close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
من داخل إيران

تحقق: هل حياة المرشد الأعلى أقل من المستوى المتوسط؟

17 يوليو 2022
IranWire
١٤ دقيقة للقراءة
آية الله علي خامنئي
آية الله علي خامنئي
آية الله علي خامنئي
آية الله علي خامنئي
محمد محمدي غلبايجاني" ، رئيس مكتب زعيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية
محمد محمدي غلبايجاني" ، رئيس مكتب زعيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية

في الأول من أبريل/ نيسان 2022، ادعى مدير مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية "محمد محمدي غلبايغاني" في حفل تقديم إمام الجمعة في كاشان، قائلًا: "لدى المرشد الأعلى تواصل كبير مع الفقراء والمعوزين والمحتاجين وأسر الشهداء والضحايا". وصرح: "إن الحياة الشخصية للمرشد الأعلى أقل من المتوسط". كما أعلن: "في فترة ما قبل كورونا كان المرشد الأعلى يزور أسر الشهداء مرة أسبوعيًا. وفي هذا اللقاء، كان يتفقد أحوال أبناء الشهداء ويحل مشكلاتهم".

فهل مستوى حياة المرشد أقل من المتوسط، وهل أغلب لقاءاته مع الفقراء؟ حاول موقع "إيران وير" الإجابة على هذا التساؤل في التقرير التالي.

ما هي الروايات المتداولة عن الحياة الشخصية للمرشد؟

إن مزاعم محمد محمدي غلبايغاني حول الحياة الشخصية لآية الله علي خامنئي ليست بالأمر الجديد. فقد تم الإدلاء بهذه المزاعم مرارًا من قبله ومن قبل بعض المسؤولين الآخرين في الجمهورية الإيرانية، على سبيل المثال وعقب فرض الولايات المتحدة عقوبات على المرشد الأعلى، وصف الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني فرض هذه العقوبات بالإجراء الوقح المثير للسخرية، قائلًا: "المرشد لا يمتلك سوى الحسينية وبيت بسيط". وبحسب روحاني، فإن "مرشد إيران ليس مثل قادة العالم الآخرين الذين لديهم ملايين الدولارات في حساباتهم الخارجية ليرغبوا في مصادرتها أو حظرها".

كما تناول موقع عدالت خواهان في 26 يونيو/ حزيران 2020 خلال تقرير بعنوان "السيرة الذاتية لأبناء المرشد الأعلى السيد خامنئي وممتلكاتهم وثرواتهم"، تصريحات المقربين من علي خامنئي حول حياته الشخصية وحياة أبنائه، وقد أشادوا جميعًا بالحياة البسيطة للمرشد. وبالطبع لا يحتوي التقرير على أية وثائق يمكن الاستناد إليها، ومن ثم فإنه قد يكون مثالاً لتقرير زائف.

هل المرشد هو الأكثر تواصلًا مع الفقراء والمعوزين والمحتاجين وأسر الشهداء والضحايا؟

لا؛ وللتحقق من هذا الادعاء، كانت الوثيقة الوحيدة التي بحوزتنا هي قسم الاجتماعات والبيانات الموجود على الموقع الشخصي لـ علي خامنئي، والذي يٌظهر لقاءاته مع المسؤولين والطبقات المختلفة على مدار عام كامل. في الواقع، كان بإمكاننا الوصول إلى إحصائيات لقاءات علي خامنئي الرسمية. وإذا تركنا جانبًا العامين الماضيين التي تقلصت فيها الزيارات الرسمية للمرشد الأعلى وبلغت حدها الأدنى بسبب تفشي فيروس كورونا، فإن مراجعة لقاءاته في عام 2019 تُظهر أنه من بين 70 اجتماع رسمي محلي، لم يجتمع علي خامنئي بالفقراء والمحتاجين والمعوزين. في هذا العام، كان لديه لقاء واحد فقط مع العمال وربما كان بعضهم من الفقراء؛ ولكن بالتأكيد لا يمكن تسمية العمال بفقراء المجتمع لأن كونك عامل لا يعني بالضرورة الفقر أو الحاجة، كما أن العديد من العمال لا ينتمون إلى الفقراء بسبب مهاراتهم.

