دليل الوضع القانوني للحرس الثوري الإيراني في أمريكا

إن شبكة معقدة من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحرس الثوري الإيراني أدّت إلى أن يكون هناك غموض في أوساط الرأي العام بخصوص أنواع القيود المفروضة على الحرس الثوري. على سبيل المثال فإن الفرق بين إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لأمريكا وبين قائمة «داعمِـي الإرهاب» و«الدول الداعمة للإرهاب في العالم» لا يبدو واضحاً كثيراً للرأي العام الإيراني. والدليل التالي يُجيب إلى حد كبير عن الأسئلة الرئيسة حول الإجراءات الأمريكية حتى الآن إزاء الحرس الثوري الإيراني.

متى دخل الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لأمريكا؟

في أبريل/نيسان 2019، أصدر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مرسوماً تنفيذياً يقضي بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية» (Foreign Terrorist Organization) أو «FTO».

هل كان فيلق القدس على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية قبل ذلك؟

قبل ذلك لم يكن الحرس الثوري بشكل كامل، ولا قواته الأربع (البحرية والبرية والجوفضائية وفيلق القدس)، ولا قوات الباسيج، التي تُعتبَر ميليشياتٍ تابعةً للحرس الثوري وتعمل عملاً جزئياً، تَندرج على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. ومع إدراج الحرس الثوري كله على هذه القائمة، فإن جميع القوات التابعة له، أيْ قواته الأربع والباسيج خضعت ضمن هذه القائمة، وصار يُنظَر إليها في أمريكا على أنها منظمات إرهابية أجنبية.

ما الجماعات المندرجة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية؟

تندرج على هذه القائمة الجماعات التي تتدخل من وجهة نظر أمريكا تدخلاً مباشراً في الأنشطة الإرهابية. وأعضاء هذه القائمة هي أخطر الجماعات للأمن الأمريكي. وفضلاً عن الحرس الثوري الإيراني، فإن كلاً من "القاعدة" و"داعش" و"جند الله" و"حزب الله" و"الجهاد الإسلامي الفلسطيني" و"الجيش المحمدي" و"جيش جنكهوري" و"شبكة حقاني" و"بوكو حرام" و"شبكة أبو سياف" تندرج على هذه القائمة؛ وقد استهدف الجيش الأمريكي بعض أفرادها في السنوات الأخيرة؛ منهم زعيم القاعدة "أسامة بن لادن".

ما هو أثر الإدراج على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية؟

من أولويات الولايات المتحدة إزالة الخطر الأمني لأعضاء الجماعات والمنظمات الإرهابية الأجنبية التي تُشكِّل أكبر تهديد للأمن الأمريكي داخل الولايات المتحدة وخارجها.

هل تم استهداف أحد من زعماء وقادة للمنظمات الإرهابية الأجنبية للقائمة الأمريكية؟

إن استهداف قادة المنظمات التي تُدرجها أمريكا على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية هو إحدى مهام الجيش الأمريكي. على سبيل المثال استهدف الجيش الأمريكي قبل سنوات أسامة بن لادن، زعيم القاعدة، ولقي مصرعه في باكستان. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما" شخصياً يتابع عملية استهدافه من الولايات المتحدة.

وفي حالة أخرى، استهدفت مُسيّرة أمريكية «قاسم سليماني»، قائد فيلق القدس السابق في يناير/كانون الثاني 2019، ولقي حتفه في عملية كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصياً يتابعها. كما أن القوات الأمريكية استهدفت وقتلت «أبو بكر البغدادي»، زعيم داعش، كما قتلت خليفته اللاحق.

هل كانت العقوبات الأمريكية مفروضة على الحرس الثوري الإيراني قبل إدراجه على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية؟

نعم؛ ذلك أن لأمريكا قوائم متنوعة لتحديد الجماعات والمنظمات والأشخاص المرتبطين بالإرهاب العالمي. ويَرِد إيضاح حول المنظمات الإرهابية الأجنبية في بداية الدليل الخاص بها. وإلى جانب هذه القائمة، تَصف وتُصنِّف الولايات المتحدة بعضَ الدول في العالم بأنها «داعمة للإرهاب».

