close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

هل إزالة الحرس الثوري الإيراني من لائحة المنظمات الإرهابية مانع أمام الاتفاق النووي؟

29 مارس 2022
Ehsan Mehrabi
٦ دقيقة للقراءة
هل إزالة الحرس الثوري الإيراني من لائحة المنظمات الإرهابية مانع أمام الاتفاق النووي؟

صحيح ما يقوله بعض أهل الرأي أن إزالة الحرس الثوري الإيراني من لائحة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" لأمريكا ستَحمل تداعياتٍ طفيفةً من حيث رفع العقوبات عن هذا الكيان، إلا أن هذا الموضوع مصيري جداً داخل إيران، كما أنه مروِّع لبعض المجموعات خارج إيران. من هنا، منذ قرابة شهر والأخبار تركز على هذا الموضوع، وإسرائيل والدول العربية تُحذِّر من تبعات هذه الخطوة المحتملة لإدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن". في المقابل، يؤكد النظام الإيراني منذ عدة أشهر على الخطوط الحمراء، وتوضِّح تصريحات المسؤولين في الخارجية الإيرانية أن الخط الأحمر المتبقي هو موضوع إزالة الحرس الثوري من هذه اللائحة.

يواجِه داعمو المرشد الأعلى الإيراني قضية أن التوصل إلى اتفاق كان ممكناً في عهد الرئيس السابق "حسن روحاني" أيضاً، لكنهم أخّروه إلى زمن "إبراهيم رئيسي" ليُسجَّل امتيازاً باسمه.

والآن لن تُشكل إزالة الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية لأمريكا إلا شيئاً بسيطاً جداً لكنها ستُشكِّل لهؤلاء أمراً مهماً جداً على المستوى الإعلامي كي يستطيعوا إيجاد أجواء داخل إيران بأن أمريكا اضطرت إلى التراجع.

هل تم احتجاز الاتفاق النووي رهينةً من أجل إزالة الحرس الثوري من لائحة الإرهاب؟

كان واضحاً منذ صيف العام المنصرم أن أحد الموضوعات المطروحة في المفاوضات النووية هو إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في أمريكا.

في أغسطس/آب 2021، قال "كاظم غريب آبادي"، المندوب الإيراني في المنظمات الدولية في فيينا، إن الأمريكان لم يوافقوا على كثير من المطالب الإيرانية في مباحثات إحياء الاتفاق النووي، ويضعون بعض الشروط لرفع العقوبات. بحسب غريب آبادي، فإن الشرط الأمريكي لإزالة الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية هو أن تَقبل إيران ببند إجراء المحادثات اللاحقة حول القضايا الإقليمية.

إن موضوع إخراج الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية مقابل تقديم تعهد أو وعد بتقليص الخطوات الإقليمية لهذا الكيان العسكري هو موضوع طُرِح في التوقعات المحتملة في الأيام الأخيرة. كما يمكن اعتبار قصف اليمن بالصواريخ مرتبطاً بالمفاوضات الجارية وراء الكواليس. قد يكون الحرس ينوي من خلال هذه الخطوات زيادة الضغوط على الطرف الغربي لأخذ مزيد من الامتيازات.

في 20 مارس/آذار 2022 أيضاً أجرى "حسين أمير عبد اللهيان"، وزير الخارجية الإيراني، اتصالاً مع "جوزف بوريل"، مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وقال: "لا يمكن التفاوض على بعض القضايا المرتبطة بأبطالنا القوميين".

منذ متى بدأت العقوبات الأمريكية على الحرس الثوري الإيراني؟

صحيح أن أمريكا أقدمت على خطوة غير مسبوقة في مايو/أيار 2019 من خلال إدراج اسم الحرس الثوري الإيراني على لائحة الجماعات الإرهابية إلا أن هذا الكيان العسكري يَخضع للعقوبات الأمريكية منذ 15 سنة ماضية؛ ومردُّ ذلك إلى برامجه الصاروخية ودوره في البرنامج النووي الإيراني.

