الرد غضب الحاكم وصرخ بصوت عال: أغربي عن وجهي، اخرجي، دعي الإسلام يقطع رأسك وحكمك هو الموت!"

الحكم والضغط للتخلي عن الدين البهائي والإعدام

في 1 فبراير/ شباط من عام 1983 نشرت محكمة شيراز الثورية في مطبوعة تسمى خبر جنوب حكم الإعدام بحق 22 بهائيًا من شيراز.

بعد هذا الخبر وفي 22 فبراير/شباط من نفس العام، نشرت صحيفة خبر جنوب مقابلة مع القاضي والقاضي الشرعي ورئيس محكمة شيراز الثورية تحت عنوان تهديدي "أنا أحذر البهائيين بوجوب اعتناقهم الإسلام."

في اليوم التالي لنشر المقابلة قام سيد ضياء ميريمادي، المدعي العام الثوري في شيراز، بجمع البهائيين المحتجزين في قاعة وأبلغهم أن هذا الاجتماع يمثل نهاية مرحلة التحقيق وأن الجميع باستثناء عدد قليل من الأفراد قد حُكم عليهم بالموت. وذكر بأن هذه الأحكام قد تمت الموافقة عليها من قبل مجلس القضاء الأعلى إلا أن المجلس لم يوقع عليها بعد. عرض على البهائيين خيارًا: إعتناق الإسلام ومنحهم الحرية أو الرفض وهذا سيؤدي إلى تنفيذ الحكم. وفي نهاية الاجتماع سمح المدعي العام لكل سجين، رجال ونساء، بزيارة أقاربهم المباشرين الذين تم سجنهم أيضًا. بعد أربعة أشهر من البعد احتضنت الأمهات والأبناء بعضهم البعض.

يصف كتاب طلائعي منزل مقصود هذا اللقاء كالتالي: "اليوم وفي ختام الاجتماع عندما سَمَحَ آمر السجن للأقارب من الذكور والإناث بزيارة بعضهم البعض، استطاع بهرام ووالدته أن يعانقوا بعض. تمسكا ببعضهما البعض بإحكام وتحدثا حتى اللحظة الأخيرة. وبدا كما لو أن الأم والابن أدركوا أن هذا اللقاء قد يكون الأخير في هذا العالم. ربما هذه الأم التي علمت ابنها دائمًا التحمل والشجاعة كانت مصدر إلهام لشجاعته أو ربما أعجب بهرام بقوة والدته وشجاعتها."

في كتاب جونود ملكوت الذي يقدم بالتفصيل السير الذاتية لبعض البهائيين الذين تم إعدامهم في شيراز، نُقل عن نصرت يلداعي قولها: "قال لي بهرام: 'أمي لا تخافي كوني صامدة حتى لو قاموا بتقطيعي أمامك. وردا على ذلك طمأنته قائلة: "اطمئن يا بني، حتى اذا أعدموني أنا أيضًا فلا تحزن."

واعتبارًا من منتصف يونيو/حزيران من عام 1983 وبناءً على أمر من المدعي العام لثورة شيراز، مير عمادي، عقدت جلسات استماع للبهائيين المسجونين. خلال هذه الاجتماعات تم منح كل بهائي أربع فرص لاعتناق الإسلام والنجاة بحياته. و في حال رفضهم التخلي عن الدين البهائي، قال المدعي العام أن "أمر الله" سينفذ فيهم. بعد أمر من المدعي العام تم حث تسع نساء بهائيات على التوبة أربع مرات، لكن لم تتخل أي منهن عن إيمانها.

نصرت يلداعي كانت السجينة البهائية الوحيدة التي لم يتم اصطحابها إلى هذه الجلسات والأكثر من ذلك أن هذا كان بأمر مير العمادي. لا يزال من غير الواضح ما إذا كان صمود النساء التسع خلال اجتماعات الدعوة لاعتناق الإسلام قد أدى إلى عدم جدوى إحضار نصرت إلى مثل هذه الجلسات أو أن شجاعتها وردود أفعالها خلال فترة الاستجواب هي التي منعتهم من دعوتها لحضور الجلسات.

بعد لقائهم مع عائلاتهم تم إخراج هؤلاء النساء البهائيات العشر فجأة من صفوف السجناء و اقتيدوا إلى ميدان تشوجان في شيراز لإعدامهم. تم شنقهم واحدة تلو الآخرى بحسب العمر مع إجبار كل منهم على مشاهدة إعدام المرأة التي سبقتها.

كانت نصرت يلداعي تبلغ من العمر 46 عامًا وقت إعدامها. لم يُسمح لها بكتابة وصية  ودفن الضباط جثث هؤلاء النساء العشر في مقبرة البهائيين في شيراز دون إقامة أي شعائر دينية.

إرسال تعليق

Ad Component
من داخل إيران

مواطنو طهران ومشهد يعانون من انقطاع مفاجىء للمياه

12 يونيو 2023
١ دقيقة للقراءة
مواطنو طهران ومشهد يعانون من انقطاع مفاجىء للمياه