في عام 2019، خصص آية الله علي خامنئي، من إجمالي 70 لقاءً رسميًا، لقاءين فقط مع عائلات من يُطلق عليهم شهداء في أدبيات الجمهورية الإيرانية، حيث التقى بأسرة "الشهيد قاسم سليماني" و "الشهيد سيد رضا كيش بافان". ولم ينشر الموقع أي أنباء أخرى عن لقاء آية الله علي خامنئي مع أسر الشهداء في هذا العام.

في قائمة اللقاءات الرسمية للمرشد الأعلى عام 2019، لا يوجد اجتماع واحد مع أصحاب المعاشات التابعين للمؤسسات الداعمة (هيئة الرعاية الاجتماعية، ولجنة إغاثة الخميني، ومؤسسة الشهيد) والذي قد يكون مثالاً على لقاء الفقراء. هذا بينما ذكر في خطاب ألقاه أمام حشد من البسيج عام 2019، أن دعم الجمهورية الإيرانية للمستضعفين هو دعم لورثة العالم، وليس المحتاجين، حيث تساءل من هم المستضعفون؟ وقال: "تُفسّر كلمة المستضعفين بشكل سيء حيث تطلق على الأشخاص الأدنى مرتبة أو بتعبير آخر - كما شاع خلال السنوات الأخيرة - الفئات الأكثر تضررًا. لكن هذا ليس تعريف القرآن للمستضعفين. فكلمة المستضعفين في القرآن تشير إلى الأئمة والقادة المستقبليين للبشرية. وهذا هو معنى المستضعفين: إنهم الأشخاص الذين سيرثون الأرض وكل ما عليها. هذه هي تعبئة المستضعفين. المستضعف هو وارث العالم وخليفة الله على الأرض وإمام وقائد البشرية".

لا توجد معلومات حول اللقاءات غير الرسمية للمرشد الأعلى والتي يمكن توثيقها للإشارة إلى لقاء المرشد بالطبقات المختلفة والمسؤولين على مدار الأسبوع؛ لكن ما هو واضح هو أنه في النظام المركزي للجمهورية الإيرانية، فإن المرشد الأعلى بصفته المسؤول الأعلى للبلاد، ليس لديه الوقت للقاء الفقراء أو عائلات الشهداء، حتى أنه ليس لديه وقت للقاء المسؤولين المرؤوسين بسبب كبر عددهم.

في هيكل الجمهورية الإيرانية، يجب أن يخضع جميع كبار المسؤولين المنتخبين وغير المنتخبين للمساءلة أمام المرشد الأعلى، ولكن الأهم من ذلك أن المرشد الأعلى هو أعلى مسؤول عسكري في البلاد وقائد كل القوى، أي أن جزء من وقت المرشد مخصص لقيادة القوات المسلحة ولقاء كبار المسؤولين والمستشارين العسكريين.

هذا فضلًا عن أن جزء كبير من اقتصاد البلاد في أيدي المؤسسات التي يديرها المرشد الأعلى مباشرة بدءًا من مؤسسة المستضعفين، والمقر التنفيذي لأوامر الخميني ومؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين وحتى تولي الأماكن المقدسة مثل سدانة القدس الرضوية وغيرها. وعلى هذا النحو يجب تخصيص جزء آخر من وقت المرشد الأعلى لمشكلات هذه المؤسسات التي لها يد طولى في اقتصاد البلاد.

