فرامرز داور – إيران وير
في واحدة من أشهر الكتابات والوثائق التي نُشرت من قبل مسؤولين حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مر التاريخ حتى الآن، قام “حسام الدين آشنا”، مستشار وكبير مساعدين “حسن روحاني” بتهديد جميع العاملين الإيرانيين في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية، عبر تغريدة له على حسابه الشخصي في تويتر وعلى سائر حساباته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.
أثناء الساعات التي تعرض خلالها الرأي العام لصدمة من تصريحات كبار المسؤولين في بعض الدول، ومن ضمنهم رئيس وزراء كندا الذي اتهم الجمهورية الإسلامية باستهداف الطائرة الأوكرانية المنكوبة بواسطة الدفاع الجوي، اتبع مستشار حسن روحاني الأسلوب الرائج في الجمهورية الإسلامية والمبني على التهديد الفوري ومحاولة حظر نشر التفاصيل إعلاميًا.
كتب حسام الدين آشنا: “نُحذر العاملين الإيرانيين في وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية بالامتناع عن المشاركة في الحرب النفسية المتعلقة بالطائرة الأوكرانية والتعاون مع المناهضين لإيران”.
في المعتاد تنتهي مثل هذه التحذيرات من قبل مسؤولي الجمهورية الإسلامية في داخل الأراضي الإيرانية، بالاستدعاء والاعتقال وصدور أحكام بالسجن وحظر مزاولة المهنة من قبل السلطة القضائية.
لكن في حالة وسائل الإعلام لا تزال أنشطتها داخل الحدود الإيرانية، ينتهي الأمر بتهديد العاملين فيها وأذية عائلاتهم وحرمانهم من حقوقهم الاجتماعية بسبب مزاولة المهنة في وسائل الإعلام التي تعمل بحرية حتى في دول جوار إيران المتضررة من الحرب.
تهكم أحد الساخرين على كبير مستشارين حسن روحاني في أول تعليق على تغريدته، قائلًا: “أرسل ذوي الملابس المدنية (قوات أمنية تابعة للحرس الثوري والباسيج في الداخل الإيراني) إلى تويتر، يحتوون لك الاحتجاجات في ظرف يومين!”
وكتب له صحفي من داخل إيران أيضًا: “يا سيد آشنا لا تهدد صحفي!”.
اتهمت الحكومة الإيرانية في حدث غير مسبوق بعد احتجاجات نوفمبر 2019م، وسيلة إعلام في خارج الدولة وكذلك العاملين بها، بمزاولة “أنشطة إرهابية” بسبب تغطيتها الإخبارية للاحتجاجات والقمع، وكان تصرف غير مسبوق نهائيًا في العالم والهدف منه إسكات وسائل الإعلام حول ما يتعلق بإيران وأساليب النظام الحاكم فيها.
على مدار أعوام يتحدث العاملين في وسائل الإعلام الإيرانية والإيرانيين العاملين في وسائل إعلام أجنبية، عن المعاملة القاسية والرقابة الشاملة وتعرضهم لشتى أنواع الضغوط من قبل الجمهورية الإسلامية.
لكن توثيق هذا الوضع واطلاع عامة الشعب عليه بواسطة كبير مستشارين رئيس الجمهورية، كان حدث غير مسبوق.
مثل هذه التهديدات من قبل، كانت تحدث مع الآخرين بصورة شفاهية وغير قابلة للتوثيق وبعضها كان يتم بأوامر “سرية” من قبل “المجلس الأعلى للأمن القومي” كمحاولة للسيطرة على النطاق الإعلامي.
السيطرة على الإعلام في إيران خلال احتجاجات نوفمبر 2019م، كانت لها أبعاد غير مسبوقة وكان نظام الجمهورية الإسلامية يقوم بقمع دموي للمحتجين في الشوارع، وقام بقطع اينترنت في جميع أنحاء الدولة لأول مرة بهدف منع تداول صور القمع.
بعد هذا التصرف الذي صدم الرأي العام الإيراني وكان أمر لا يمكن تصديقه بالنسبة للمراقبين الدوليين من قبل، ظهر شكل من الأشكال المختلفة لأساليب الجمهورية الإسلامية في قمع حرية الصحافة للعالم بأسره.
تغريدة كبير مستشارين حسن روحاني الذي يصوره بأنه نخبة علوم الاتصالات والمعرفة الإعلامية، كانت دليلًا آخر على عقلية الهيمنة والتحريض والعنف لدى مسؤولين الجمهورية الإسلامية تجاه وسائل الإعلام والذي الآن هو بصورة موثقة في معرض حكم الرأي العام وليس “سريًا” مثل الأوامر الداخلية.
از بخش پاسخگویی دیدن کنید
در این بخش ایران وایر میتوانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راهاندازی کنید
إرسال تعليق