close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

إسماعيل زهتاب.. طبيب الأسنان البهائي الذي تم إعدامه

24 يونيو 2022
Kian Sabeti
٦ دقيقة للقراءة
قُتل طبيب الأسنان المحترم والمعروف الدكتور إسماعيل زهتاب رمياً بالرصاص عام 1981 إلى جانب ثمانية إيرانيين آخرين من البهائيين.
قُتل طبيب الأسنان المحترم والمعروف الدكتور إسماعيل زهتاب رمياً بالرصاص عام 1981 إلى جانب ثمانية إيرانيين آخرين من البهائيين.

في 29 حزيران 1981، تم إعدام تسعة مواطنين بهائيين في إيران رمياً بالرصاص في تبريز، عاصمة أذربيجان الشرقية، دون محاكمة علنية ودون تمكنهم من الحصول على محام. تعتقد عائلاتهم أنهم أُعدموا حتى دون محاكمة داخلية. تم إعدام التسعة - الذين كانوا شخصيات بهائية معروفة في تبريز - بسبب عقيدتهم.

كان أحدهم الدكتور إسماعيل زهتاب، وهو طبيب أسنان محترم في المدينة، وكان يبلغ من العمر 61 عامًا عندما قُتل.

تعلم طب الأسنان والدين البهائي

ولد إسماعيل زهتاب في عام 1920 في حي شارندب التاريخي في تبريز لعائلة مسلمة متدينة. قبل اعتناقه المذهب البهائي، كان مسلمًا مخلصًا وشارك في جميع الاحتفالات الدينية.

بعد الصف التاسع، بدأ إسماعيل العمل كمتدرب في عيادة طب الأسنان، وبذل قصارى جهده منذ البداية لتعلم هذه المهنة. لم يكن طب الأسنان الحديث موجودًا في إيران في ذلك الوقت، وكان على الأشخاص القلائل الذين تابعوا طب الأسنان أن يتعلموا من خلال التدريب المهني.

كان إسماعيل يبلغ من العمر 18 عامًا عندما سمع بالتعاليم البهائية، من خلال عمه منير ديوان، الشاعر البهائي. درس الدين البهائي لمدة عامين واعتنق الدين وهو في العشرين من عمره.

العيادة في خلخال

اكتسب الشاب الدكتور زهتاب، البالغ من العمر عشرين عامًا، ما يكفي من الخبرة والمعرفة والمهارة لافتتاح عيادته الخاصة لطب الأسنان. أراد افتتاح هذه العيادة في تبريز، ولكن بناءً على اقتراح من الجمعية الروحانية المحلية لبهائيي تبريز، قرر الانتقال إلى مناطق نائية من المقاطعة حيث يفتقر المواطنون إلى خدمات طب الأسنان.

ذهب الدكتور زهتاب أولاً إلى أردبيل، وبعد مرور بعض الوقت، انتقل إلى خلخال حيث افتتح عيادته الأولى.

كان وصول طبيب الأسنان بمثابة تطور مرحب به في هذه المدينة الصغيرة والقرى المحيطة بها. كان الدكتور زهتاب أول طبيب أسنان في خلخال وتوافد الرجال والنساء، صغارًا وكبارًا، قرويين وسكان المدن، على عيادته. لكن ما جعله يحظى بشعبية مضاعفة هو سلوكه الطيب وحسن اخلاقه. جاء مرضاه من كل مناحي الحياة ومن كل طبقة، من رؤساء المكاتب الحكومية وقادة الدرك إلى الفقراء والمحتاجين. كان كريمًا ومحباٍ للخير، لم يتقاضى اي مبالغ من أولئك الذين لا يستطيعون الدفع له، بل على العكس، قام في كثير من الأحيان بإعطائهم بعض المال لمساعدتهم. كان تخفيف آلام المريض وعلاجه أهم من المال بالنسبة له، ونتيجة لذلك، لم يترك أي مريض عيادته بإحساس من عدم الرضى.

المضايقات والهروب من خلخال

في خلخال، تزوج زهتاب من شابة بهائية وأنجبا ابنتان وولدان، جميعهم ولدوا في تلك المدينة.