وبالإضافة إلى القيادة السياسية والعسكرية، فإن المرشد الأعلى مسؤول أيضًا عن القيادة الدينية في النظام الإيراني. فهو يشرف على الحوزات العلمية والمؤسسات الثقافية-الدينية مثل منظمة الدعاية الإسلامية، ومكتب الدعاية الإسلامية وغيرها. وبالطبع، ستحتل هذه المؤسسات جزءًا من برنامج عمله. في حين أنه لدى المرشد الأعلى ممثلًا في العديد من دول العالم ويحاول مراقبة كافة شؤون مسلمي العالم، كما أن المؤسسات الأجنبية التابعة للجمهورية الإيرانية بما في ذلك الممثليات الخارجية والمؤسسات المحلية التي تعمل في المجالات الخارجية مثل جامعة المصطفى العالمية ومنظمة الثقافة الإسلامية وغيرها تعمل بشكل عام تحت إشراف المرشد الأعلى.

كما يتولى المرشد الأعلى مسؤولية تنظيم العلاقات بين القوى الثلاث؛ لذلك عليه أن يتابع الخلافات بين هذه القوى ويقضي الوقت في حلها. حيث إن المرشد الأعلى بتعيينه رئيس السلطة القضائية وأعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام وأعضاء مجلس صيانة الدستور وأعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية وممثليه في المؤسسات والجامعات والمراكز العسكرية، وكذلك تعيين أئمة الجمعة في جميع أنحاء البلاد، فإنه يقضي جزء من وقته في مراقبة هذه المؤسسات ومساءلتها.

إن المرشد الأعلى بتعيينه مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون بالجمهورية الإيرانية وبعض المديرين المسؤولين عن الإعلام بمن فيهم المدراء المسؤولين عن صحيفتي كيهان واطلاعات، فإنه يشرف على تدفق المعلومات والإعلام في البلاد ويقضي جزءا من وقته مع مديري وسائل الإعلام.

على هذا النحو، فإن ادعاء التواصل مع الفقراء أو لقاء عائلات الشهداء بشكل أسبوعي لا يمكن أن يكون واقعيًا لأن المرشد في الجمهورية الإيرانية لديه مسؤوليات سياسية وثقافية ودينية ودولية وعسكرية. ومن غير المرجح أن تتاح لشخص لديه مثل هذا الحجم من المسؤوليات، فرص للتواصل مع مرؤوسيه.

هل حياة المرشد أدنى من المستوى المتوسط؟

يتطلب الرد على هذا التساؤل طرح ثلاث نقاط ضرورية:

1- كانت حياة المرشد الأعلى قبل انتصار الثورة الإيرانية بحسب ما نُشر على موقعه على مستوى الفقراء وكانت أدنى بكثير من المستوى المتوسط. فقد كتب في مذكراته: "كان منزل والدي الذي ولدت فيه وترعرعت به حتى بلغت الرابعة أو الخامسة من عمري، يتراوح ما بين 60-70 مترًا في حي فقير بمدينة مشهد، كان المنزل به غرفة واحدة فقط، وقبو مظلم وخانق! ونظرًا لأن والدي كان رجل دين وكان الناس يراجعونه في بعض الأمور، فحينما كان يأتي والدي ضيفًا، كان علينا جميعًا الذهاب إلى الطابق السفلي. وفي وقت لاحق، اشترى بعض الأشخاص لوالدي قطعة أرض صغيرة بجوار هذا المنزل، فبات لدينا ثلاث غرف."

وقد ورد في جانب آخر من موقع المرشد تحت عنوان "الزوجة الصبورة": "استمر الفقر معي خلال فترة وجودي في قم ومشهد، ولكن هذه المرة مع زوجة لم تكن على دراية بطعم المرار. فكانت مصاعب الفقر لا زالت قائمة. بعد عودته إلى مشهد، تابع السيد علي خامنئي مناقشاته الفقهية مع والده. وفي الصباح كان يذهب إلى منزله القديم وبعد انتهاء المحفل العلمي في غرفة والده القديمة، كان يذهب إلى مدرسة نواب للتدريس. في البداية حينما كان يخرج في الصباح، كانت زوجته تخبره أنه ليس لدينا شيء حتى الظهر، وأن عليه أن يفكر في الأمر. والآن، في الأزقة الخلفية المؤدية إلى مدرسة نواب، كان يتذكر ما أخبرته به، حيث يقول: "حينها أضع يدي في جيبي. فأجد أن الجيب العلوي لا شيء به ...والجيب السفلي كان به نحو أربعة ريالات أو أربعة ريالات وعشر دينارات ... فاستولى علي الضحك كرهًا ... وقلتُ الحمد لله ...في الحقيقة لم يكن لدي شيء ... لم أكن على هذا النحو ... على سبيل المثال لم يكن بإمكاني الاقتراض من شخص ما أو من البنك، لم أكن أدخر ريالًا واحدًا، لم تكن لدي أية إمكانات ... كنت تحت ضغط كبير في مثل هذه الأوقات." بعبارة أخرى، لم تكن حياته الشخصية قبل الثورة في الطبقة الوسطى الدنيا، بل كان من عائلة فقيرة، فقد كان ينتمي إلى عائلة كانت تواجه صعوبة في توفير الطعام اليومي. لهذا فإن كل ما حصل عليه، قد تحقق بعد الثورة الإيرانية.

