close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

رسالة صادمة لصحفية إيرانية حول الاعتداءات الجنسية على المعتقلات

28 ديسمبر 2022
نرگس محمدی
٥ دقيقة للقراءة
نرجس محمدي الصحفية والناشطة في مجال حقوق الإنسان تبعث برسالة صادمة عن الاعتداءات الجنسية التي تتعرض  لها المعتقلات
نرجس محمدي الصحفية والناشطة في مجال حقوق الإنسان تبعث برسالة صادمة عن الاعتداءات الجنسية التي تتعرض  لها المعتقلات

في اليوم المائة منذ بدء الاحتجاجات على مستوى البلاد رداً على وفاة مهسا أميني في عهدة شرطة الآداب، بعثت الصحفية والناشطة في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي برسالة من داخل سجن إيفين، تطالب العالم بالاهتمام بالاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها النساء اللواتي تم اعتقالهن خلال هذه الاحتجاجات.

في عام 2010 حُكم على محمدي بالسجن 11 عامًا، قبل أن تشدد العقوبة إلى 16 عامًا بعد إلقائها كلمة أثناء الإفراج عنها بكفالة، تنتقد معاملة النزلاء في إيفين.

في وقت سابق من هذا الشهر، أدرجت "بي بي سي" محمدي ضمن قائمتها المكونة من 100 امرأة ملهمة ومؤثرة من جميع أنحاء العالم لعام 2022.

وفيما يلي النص الكامل لرسالة محمدي من داخل السجن.

بينما كنا نلعب الكرة الطائرة في ساحة السجن يوم الثلاثاء، قال أحدهم إنّ "بي بي سي" اختارتني مع نيلوفر بياني وسيبيده جوليان كنساء شجاعات (لهذا العام). في تلك الليلة كان جناحنا المكون من 64 نزيلة يعجّ بالبهجة والاحتفالات. شعرنا بالقوة والدوافع المضاعفة لأن هؤلاء النساء السجينات الثلاث وُضعن على قائمة النساء الملهمات والمؤثرات في العالم، خاصة في وقت احتلت فيه النساء طليعة حركة الاحتجاج الأخيرة في إيران.

في تلك الليلة فكرتُ في أنّ الشجاعة، كفضيلة إنسانية، تستحق الاحترام والثناء وتجعل الإنسان ينمو. لكن الحقيقة هي أنه عندما تتم ملاحظة الأنشطة والمساعي والإبلاغ عنها، فإنها تكثف تأثيرها على حياة الناس، وتقوي جرأة الشخص وشجاعته، وبالطبع تضمن سلامة الفرد إلى حد ما في البلدان التي تحكمها حكومات قمعية.

ما أريد قوله هو أنه، لولا وسائل الإعلام، لما كان للعديد من الأحداث والحركات والنشطاء وأولئك الذين يقاتلون مثل هذا التأثير على العالم من حولهم. بل كانوا سيأثرون على عدد محدود من العقول، وستهدر حياة مزيد من النشطاء والمقاتلين، على الرغم من شجاعتهم ومثابرتهم ومثاليتهم.

تشهد بلادي منذ شهور احتجاجات واسعة في الشوارع، وانتفاضة كبيرة للشعب الذي يريد الانتقال السلمي من الجمهورية الإسلامية، وتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإنهاء الاستبداد. لقد لعبت النساء دورًا هاماً في هذه الحركة الاحتجاجية، وفي محاولتها لقمعها، كثفت هذه الحكومة المستبدة العنف ضد المرأة.

استخدام الاعتداء الجنسي على نطاق واسع ضد المعتقلات

إن الاعتداء الجنسي على النساء كأداة للضغط عليهن وقمعهن ليس بالأمر الجديد، وقد تم استخدامه في الأحداث الأخيرة على نطاق واسع أثناء الاعتقالات وفي مراكز الاحتجاز. مما دفعني إلى الاحتجاج على الاعتداءات الجنسية ومحاولة الكشف عنها ووقفها. أناشدكم لمساعدتنا في إبلاغ العالم كي نتمكن من وقف هذه الممارسة غير الإنسانية لقمع النساء.

