انتخابات لبنان: حزب الله يفقد الأكثرية لصالح القوات اللبنانية

خسر حزب الله الأكثرية النيابية خلال الانتخابات اللبنانية التي بدأت في 15 مايو/أيار الحالي، في حين حصل حزب القوات اللبنانية على الأكثرية النيابية، ويعتبر حزب القوات مناهض للمشروع الإيراني في لبنان.

وأكدت النتائج التي أعلنها وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام المولى حصول حزب الله وحلفائه على 57 مقعداً، في حين كان يملك أكثر من ثلثي المقاعد النيابية في انتخابات عام 2018، في حين توزعت باقي المقاعد بين حزب القوات اللبنانية، الذي حصل على الأكثرية النيابية، متفوقاً على التيار الوطني الحر الذي يرأسه جبران باسيل، كما حصل مرشحو المجتمع المدني على 17 مقعداً إلى جانب المستقلين.

وانتهت عملية الفرز التي استمرت ليومين، صباح اليوم الثلاثاء، حيث بلغت نسبة الاقتراع في دائرة الجنوب الأولى (صيدا – جزين) 46.6%، وهي ممثلة بخمسة نواب، 3 نواب لجزين، مقعدان للموارنة ومقعد روم كاثوليك، ومقعدان سنيان عن صيدا، حيث فاز حزب "القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع بمقعدَيْن نيابيين، حصل عليهما  كل من غادة أيوب (روم كاثوليك)، وسعيد الأسمر (ماروني)، وهما محسوبان على لائحة "وحدتنا في صيدا وجزين"، كما فازت لائحة "ننتخب للتغيير" بثلاثة مقاعد نيابية، مقعدان عن صيدا، لعبد الرحمن البزري وأسامة سعد، وشربل مسعد عن المقعد الماروني في جزين.

وخسر "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه النائب جبران باسيل، مقعدين نيابيين في جزين، التي تعتبر معقل التيار، لصالح حزب "القوات اللبنانية"، الذي حقّق تقدّماً عليه أيضاً من ناحية الأكثرية النيابية المسيحية.

وبلغت نسبة الاقتراع في دائرة الجنوب الثانية، التي تضمّ صور وقرى صيدا، 48.8%، وحصل مرشحو حزب الله وحركة أمل ضمن لائحة "الأمل والوفاء"، على المقاعد السبعة النيابية كاملةً: 6 للطائفة الشيعية ومقعد للروم الكاثوليك.

وظفر بالعدد الأكبر من المقاعد النيابية في دائرة جبل لبنان الأولى (جبيل – كسروان)، والذي يتألف من 8 مقاعد نيابية: 7 موارنة ومقعد شيعي في جبيل، تحالف "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" ضمن لائحة "كنا ورح نبقى"، حيث بلغت نسبة الاقتراع 63.4%، بفوز 3 مرشحين، هم وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني، وسيمون أبي رميا، ورائد برو الذي ينتمي لحزب الله.

وحصلت لائحة "معكم فينا للآخر" التي تمثل "القوات اللبنانية" مقعدَيْن نيابيين، ذهبا إلى زياد حواط، وشوقي الدكاش، ومقعد للائحة "قلب لبنان المستقل" بفوز فريد هيكل الخازن، ومقعدان للائحة "صرخة وطن" حصدهما نعمة إفرام وسليم الصائغ الذي يمثل "حزب الكتائب اللبنانية" بزعامة النائب سامي الجميل ويُعد أبرز الخاسرين في هذه الدائرة، النائب السابق شامل روكز.

وبلغت نسبة الاقتراع  في دائرة البقاع الأولى 49.5%، حيث حصلت لائحة "زحلة السيادة" التي تمثل "حزب القوات"، والتي يدعمها رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، 3 مقاعد نيابية، ذهبت إلى جورج عقيص، وإلياس إسطفان، وبلال الحشيمي عن المقعد السني، في حين حصلت لائحة "زحلة الرسالة"، والتي تمثل تحالف "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على 3 مقاعد نيابية، ذهبت إلى سليم عون، وجورج بوشكيان ، وزير الصناعة في حكومة نجيب ميقاتي الحالية، ورامي أبو حمدان عن المقعد الشيعي، وفاز ميشال ضاهر بمقعد عن لائحة "سياديون مستقلون" التي كان يتحالف فيها مع "حزب الكتائب اللبنانية".