في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2007، أعلنت "كونداليزا رايس"، وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق، أن الولايات المتحدة الأمريكية قدّمت كلاً من الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع الإيرانية ودائرة دعم القوات المسلحة الإيرانية لقائمة العقوبات؛ والسبب هو أنها تُعَدّ من العناصر الرئيسة في البرنامج النووي الإيراني.

كما أن أمريكا أدرجت فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري على قائمة العقوبات بسبب توفير الفيلق المعدات لحركة "طالبان" وغيرها من المنظمات الإرهابية.

وفي العقوبات التي طالبت الحرس الثوري في العام 2007، كان يَخضع للعقوبات كلٌّ من "قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس وقتها؛ و"محمد حجازي"، القائد السابق لقوات البسيج المقاومة؛ و"حسين سليمي"، قائد القوات الجوية؛ و"مرتضى رضائي"، نائب قائد الحرس الثوري؛ و"علي أكبر أحمديان"، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة؛ و"أحمد وحيد دستغردي"، رئيس دائرة الصناعات الفضائية والجوية؛ و"رضا قلي إسماعيلي"، رئيس العلاقات التجارية والشؤون الدولية لقسم دائرة الصناعات الفضائية والجوية؛ و"مرتضى بهمنيار"، رئيس قسم الشؤون المالية وموازنة دائرة الصناعات الفضائية والجوية.

كما شملت هذه العقوبات 21 كياناً تابعاً للحرس الثوري، وكذلك سبعة بنوك داخل إيران وخارجها.

واستمرت العقوبات المرتبطة بالحرس الثوري في السنوات اللاحقة قبل إدراج اسمه على لائحة الجماعات الإرهابية.

كذلك فرضت إدارة جو بايدن بعض العقوبات على الحرس الثوري؛ منها فرض العقوبات على قيادات هذا الكيان بسبب ارتباطه ببرنامج الطائرات من دون طيار، أو مسيّرات الحرس الثوري وقوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني.

في هذه المرحلة فرضت الخزانة الأمريكية العقوبات على شبكة تجارية كبرى وملاحة بحرية تابعة للجمهورية الإسلامية والأشخاص المرتبطين بها؛ من ضمنهم تاجر إيراني يُدعى "مرتضى مينائي هاشمي" بسبب ارتباطه ببرامج فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

ما التداعيات التي تَحملها إزالة الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية خارج إيران؟

أعلن بعض المراقبين في الأسابيع القليلة الماضية في مقالاتهم ومقابلاتهم أن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية تَحمل تبعاتٍ طفيفةً من الناحية القانونية، لكنها فكرة مروّعة من الناحية السياسية وانعكاساتها.

صحيفة "التايمز" الإسرائيلية بدورها كتبت نقلاً عن المراقبين والخبراء أن الخطوة الأمريكية المحتملة هي رمزية بشكل أساس، وسواءٌ كان الحرس الثوري في هذه القائمة أم لم يكن فإن عدداً من العقوبات المشددة الأمريكية والأوروبية على الحرس الثوري ستبقى على حالها.

إنّ إزالة الحرس الثوري أو عدم إزالته من قائمة الجماعات الإرهابية قد لا يُحدِث تغييراً عملياً لبعض الدول مثل إسرائيل؛ ذلك أن الأخيرة أعلنت أنها لن تلتزم بالاتفاق المحتمل بين أوروبا وأمريكا مع إيران. إن هذا الموضوع بالنسبة لإسرائيل وبعض دول الخليج العربية مهم من الناحية الإعلامية والدعائية.

يعتقد المعارضون لإزالة الحرس الثوري من لائحة الجماعات الإرهابية أن هذه الخطوة المحتملة ستُرسِل رسالة إلى إسرائيل ودول الخليج مؤدّاها أن قوة النظام الإيراني ستزداد تزامناً مع انسحاب أمريكا من المنطقة، وأن النظام الإيراني سيصرف الأموال المتحصَّلة على زيادة أنشطته الإقليمية.