في الأسابيع القليلة الماضية، تم نقل عدد من اللواتي تم اعتقالهن خلال الأحداث الأخيرة من الحبس الانفرادي في أجنحة الأمن في إيفين ومن مراكز الاحتجاز المجهولة وسجن قرشك في وارامين إلى جناح النساء المجتمعي في سجن إيفين، وهم يروين قصصًا مروعة عن اعتداءات جنسية.

قبل شهر تم نقل أحد المعتقلات التي اختُطفت في الشارع إلى الحجر الصحي في جناحنا في إيفين. كانت شابة وناشطة معروفة، ورغم التجربة المؤلمة للاعتداء الجنسي وصلت بمعنويات عالية جدًا وقوية. في اللحظة التي وصلت فيها إلى الحجر الصحي، اشتكت إلى السجن كتابيًا من الضابط الذي اعتدى عليها وطالبت باتخاذ إجراء.

لقد رأيتُ كدمات وندوب على معصميها ومعدتها. لم يتم القبض عليها من بين المتظاهرين في الشارع، بل أثناء ذهابها من منزلها إلى مكان آخر. ومع ذلك، فقد عوملت بعنف عندما ألقي القبض عليها. حيث تم تقييدها وربط يديها ورجليها بخطاف فوق رأسها في السيارة ونقلها إلى السجن. بينما كانت معلقة هكذا، تحرش بها الضباط بأيديهم. لم يتم تجاهل شكواها فحسب، بل تم نقلها إلى سجن قرشك النائي بعد أربعة أيام، على الرغم من احتجاجاتنا واعتصاماتنا في الجناح.

قبل أيام قليلة، نُقل عدد من ناشطات الحقوق المدنية المعروفات من سجن قرشك في وارامين إلى جناح النساء في إيفين. لقد روينَ قصصًا عدة عن إساءة معاملة المعتقلات والمتظاهرات والتحرش بهن. وتم إخبار موظفي الحكومة الذين زاروا سجن قرشك بهذه القصص، وسمعوا احتجاجات ضد الاعتداءات الجنسية الجسدية واللفظية عدة مرات.

المسؤولون يتجاهلون الشكاوى

على سبيل المثال، في 9 ديسمبر/كانون الأول، كاظم غريب آبادي، نائب القضاء المسؤول عن حقوق الإنسان، وقبله حياة الغيب وعدد من أعضاء البرلمان وبينهم زهرة اللهيان، ذهبوا إلى سجن قرشك لتفقد ظروف المعتقلين، وسمعوا تلك القصص والشكاوى ووعدوا بمتابعتها. لكن لسوء الحظ، لم يكن هناك تحقيق فحسب، بل أنكرت الإذاعة والتلفزيون الحكومي، في برنامجها 20:30 الأمر برمته، وفي اللحظة التي احتجت فيها ناشطات الحقوق المدنية، بمن فيهم فيدا رباني وموزجان إنانلو، وتابعوا الأمر. تم نقلهن من قرشك إلى إيفين حتى لا يُسمع صوت المعتقلات.

اقتاد ضابطي أمن امرأة ألقي القبض عليها في الشارع على دراجة نارية - إحداهما جلس أمامها للقيادة والآخر في الخلف كحارس. وفي الطريق تعرضت المرأة للاعتداء الجنسي بشكل متكرر.

وتعرضت امرأة أخرى، تم اعتقالها في مظاهرة، لاعتداء جسدي من قبل المحقق في منطقة ثديها في زنزانة الاستجواب في سجن قرشك وغادر المحقق الزنزانة عندما بدأت المرأة بالصراخ احتجاجًا.

