close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

مهشيد نيرومند بهائية كانت تبلغ من العمر ٢٧ سنة.. تم شنقها بسبب دينها

16 أغسطس 2022
Kian Sabeti
٨ دقيقة للقراءة
مهشيد نيرومند بهائية كانت تبلغ من العمر ٢٧ سنة.. تم شنقها بسبب دينها
مهشيد نيرومند بهائية كانت تبلغ من العمر ٢٧ سنة.. تم شنقها بسبب دينها
مهشيد نيرومند بهائية كانت تبلغ من العمر ٢٧ سنة.. تم شنقها بسبب دينها
بطاقة سجن مهشيد نيرومند.  تظهر البطاقة أنه تم تحديد إيمانها البهائي بحرف "ب" فقط
بطاقة سجن مهشيد نيرومند. تظهر البطاقة أنه تم تحديد إيمانها البهائي بحرف "ب" فقط
تحذير للبهائيين من قاضٍ شرعي في شيراز لاعتناق الإسلام أو مواجهة العواقب
تحذير للبهائيين من قاضٍ شرعي في شيراز لاعتناق الإسلام أو مواجهة العواقب

في يونيو/حزيران 1983، تم شنق 10 نساء وفتيات بهائيات تتراوح أعمارهن بين 17 و 56 عامًا في شيراز لأنهن رفضن التخلي عن عقيدتهن. هذا الحدث، الذي يذكرنا بمحاكم التفتيش في العصور الوسطى، قوبل بالرعب والغضب من قبل جماعات حقوق الإنسان والمواطنين العاديين في جميع أنحاء العالم.

كانت مهشيد نيروماند سرفستاني واحدة من هؤلاء البهائيات.  ألقي القبض عليها عندما كانت في السابعة والعشرين من العمر وأعدمت بعد ستة أشهر ونصف من السجن والاساءات.

من هي مهشيد نيرومند؟

ولدت مهشيد نيروماند سرفستاني لعائلة بهائية في شيراز، عاصمة محافظة فارس، في 10 ديسمبر/كانون الاول 1955. وهي الطفلة الثالثة لحافظ الله نيرومند وملكة فافائي.  عاشت عائلة نيرومند حياة بسيطة وكان حافظ الله يعمل فني مشعاع.

كانت مهشيد هادئة وخجولة ولكنها ذكية وموهوبة.  عندما كانت في الخامسة من عمرها، التحقت بالمدرسة كطالبة تدقيق غير مسجلة واجتازت الاختبارات النهائية بمتوسط ​​20 نقطة - وهو أعلى مستوى ممكن في نظام التعليم في إيران.  ومع ذلك، بما أنها كانت أصغر من ست سنوات، لم تستطع الذهاب إلى الصف الثاني واضطرت إلى إعادة الصف الأول.

تخرجت مهشيد من المدرسة الابتدائية والثانوية بأعلى الدرجات.  أمضت السنوات الثلاث الأخيرة من تعليمها الثانوي في إحدى مدارس النخبة الثانوية التي لا تقبل الطلاب إلا بعد اجتيازهم امتحان قبول.  إلى جانب اللغة الإنجليزية، كانت أيضًا على دراية بالفرنسية والألمانية والعربية.

مصادرة شهادة البكالوريوس 

بعد حصولها على الشهادة الثانوية، شاركت مهشيد في امتحانات القبول بالجامعة الوطنية وتم قبولها لدراسة الفيزياء في جامعة بهلوي في شيراز.  تخرجت بعد الثورة الإسلامية عام 1979 ورفضت الجامعة إصدار شهادة لمهشيد بحجة أنها مدينة بمصاريف دراسية.  لم يواجه أي من أقران مهشيد هذه المشكلة لأنه قبل الثورة لم تتسبب الرسوم الدراسية بحرمان أي طالب من التخرج.

دفعت مهشيد المبلغ المطلوب لكن الجامعة استمرت في رفض منحها شهادتها.  ذهبت مهشيد مرارًا وتكرارًا إلى وزارة التعليم العالي والمنظمة الوطنية للاختبارات التعليمية، لكنها لم تتلق أبدًا اي إجابة واضحة عن سبب عدم حصولها على الدرجة العلمية.  قال لها بعض المسؤولين شفهياً فقط أن الجامعة لا يمكنها إصدار شهادة جامعية للبهائيين.

