تجدد الاحتجاجات الأسبوعية لسكان زاهدان ضد الجمهورية الإسلامية "القمعية"

خرج مئات من سكان مدينة زاهدان الإيرانية إلى الشوارع يوم 2 يونيو/حزيران، وهي الجمعة الخامسة والثلاثين على التوالي من المظاهرات ضد الملالي الشيعة الذين يحكمون البلاد.

وتجمّع المتظاهرون حول المسجد المكي الكبير بعد صلاة الجمعة مرددين شعارات مثل "نرفض الجمهورية الإسلامية" و"تسقط الحكومة القمعية التي تقتل الأطفال الأبرياء".

وتردد صدى هتافات "بدماء رفاقنا حتى النهاية" و"سأقتل من قتل شقيقي" في شوارع المدينة المضطربة جنوب شرقي البلاد.

كما دعا المتظاهرون إلى "الحرية والمساواة للأكراد والبلوش والأذريين".

وقبيل المظاهرات الأسبوعية، استنكر إمام صلاة الجمعة السني في زاهدان بشدة الاعتماد المالي للحوزات الدينية ورجال الدين على الحكومة، قائلاً إنّ مثل هذا الاعتماد يخنق قدرة العلماء على معالجة القضايا الاجتماعية المهمة.

واستغلّ مولوي عبد الحميد خطبته لحثّ العلماء على الوقوف والتحدث ضد التحديات التي يواجهها الناس.

وأعرب رجل الدين البالغ من العمر 76 عامًا عن قلقه من أنّ غالبية السكان يعانون من الفقر والحرمان بينما يكتسب قلة مختارة، بما في ذلك بعض العلماء، ثروات طائلة.

ومثّل عبد الحميد، أبرز رجل دين سني في إيران، الصوت المعارض الرئيسي داخل إيران منذ اندلاع الاحتجاجات على مستوى البلاد في سبتمبر/أيلول 2022 للمطالبة بتغييرات اقتصادية واجتماعية وسياسية أساسية.

زاهدان هي عاصمة مقاطعة سيستان وبلوشستان، وموطن الأقلية البلوشية السنية في إيران التي يصل تعداد سكانها إلى مليوني نسمة. وتشهد المدينة مسيرات احتجاجية كل يوم جمعة منذ 30 سبتمبر/ أيلول، يوم قتلت قوات الأمن نحو 100 شخص في أكثر الحوادث دموية في المظاهرات واسعة النطاق.

وبحسب نشطاء، ردّت قوات الأمن الإيرانية على حركة الاحتجاج بوحشية، فقتلت أكثر من 520 شخصًا خلال المظاهرات واعتقلت بشكل غير قانوني أكثر من 20 ألف آخرين. كما أصدر القضاء، بعد محاكمات متحيزة، أحكاما صارمة على المتظاهرين، من بينها عقوبة الإعدام.

وشهدت المناطق الكردية الغربية ومحافظة سيستان وبلوشستان حراكاً مكثفاً للاحتجاجات والقمع للمعارضة.