close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

السجن 170 سنة للبهائيين الإيرانيين في العام المنصرم

30 مارس 2022
Kian Sabeti
٥ دقيقة للقراءة
السجن 170 سنة للبهائيين الإيرانيين في العام المنصرم

طيلة الـ43 سنة الماضية أَعمل النظام الإيراني بحق البهائيين صنوفاً من الأذى والضغوطات التي لم تتوقف قَطُّ. وفي بعض الفترات مثل أوائل ثمانينيات القرن المنصرم وصلت هذه الضغوطات إلى الحد الأقصى، وفي بعض الفترات الأخرى مثل أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين تقلصت هذه الضغوطات. ومع ذلك، فإن ما لم يتوقّف قَطُّ هو منع البهائيين من الدراسة الأكاديمية، وفصلهم من العمل، وعدم منحهم تراخيص العمل أو إغلاق محلاتهم بالشمع الأحمر، ومصادرة أملاكهم وممتلكاتهم، وهدم مقابرهم أو ختمها بالشمع الأحمر، واستدعاؤهم إلى الاستخبارات، وتفتيش منازلهم، وتحريمهم من حرية الرأي ومن حق تشكيل اجتماعاتهم الدينية بحرية.

على أن السنة الإيرانية 1400 الهجرية الشمسية المنصرمة (21 مارس/آذار 2021 – 21 مارس/آذار 2022 الميلادية) كانت من أصعب السنوات على البهائيين الإيرانيين في ظل نظام الجمهورية الإسلامية.

كم عدد البهائيين الذين حكمت عليهم محاكم الثورة الإسلامية بالسجن؟

في العام الفائت وصلت الأحكام القضائية بحق البهائيين إلى أعلى الأرقام في السنوات الماضية. وحكمت محاكم الثورة على ما لا يقل عن 36 بهائياً بالسجن تتراوح بين سنة إلى 12 سنة باتهامات من قبيل "الترويج ضد النظام" و"النشاط ضد الأمن القومي عن طريق تشكيل مجموعة غير قانونية والانتماء إليها". وهذان الاتهامان يشيران إشارة غير مباشرة إلى المعتقدات الدينية-المذهبية للمحكومين قضائياً. وقد جاء حق التعبير عن حرية المعتقد واتّباع المعتقدات الدينية (أن تَكون بهائياً) وحضور الاجتماعات المذهبية المرتبطة بالدين البهائي معكوسةً في الأحكام الصادرة؛ فوردت تحت مسميات الترويج ضد النظام، وتشكيل مجموعة غير قانونية والانتماء إليها.

في العام المنصرم حُكِم على 14 بهائياً من طهران، و8 من شيراز، و6 من برازجان، و4 من يزد، و2 من بابل، وواحد من الأهواز، وواحد من دماوند، بناء على الاتهامات الآنفة الذكر بالسجن ما مجموعُه 170 سنة و3 أشهر.

كم عدد البهائيين الذين سُجِنوا في العام الماضي؟

في السنة 1400 الهجرية الشمسية تم استدعاء 28 بهائياً لتنفيذ حكم السجن الصادر بحقهم؛ من هؤلاء 6 في بندرعباس، و4 في بوشهر، و2 في سمنان، وواحد في رجائي شهر، وواحد كان يقضي محكوميته في سجن كرج المركزي.

وتم استدعاء 19 بهائياً لتنفيذ الحكم فيهم ونقلهم إلى سجون أخرى في إيران. وكانت أحكام هؤلاء الـ19 تتراوح بين السجن ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر. وقد أُطلِق سراح بعضهم بعد انقضاء محكوميتهم أو حملوا معهم سوارات إلكترونية وخرجوا من السجن. كما تُمكِن إضافة استدعاء 9 بهائيين في محافظة ألبرز ممن لم يُنفَّذ حكمهم حتى الآن.

كم عدد البهائيين الذين تم اعتقالهم في السنة الفائتة؟

في السنة الماضية تم تفتيش البهائيين واعتقالهم في عدة مدن إيرانية. وقد تم اعتقال ما لا يقل عن 45 بهائياً، ثم أُفرِج عنهم بسند كفالة. وهم جميعاً ينتظرون عقد المحاكم وصدور أحكامهم. وتُمكِن إضافة هذا العدد إلى مئات آخرين ممن اعتقلتهم قوات الأمن في الأعوام الماضية، وهم ينتظرون عقد المحاكم وصدور الأحكام بحقهم وتنفيذها.

بدأ اعتقال البهائيين في أول شهر من السنة الماضية (أبريل/نيسان 2021)؛ فاعتُقل 7 بهائيين من شيراز. ثم اتسعت رقعة الاعتقالات إلى المدن الأخرى؛ ففي 13 أبريل/نيسان تم اعتقال منيجة أعظميان بعد تفتيش منزلها في بابل. ثم اعتقل 11 بهائياً في بهارستان في أصفهان، واثنان في شيراز في مايو/أيار. وشهدت أشهر السنة الأخرى اعتقال 7 بهائيين في شيراز، و7 في ماهشهر، و3 في طهران، و2 في بابل، وواحد في قائم شهر، و3 في مارليك في طهران، وواحد في ساري، وواحد في تبريز.