2- كان عدم الشفافية في نظام الجمهورية الإيرانية سببًا في عدم وجود معلومات موثقة عن الممتلكات الشخصية للمرشد أو الممتلكات المسجلة باسمه وباسم عائلته. وتُظهر الخريطة أدناه مقر إقامة المرشد الأعلى ولقاءاته الرسمية، وهذا هو العنوان المعلن لمحل إقامة آية الله علي خامنئي:

وفي نفس هذا المكان، يوجد منزل وحسينية الخميني التي اعتبرها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الملكية الشخصية الوحيدة للمرشد الأعلى. وإذا كانت أرض حسينية الخميني وهي مقر لقاءات واجتماعات المرشد الأعلى ملكًا له، فإنه ليس على مستوى الطبقة الوسطى الدنيا، بل ينتمي لطبقة الأثرياء لأن قيمة هذه الممتلكات الواقعة في قلب طهران تبلغ مئات المليارات.

3- لا توجد معلومات متاحة عن الممتلكات الشخصية للمرشد الأعلى، ولكن يمكن قياس مستويات المعيشة دون المستوى المتوسط. في تقرير الميزانية السنوية للأسرة، يصنف مركز الإحصاء الأسر في 10 فئات على أساس الدخل والنفقات السنوية. إذا اعتبرنا الفئات العشرية الرابعة والخامسة تمثل المستوى المتوسط والمستوى المتوسط إلى المنخفض، فإن سمات عائلات هذه الفئات العشرية كما يلي:

-سمات الفئة العشرية الرابعة: حسب تقارير مركز الإحصاء لعام 2018، فإن أسر الفئة العشرية الرابعة تنفق حوالي مليوني تومان شهريًا، ومع الأخذ في الاعتبار نسبة التضخم البالغة 27٪، يمكن استنتاج أن الإنفاق الشهري لأسر الفئة العشرية الرابعة يبلغ حوالي 2 مليون 610 ألف تومان. من هذا الرقم، سيتم إنفاق حوالي مليون و 760 ألف تومان في القطاع غير الغذائي ونحو 850 ألف تومان في قطاع الأغذية. وتغطي أسر الفئة العشرية الرابعة هذه النفقات من خلال دخل شهري قدره 3 مليون و200 ألف تومان، ويدخرون منه حوالي 600 ألف تومان. تعيش أسر الفئة العشرية الرابعة بشكل عام في وحدة مساحتها 92 مترًا ويدفعون متوسط ​​إيجار شهري يبلغ حوالي 750 ألف تومان. حيث يعيش نحو 17٪ من أسر الفئة العشرية الرابعة في عقارات مستأجرة. كما يبلغ متوسط ​​استهلاك هذه الأسر من المياه والكهرباء والغاز نحو 107 ألف تومان شهريًا. ويبلغ متوسط ​​عدد أفراد أسر الفئة العشرية الرابعة 3.45 شخص منهم 1.45 لديهم دخل. ويعمل أرباب هذه الأسر عادة كسائقين ومشغلين ومجمعي الآلات، كما يعملون أيضًا في مهن الصناعة وعمال الخدمة والباعة كمرتبة تالية. هذا وتحتل الملابس والأحذية حصة 69 ألف تومان من سلة التسوق الشهرية لأسر الفئة العشرية الرابعة، أي ما يعادل 830 ألف تومان سنويًا. وتنفق هذه الأسر نحو 30 ألف تومان شهريًا على الزيت، و83 ألف تومان على الأرز. كما تبلغ حصة اللحوم الحمراء من عربة التسوق لأسر الفئة العشرية الرابعة حوالي 71 ألف تومان. ويشترون الدجاج مقابل 62 ألف تومان شهريًا. وتُظهر دراسة ميزانية أسر الفئة العشرية الرابعة أن هذه العائلات تنفق قرابة 147 ألف تومان شهريًا على شراء الفواكه والخضروات. 