في يناير/كانون الثاني 1983، تم إرسال وفد من ممثلي ثلاثة أفرع حكومية إلى شيراز من قبل مقر القيادة الثامنة للإمام الخميني للتحقيق في مختلف شكاوى المواطنين الإيرانيين.  كانت مهشيد في السجن في هذه المرحلة - لكن والدتها ملكة فافائي تقدمت بشكوى إلى هذا الوفد تطالبهم بالتحقيق في اعتقالها وفي رفض الجامعة منح مهشيد شهادتها.

بعد شهر في 14 فبراير/شباط 1983، رد المقر الرئيسي على الشكوى وذكر صراحة أن كلا الإجراءين كانا قانونيين ومتوافقين مع الشريعة الإسلامية.

الاعتقال والاستجوابات

بعد تخرجها قامت مهشيد بتدريس الفيزياء والكيمياء بشكل سرّي لكسب الرزق.  لم تستطع الحصول على وظيفة ثابتة بسبب عدم حصولها على شهادة جامعية.

قرابة منتصف ليل 29 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1982، داهم عناصر الحرس الثوري الإسلامي عشرات منازل السكان البهائيين في شيراز واعتقلوا 41 بهائيًا واقتادوهم إلى مركز احتجاز في المدينة.  وكانت أحد المعتقلين مهشيد نيرومند.

فور دخول منزل نيرومان، أخبر العملاء الأسرة أنهم جاؤوا لاعتقال مهشيد.  قدمت نفسها وبدأت بابتهاج في جمع ملابسها.  قام العملاء، الذين أصابتهم الحيرة من سلوك محشيد المبتهج، بقطع خط الهاتف وغادروا المنزل وعادوا بعد بضع دقائق وسألوا مهشيد وشقيقتاها أيهم درست الفيزياء. أجابت مهشيد أنها كانت هي. بعد هذا التبادل، اعتقل العملاء مهشيد ووضعوها في سيارة.

كانت محشيد إنسانة متواضعة وهادئة ولم تكن تريد أن يقلق والديها عليها.  في لقاءات مع عائلتها في السجن، لم تخبرهم أبدًا عن استجواباتها وكيف عوملت.  كل ما نعرفه عن الفترة التي قضتها في السجن يأتي من ذكريات رفاقها في الزنزانة.

ركزت استجوابات الحرس الثوري للبهائيين على هدفين: إجبار المعتقلين على نبذ المذهب البهائي واعتناق الإسلام، وإعطاء أسماء البهائيين الآخرين. ربما كانت مهشيد خجولة ولكن عندما كان يتعلق الامر بإيمانها، كانت شجاعة وصريحة ومطلعة.  أثناء الاستجواب، لم ترفض مهشيد التخلي عن عقيدتها وحسب، بل رفضت أيضًا تسمية البهائيين الآخرين.

كتبت عليا روحيزاديجان، زميلة مهشيد في زنزانة مركز الاحتجاز، في مذكراتها: "بعد أيام قليلة من اعتقالنا، بدأت المرحلة الأولى من استجواب مهشيد. صرخ أحد العملاء من خلف الباب: محشيد نيروماند وماهين أخلاغي وعليا روحيزاديجان! قامت الحارسة داخل السجن على الفور بعصب أعيننا بإحكام بقطعة قماش سوداء وسلمتنا إلى الوكيل الذكر. بادر الوكيل باعطائي جريدة ملفوفة لكي امسكها من الطرف الآخر وقال: "أنتم البهائيين كفار ونجسون ويجب ألا تلمس ايديكم يديّ. أمر مهشيد بامساك طرف ردائي وامر السيدة  أخلاغي بامساك طرف رداء مهشيد."

