تعثر أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي بعد اتفاق الهدنة.. واتهامات بين الحكومة اليمنية وأنصار الله

تعثر إقلاع أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي في اليمن نحو العاصمة الأردنية عمّان، والتي كان مقررا لها أن تنطلق يوم الأحد 24 أبريل/نيسان 2022، وفقا لاتفاق الهدنة في اليمن، والذي رعته الأمم المتحدة مطلع الشهر الجاري.

وقالت شركة الخطوط الجوية اليمنية مساء يوم السبت، إنها "تأسف لتأجيل وصول تصاريح تشغيل رحلتها من مطار صنعاء الدولي"، وذكرت في بيان لها أنها "لم تتلق تصاريح التشغيل لأول رحلة لها من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمّان والتي كان من المقرر انطلاقها يوم الأحد الموافق 24 أبريل/ نيسان في تمام الساعة الثامنة صباحا".

وأضافت أنها كانت قد بدأت إجراءات حجز التذاكر للمسافرين على هذه الرحلة، كما أنها قامت بكامل استعداداتها الفنية من حيث وصول الطائرة وموعد إقلاعها ومن ثم عودتها إلى مطار صنعاء الدولي قادمةً من عمّان، مشيرة إلى أنها "تأمل بأن يتم تجاوز كل الإشكاليات في القريب العاجل والسماح للشركة بمعاودة انطلاق رحلاتها من صنعاء".

جوازات مزوّرة

من جهتها، حمّلت الحكومة اليمنية "المعترف بها دوليا"، جماعة أنصار الله "الحوثيين" المدعومين من إيران، المسؤولية الكاملة عن تعثر تشغيل تلك الرحلة التي كانت من المقرر أن تُقلع من العاصمة اليمنية إلى عمّان، ضمن اتفاق هدنة الشهرين التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن مطلع الشهر الجاري.

واتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في سلسة تغريدات على موقع "تويتر"، جماعة أنصار الله "الحوثيين" بعدم الالتزام بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية، وقال إن الحكومة اليمينة وافقت على سفر (104) ركاب في أول رحلة من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان، إلا أن جماعة الحوثي رفضت وأصرت وما زالت على إضافة (60) راكبا بجوازات سفر "غير موثوقة". حسب قوله.

وفي بيان نُشر فجر الأحد 24 إبريل / نيسان الجاري، أعلنت الحكومة اليمنية تأجيل الرحلة المجدولة في 24 أبريل (نيسان) حتى تتم يلتزم الحوثيون بما تم الاتفاق عليه، وأكدت أنها حرصت على عمل كل ما من شأنه التخفيف من المعاناة الإنسانية لليمنيين وقامت بكل الإجراءات الداخلية للبدء بتشغيل عدد من الرحلات من وإلى مطار صنعاء بموجب اتفاق الهدنة الذي قاده المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن.

وأوضحت في بيان لها نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) أنه "تم الاتفاق على تشغيل الرحلات طبقاً للإجراءات المعمول بها في مطاري سيئون وعدن بما في ذلك اعتماد جوازات السفر الصادرة من الحكومة فقط باعتبار جوازات السفر وثائق وطنية سيادية من حق الحكومة اليمنية حصراً".

واتهمت الحوثيين بالقيام عبر مكتب اليمنية في صنعاء، بإغلاق جميع منافذ بيع التذاكر، وحصرت الإصدار على مكتب اليمنية في صنعاء، وتم إصدار تذاكر لمسافرين يحملون جوازات سفر صادرة عن العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

خرقًا للهدنة الأممية

من جهتها، اتهمت  جماعة أنصار الله "الحوثيين" التحالف العربي بقيادة السعودية برفض منح الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة التي كان من المقرر وصولها إلى مطار صنعاء الدولي الأحد، معتبرة ذلك "خرقًا للهدنة الأممية"، 

وقال الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبدالسلام إن "استمرار إغلاق مطار صنعاء بعدم السماح بتسيير الرحلات المتفق عليها في الهدنة الإنسانية وعرقلة السفن تعنت واضح يثبت عدم جدية تحالف العدوان لإحلال السلام".

فيما اعتبر نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، حسين العزي، أن تعثر الرحلة دليل عدم وجود أي رغبة لدى التحالف في السير نحو السلام وعدم استعدادهم للانخراط في أية إجراءات عملية لبناء الثقة ولا تفسير لموقفهم غير هذا- ع الأقل-حتى يثبتوا العكس، حسب تعبيره.

قلق وخيبة أمل أممية

بدوره، أعرب المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، عن قلقه من تعثر إقلاع الرحلة الجوية من مطار صنعاء الدولي ، داعيا الأطراف اليمنية إلى العمل على إيجاد حل لاستئناف الرحلات الجوية، وقال غروندبرغ في بيان نشره المكتب الأممي على تويتر "أود أن أعبر عن قلقي إزاء تأجيل الرحلة التجارية الأولى من مطار صنعاء والتي كانت مقررة اليوم. أحث الأطراف على العمل بشكل بنّاء معي ومع مكتبي لإيجاد حل يسمح باستئناف الرحلات الجوية كما هو مخطط لها."

وشدد على أن الهدف من الهدنة الأممية التي أعلنت مطلع الشهر الحالي، هو خدمة المدنيين من خلال الحد من العنف، وتوفير الوقود، وتعزيز حريتهم في التنقل أيضاً، من وإلى وداخل بلادهم، مؤكدًا مواصلة العمل من أجل دعم الأطراف اليمنية في تنفيذ وتعزيز وتجديد تلك الهدنة.

إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة الأميركية، مساء الأحد، عن خيبة أملها بعد تعثر تشغيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة جماعة أنصار الله "الحوثيين"، وحثت "الأطراف على العمل معًا لاستئناف الرحلات في أسرع وقت ممكن والحفاظ على التزامهم بالهدنة".. 

وجاء ذلك عبر تصريح للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ نشر على الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية عبر تويتر.

ومؤخرا، رعت الأمم المتحدة هدنة دخلت حيز التنفيذ في اليمن أول أيام شهر رمضان الجاري، وبموجب اتفاق الهدنة، تم الاتفاق على إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي برحلات تجارية محدودة خلال فترة الهدنة والتي تستمر لمدة شهرين.

ونهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله الحوثيين، عن التوصل لاتفاق بشأن انطلاق أول رحلة تجارية للخطوط اليمنية بدأ من يوم الأحد 24 إبريل الجاري، من مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ العام 2014.