-سمات الفئة العشرية الخامسة: لدى أسر الفئة العشرية الخامسة دخل يبلغ نحو 3 مليون و640 ألف تومان. ويدخرون نحو 600 ألف تومان شهريًا. وينفقون ما يقارب الـ 3 مليون تومان شهريًا، منها نحو 910 ألف تومان في قطاع الأغذية وحوالي 2 مليون و100 ألف تومان على القطاع غير الغذائي. هذه الأسر هي الأقرب للطبقة المتوسطة في البلاد، وتُعرف باسم الفئة العشرية المتوسطة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام مأخوذة من تقارير مركز الإحصاء مع مراعاة معدل التضخم بنسبة 27% في عام 2018.  وتبلغ تكلفة السكن لأسر الفئة العشرية الخامسة نحو 850 ألف تومان شهريًا. وتعيش هذه الأسر في مساحة تبلغ في المتوسط نحو 94 متر مربع. وحوالي 17% من هذه الأسر يعيشون في عقارات مستأجرة. وينفقون نحو 110 ألف تومان شهريًا على المياه والكهرباء والغاز. ويبلغ متوسط عدد أفراد أسر الفئة العشرية الخامسة 3.5 شخص منهم 1.5 لديهم دخل. ويعمل أرباب هذه الأسر عادة كعمال وسائقين أو مشغلين ومجمعي الآلات كمرتبة تالية. هذا وتخصص أسر الفئة العشرية الخامسة نحو 85 ألف تومان شهريًا لشراء الملابس والأحذية. وتُظهر تفاصيل الإنفاق الغذائي لهذه الأسر أنهم ينفقون شهريًا 94 ألف تومان على شراء الأرز، و33 ألف تومان على شراء الزيت. كما تحتل اللحوم الحمراء نحو 87 ألف تومان من سلة الشراء الشهرية لهذه الأسر. وينفقون نحو 66 ألف تومان شهريًا على شراء الدجاج، ونحو 162 ألف تومان على شراء الفواكه والخضروات.

على هذا النحو نجد أن سمات حياة المرشد لا تتطابق مع سمات هاتين الفئتين. ورغم أن الراتب الذي يتقاضاه المرشد غير واضح في النظام الإداري المالي للجمهورية الإيرانية، فإنه وفق المادة 71 من قانون الخدمة المدنية، فإن أعلى امتياز وظيفي يؤثر مباشرة على الرواتب والأجور يعود إلى رؤساء السلطات الثلاث. وقد كان السيد خامنئي رئيسًا للبلاد لثمان سنوات، وكان يتقاضى أعلى الرواتب، ووفق البند الثالث من هذا القانون، فإنه حتى لو شغل منصبًا أدنى بعد الرئاسة، سيظل يتلقى ما يصل إلى 80 % من راتبه السابق. حيث ينص البند الثالث من المادة 71 بقانون الخدمة المدنية على: "في حالة تولي المسؤول الذي تقلد منصبًا في الإدارة السياسية للبلاد لمدة عامين على الأقل، منصبًا جديدًا أقل من المنصب السابق، فإنه يتقاضى راتبًا يمثل 80% من راتبه في المنصب السابق." على هذا النحو، إذا كان السيد خامنئي الحاصل على أعلى راتب في نظام الخدمة المدنية في الجمهورية الإيرانية، يعيش في المستوى المتوسط إلى الدنيا من المجتمع، فإما أنه غير قادر على إدارة حياته الشخصية ماليًا أو أنه اختار أسلوب الحياة هذا.

