close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

كان مهدي بازركان يظن أن صهيون هو اسم مؤسس الصهيونية!.. حديث عن معاناة اليهود في إيران

29 مارس 2022
IranWire Arabic
٦ دقيقة للقراءة
شارون نظريان نائبة رئيس الشؤون الدولية في اتحاد مكافحة التشهير
شارون نظريان نائبة رئيس الشؤون الدولية في اتحاد مكافحة التشهير

تقول "شارون نظريان" إن الجمهورية الإيرانية هي اليومَ الداعمُ الأول في العالم لخطاب الكراهية ضد اليهود ورفض الهولوكوست: "ليس هناك نظام آخر في العالم لا يتردد في وسائل إعلامه وبياناته الرسمية وأدبياته المناهضة لليهود هادفاً إلى إهانتهم والافتراء عليهم وعلى إسرائيل وقاصداً رفض الهولوكوست كما يفعل النظام الإيراني. لقد رأينا وسمعنا أن قادة إيران يتحدثون عن محو اليهود ورميهم في البحر. والنظام الإيراني يُقيم في كل سنة مسابقات الكاريكاتير رفضاً ونفياً للهولوكوست. ليس هناك أي نظام آخر في العالم يَقوم بهذه الأفعال والأعمال".

شارون نظريان، نائبة رئيس الشؤون الدولية في "اتحاد مكافحة التشهير"، تُقدِّم تحليلاً ساطعاً ودقيقاً لهذا الموضوع في مشاركتها في حوار أجراه "إيران وير"، وأداره "مازيار بهاري". وحضر الحوارَ أيضاً ناشطان إيرانيان-يهوديان بارزان آخران هما: "حميد صبى"، المحامي المقيم في لندن، و"جورج هارونيان" من لوس أنجلوس.

تقول نظريان إن النظام الإيراني لا يَقصر رؤيته المعادية لليهود داخل حدود بلاده: "تستخدم إيران قواتها بالوكالة أيضاً في هذا الأمر؛ حزب الله وحماس وجماعة الحوثي كلهم يستخدمون هذه الأدبيات وهذا الخطاب". وتضيف قائلة: "المسؤولون الإيرانيون يروِّجون للبروباغندا نفسها عبر القنوات الحكومية الناطقة باللغة الإسبانية في أمريكا اللاتينية وفي الدول الناطقة باللغة الإسبانية".

جدير بالذكر أن معاداة اليهودية ليست من صنع إيران ولا هي ظهرت فيها مع فوز الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979. يقول حميد صبى: "منذ أن تشتت اليهود في الدنيا أصبحت معاداة اليهودية ترافقهم أينما حلُّوا". والخطاب المناهض لليهودية اصطبغ بصبغة معاصرة في إيران في عهد الشاه رضا بهلوي (1905 إلى 1941)؛ ومردُّ ذلك إلى العلاقات الوطيدة بين إيران وألمانيا النازية.

يقول صبى: "معاداة اليهودية والأفكار القائمة على التعصب للعِرق حازت مكانة مهمة في إيران. كانت غالبية نوّاب البرلمان الإيراني نخبةً دَرسوا وتَخرّجوا في ألمانيا أو كانوا مناصرين لهتلر والنازيين". ويضيف أن أعضاء الحزب "الاشتراكي الوطني للعمل" أو "سومكا"، وكان حزباً نازياً جديداً، كانوا "يرتدون قمصاناً بنية اللون، ويَتمنطقون بالخناجر" ويَخرجون في مسيرات "ويهجمون على اليهود".

يتابع صبى: "حين حدثت الثورة الإسلامية الإيرانية، اصطبغ الخطاب المعادي لليهود أكثرَ بصبغة مناهضة للصهيونية". عادةً ما كان "الخميني"، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يستهدف الصهيونية ويتخذ مواقف ضد دولة إسرائيل. وكان قمع الأقليات أيضاً يَحدث تحت يافطة هذه الذرائع، بحيث إنهم يُعتبَرون رجالاً للصهيونية ممن يحاولون إسقاط الجمهورية والثورة الإسلامية.

كان صبى في أيام الثورة الإسلامية ناشطاً شاباً، ويَذكر أنه التقى بوصفه ممثلاً للأقلية اليهودية في إيران مع "مهدي بازركان"، أول رئيس وزراء في الجمهورية الإسلامية. يقول: "من الطبيعي أننا تحدثنا في هذا اللقاء عن الصهيونية". وأكد النوّاب اليهود أن على المسؤولين الإيرانيين ألا يخلطوا بين اعتقاد اليهود بالعودة إلى "صهيون" وبين التيار السياسي المسمَّى "الصهيونية".