وأوردت عليا في مذكراتها أن العملاء جرّوهم إلى أسفل السلم، وعندما وصلوا إلى أسفل السلم سمعوا أصواتًا مرعبة أثارت أعصابهم.  تم اخذ المحتجزات واحدة تلو الآخرى إلى غرف منفصلة.  ولفترة طويلة اضطرت المعتقلات الثلاث إلى الوقوف معصوبات الأعين والاستماع إلى أصوات التعذيب المدمرة للأعصاب.  ثم بدأت الاستجوابات.  قام المحققون بإهانة واذلال كل معتقلة وهددوهم بالقول: "لديك فرصة للتوبة. وإلا فإننا سوف نعذبك كثيرا حتى تتخلي عن إيمانك".  بعد بضع ساعات من ذلك، أعيدت المعتقلات الثلاث إلى زنازينهم بينما صاح المحقق "سنرسلكم جميعًا في النهاية إلى الجحيم!"

كتبت عليا أن استجوابات مهشيد كانت طويلة واستمرت أحيانًا من 12 إلى 14 ساعة.  ذات مرة، أخبرت مهشيد رفاقها في الزنزانة أنهم أخذوها إلى غرفة واجلسوها على سرير خشبي مربوط بالسلاسل من الجوانب الأربعة.

قالت مهشيد لزملائها في الزنزانة: "بعد الكثير من الإهانات والذل، أزالوا العصابة عن عيني ورأيت محققين ملثمين ورجل آخر يمسك بسلك، أسموه عبد الله ، يقف بجانبي.  قال لي أحد المحققين بلغة قبيحة وعنيفة والآخر بهدوء شديد إنهم لا يريدون تعذيبي لأنني شابة، لذا يجب أن أتوب وأن ازودهم بأسماء البهائيين الآخرين.  ظلوا يرددون هذا، وظل عبد الله يدير الكابل في يده باستمرار وهددني بالتعذيب والإعدام.  في النهاية قال المحققون "بما أن السجينة لا تتحدث، فمن الأفضل أن نربط يديها وقدميها بالسرير ونبدأ في جلدها".

"قلت لهم إنني بهائية ولست عضواً في جماعة سياسية، ولا أعرف أي أسرار لأبوح بها. وسألت على أي جانب يريدونني أن أستلقي - أمامي أم ظهري.  هل أرادوا جلد ظهري أولاً أم قدمي. جعل هدوئي الحراس يضحكون ولم يجلدوني".

بعد 26 يومًا دون أخبار من مهشيد، سُمح لوالديها أخيرًا بمقابلتها لمدة 10 دقائق من خلف نافذة زجاجية.

بعد 45 يومًا في مركز الاحتجاز، نُقلت مهشيد وعدد من السجناء البهائيين الآخرين إلى سجن عادل آباد في شيراز، مما يشير إلى انتهاء الاستجوابات وأن المحاكمة على وشك البدء.

سجن عادل أباد

ركز جميع المسؤولين في سجن عادل آباد، من المدعي العام وقاضي الشريعة إلى قضاة التحقيق والحراس، على إجبار البهائيين على التخلي عن دينهم واعتناق الإسلام.  وهددهم المدعي العام والقاضي الشرعي وقاضي التحقيق بالإعدام، وتحدث الحراس معهم لإقناعهم باعتناق الإسلام، على أمل أن يكافأ الحراس في العالم الآخر. كما تم تخصيص الوقت للسجناء البهائيين لدراسة الكتب الإسلامية في مكتبة السجن.

رفض الكفالة

في أوائل عام 1983، تم تحديد كفالة لعدد من السجناء البهائيين. أفرج عن عدد منهم بكفالة وأُطلق سراحهم حتى المحاكمة لكن معظمهم بمن فيهم مهشيد، رفضوا دفع الكفالة لاعتقادهم أنهم لم يرتكبوا جريمة تبرر دفع الكفالة. علاوة على ذلك، تم تحديد الكفالة لأول سجين بهائي بـ 50000 تومان (ما يقارب 1500 دولار في عام 1982) ولكن بعد ذلك تمت زيادة الكفالة عدة مرات للآخرين، على ما يبدو لثني السجناء البهائيين عن دفع الكفالة.

عقوبة الإعدام بحق 22 سجيناً بهائياً في شيراز

في 12 فبراير/شباط 1983 وفي خبر قصير، ذكرت صحيفة محلية خبر الجنوب أن 22 بهائيًا حُكم عليهم بالإعدام، لكنها لم تذكر أسماءهم.  بعد ذلك في 22 فبراير/شباط، نشرت الصحيفة مقابلة حصرية مع حجة الإسلام غازي، قاضي شرعي في شيراز، نقلت عنه قوله "أحذر البهائيين بأنهم يجب أن يعتنقوا الإسلام".