من الواضح أن اختيار خامنئي البساطة كنمط حياة قد يكون أمرًا صحيحًا رغم عدم وجود دليل على ذلك. لكن الأهم أن هناك وثائق تفيد بأن المرشد يسيطر على ثروة ضخمة بالبلاد، وأن مليارات التومانات تنتقل شهريًا في البلاد بإذن منه، ولم يتم بعد تقديم أي تقرير للناس عن هذه الأمور. فهناك ما لا يقل عن خمس مؤسسات اقتصادية قوية في إيران تُقدم حساباتها للمرشد فقط وتنفق عائداتها بإذن منه.

مؤسسة المستضعفين، والمقر التنفيذي لأوامر الخميني، ومؤسسة تعاون الحرس الثوري ومؤسسة تعاون الشرطة، ومؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين، وكذلك منظمة الكوثر الاقتصادية والعتبة الرضوية

خمس مؤسسات اقتصادية قوية تملك آلاف المصانع والشركات ومحطات الطاقة وشركات الشحن والمصافي والمصارف وتسيطر على التجارة الدولية وغيرها، كما أنها معفاة من الضرائب. 

قدرت وكالة رويترز في دراسة استقصائية أصول المقر التنفيذي لأوامر الخميني وحدة بنحو 95 مليار دولار:

ويمكنكم الاطلاع على هذا التقرير من خلال الروابط التالية:

-تقرير رويترز الاستقصائي عن الممتلكات الخاضعة لسيطرة المرشد علي خامنئي (الجزء الأول)

-تقرير رويترز الاستقصائي عن الممتلكات الخاضعة لسيطرة المرشد علي خامنئي (الجزء الثاني)

-تقرير رويترز الاستقصائي عن الممتلكات الخاضعة لسيطرة المرشد علي خامنئي (الجزء الثالث)

لا نعرف مقدار الممتلكات التي تحت تصرف المرشد، لكننا نعلم أن هذا الرقم كبير لدرجة أنه تم تشكيل مجلس أمناء يضم عددًا من الوزراء والشخصيات الاقتصادية لإدارتها. وكان "محمد شريعتمداري" عضو حكومة هاشمي وخاتمي وروحاني، ونائب رئيس حسابات بيت المرشد، والرئيس السابق للمقر التنفيذي لأوامر الخميني والنائب الاقتصادي لمجموعة حضرة شاه عبد العظيم، قد قال في وقت سابق: لقد عينتُ عضوًا في هيئة الأمناء على الممتلكات تحت تصرف الولي الفقيه بحسب توجيهات المرشد الأعلى".

في قانون الموازنة السنوية، نجد أن بند الميزانية المعنون "الميزانية تحت تصرف المرشد الأعلى" وخط الميزانية المسمى معهد البحوث الثقافية للثورة الإسلامية، هي بنود تخص منزل السيد خامنئي الذي يمول أبنائه.

الخلاصة

ادعى مدير مكتب المرشد الأعلى "محمد محمدي غلبايغاني" في 1 أبريل 2022، أن الحياة الشخصية للمرشد الأعلى أقل من المتوسط، وأن أغلب لقاءاته مع الفقراء". وقد تحققت إيران وير من هذا الادعاء ووصلت إلى ما يلي:

في عام 2019، عقد المرشد الأعلى 70 لقاء رسمي لم يخصص أي منها للقاء للفقراء (على سبيل المثال الأشخاص الذين تغطيهم مؤسسات الدعم مثل هيئة الرعاية الاجتماعية). حيث عقد لقاء واحد فقط مع العمال ممن لا يمكن اعتبارهم من طبقة الفقراء، كما عقد لقاءين مع أسرتي قاسم سليماني وسيد رضا كيش بافان ممن يُقال عليهم شهداء في الأدبيات الإيرانية.