عُرف عن زهتاب أنه بهائي، ومع تزايد شعبيته، أصبح المتعصبون الدينيون الإسلاميون مصممين على طرده وعائلته من خلخال. أخيرًا، في عام 1955 وفي أعقاب الهجمات على البهائيين في جميع أنحاء البلاد التي أشعلتها خطب ألقاها رجل الدين محمد تقي الفلسفي الذي حرض الناس ضد البهائيين، أُجبر الدكتور زهتاب على مغادرة المدينة بعد 13 عامًا. تم ترك خلخال والقرى المحيطة بها بدون طبيب أسنان حيث كان الدكتور زهتاب هو الطبيب الوحيد في المنطقة.

أدت خطب الفلسفي، المدعومة من آية الله الأعظم حسين بروجردي، المرجع الشيعي الأعلى أو "مصدر التقليد" في ذلك الوقت، إلى وفاة عدد من البهائيين. أحرقت منازلهم وهرب العديد من البهائيين الذين خافوا على حياتهم إلى البرية. ولم يُحاسب مرتكبو هذه الأعمال قط.

وصلت الاضطرابات أيضا إلى خلخال. أدى تحريض بعض رجال الدين المتعصبين إلى مهاجمة منزل الدكتور زهتاب خلال شهر رمضان. المهاجمون - وهم كانوا مواطنين إيرانيين ممن شاركوا في إلقاء الحجارة - تم دفعهم إلى الاعتقاد بأنهم سيكافأون في العالم الآخر. ولم يرفع مسؤولو الأمن والشرطة، الذين ادعوا من قبل أنهم أصدقاء للدكتور زهتاب وجميعهم من مرضاه، حتى يدهم لوقف هذه الاعتداءات. حتى أن مكتب المحافظ استدعى الدكتور زهتاب وطلب منه التخلي عن إيمانه وأن يصبح مسلمًا.

داهمت الشرطة منزله وصادرت كتبا دينية وأشياء أخرى. دون أمر قضائي، وضعوا الدكتور زهتاب قيد الإقامة الجبرية وحبسوه في غرفة في منزله. وقاموا بوضع شرطيين في منزله متذرعين بحمايته وعائلته.

ذات ليلة، بعد أن أقام تحت الإقامة الجبرية لمدة ثلاثة أشهر، نجح الدكتور زهتاب في الهروب. ذهب إلى طهران، وبعد أن هدأ الوضع في خلخال، ذهب إلى تبريز. بعد بضعة أشهر أحضر عائلته من خلخال إلى تبريز أيضًا وبدأوا حياة جديدة.

تعلم طب الأسنان الحديث

افتتح إسماعيل زهتاب عيادة جديدة في تبريز، ورغم أنه تجاوز الثلاثين من عمره، عاد إلى المدرسة وحصل على شهادة الثانوية العامة. قامت الحكومة في ذلك الوقت بتقديم دورة لأطباء الأسنان التقليديين لتعلم طب الأسنان الحديث وقام زهتاب بإكمال تلك الدورة بنجاح. ثم ذهب إلى تركيا لمواصلة دراسته وتخرج من الجامعة هناك كطبيب أسنان.

تهديدات ومضايقات جديدة

كرّس الدكتور زهتاب مهنته للخير وكان اعتقاده أنها طريقته لخدمة الناس. كان ذكيًا وودودًا. أحبه مرضاه واحترمه أصدقاؤه وجيرانه. كان محباً للخير وغالبًا ما كان رائدًا في الحملات الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

لكن سمعته الطيبة أدت إلى العديد من التهديدات من قبل مجهولين، قبل وبعد الثورة الإسلامية عام 1979، بهدف إجباره على إغلاق عيادته. تعرض للضرب عدة مرات من قبل المهاجمين - لكنه ظل في وظيفته واستمر في علاج مرضاه حتى يوم اعتقاله.

