الحكم على سيدتين بهائيتين وسجناء رأي بالسجن لعشرة سنوات أخرى

حُكم على سيدتين إيرانيتين بهائيتين، هما فريبا كمال أبادي ومهفاش ثابت، اللتان قضتا 10 سنوات في سجن إيفين بطهران كسجينتي رأي بسبب معتقداتهما البهائية، بالسجن لمدة 10 سنوات أخرى.

تم القبض على كمال أبادي البالغة من العمر 60 عامًا، وثابت البالغة من العمر 69 عامًا، لأول مرة في عام 2008 كأعضاء في مجموعة غير رسمية عملت على تلبية الاحتياجات الرعوية الأساسية للطائفة البهائية. وحُكم على جميع أعضاء هذه المجموعة، بمن فيهم خمسة رجال وامرأتان، والتي عملت بمعرفة السلطات الإيرانية، بالسجن 10 لمدة  سنوات بسبب معتقداتهم. أخيرًا تم إطلاق سراح كمال أبادي وثابت والآخرين في عام 2018.

تم القبض على السيدتين في 31 يوليو/تموز في بداية حملة جديدة ضد الأقلية الدينية البهائية في إيران. وهذه هي المرة الثانية التي تحتجز فيها السلطات الإيرانية كلاهما.

قالت الدكتورة شيرين عبادي ، الحائزة على جائزة نوبل والمحامية عن هذه المجموعة أثناء محاكمتها الأولى في عام 2008 إنه "لم يتم تقديم أي دليل" لإثبات اتهامات الأمن القومي أو اي مزاعم أخرى. ولم يتم تقديم أي دليل جديد في هذه المحاكمة الأخيرة.

أفاد المجتمع البهائي الدولي اليوم أن آخر حكم بالسجن صدر بعد محاكمة استمرت ساعة واحدة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني في طهران، بعد أربعة أشهر تقريبًا من اعتقال السيدتين. وورد أن القاضية إيمان أفشاري، رئيسة الفرع 26 لمحكمة الثورة، وبّخت السيدتين لأنهما "لم تتعلما الدرس" بعد سجنهما لأول مرة.

قالت سيمين فاهنديج، ممثلة المجتمع البهائي الدولي لدى الأمم المتحدة: "إنه لأمر مؤلم للغاية أن تعلم أن هاتين السيدتين البهائيتين، إحداهما تبلغ من العمر 70 عامًا تقريبًا، والتين قد فقدتا حتى الآن عقدًا من حياتهما في السجن ظلماً بسبب معتقداتهن، سيتم سجنهما مرة أخرى لمدة 10 سنوات أخرى بنفس التهم السخيفة. إن فريبا ومهفاش هما زوجتان وأمهات وجدات لأسر اضطرت بالفعل لتحمل غيابهما لمدة 10 سنوات قاسية. بدلاً من تعويض هذه العائلات عن السجن الجائر الذي عانوه، تكرر الحكومة الإيرانية نفس القسوة للمرة الثانية. هذه العقوبة السخيفة، التي صدرت دون أي أساس من الأدلة، تشكل استهزاءً مطلقًا بالنظام القضائي الإيراني حيث يترأس القضاة المحاكمات كمدعين عامين وقضاة وهيئة محلفين في آن واحد".

صعدت مهفاش ثابت إلى الصدارة العالمية بعد نشر مجموعة من القصائد التي كتبتها في السجن باللغة الإنجليزية تحت عنوان قصائد من السجن. حازت ثابت على جائزة منظمة القلم الدولية باعتبارها كاتبة الشجاعة الدولية لعام 2017.

تم سجن العديد من الإيرانيات البارزات الأخريات في نفس الوقت مع كمال أبادي وثابت خلال أول سجن لهن. فايزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، التي عادت هي نفسها إلى السجن بسبب دعمها لمطالب النساء في إيران، وتصدرت الناشطة نسرين ستوده، المسجونة حاليًا أيضًا، عناوين الصحف عندما زارت كمال أبادي أثناء احتجازها وبعد الإفراج عنها.

وقالت الصحفية الإيرانية الأمريكية روكسانا صابري، التي تشاركت الزنزانة مع السيدتين البهائيتين، إنهما أصبحتا مصدر راحة وأمل لزملائهما في السجن.

وأضافت فاهنديج،: "في الوقت الذي تصف فيه مجلة تايم النساء الإيرانيات بـ" أبطال العام"، فقد اعترف المجتمع الدولي بحق بشجاعة وبطولة جميع النساء الإيرانيات، حيث يقمن بحزم في المطالبة بالعدالة والمساواة في مواجهة القمع العنيف والوحشي لحقوقهن وللخسارة في الأرواح التي تشهدها إيران. إن فريبا ومهفاش هما سيدتان من بين هؤلاء النساء، واللتين أيدتا وعززتا المساواة بين المرأة والرجل لسنوات عديدة، ودعتا إلى العدالة والحقيقة، ونتيجة لذلك، دفعتا بالفعل ثمناً باهظاً لدعم هذه المبادئ. دعونا نقف جميعًا إلى جانبهن الآن، ومع جميع الإيرانيات، لنخبر الحكومة الإيرانية أنه يجب عليها إلغاء هذه العقوبة، وإطلاق سراح فريبا ومهفاش وجميع سجناء الرأي الآخرين، وتفكيك كل جزء من آليتها القمعية التي تنتهك بشكل منهجي حقوق الإنسان الخاصة بشعبها".

نشرت إيران وير تقريراً عن حملة القمع المكثفة على البهائيين الإيرانيين منذ اعتقال السيدتين البهائيتين في 31 يوليو/تموز. تم الإبلاغ عن جولة جديدة من الاعتقالات قبل أربعة أيام فقط، حتى مع ورود تقارير تفيد بأن السلطات تسيء معاملة بهائي مسجون وتضغط عليه للاعتراف القسري على شاشة التلفزيون. انضم العديد من ممثلي هوليوود إلى جوقة دولية لدعم البهائيين في أوائل سبتمبر/أيلول، قبل أيام فقط من بدء الأزمة الوطنية التي أشعلها اغتيال الشرطة لمهسا أميني.

صوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مؤخرًا لإنشاء بعثة خاصة لتقصي الحقائق للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في إيران منذ وفاة أميني - والتي دعا خلالها المجتمع البهائي الدولي أيضًا الحكومة الإيرانية إلى احترام حقوق جميع المواطنين الإيرانيين.