وسجلت دائرة البقاع الثانية نسبة اقتراع 42.47%، حيث فازت لائحة "الغد أفضل" التي تضم تحالف حسن عبد الرحيم مراد و"حزب الله" و"حركة أمل" و"التيار الوطني الحر"، بثلاثة مقاعد نيابية، ذهبت إلى حسن عبد الرحيم مراد عن المقعد السني، وقبلان قبلان عن المقعد الشيعي، وشربل ماروني عن المقعد الماروني، بينما فازت لائحة "القرار الوطني المستقل"، التي تضم تحالف "الحزب التقدمي الاشتراكي" بزعامة وليد جنبلاط، بمقعدين، ذهبا إلى وائل أبو فاعور عن المقعد الدرزي، وغسان السكاف عن مقعد الروم الأرثوذكس، فيما خرقت لائحة "سهلنا والجبل" التي تمثل قوى المجتمع المدني بمقعد سني للناشط في 17 تشرين، ياسين ياسين.

ويُعد أبرز الخاسرين في هذه الدائرة نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي، علماً أن النتائج تأخرت في الصدور ،  وخسر نائب المستقبل السابق محمد القرعاوي الذي قرر الترشح بصفته الشخصية، رغم قطيعة الانتخابات من قبل تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري.

وفي دائرة جبل لبنان الثالثة، فازت لائحة "القوات اللبنانية" و"حزب الأحرار" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، بثلاثة مقاعد نيابية، ذهبت إلى بيار بو عاصي، وكميل دوري شمعون، وهادي أبو الحسن عن المقعد الدرزي، فيما فازت لائحة "الوفاق الوطني" التي تضم تحالف "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" و"حركة أمل" بثلاثة مقاعد، ذهبت إلى آلان عون وعلي عمار وفادي علامة.

وفي دائرة البقاع الثالثة، حازت لائحة "الأمل والوفاء" التي تمثل الثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" على 9 مقاعد نيابية، بينما انتزع مرشح "القوات"، أنطوان حبشي المقعد الماروني.

وفاز تحالف "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" بسبعة مقاعد في دائرة جبل لبنان الرابعة، في حين حصلت لائحة "الجبل" التي تحالف فيها "التيار الوطني الحر" ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني"، طلال أرسلان، ورئيس "حزب التوحيد العربي"، وئام وهاب على 3 مقاعد، إذ فاز مرشحو التيار سيزار أبي خليل، فريد البستاني، وغسان عطا الله.

كذلك، فازت لائحة "توحدنا للتغيير" التي تمثل المجموعات المدنية بثلاثة مقاعد نيابية، حصل عليها كل من نجاة عون، وحليمة القعقور، ومارك ضو.

أما أبرز الخاسرين في هذه الدائرة، فهما السياسيان الدرزيان الحليفان للنظام السوري وئام وهاب وطلال أرسلان.

وفازت القوات اللبنانية في دائرة جبل لبنان الثانية بمقعدين حصل عليهما كل من ملحم رياشي ورازي الحاج، في حين حصدت لائحة "معاً أقوى" مقعدَيْن لميشال المر، ورئيس "حزب الطاشناق" أغوب باقرادونيان، بينما فازت لائحة "متن التغيير" التي تمثل "حزب الكتائب" اللبنانية ومستقلين، بمقعدين حصل عليهما سامي الجميل والياس حنكش، فيما حصلت لائحة "التيار الوطني الحر"، "كنا ورح نبقى للمتن"، على مقعدَيْن أيضاً مع فوز إبراهيم كنعان والياس بو صعب.

أما أبرز الخاسرين في هذه الدائرة فهو نائب "التيار الوطني الحر" السابق، إدي معلوف إلى جانب الإعلامي جاد غصن، الذي خسر بفارق حوالي 80 صوتاً بعدما كان ينافس بقوة على المقعد النيابي.

وفي دائرة بيروت الأولى، فازت لائحة "لبنان السيادة" التي تمثل حزب الكتائب اللبنانية، ومستقلين بمقعدَيْن، الأول لنديم بشير الجميل، والثاني لجان طالوزيان، في حين حصدت لائحة "كنا ورح نبقى" التي تمثل "التيار الوطني الحر" و"حزب الطاشناق"، مقعدَيْن، مع فوز نقولا صحناوي وهاكوب ترزيان، بينما حصلت لائحة "بيروت نحن لها" التي تضم تحالف "القوات اللبنانية" و"حزب الهنشاك" على مقعدَيْن آلا إلى غسان حاصباني وجهاد كريم بقرادوني، أما لائحة "لوطني" التي تمثل المجموعات المدنية المستقلة فقد فازت بمقعدَيْن، الأول لبولا يعقوبيان، والثاني فازت به سينتيا زرازير.

وتمكنت لائحة "معاً نحو التغيير" التي تمثل المجموعات المدنية المستقلة من إحداث خرق غير مسبوق في دائرة الجنوب الثالثة، التي تعتبر معقل "حزب الله" و"حركة أمل" بحصدها مقعدَيْن، الأول لفراس حمدان والثاني للياس جرادي.