يقول: "استغرب بازركان كثيراً، وقال لنا إنه كان يعتقد أن صهيون هو اسم كنية مؤسس الصهيونية. تَخيّلْ مدى جهل رجل وَقَف حياتَه كلها على النضال والدفاع عن القلسطينيين! هذا الرجل لم يكن يعرف عن الصهيونية شيئاً".

في الحرب الإيرانية العراقية كان النظام الإيراني يهاجم من ناحية أُولى الصهيونية ولا يُفرِّق بين هذا التيار السياسي وبين الاعتقادات الدينية-المذهبية لليهود الإيرانيين؛ ومن ناحية أخرى لم يكن يتوانى عن تلقي العون والمساعدة من إسرائيل. يقول صبى: "كان واضحاً أن من يتعاملون مع إسرائيل يتعرضون للاستهداف في حال كانوا يهوداً. وكان الخميني معادياً لليهود معاداةً عميقة حقاً، لكن هاشمي رفسنجاني كان يَجلس مع الموساد الإسرائيلي ويَقبل بتلقي السلاح منهم، ولم يكن أحد يقول له إن تصرفه خاطئ. لكن حين قام "حبيب إلقانيان"، التاجر والخيّر الإيراني-اليهودي ورئيس اتحاد اليهود في طهران، بزيارة إلى إسرائيل، قالوا إنه ارتكب الذنب الأكبر فأعدموه".

يَعتبر صبى ما جرى لإلقانيان "انعطافة" في تاريخ حياة اليهود في إيران. يقول إن إلقانيان كان "شخصية محبوبة وشعبية جداً"، وقائداً وملجاً لكثير من العوائل اليهودية وغير اليهودية في إيران. حين اشتعلت الشرارة الأولى للثورة الإسلامية كان إلقانيان خارج البلد. ويقول صبى إنه ترجّاه أن لا يعود إلى إيران، لكنه عاد إليها. وبحسب ما يقول صبى فقد قال إلقانيان حينها: "لا أريد العيش خارج إيران. إن حضوري هنا يُدخِل الراحة في نفوس اليهود الإيرانيين". يقول صبى إن "الجميع كانوا قلقين بشأنه في ذلك الزمان".

بعد عدة أشهر من بدء الثورة الإسلامية، اعتُقل حبيب إلقانيان في 16 مارس/آذار 1979. وأُقيمت المحكمة التي تناولت الاتهامات الموجَّهة إليه في 9 مايو/أيار 1979، ولم تستغرق سوى أقل من 20 دقيقة، واعتبرت إلقانيان مجرماً، موجِّهةً إليه اتهاماتٍ بالفساد، والإغارة على الأموال الوطنية، والتخابر مع إسرائيل والصهيونية، واللقاء بقادة إسرائيل. وأُعدِم في فجر اليوم التالي رمياً بالرصاص. كان إلقانيان أول يهودي إيراني يُعدَم على يد النظام الإيراني الإسلامي.

تقول شارون نظريان إن لإعدام حبيب إلقانيان جذوراً في أحد أقدم الاعتقادات المناهضة لليهود القائمة على أن "لليهود قِيَماً ومعاييرَ متناقضة". وتوضح هذه القضية فتقول: "أنت يهودي، إذاً أنت لست إيرانياً. هذا الشعار المعادي لليهودي يلوِّح قائلاً إننا لا نقبل بك مواطناً مولوداً في إيران".

يعتقد صبى أن "السبب الجوهري" لهجرة كثير من اليهود الإيرانيين في أوائل ثمانينيات القرن المنصرم هو إعدام حبيب إلقانيان. ويؤكّد جورج هارونيان المقيم في لوس أنجلوس على أن حوالي 80 ألف يهودي كانوا يقيمون في إيران قبل الثورة الإسلامية. يقول إن كثيراً من اليهود أُجبِروا على مغادرة وطنهم إيران في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وكذلك أثناء الحرب العراقية الإيرانية. واليوم يبلغ عدد سكّان اليهود في إيران حوالي 20 ألف نسمة.

ورداً على سؤال مازيار بهاري حول تأثير الخطاب المناهض لليهود، تقول نظريان إن هذا الخطاب علامة على معضلة تحذيرية في المجتمع بأسره. إن المجتمع الذي "يَقمع اليهود ويُجبرهم على الفِرار هو مجتمع غير صحي لجميع مواطنيه. الخطاب المعادي لليهود ليس مشكلة اليهود الوحيدة. هو صدًى لواقع أن المجتمع يعيش حالة انزلاق وتقهقر. ولو كان هناك بنية ديمقراطية فسنكون أمام ما يَحدث حالياً في هنغاريا أو غيرها من مناطق العالم". وتضيف أن اليهود حين يُستهدَفون "لا تَكون باقي الأقليات والمواطنين كذلك في مأمن. إن خطاب الكراهية ضد اليهود هو قضيتنا جميعاً".