كما أنه ليست هناك أية معلومات عن لقاءات المرشد الخاصة، ولكن وفق مكانة المرشد ومسؤولياته من قيادة كل القوى والزعامة السياسية والثقافية والدينية للبلاد وكذلك السيطرة على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني عبر المؤسسات الخاضعة لإشرافه، فإنه لا فرصة لديه للقاء الفقراء. 

هذا فضلًا عما قاله خلال لقاء علني ورسمي عام 2019، بأن دعم الجمهورية الإيرانية للمستضعفين لا يعني دعم الفقراء، فالمستضعف هو وارث العالم وخليفة الله على الأرض وإمام وقائد البشرية. 

ليست هناك أي معلومات عن الممتلكات الشخصية للمرشد. وقد أعلن الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني أن ممتلكات المرشد الشخصية هي منزل بسيط وحسينية، في حين إذا اعتبرنا هذه هي ممتلكات المرشد، فإنه لن يكون من مستوى الطبقة الوسطى الدنيا لأن قيمة الحسينية التي يعقد فيها اجتماعاته، تبلغ مئات المليارات.

ووفق ما ورد على موقع السيد خامنئي، فقد كان ينتمي لطبقة الفقراء قبل انتصار الثورة، فقد روى بنفسه أنه كان يعاني من مشكلات عدة في توفير المواد الغذائية، وأن كل ما حصل عليه كان بعد انتصار الثورة الإيرانية. ووفق قانون الخدمة المدنية، يتقاضى الرؤساء أعلى الرواتب، وفي حال تقلدهم مناصب أقل، فإنهم يتلقون 80% من راتبهم كرئيس للجمهورية. وعلى هذا الأساس، يكون راتب السيد خامنئي من أعلى رواتب النظام، ومن ثم فإنه لا ينتمي إلى مستوى الطبقة المتوسطة الدنيا، إلا إذا كان قد اختار مثل هذا الأسلوب في الحياة.

كما أن حجم الممتلكات تحت تصرف المرشد غير واضحة، ويكفينا معرفة أنه تم تشكيل هيئة أمناء عام 1991 لإدارة هذه الممتلكات. حيث إن أصول وعائدات على الأقل خمس قوى اقتصادية إيرانية بما في ذلك مؤسسة المستضعفين، والمقر التنفيذي لأوامر الخميني، ومؤسسة تعاون الحرس الثوري، ومؤسسة الكوثر الاقتصادية (التابعة لمؤسسة الشهداء) والعتبة الرضوية، تحت تصرف المرشد، ويتم الانفاق منها بإذن منه.

وقدرت وكالة رويترز في دراسة استقصائية، أصول المقر التنفيذي لأوامر الخميني بـ 95 مليار دولار وهي تحت تصرف المرشد. كما أنه في قانون الموازنة السنوية، نجد أن بند الميزانية المعنون "الميزانية تحت تصرف المرشد الأعلى" وخط الميزانية المسمى معهد البحوث الثقافية للثورة الإسلامية، هي بنود تخص منزل السيد خامنئي الذي يمول أبنائه.

استناداً لما تقدّم، يعتبر “إيران وير” مزاعم محمد محمدي غلبايغاني مدير مكتب المرشد الأعلى حول “تدني مستوى حياة المرشد عن المستوى المتوسط وأنه يقضي أغلب حياته مع الفقراء"، مضللة للرأي العام.

التضليل: هو الحالة التي يمكن فيها استخدام حقائق معيّنة خارج السياق، لتدل على نقطة مختلفة غير مثبتة أو غير دقيقة.

 ويمكنكم معرفة المزيد حول منهجية التحقق من صحة البيانات لدينا من خلال الضغط على هذا الرابط.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
سوريا

محاولة اغتيال قيادي متعاون مع المخابرات العسكرية السورية

16 يوليو 2022
تيم الأحمد
١ دقيقة للقراءة
محاولة اغتيال قيادي متعاون مع المخابرات العسكرية السورية