وقد تمكّن فراس حمدان المرشح عن المقعد الدرزي، وهو محامٍ من أصغر المرشحين سناً (مواليد عام 1987)، من إسقاط أحد أبرز وجوه المنظومة المصرفية، مروان خير الدين.

كما تمكن المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في حاصبيا مرجعيون، إلياس جرادي، من إسقاط النائب أسعد حردان، الذي يمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي.

أما الفائزين عن لائحة "الأمل والوفاء"، والتي تعود للثنائي أمل وحزب الله فبلغ عددهم تسعة، وهم: محمد رعد، وعلي فياض، وهاني قبيسي، وعلي حسن خليل، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف غيابية بقضية انفجار مرفأ بيروت، وأيوب حميد، وقاسم هاشم، وحسن فضل الله، وأشرف بيضون، وناصر جابر.

وبلغت نسبة الاقتراع في دائرة الشمال الثالثة 44.2%، حيث خرق ملحم طوق أحد المقعدين المارونيَين المحسوبَين على "القوات اللبنانية" في بشري بتحالفه مع "تيار المردة" الذي يتزعمه سليمان فرنجية) و"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، ضمن لائحة "وحدة الشمال" وقد فاز إلى جانبه طوني فرنجية عن زغرتا.

وفي منطقة بشري، فازت لائحة "نبض الجمهورية القوية" التي تمثل "القوات اللبنانية" بثلاث مقاعد، لستريدا جعجع عن بشري، وفادي كرم عن الكورة، وغياث يزبك عن البترون، الذي حلّ في المرتبة الأولى بوجه غريمه النائب جبران باسيل.

وحصدت لائحة "رح نبقى هون" التي تمثل "التيار الوطني الحر"، مقعدَين، الأول لباسيل والثاني لجورج عطا الله عن الكورة، بينما تمكنت لائحة "شمالنا" التي تمثل مجموعات القوى المدنية من إحداث خرق في زغرتا عبر ميشال الدويهي.

أما لائحة "شمال المواجهة"، والتي ضمَّت تحالف مجد بطرس حرب و"الكتائب اللبنانية" فقد فازت بمقعدَيْن، آلا إلى أديب عبد المسيح وميشال رينيه معوض.

ويُعد أبرز الخاسرين في هذه الدائرة، اسطفان دويهي في زغرتا حليف "المردة"، وسليم سعادة عن "القومي السوري"، ومجد بطرس حرب، وجوزف إسحاق نائب "القوات" الذي خسر مقعده في بشري.

مخالفات بالجملة

نشرت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات "LADE" تقريرها الأوّلي حول الانتخابات النيابية 2022 في لبنان.وشمل التقرير مختلف مراحل الانتخابات بدء الحملات الانتخابية، وحتى عمليات عدّ الأصوات وفرزها، وتحدث عن شوائب بالجملة ومخالفات فاضحة وترهيب وضغوطات مارستها جهات سياسية عدّة، في ظلّ تراخٍ واضح في تطبيق القانون من جانب وزارة الداخلية والبلديات.

وأفاد التقرير عن تعرض مراقبين في منطقة السكسكية لتهديد من حركة أمل، وطلب منهما المغادرة، وتعرضت مراقبة في منطقة كفرملكي، في مدينة صيدا لشتم وضرب من قبل مندوب لحزب الله، وتعرض مراقبين لمضايقات من قبل مندوبي حزب الله، وتعرض مراقبين للضرب في منطقة النبي شيت، بعلبك من قبل حزب الله، كما تعرض مراقبين في منطقة بعذران - الشوف لمضايقات من قبل رئيس قلم والحزب التقدمي الاشتراكي، وتعرضت مراقبة في منطقة المنصورية للتهديد من مندوببن لحزب القوات اللبنانية ، وتعرضت مراقبة في منطقة الرملية - عاليه للتهديد من مندوبين للحزب الديمقراطي اللبناني وتمت مصادرة هاتفها.

ومنع عدد من مراقبي الجمعية من الحضور لعمليات الفرز في البداية من قبل القوى الأمنية قبل أن يتمكن الجميع من الدخول بعد فترة، بحسب التقرير، الأمر الذي يشكل خرقاً واضحاً للقانون اللبناني.

ومع انتهاء الانتخابات النيابية، لامس الدولار ثلاثين ألف ليرة لبنانية، في حين عادت طوابير السيارات للوقوف أمام محطات الوقود، الأمر الذي يحتم على المجلس الجديد إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية والارتفاع الجنوني للأسعار، والفقر المدقع الذي حل باللبنانيين.