والدول التي تَصفها الولايات المتحدة بأنها داعمة للإرهاب هي، وفق التعريف الأمريكي، الدول التي تُهدِّد الولاياتِ المتحدة من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي والفني التقني للميليشيات العسكرية وغير العسكرية. وقد أدرجت أمريكا النظامَ الإيراني على قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وعلى هذا الأساس فقد تم انتهاك الحصانة السياسية والحكومية للنظام الإيراني في أمريكا.

تحت أي مُسمّى تم فرض العقوبات الأمريكية على الحرس الثوري الإيراني؟

تُحدِّد وزارة الخزانة الأمريكية دلائلَ على داعمي الإرهاب في الدول الداعمة للإرهاب، وتَمنع دخولهم إلى أراضي الولايات المتحدة، كما أنها تَحجز وتُجمِّد أموالهم وممتلكاتهم على أراضيها إذا استطاعت ذلك. إن الحرس الثوري كله، وفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، وقوات الجوفضائية، والقوات البرية، وقوات الباسيج، مع عدد كبير من قيادات الحرس الثوري يندرجون على هذه القائمة؛ لأنهم يَدعمون الإرهاب في العالم من خلال تدريب الأشخاص، وتقديم الدعم المالي لهم، أو تقديم السلاح والمعدات القاتلة الباعثة على زعزعة الاستقرار لهم.

ما هي آثار فرض العقوبات على الحرس الثوري على هذه المؤسسة؟

إن دخول الحرس الثوري وقياداته ضمن قائمة داعمي الإرهاب العالمي يؤدي إلى أن الشركات والمؤسسات والأشخاص والمنظمات التي كانت تتعاون مع الحرس من خارج إيران؛ وعلى الخصوص من لبنان والعراق وروسيا واليمن والصين وعمان والإمارات، أو كانت تقدم له التسهيلات المالية والبنكية، تَخضع للعقوبات الأمريكية، وفي بعض الحالات تخضع للملاحقة القضائية الأمريكية، وأن تبقى شبكتها خاضعة للضغوطات الأمريكية خضوعاً دائماً.

لكنْ انطلاقاً من أن قسماً كبيراً من الاقتصاد الإيراني يُديره الحرس الثوري فإن فرض العقوبات على الحرس أدى إلى سريان العقوبات على أقسام متنوعة وكبيرة، منها مواد البناء والملابس والنفط والغاز والبتروكيماويات والسيارات والصيرفة والنقل البحري وشركات الطيران، وأدى إلى أنْ يعاني الاقتصاد الإيراني عملياً من شبكة معقدة من العقوبات.

إلى جانب ذلك، فإن الوضع الحالي للحرس الثوري يؤدي إلى أن يواجه المواطنون الإيرانيون الذين خَدموا في الحرس الثوري الخدمة العسكرية الإجبارية مشكلاتٍ كبيرةً في الحصول على تأشيرة الدخول إلى أمريكا، الأمر الذي انتهى إلى الحيلولة دون دخول بعضهم إلى أراضي الولايات المتحدة.

ما القيود التي يطالب النظام الإيراني بإلغائها عن كاهل الحرس الثوري؟

دائماً ما يطالب المسؤولون الإيرانيون بإزالة اسم الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لأمريكا. وإن إنقاذ الاتفاق النووي الذي من المقرر أن توقِف إيران على أساسه بعض أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات النووية عنها، بقي إلى الآن من دون نتيجة بسبب معارضة أمريكا لإزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وإصرار النظام الإيراني على ذلك.

وإذا وافقت أمريكا على إزالة اسم الحرس من هذه القائمة لأي سبب كان، فإن الحرس سيبقى على قائمة المنظمات "الداعمة للإرهاب". وهناك أمر أهم؛ وهو أنه لا وجود لأي أفق بشأن إزالة اسم النظام الإسلامي من قائمة الدول الداعمة والراعية للإرهاب؛ ولهذا آثار أعمق من إدراج اسم الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.