انتهاكات مروعة في مركز شابور للتحقيق الجنائي

تتعرض النساء غالباً للاعتداء اللفظي بألفاظ نابية جنسية وإشارات إلى الأعضاء التناسلية في الشارع عندما يتم القبض عليهن، وبعد ذلك في مراكز الاحتجاز المؤقتة. ومن الحالات التي تجعل الاعتداء الجنسي الجسدي واللفظي على النساء ممكنًا هي حين يتم إرسالهن من سجن قرشك إلى مركز شابور للتحقيق الجنائي.

شابور هو أحد أكثر مراكز الاحتجاز شهرة ورعبا في طهران، حيث تتم ما يسمى بـ "الاستجوابات الفنية" التي عادة ما يضربون فيها المعتقلين ويعلقونهم من السقف ويعذبونهم جسديا لإجبارهم على الاعتراف. ولقي عدد كبير من المحتجزين حتفهم أثناء الاستجوابات هناك.

غالبًا ما يتم نقل المعتقلين المتهمين بجرائم خطيرة مثل السرقة والقتل وجرائم أخرى إلى مركز شابور لإجراء "استجوابات فنية". وهذا يُطرح سؤالاً جادًا: لماذا يتم نقل فتيات يبلغن من العمر 17 و 18 عامًا إلى شابور؟

الحقيقة هي أن وصف تلك الاعتداءات الوقحة يمكن أن يرهب العائلات، ولكن من ناحية أخرى، فإنّ عدم الكشف عن هذه الجرائم من شأنه أن يساهم في استمرار تطبيق هذه الأساليب القمعية ضد المرأة. لذلك نعتقد أنه يجب الإبلاغ عن الاعتداءات ضد الناشطات والمقاتلات والمتظاهرات في إيران على نطاق واسع وبقوة على المستوى العالمي حتى نتمكن من إيقافها وتغيير قضية التحرش بالنساء من أداة لترويع النساء وإجبارهن على التراجع إلى أداة لإضعاف الحكومة الإجرامية وإجبارها على التراجع.

يجب أن يسلط المجتمع الدولي الضوء على جرائم النظام

من هنا، أؤكد أنّ الشجاعة والمثابرة والقتال ستكون فعالة وستحقق الأهداف إذا كانت مصحوبة باهتمام وسائل الإعلام والمؤسسات التي تدعم حقوق الإنسان، لا سيما في الحالة الراهنة، بسبب القمع واسع النطاق من قبل الحكومة، حيث تتعرض المؤسسات المدنية المستقلة للضغط، ويجري احتجاز وسجن نشطاء الحقوق المدنية في مختلف الميادين. وفي غياب منظمات مدنية قوية ومستقلة، فإن اهتمام ودعم وسائط الإعلام والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان والرأي العام العالمي أمر أساسي.

بصفتي ناشطة في مجال الحقوق المدنية وكامرأة تسعى جاهدة للانتقال السلمي من حكومة دينية مستبدة ومعادية للنساء ولحقوق الإنسان والحرية، وباعتباري امرأة تعرضت شخصياً لاعتداء جنسي في سجن إيفين في 24 ديسمبر 2019، أعتقد أنّنا، نساء إيران الشجاعات والمرنات والحيويات، سنخرج إلى الشوارع وسنواصل القتال رغم الإجراءات القمعية والعنيفة للحكومة، ورغم خطر الاعتداء وحتى الاغتصاب، لن نتراجع حتى لحظة النصر، أي إقامة الديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان وإنهاء الاستبداد.

كانون الأول/ديسمبر 2022

نرجس محمدي

سجن إيفين

 

 

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
من داخل إيران

جوزيب بوريل ينتقد إيران بسبب قمع الاحتجاجات "غير المقبول" والدعم العسكري لروسيا

25 ديسمبر 2022
٢ دقيقة للقراءة
جوزيب بوريل ينتقد إيران بسبب قمع الاحتجاجات "غير المقبول" والدعم العسكري لروسيا