الاعتقال الأول

تم انتخاب الدكتور زهتاب لعضوية التجمع الروحي المحلي للبهائيين في تبريز حيث أصبح أميناً للصندوق. في 19 تشرين الاول 1979، داهم الحرس الثوري منزل أحد البهائيين في تبريز، حيث كان يجتمع سبعة من أعضاء التجمع الروحي، وتم اعتقالهم بمن فيهم الدكتور زهتاب.

سرعان ما تم إطلاق سراح جميع البهائيين باستثناء واحد. ولكن في الساعة العاشرة مساءً من نفس اليوم، ذهب عملاء أرسلتهم المحكمة الثورية إلى منزل الدكتور زهتاب واعتقلوه بعد تفتيش المنزل ومصادرة الكتب الدينية. تم وضعه في الحبس الانفرادي لمدة عشرين يومًا وتعرض للضغط والتعذيب للتخلي عن إيمانه البهائي. أطلق سراحه بعد نحو ستة أشهر في 22 آذار 1980.

كان الدكتور زهتاب حرا لكن المخاوف من أن يعتقل مرة أخرى استمرت. نصحه معظم أصدقائه بمغادرة تبريز، والعيش في منازل معارفه في أجزاء أخرى من إيران لبعض الوقت، لكنه لم يوافق واستمر في العمل في عيادته.

قال الدكتور زهتاب لأصدقائه: "لقد أعددت كل ما هو ضروري للعيش في السجن ووضعتهم في حقيبة، لذا إذا تم استدعائي إلى السجن أو تم القبض عليّ، يمكنني المغادرة دون تأخير للحظة".

الاعتقال الثاني

في 14 تموز 1980، تم إعدام الدكتور فارامارز سمنداري، أحد أفضل جراحي الأذن المجهريين في العالم، ويد الله أستاني، رجل الأعمال وعضو التجمع الروحي المحلي للبهائيين في تبريز رمياً بالرصاص. في 18 تموز، تم القبض على خمسة بهائيين آخرين من بينهم الدكتور إسماعيل زهتاب والدكتور بارفيز فيروزي وهو صيدلاني.

تعرض المعتقلون لضغوط نفسية هائلة للتخلي عن عقيدتهم. تم وعدهم بأنهم إذا اعتنقوا الإسلام فسيتم إطلاق سراحهم على الفور وسيتمتعون بجميع حقوقهم كمواطنين. وظلوا في السجن لمدة عام قبل إعدامهم.

عيادة السجن

كانت مشاكل الأسنان وآلام الأسنان متفشية بين المساجين. لمدة سبعة أشهر، عمل الدكتور زهتاب كمتطوع في عيادة السجن، حيث عالج السجناء وطاقم السجن. بعد فترة وجيزة من إعدامه، ذهب اثنان من حراس السجن إلى عائلته وشكروهم على علاج د. زهتاب لآلام أسنانهم.

الاعدام

في 27 تموز 1981، توجهت عائلات السجناء البهائيين إلى سجن تبريز لمقابلة ذويهم عندما قيل لهم إن ثلاثة منهم قد حكم عليهم بالإعدام. تم رفض طلب العائلات لزيارة ذويهم وعادوا خائبين. كانت عائلة الدكتور زهتاب هي العائلة البهائية الوحيدة التي سُمح لها بمقابلة قريبها شخصيًا في ذلك اليوم.

بعد يومين في 29 تموز، أُبلغت عائلات تسعة بهائيين في سجن تبريز بإعدام أحبائهم وبأنهم مضطرون للذهاب إلى مشرحة مقبرة وادي رحمت لاستلام الرفات. وفي ظل إجراءات أمنية مشددة نجحت العائلات في دفن أحبائها في تلك المقبرة وفق قوانين البهائيين.

لم يشرح القضاء في الجمهورية الإسلامية سبب إعدام هؤلاء البهائيين التسعة منذ أكثر من 30 عامًا.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
من داخل إيران

بايمان سبحاني: القصة غير المروية لمراهق بهائي قتل على يد متعصبين في...

24 يونيو 2022
٥ دقيقة للقراءة
بايمان سبحاني: القصة غير المروية لمراهق بهائي قتل على يد متعصبين في إيران