كيف كانت أوضاع القرويين البهائيين في العام المنصرم؟

بدأ إلحاق الأذى بالقرويين البهائيين وفرض الضغوطات عليهم منذ الأشهر الأولى من انتصار الثورة الإسلامية في 1979. في البداية كانت هذه الضغوطات تَحدث من خلال تهييج رجل الدين أو المعمَّم للمتعصبين المقيمين في المنطقة، لكن بعد فترة أصبحت تَحدث على عين النظام وبإشرافه، وما تزال مستمرة حتى اليوم. والهدف منها أمران اثنان: أولهما إجبار القرويين البهائيين على ترك عقيدتهم واعتناق الإسلام؛ والثاني إلقاء اليأس في نفوس البهائيين الذين لم يتخلَّوا عن دينهم ولم تُفلِح الجهود في طردهم من قراهم ومن أراضيهم وأماكن إقامتهم.

كانت تلك الضغوطات تَحدث للقرويين البهائيين لأسباب مختلفة؛ منها أن النظام الإيراني كان يعتقد أن الشريحة القروية هشة وحياتهم مرتبطة بالأرض وبمواشيهم، وأنهم سيتخلون عن عقيدتهم من خلال فرض الضغوط عليهم، ومَن لم يعتنق الإسلام منهم فسيطردهم من القرى إلى المدن.

السبب الآخر هو أن القرويّ طالما كان في رؤية الإيرانيّين شخصاً نزيهاً وبسيطاً ومحترماً. ولم يستطع النظام الإيراني أن يرى في بلد إسلامي قريةً أفرادُها يتسمون بهذه السمات ويعتنقون الدين البهائي. وبالتالي كان يُجبرهم إما على اعتناق الإسلام وإما على ترك القرية.

السبب الثالث الذي يمكن ذكره هو أن النظام كان يمنع توزع البهائيين في المدن، وإذا ما اجتمعوا في المدن كانوا تحت سيطرته أكثر. واللافت أن لضغوط النظام الإيراني على البهائيين القرويين ضريبةً أقل له من ناحية حقوق الإنسان؛ ذلك أن كثيراً من القرويين لا يعرفون طريقة التواصل مع الإعلام وحقوق الإنسان في العالم، وبالتالي لا تنعكس الضغوط عليهم في الأخبار إلا قليلاً؛ وهذا يُعَدّ امتيازاً للنظام الإيراني الذي يتوسل بكل السبل للوصول إلى أهدافه في مقابل القرويين البهائيين.

من مشاكل البهائيين الإيرانيين في العام المنصرم هدمُ 50 منزلاً ومصادرة 27 مِلكاً لصالح لجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني في قرية إيول في محافظة مازندران؛ ومصادرة وبيع 13 قطعة أرض زراعية في قرية كتا في محافظة كهغيلويه وبوير أحمد، وهدم منازل ثلاث أُسَر، والاستيلاء على 14 قطعة أرض في قرية روشنكوه من أعمال مدينة ساري على يد إدارة الموارد الطبيعية في محافظة مازندران.

لماذا صُودِرت أموال وممتلكات البهائيين في العام الفائت؟

يقول "ديان علائي"، ممثل البهائيين في الأمم المتحدة في جينيف: "إن قادة إيران يُفقِرون البهائيين ويُشرِّدونهم، ويَجمعون الثروات لأنفسهم. وقد تَكون مصادرات الأموال والممتلكات التي تمت في محافظات سمنان ومازندران وكهيغيلويه وبوير أحمد هي بداية لعملية المصادرة هذه". وقد جاءت تصريحات ممثل البهائيين بعد أن صُودِرت ممتلكات قرى إيول وروشنكوه وكتا، وبعد إصدار محكمة الثورة الإسلامية في محافظة سمنان أمراً بمصادرة ممتلكات 6 بهائيين بطلب من "لجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني". كذلك أصدرت المحكمة الخاصة بمادة 49 من الدستور الإيراني في مازندارن حكماً بمصادرة ممتلكات "ملك شيدا"، المواطن البهائي المقيم في قائم شهر لصالح "لجنة تنفيذ أمر الإمام الخميني".

ما المشكلات التي تعترض البهائيين ما عدا الأحكام القضائية؟

سيراً على النهج المتّبَع في العقود الأربعة السالفة، يُحرَّم عشرات الشباب البهائيين من التسجيل في الجامعات الإيرانية وبالتالي من الدراسات العليا أيضاً. على سبيل المثال حصل "فروتن رحماني" على المرتبة 109 على مستوى إيران في امتحانات الرياضيات الفيزيائية، لكنه حُرِّم من الدراسة في الجامعة لأنه بهائي. كما أن الضغوط الاقتصادية على البهائيين استمرت في السنة الماضية؛ فأَغلقت دائرة الأماكن بالشمع الأحمر محلات ما لا يقل عن ستة بهائيين في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في قائم شهر. وحصل ذلك بسبب إغلاق البهائيين محلاتهم في أيام عطلهم الدينية.

إنّ هدم مقابر البهائيين أو منع دفع المتوفَّى مشكلة أخرى يعاني منها البهائيون منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية حتى اليوم. وفي العام المنصرم، لم يُسمَح للبهائيين المقيمين في طهران بدفن موتاهم في القسم المتعلق بالموتى البهائيين في مقبرة خاوران؛ وقد حُلّت هذه المشكلة بعد فترة من متابعة البهائيين لهذه القضية.

ما ورد أعلاه هو غيض من فيض الأذى والضغوط الممارَسة على البهائيين في العام الإيراني الهجري الشمسي المنصرم؛ وهي ضغوط تَحدث لا لشيء إلا لأن للبهائيين معتقداتٍ قلبيةً تختلف عن معتقدات النظام الإيراني.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

ما الهرم المقلوب في كتابة الخبر وإعداده؟

30 مارس 2022
خبرنگاری جرم نیست
٤ دقيقة للقراءة
ما الهرم المقلوب في كتابة الخبر وإعداده؟