close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
لبنان

انتخابات لبنان النيابية: الشيعة مرتاحون والسنة يحاولون ملء الفراغ

5 أبريل 2022
عماد الشدياق
٥ دقيقة للقراءة

أقفل باب الترشح للإنتخابات النيابية اللبنانية منتصف شهر آذار/مارس، بعد أن وصل عدد المتقدمين إلى 1043 شخصا، أي بزيادة 77 مرشحاً عن العدد في انتخابات العام

2018 التي سجلت 976 مرشّحاً.

تأتي الانتخابات النيابية في لبنان بعد الاحتجاجات التي حصلت في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وبعد انفجار مرفأ بيروت 2020، و وفق القانون النسبي الذي يعتمد القوائم المقفلة.

وبحسب وزير الداخلية بسام المولوي الذي عقد مؤتمراً صحافياً في حينه للإعلان عن النتائج، عدد المرشحين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، بلغ 88 مرشحاً، أمّا الذين تتخطى أعمارهم الـ75 سنة،  22 مرشحاً، بينما بلغت نسبة الإناث بحدود 15% على مستوى لبنان كله.

ويبلغ عدد من يحق له الانتخاب في جميع الدوائر اللبنانية نحو 3.96 مليون ناخباً، اللافت في هذه الترشيحات أن عدداً من المرشحين لم يختبر العمل السياسي من قبل، وبعضهم يأتي من خلفيات أكاديمية إدارية واقتصادية، أو جراء الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، و تتراوح أعمارهم بين  25 و83 سنة.

عدد الدوائر الانتخابية 15 دائرة ، وجاءت كل من الدوائر في طرابلس - المنية - الضنّية (في شمال لبنان) قائمة الدوائر الأكثر مرشحين للانتخابات بـ141 مرشحاً، وتلتها دائرة بيروت الثانية بـ118 مرشحاً، ثم دائرة الشوف - عاليه في جبل لبنان بـ100 مرشحا،  أما دائرة عكار (في أقصى شمال لبنان) فسجلت 84 مرشحاً.

وكل من دائرة بعلبك - الهرمل (في شمال شرقي لبنان) ترشح عنها 81 مرشحاً، وفي دائرة زحلة 72 مرشحاً، ودائرة شمال لبنان الثالثة (التي تضم أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا) 67 مرشحاً. 

وبحسب التوزيع الطائفي للمرشحين حصلت الطائفة المسيحية على  233 مرشحاً مارونياً يتنافسون على 27 مقعداً مخصصاً للطائفة المارونية (8.6 مرشحاً لكل مقعد)، و302 مرشح على المقاعد السنّية الـ27 (11 مرشح لكل مقعد) و152 مرشحاً على المقاعد الشيعية البالغ عددها 27 مقعداً (5.6 مرشحاً لكل مقعد) و55 مرشحاً على مقاعد طائفة الموحّدين الدروز وعددها 8 مقاعد (6.8 مرشحاً لكل مقعد).

هذه الأرقام تظهر بأنّ الطائفة السنية حصلت على أكثر عدد من المرشحين، ثم تليها المسيحيون الموارنة، بينما سجّلت الطائفة الشيعية الأقل من عدد المترشحين نسبة لعدد المقاعد المخصصة لها. 

و انتهت يوم الإثنين في 04 نيسان/أبريل، المهلة المحددة لتشكيل القوائم، إذ لا يُقبل ترشيح أي شخصية بشكل منفرد ويُعتبر من لم ينضم إلى لائحة بحكم المنسحب ضمناً، وحتى يوم السبت 02 نيسان/أبريل، كان عدد المنسحبين من جميع الدوائر 41 مرشحاً . 

وتعقيباً على ظاهرة الزيادة في عدد المترشحين ، يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني لـ"إيران وير" إنّ "حزب الله يسعى من خلال هذه الانتخابات إلى وضع جغرافيا سياسية جديدة للبنان"، وبالتالي فهو قادر على "تشديد قبضته داخل البيئة الشيعية وهذا ما يبرر عدد المرشحين القليل ضمن البيئة الشيعية".

أمّا لدى الطائفة السنية، فالعدد الأكثر للمرشحين "يندرج ضمن التعددية، وحرية التعبير إن صحّ القول"، لكن في المقابل قد يدلّ هذا إلى "عدم وجود رؤية سياسية موحدة".

ويضع الربيع حالة التشتت السنّي ضمن "التشتت السنّي الكبير في المنطقة"، ويعود بالذاكرة إلى حقبة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فيقول إنّ "السنّة حينما آمنوا بعبد الناصر هزموا، والرئيس أنور السادات هزموا أيضاً حينما ذهب إلى التطبيع مع إسرائيل، وهُزموا مع الثورة الفلسطينية، ثم الربيع العربي، ومع المشروع الإيراني..."، وبالتالي فإن هذا الإحباط كلّه ينتج اليوم ما يسمى "تفاهة سياسة" تطغى على الساحة السنية و"تدفع الجميع للظن أنهم قادة ملهمين قادرين على تشكيل ركائز زعامة للمرحلة المقبلة"، وذلك نتيجة "غياب رعاية اقليمية ودولية واضحة، وفي غياب أي مشروع سياسي قادر على احتواء هؤلاء".

