close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
مقالا رأي

هروب المدربين الأجانب من إيران: العقوبات والفوضى ورغبة المرشد

10 يناير 2020
أحمد سلوم
٤ دقيقة للقراءة
هروب المدربين الأجانب من إيران: العقوبات والفوضى ورغبة المرشد

بايام يونسيفور Payam Younesipour

ربما بدأ الأمر منذ يوم السابع من أغسطس عام 2019م، أي منذ لقاء المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي بعدد من الحائزين على الميداليات في الأولمبيادات العلمية العالمية وكذلك أعضاء فريق كرة الطائرة الوطني للشباب.

على عكس أول مرشد لجمهورية إيران الإسلامية، أبدى آية الله علي خامنئي خلال السنوات الأخيرة شغفًا كبيرًا بشأن التعليق على الأحداث الرياضية. وقد يكون أحد أسبابه هو شغفه الشخصي بشأن الاهتمام بالتخصصات الرياضية، حيث أن الكرة الطائرة وتسلق الجبال هما أحد مجالات اهتمام وشغف المرشد الإيراني.

على سبيل المثال، أشار علي خامنئي عام 1983م بوصفه رئيسًا لإيران، في حوار تلفزيوني، إلى المباراة التاريخية بين فريق كرة القدم الوطني وبين اسرائيل في العصر البهلوي، قائلًا: “لقد كنتُ طالبًا شابًا في تلك الأيام حينما جئتُ إلى طهران.

 وكانت الأجواء العامة في طهران ضد الفريق الاسرائيلي، وعقب المباراة، أعرب الجميع عن سعادتهم إزاء هذا الفوز. وفي سيارة أجرة، كان السائق يقول هل رأيتَ كيف سجلنا الأهداف في الفريق الاسرائيلي، كان هذا يوضح مدى استياء الشعب من تعاون الشاه مع اسرائيل.”

بعد سنوات عدة أي عقب كأس العالم لعام 1998 في فرنسا، قبّل المرشد الإيراني، جبين حميد استيلي اللاعب بفريق كرة القدم الوطني، بسبب تسجيله هدف في المنتخب الأمريكي بضربة رأس وكان خامنئي قد قال” لم أكن أرغب في الاستيقاظ ومشاهدة المباراة، لأنها كانت في ساعة متأخرة من الليل وهو وقت نومي. ولكن حينما رأيتُ الدقائق الأولى من المباراة، قررتُ مشاهدة المباراة حتى النهاية.”

عقب ذلك الأمر، بات اللاعب الإيراني حميد استيلي ضمن دائرة اهتماماته الخاصة. وبعد نهاية عمره الكروي، كان أمامه إما أن يكون عضو الجهاز الفني لنادي برسبوليس أو مدرب هذا الفريق واليوم، يتولى استيلي تدريب فريق اميد الإيراني.

كما كان المرشد الإيراني يرسل رسائل تهنئة منفصلة وخاصة للاعب رفع الأثقال السابق بالفريق الوطني الإيراني حسين رضا زاده، إزاء كل فوز يحققه في المنافسات العالمية وفي الأولمبياد. وعقب انتهاء فترة تدريبه، وصل حسين رضا زاده إلى مجلس بلدية طهران ورئاسة اتحاد رفع الأثقال في إيران.

لا شك أن آية الله علي خامنئي، هو أهم معارض لأي مواجهة رياضية بين إيران واسرائيل. وفي 24 سبتمبر عام 2018م، وبعد أن أرسل رسول خادم الرئيس السابق لاتحاد المصارعة الإيرانية، رسالةً للمرشد الإيراني يدعوه إلى إصدار حكم بشأن مواجهة اللاعبين الإيرانيين والاسرائيليين، أصدر خامنئي حكمه النهائي. وقال مخاطبًا اللاعبين الإيرانيين الحائزين على الميداليات والذين كانوا قد شاركوا في بطولة جاكارتا الأسيوية: “لن تشارك جمهورية إيران الإسلامية في مباريات رياضية مع ممثلي النظام الغاصب، ونعتقد أن ما فعله علي رضا كريمي العام الماضي هو مثال للبطولة الحقيقية.”

لقد كان الهدف من تصريحات المرشد الإيراني، وضع سياسة عامة في الرياضة الإيرانية. فقد صرح في السابع من أغسطس عام 2019م، قائلًا: “إنني أؤمن دومًا بالمدرب الإيراني، واعتقد أنه (المدرب الإيراني) مناسب لبلادنا وأنديتنا والاتحادات الإيرانية.” وزعم أنه لا يتدخل، ولكنه لا يرى ضرورة في تواجد المدربين الأجانب في إيران.

بعد عدة ساعات، أكد الموقع الإعلامي للمرشد الإيراني عبر إعادة بث هذا الجانب من تصريحات المرشد الإيراني، على أن تواجد المدربين الأجانب في الرياضة الإيرانية، هو أمر غير مناسب.

