اليمن.. تبادل الاتهامات بين الحكومة والحوثيين بشأن "فك حصار تعز"

تبادلت، يوم الجمعة، الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيون) الاتهامات بعدة أمور، منها تنفيذ الهدنة المتعلقة بمدينة تعز. 

واتهم كل من الحكومة اليمنية والحوثيين، الآخر، بعدم الرغبة في تنفيذ التزامات الهدنة المتعلقة بفتح الطرقات والمعابر في تعز والمحافظات الأخرى والسعي لتعطيل النقاشات التي ترعاها الأمم المتحدة بهذا الخصوص في العاصمة الأردنية عمّان منذ الأربعاء الماضي.

وهدد وفد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا،  بالتوقف عن النقاش والحوار مع الحوثيين إذا لم يستجيبوا لفتح الطرقات والخطوط الرسمية المعروفة التي تربط تعز ببقية المحافظات مساء يوم الجمعة.

وقال رئيس الوفد الحكومي عبدالكريم شيبان، في بيان اليوم الجمعة 27 مايو/آيار 2022، (حصلت "إيران وير" على نسخه منه)، إنه بعد يومين من النقاشات الشاقة في الصباح والمساء، لايزال الحوثيون يرفضون فتح الطرق الرسمية المعروفة التي كان الناس  يتنقلون فيها بشكل روتيني وطبيعي قبل عام 2015 ، مضيفا أن هناك تعنت واضح ومماطلة وعدم جدية وعدم استجابة لرفع المعاناة عن 5 مليون انسان من أبناء محافظة تعز، على حد قوله.

تصريح لجنة المفاوضات في عمّان

وأوضح شيبان، أن "كل ما اقترحه الحوثيون هو عبارة عن ممر جبلي قديم كان معدّاً لمرور الحمير والجمال ولا يمكن أن تمر فيه سيارة نتيجة ضيقه ووعورته  وطوله، وهو معبر يبعد عن المدينة 30 كيلو متر"، مشيرًا إلى رفض الحوثيين فتح الطرق الرئيسية المعروفة، وهي طريق: تعز- الحوبان- صنعاء ، وطريق تعز- الحوبان- عدن، وطريق بير باشا- مصنع السمن والصابون- البرح- الحديدة، و طريق البرح -المخاء ، كمرحلة أولى.

في المقابل قال رئيس وفد الحوثيين يحيى الرزامي ان جماعته قدمت مبادرات مهمة وأفكارا لا تخص رفع المعاناة في تعز فقط، بل فتح الطرقات في مأرب والضالع، وقد اتهم "الطرق الآخر" أي الحكومة اليمنية بأنها لا تريد أي النقاش "أي نقاش لفتح الطرقات الا في مناطق محصورة"، معتبرا ذلك مخالفة صريحة لبنود الهدنة التي تنص على تشكيل لجان لفتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات، وفق تعبيره.

وقال في بيان تداولته وسائل إعلام جماعة أنصار الله (الحوثيين): "لازلنا منتظرين للتقدم في الخطوات الأولية وان يقبل الطرف الآخر فتح الطرقات في المرحلة الأولى"، وأضاف: "الطرف الآخر يعاني من التشتت وعدم وحدة القيادة وعدم امتلاك القرار".. مشيرا الى ذلك هو السبب في تردده بعدم انتهاز الفرصة والقبول بالأفكار الأولى المنصفة والعادلة لفتح الطرق في تعز ومارب والضالع والبيضاء، حد قوله.

وفي يوم الأربعاء 25 مايو/آيار 2022، بدأت اجتماعات برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جرندبيرج، في العاصمة الأردنية عمّان، بين ممثلي الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، المدعومة من إيران، بشأن فك الحصار المفروض على مدينة تعز منذ 7 سنوات.

وشهدت محافظة تعز، أمس الخميس، تظاهرة شعبية حاشدة، بمشاركة قيادات السلطة المحلية بالمحافظة، للمطالبة بالضغط على الحوثيين، لفتح الطرقات وفك الحصار عن المدينة.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" بيانا صادرا عن المتظاهرين، نددوا خلاله "باستمرار الحصار الجائر واستمرار المعاناة والتي يترتب عليه أعباء ومخاطر إنسانية واقتصادية وتقييد حركة تنقل أبناء المحافظة وحركة انتقال البضائع ومختلف الاحتياجات الإنسانية" حسب وصف البيان.

وحمل البيان، "المجتمع الدولي ومكتب المبعوث الأممي مسئولية تجاهل ملف حصار تعز وإغلاق منافذها والطرقات الرئيسة التي تربط تعز بمختلف المحافظات وتحديداً طرق تعز -صنعاء، وتعز - الحديدة، وتعز عدن" . 

ومطلع الشهر الماضي، أعلن جرندبيرج عن اتفاق هدنة بين الحكومة والحوثيين لمدة شهرين دخلت حيز التنفيذ في الثاني أبريل، تشمل فتح طرقات تعز، غير أن هذا البند تعثر، رغم تحقيق تقدم في البنود الأخرى.