انتخابات لبنان النيابية: الشيعة مرتاحون والسنة يحاولون ملء الفراغ

أما مسيحياً، ففي نظر الربيع "الجميع يجمعهم الحنين إلى المارونية السياسية القديمة" لكن كل وفق طريقته: بعضهم مثل القوات اللبنانية يعتبر أنّ "القطيعة مع الآخرين قد تقود إلى لبنان الماروني"، بعضهم الآخر مثل الرئيس ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل، يعتبران أنّ تحالف الأقليات مع "حزب الله" يفترض أن يؤدي إلى "تعزيز وضع المسيحيين السياسيّ على قاعدة التخليّ عن السيادة لصالح المكاسب السياسية المسيحية". المجموعة الثالثة المنضوية تحت مسمى المجتمع المدني فتقوم على فكرة قديمة تحاكي الانعزال أو اللامركزية والفدرالية... وهذا "ينتج الكثير من الشخصيات المعتقدة أنها قادرة على انتاج مرحلة انتقالية في البلد".

بالخلاصة هذه الأثمان لهزائم متتالية يدفعها اللبنانيون، تؤدي إلى هذه "التفاهة السياسية" في مواجهة "حزب الله" القادر على "تحقيق خروقات داخل البيئتين المسيحية والسنية للذهاب إلى فرض واقع سياسي جديد معطوف على الواقع الأمني الذي نجح في تكريسه خلال السنوات الماضية". 

الصحافي والمحلّل السياسي اللبناني المقرّب من "حزب الله"، فيصل عبد الساتر، يعتبر أنّ الفراغ الذي أحدثه غياب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري (علّق العمل السياسي قبل نحو شهرين) "ساعد في تشتيت الجماعة السنية في لبنان، وقد جشّع على بروز شخصيات الطامحة لتحلّ مكان تيار المستقبل، خصوصاً أنّ كتلة الحريري "لم تعد الآن متماسكة وهذا قد يشجع على الاختراقات". 

أما حول زيادة عدد المرشحين بشكل عام فهي "حالة العامة في لبنان وذلك من مبدأ حقّ الجميع بالترشح"، خصوصاً إن كان هذا المبدأ ممزوج مع "جنوح الرأي العام اللبناني كله نحو إلى التخلص من السلطة السابقة على خلفية الأزمة الاقتصادية... ولو جاء ذلك تحت تأثير العامل النفسي أو الكلامي من دون حصوله فعلاً"، وعليه، فإن الكثير من الناس ستترشّح ظناً منهم أن التغيير يمكن أن ينعكس في صناديق الاقتراع، لأنّ "حالة الاشمئزاز التي تسيطر على اللبنانيين محقّة إلى حد كبير"، لكن هذا الأمر "سرعان ما يتبدد عندما تقترب لحظة الحاسمة، أي اقتراب موعد الانتخابات".

وأخيراً لدى الطائفة الشيعية، فإنّ قلة المرشحين سببها أكثر من احتمال: "بداية بطبيعة القانون النسبي المقيّد بلائحة مقفلة، الذي لا يخيّر الناخب". وإذا ما كان هذا الناخب "أمام لائحة متماسكة مثل لوائح حزب الله وقدرته على تجيير الأصوات لصالح حلفائه، فإن هذا الأمر قد يحول دون أن يفكر أي أحد ترشح أو تشكيل أي لائحة بمواجهته"، خصوصا إن لم يكن هناك من هو مقنع للناخب الشيعي الذي "تتحكم بها عدة عوامل وفائه منقطع النظير للمقاومة، بصرف النظر عن أداء الحزب السياسي أو سلوكه الداخلي في بعض المحطات.

يكمل عبد الساتر بالقول: "سبب هذا التحكم يعود إلى أنّ حزب الله هو الأكثر تضحية والأكثر قدرة على حماية لبنان بوجه المخاطر المحدقة به،  كما أنّ التضحيات الكثيرة وذات الباع الطويلة، زرعت في كل بيت شيعي، شهيد أو جريح... وهذا يشكّل رافعة للوائح حزب الله، بالتالي ينعكس على قلة عدد المرشحين الشيعة". 

انتخابات لبنان النيابية: الشيعة مرتاحون والسنة يحاولون ملء الفراغ

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
فيديو

رأي أهالي المخيمات السورية عن وضعهم المعيشي ومدى تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا...

4 أبريل 2022
إبراهيم الخطيب
رأي أهالي المخيمات السورية عن وضعهم المعيشي ومدى تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا عليهم