في هذه الفترة، كان هناك العديد من المدربين الأجانب يعملون في إيران، أمثال “مارك فيلموتس” مدرب فريق كرة القدم الوطني، و”أندريا ستراماتشوني” مدرب فريق الاستقلال، و”غابرييل كالديرون” مدرب فريق برسبوليس، و”مصطفى دنيزلي” مدرب فريق تراكتور سازي، و”دراغان سكوسيتش” مدرب فريق نفط آبادان، و”ايجور كولاكوفيتش” مدرب فريق كرة الطائرة الوطني الإيراني.

بعد أقل من خمسة أشهر من تصريح المرشد الإيراني، عاد مارك فيلموتس إلى بلجيكا. كذلك فسخ أندريا ستراماتشوني تعاقده في منتصف الموسم الأول وبعد أن وصل مع فريقه الاستقلال إلى أعلى الترتيب، وعاد إلى إيطاليا. كما ترك مصطفى دنيزلي تدريب فريق تراكتور سازي. وكذلك سافر غابرييل كالديرون مدرب برسبوليس عقب فوزه مع هذا الفريق ببطولة الموسم الأول، إلى الأرجنتين، وأعلن أنه لن يعود إلى طهران مرة أخرى.

يبدو أن الكلمة الرئيسية لاحتجاج كافة هؤلاء المدربين هي “المشاكل المالية”. فقد تحول عجز الأندية واتحاد كرة القدم الإيراني عن دفع رواتب المدربين الأجانب، إلى أحد مشاكل المدراء التنفيذيين للرياضة في إيران. إن العقوبات المصرفية التي تفرضها أمريكا على إيران وكذلك عدم انضمام إيران لمجموعة العمل المالي الخاصة “FATF”، هي أهم الأسباب التي تحول دون حصول المدربين الأجانب على رواتبهم ومستحقاتهم كاملة.

على سبيل المثال، تم اتهام أندريا ستراماتشوني المدرب الإيطالي المستقيل لنادي الاستقلال، بغسل الأموال بسبب أن أحد صرافات مدينة روما، كانت قد أودعت راتبه في حسابه المصرفي.

في الوقت نفسه، فإن اعتماد نفس المشكلة، على أنها سبب رحيل المدربين الأجانب عن كرة القدم الإيرانية، هو أمر يصعب تصديقه حيث ظل العديد من المدربين في إيران رغم المشاكل المالية للأندية واتحاد كرة القدم مثل “برانكو ايفانكوفيتش” و”نيلو فينجادا” و”كارلوش كي روش”، وبعضهم حصل على مستحقاتهم كاملة بالإضافة إلى الغرامة التي تم تحديدها من قبل الفيفا، عبر تقديم شكوى إلى الاتحاد العالمي لكرة القدم.

عام 2009، أوضح اتحاد كرة القدم الإيراني، لأول مرة أن هناك بند في عقد المدرب الأجنبي، ينص على أن مدرب الفريق الوطني قادر على فسخ عقده بشكل أحادي الجانب في حالة حدوث أي فوضى سياسية أو وقوع حرب أو تهديدات إرهابية داخل إيران.

عقب رحيل فيلموتس عن إيران، زعمت صحيفة “جول” الرياضية أن أحد شروط المدرب البلجيكي للتعاقد مع اتحاد كرة القدم، هو تمتعه بالحرية في عدم الإقامة في طهران. كما أنه كان قد طلب ألا تقيم زوجته وأسرته في إيران.

كما كانت دليلا استراناتشوني زوجة أندريا استراماتشوني، أحد المعارضين لتواجده في إيران مرة أخرى. فقد كتبت على صفحتها الشخصية بموقع الانستغرام عقب فوضى واحتجاجات نوفمبر الماضي، عن الظروف المعيشية الصعبة والحياة بدون إنترنت في إيران.

ويبدو أن أحد اسباب رحيل غابرييل كالدرون عن برسبوليس، هي الفوضى الأخيرة في إيران وخطر وقوع حرب بها.

إلى جانب كل هذا، مارست الأندية والاتحادات الرياضية الإيرانية العديد من الضغوط على المدربين الأجانب من ناحية دفع الرواتب أو توفير الإقامة. يبدو أن هذا التغير في النهج، هو جانب من السياسة التي تم إملاءها من قبل المرشد الإيراني.

قد يكون السبب هو تعيين “فرهاد مجيدي” مدربًا لنادي الاستقلال، والتشاور مع “علي دائي” للتواجد في نادي برسيبوليس، بالإضافة إلى إدراج أسماء “يحيى غول محمدي” و “أمير قلعه نويي” على قائمة المدربين المحتملين للمنتخب الإيراني.

إن المرشد الإيراني البالغ من العمر 80 عام، بات يفكر الآن في إرثه السياسي والثقافي والرياضي في إيران. وكما تعاني السياسة والثقافة الإيرانية من سوء الإدارة، فإن تخريب ما يسمى بالرياضة الإيرانية سيكون أيضًا أحد جوانب إرث المرشد.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

بعد حملات على مواقع التواصل الاجتماعي: الألاف من العراقيين يرفضون التدخل الإيراني

10 يناير 2020
أحمد سلوم
١ دقيقة للقراءة
بعد حملات على مواقع التواصل الاجتماعي: الألاف من العراقيين يرفضون التدخل الإيراني