لماذا تُعَدّ إزالة الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية مهمةً داخل إيران؟

في مقابلة مع حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، تم بثها على التلفزيون الرسمي الإيراني في 26 مارس/آذار 2022، قال إن الاتفاق المحتمل الجديد لن يكون أوسع من الاتفاق النووي الأصل. لكننا استطعنا أن نَحصل على تطورات كبيرة في قضية رفع العقوبات.

إذعان أمير عبد اللهيان يُبيّن جميع الجدالات حول إزالة الحرس الثوري الإيراني من لائحة الجماعات الإرهابية لأمريكا؛ ذلك أنه بعد إرجاء اتفاق لحوالي سنة بعد أن كان من الممكن إبرامه في عهد إدارة حسن روحاني أيضاً، يُذعِن وزير خارجية إدارة إبراهيم رئيسي أن الاتفاق المحتمل لن يختلف عن الاتفاق النووي بنسخته الأصلية.

والآن يحتاج داعمو المرشد الأعلى إلى المسألة الإعلامية والدعائية لتغطية ما يُوجَّه إليهم من انتقادات. وقد تُوفِّر إزالة الحرس الثوري من لائحة الجماعات الإرهابية لأمريكا هذه الأرضية لهؤلاء؛ وخصوصاً أنهم مرتبطون بفيلق القدس الذي أمسى في السنوات الأخيرة مرفَقاً مع اسم قائده السابق قاسم سليماني المحورَ الرئيسي لدعايات مؤيدي المرشد الأعلى "علي خامنئي".

كما قال حسين أمير عبد اللهيان: "أخبرني قادة الحرس الثوري أن المفاوضات إذا وصلت إلى مرحلة كان فيها الحرس مانعاً أمام التوصل إلى اتفاق، فلا تُبدوا صرامةً في الموضوع حتى يُبرَم الاتفاق. وهذا يُعبِّر عن تسامحهم وقلبهم الكبير".

وجاءت ردة فعل "حسين شريعتمداري"، ممثل المرشد الأعلى في صحيفة "كيهان"، على تصريحات وزير الخارجية على النحو التالي: "خروج هذه التصريحات من شخص كوزير الخارجية غريب عجيب وغير متوقع. كيف تُمكِن المخاطرة بأمن البلد والشعب مع أمريكا المجرمة؟".

وفي 27 مارس/آذار 2022 أبدى أمير عبد اللهيان عن ردة فعله إزاء هذه الانتقادات فقال: "لا يمكن التوصل إلى اتفاق كهذا إلا بالمراعاة الكاملة للبديهيات وجميع خطوطنا الحمراء، ولذلك فإن استنتاج بعض الأعزاء من تصريحاتي يوم أمس غير صحيح، والقضية ليست قضية تجاوز الخطور الحمراء أو التصالح والتفاوض عليها".

فضلاً عن هذه النزاعات حول موضوعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، فإن جزءاً منها يَعود إلى النزاع بين أمير عبد اللهيان وبين "علي باقري"، رئيس الوفد الإيراني المفاوِض في فيينا، لكن هذا النزاع يَقتصر عملياً على الفضاء المحلي في أوساط المحافظين؛ ذلك أن الأخبار المرتبطة بالاتفاق المحتمل هذه المرة لا تَلقى أصداء كبيرة في إيران خلافاً للمرة الماضية في 2015.

من ناحية أخرى، كثيراً ما تم التأكيد في وقت سابق على أن اتخاذ القرار حول الاتفاق النووي لن يقتصر على مؤسسات مثل وزارة الخارجية، وبالتالي فإن الهجوم على أمير عبد اللهيان لا يَعدو أن يكون تضخيماً له من أجل تسويغ القرار المحتمل في المستقبل. ويبدو أن أمير عبد اللهيان أيضاً لا يمانع أن يؤدي دور الفدائي في هذا الباب.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
من داخل إيران

أريد أن أغادر وطني .. موجة الهجرة الجديدة وتداعياتها على المجتمع الإيراني

28 مارس 2022
رقیه رضایی
٧ دقيقة للقراءة
أريد أن أغادر وطني .. موجة الهجرة الجديدة وتداعياتها على المجتمع الإيراني