close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
مقالا رأي

قاسم سليماني يناشد دموع الفقراء المنسيين في جنوب محافظة كرمان

7 يناير 2020
أحمد سلوم
٣ دقيقة للقراءة
قاسم سليماني يناشد دموع الفقراء المنسيين في جنوب محافظة كرمان

عبد الستار دوشوكي- مركز دراسات بلوشيستان- لندن

قاسم سليماني من مواليد محافظة كرمان واليوم تُشيع جنازته ويُدفن في كرمان,وقد رثاه أمس زعماء حركة حماس والجهاد الإسلامي وزعيم حزب الله اللبناني وزعيم الحوثيين في اليمن وبشار الأسد وزعماء الحشد الشعبي العراقي وحتى الزينبيون الباكستانيون والفاطميون الأفغان، وبكى عليه أهل طهران بأسى ولطم لأجله أهل قم على رؤوسهم وصدورهم ونوّح أهل مشهد أمام ضريحه، فلقد قُتل “روبين هود” وزعيم العالم الإسلامي بواسطة الطائرات الأمريكية المسيرة. واليوم جاء دور محافظة كرمان مسقط رأسه.

لقد انتشرت خلال بضعة الأيام الماضية آلاف الأخبار والتحليلات حول هذه الواقعة, والهدف من هذه المقالة القصيرة ليس التطرق لمختلف أبعاد هذا الموضوع. وإنما كتابة هذه المقالة هو تلبية لمطلب مواطنين من أهل المناطق الكادحة والفقيرة للغاية في جنوب محافظة كرمان، الذين عانا من الفقر والتسول في حياتهما ولم يتأوهوا أبدًا حتى أصبحت حياتهم سوداوية، فما بالك أن يحضرا من القرى الفقيرة التي يعيشون فيها والتي هي أشبه بالعصور الوسطى، إلى مركز المحافظة من أجل تشييع جنازة.

حضر العديد من هؤلاء الفقراء المساكين مساء الإثنين إلى كرمان بمختلف الأساليب بين التزوير والترغيب والتهديد ومكثوا في المدارس بدون أقل وسائل الترفيه حتى يشاركوا صباح الثلاثاء في آخر استعراض ويزرفوا الدموع ويتظاهروا بالاتحاد.

احتجاز المواطنين، لماذا يجب أن يحضرهم “بالإجبار” من قراهم إلى كرمان حتى يشاركوا في مراسم تأبين ودفن شخص تسبب في حزن شعب فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق وغيره وأنفق مليارات الدولارات من أموال هؤلاء المواطنين الفقراء على الأجانب.

في حين أن هناك مئات الآلاف من المواطنين الفقراء يتضورون جوعًا، فقط في مسقط رأس قاسم سليماني؛ جنوب كرمان.

إذا بحثتم في جوجل عن كلمة “الفقر في جنوب محافظة كرمان”، ستشاهدون فقر مدقع وكأنما المناطق الجنوبية من محافظة كرمان تعيش في العصور الوسطى, هذا في حين أن قاسم سليماني كان يرسل مليارات الدولارات من أموال هؤلاء المواطنين الذين يعتبرون أفقر الفقراء في العالم، إلى حزب الله اللبناني، واليمن والحشد الشعبي العراقي وقطاع غزة وسوريا؛ يعني قاسم سليماني كان “نقيض روبين هود” بالنسبة للمواطنين في محافظة كرمان.

 وكان ينقل أموال هؤلاء المواطنون الغارقون في الفقر المدقع باعتباره الذراع التنفيذي للنظام خارج الحدود، لبناء أفضل المستشفيات والمراكز التعليمية والعسكرية والمساكن وغيره في جنوب لبنان وأنا قد رأيت ذلك بأم عيني.

لو كان قاسم سليماني يتعاطف حقًا مع المستضعفين، لما كان حمل مصابيح منازل المستضعفين أيضًا من أهالي محافظته، إلى مساجد لبنان وفلسطين واليمن والعراق وسوريا.

ليس عجيبًا أن يكون قاسم سليماني بطل فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن. في حين أن أهالي محافظته يعيشون أيضًا في فقر مدقع بشهادة وسائل إعلام الجمهورية الإسلامية ذاتها، وعلى حد قول نصر الله جميع أموال ونفقات ومستلزمات الشيعية في لبنان وسوريا واليمن وغيره تأتي من بيت مال الإيرانيين (بما فيهم المواطنين الفقراء في جنوب محافظة كرمان).

لو كان قاسم سليماني بطل بالنسبة لشعب طهران ومشهد وقم، فهو ليس كذلك بالنسبة للمواطنين في جنوب شرق إيران وخاصةً في جنوب محافظته كرمان, على الرغم من أنهم يحضرون المواطنين بالقوة والتهديد والتزوير والترغيب إلى كرمان حتى يشاركوا في هذا الاستعراض لآخره.

حقًا لأي سبب وبرهان عقلي، كان يجب على المواطنين الغارقين في الفقر المدقع بجنوب كرمان، أن يعتبروا قاسم سليماني (نقيض روبين هود) بطلهم؟

روبين هود في الثقافة الشعبية، هو رمز للعدالة ومحاربة الظلم والاستيلاء على ممتلكات الآخرين ومنحها لشعبه الفقير؛ لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها بخصوص نظام الجمهورية الإسلامية والحرس الثوري وقاسم سليماني هي على النقيض تمامًا.

فكان ينفق أموال بيت المال حق هؤلاء المواطنين في جنوب محافظة كرمان، والذين يعيشون حياة مهينة وأشبه بالحياة في أبعد القرى الأفريقية البدوية في عشش سكنية مهترئة؛ على تشييد المستشفيات والمراكز التعليمية والعسكرية والصاروخية والمساكن وغيرها في جنوب لبنان أو سوريا أو العراق واليمن.

البطل الذي أنفق مليارات الدولارات على الأجانب بدلًا من أن ينفقها على تحسين معيشة بنو وطنه في جنوب محافظة كرمان، وكان ينفقها تحت غطاء مصطلحات مخادعة مثل محور المقاومة, في حين أنني لم أرى أبدًا عشش سكنية في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان ولا حتى اليمن؛ لكن المواطنين في جنوب محافظة كرمان يعيشون في فقر مطلق داخل عشش سكنية على أمل البقاء أحياء.

قالوا منذ القدم “أذرف دموعك لشخص يمد يده نحوك ليمسحها”. قاسم سليماني كان مشغول بأحوال لبنان وسوريا والعراق واليمن ولم ينظر أبدًا لمعاناة ودموع من يتضورون جوعًا من أهالي محافظته.

الآن مناشدة الدموع ليست إلا خداعًا. هؤلاء الفقراء الذين ذرفوا دموعهم طوال حياتهم وراحوا طي النسيان، هم أكثر من يستحق ذرف الدموع لأجلهم والترحم عليهم.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

بالفيديو: المتظاهرين في ساحة التحرير بالعراق يرفضون مرشحي الأحزاب

7 يناير 2020
أحمد سلوم
١ دقيقة للقراءة
بالفيديو: المتظاهرين في ساحة التحرير بالعراق يرفضون مرشحي الأحزاب