تقول نظريان إن قمع اليهود والقضاء على الأقليات اليهودية "ليس فشلاً فكرياً ونظرياً وحسب، بل يُعَدُّ خسارة ثقافية ومادية أيضاً؛ لقد كانت العراق الحالية وسوريا ولبنان جميعها تتوافر في يوم من الأيام على مجتمع يهودي حيوي للغاية، لكنّ اليهود اليومَ لا يؤدّون أي دور في تلك البلدان. لهذا الحدثِ رسالةٌ واضحة لمن ما يزالون يقيمون في تلك البلدان؛ هي أن القسم الحيوي من مجتمعكم لم يَعُدْ موجوداً". كما يشير جورج هارونيان إلى هذه القضية فيقول بالرغم من أن عدد اليهود كان قليلاً جداً مقارنة مع عدد سكّان إيران في خمسينيات القرن الماضي إلا أن حوالي 10 بالمئة من الأطباء الإيرانيين كانوا يهوداً.

يعتقد هارونيان أن الـ20 ألف يهودي الذين ما يزالون يقيمون في إيران قرروا البقاء في إيران لانتمائهم القوي إلى مسقط رأسهم، لكن البقاء في إيران معناه تحمُّل نشر الكراهية في وسائل الإعلام الرسمية والكتب الدرسية كلَّ يوم: "أولياء الأمور قلقون جداً بخصوص البروباغندا المناهضة لإسرائيل في المدارس. فالتلاميذ اليهود يتعلمون كراهية إسرائيل أو بعبارة النظام الإيراني كراهية الصهاينة؛ ويَحدث أن يعود تلميذ إلى البيت ويُخبر والدته بأنهم كانوا يقولون اليوم عن إسرائيل كلاماً سيئاً. إن أقاربك أيضاً يعيشون هناك، أليس كذلك يا أمي؟".

وتضيف نظريان على هذا الكلام فتقول إن خبراء "اتحاء ضد التشهير" يتناولون بالدرس والتحليل الكتب الدرسية في جميع أرجاء الشرق الأوسط: "إنهم يُعلِّمون التلاميذ في إيران شعار ‘الموت لإسرائيل’، ويعلمونهم أن اليهود كانوا يتآمرون منذ بداية الإسلام ضد هذا الدين". ويقولون إن العقوبات الأمريكية على إيران هي جزء من "المؤامرة الشيطانية" لليهود. إن اليهود المقيمين في إيران "أقلية أصبحت أسيرة في الفخّ؛ إن عليهم أن يعيشيوا يومياً مع خوف متى وكيف سوف تُوجَّه لهم اتهامات التجسس. وهم مضطرون إلى المشاركة في المظاهرات المناهضة لإسرائيل، ولا حيلة لهم؛ فإذا لم يفعلوا هذا كانت تهمتهم جاهزة". تضيف نظريان أن الحقيقة هي أن جميع الأقليات، بما فيها البهائية وبقية الأقليات الدينية-المذهبية بل و"البلد كله" أصبحوا أسرى في فخاخ نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأسرى إيديولوجيته.

يُذكِّر جورج هارونيان بقصة ذلك الشخص الذي خاطبه في مقابلة تلفزيونية قائلاً له: "أنت لست إيرانياً. أنت مرتبط بعدوّ النظام [إسرائيل]". ويقول إن اليهود جاؤوا إلى إيران قبل ألفين و700 ألف سنة؛ فأثّرت اللغتان الفارسية والعبرية في بعضهما بعضاً، ومنذ قرون وقرون والثقافتان الإيرانية واليهودية متجذرتان ومتشابكتان في بعضهما: "اليهود الذين بقُوا في إيران يعيشون على أرضهم منطقياً. لكني لا أشك لحظة أن هذا النظام حين ينتهي ويَسقط فإن اليهود والإيرانيين سيستعيدون مرة أخرى علاقاتهم الممتازة".

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
من داخل إيران

شادي بيضائي وتعايش الأقليات في إيران، وذكريات لا تُنسى في المهجر

29 مارس 2022
Maryam Dehkordi
٦ دقيقة للقراءة
شادي بيضائي وتعايش الأقليات في إيران، وذكريات لا تُنسى في المهجر