وأكد غازي في هذه المقابلة أن بعض البهائيين حُكم عليهم بالإعدام.  بعد هذه الأنباء، توجهت عائلات السجناء البهائيين إلى مكتب النائب العام حجة الإسلام ضياء مير العمادي للحصول على مزيد من المعلومات.  قال لهم: "هذا الحكم لا يقتصر على هؤلاء الـ 22. جميع البهائيين الموجودين في السجن سيحصلون على نفس الخيار:  الإسلام أو الإعدام.  إذا كنتم ترغبون في مساعدة عوائلكم، فسأسمح لكم بمقابلتهم لنصحهم بتغيير دينهم".

حُكم على هؤلاء البهائيين بالإعدام بينما حُرموا من الحق في الاتصال بمحام ولم يحاكموا أمام محكمة علنية.  وصدرت الأحكام من قبل حجة الإسلام غازي بعد أن التقى كل متهم لدقائق معدودة.  في هذه اللقاءات، أخبرهم غازي أن أمامهم خياران فقط: إما أن يتوبوا ويتحولوا إلى الإسلام أو أن يتم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم.

إعدام مهشيد نيرومند وتسع نساء بهائيات أخريات

في 16 يونيو/حزيران 1983، تم إعدام ستة رجال بهائيين في سجن عادل أباد.  بعد يومين، في لقاءات مع عائلاتهن، علمت النساء البهائيات المسجونات بإعدام الرجال البهائيين الستة.  لم يكن لدى عائلات مهشيد وتسع نساء أخريات من البهائيين أي فكرة أن هذا كان الاجتماع الأخير.

تقول ميترا، شقيقة مهشيد: "حضرت مهشيد إلى الاجتماع وكانت هناك ابتسامة على وجهها، كما عهدناها دائمًا. قالت إنه في الأسبوع الماضي، جاء المدعي العام إلى السجن وأخبر البهائيين أن كل واحد منهم سيحصل على أربع جلسات "إرشاد" وأن أي شخص يقرر اعتناق الإسلام سيطلق سراحه وإلا سيتم إعدامه. قالت مهشيد: تم اصطحابي إلى جلسة الإرشاد وقلت إنني حسب معتقداتي الدينية أؤمن بكل الأنبياء والأئمة. لكنني أؤمن بالعقيدة البهائية وأعتقد أنها الخطوة التالية في العملية التطورية للأديان. لن أتخلى عن عقيدتي. أكدت مهشيد هذه الإجابة كتابة ووقعت أربع مرات في نهاية الجلسة مع المدعي العام".

في ذلك الاجتماع، كانت معنويات مهشيد عالية وقوية وهي تتحدث معنا. وجهدت في تشجيع والدي على التحلي بالصبر والمرونة في مواجهة هذه المحن والظروف. عبّرت يد مهشيد، التي كانت تتحرك بحيوية حتى اللحظة الأخيرة من لقائنا، عن صمودها وشجاعتها. هذه هي آخر صورة لها نتذكرها فيها".

بعد هذا الاجتماع، أثناء إعادة مهشيد وتسعة بهائيين آخرين إلى زنازينهم، تم فصلهم عن السجناء الآخرين من قبل ماجد تورابيبور، مدير السجن، وتم نقلهم إلى بولو فيلد في شيراز ليتم إعدامهم. وبعد الإعدام لم يتم تسليم جثثهم للعائلات ودفنوا في قطعة أرض في مقبرة البهائيين المصادرة في شيراز. لم يتم ترك وصية او شهادة أخيرة لهؤلاء النساء البهائيات العشر اللاتي أُعدمن فجأة ودون إخطار عائلاتهن من قبل السلطات.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
من داخل إيران

مؤرخ: لماذا تصر الحكومة الإيرانية على أن البهائيين ليسوا ديانة

12 أغسطس 2022
IranWire
٦ دقيقة للقراءة
مؤرخ: لماذا تصر الحكومة الإيرانية على أن البهائيين ليسوا ديانة