كشفت صحيفتا “الرأي” و”القبس” الكويتية يوم الخميس 18-11-2021، أن النيابة العامة الكويتية أمرت بحبس 18 متهماً مشتبهاً بهم في قضية تمويل “حزب الله” اللبناني.
وذكرت صحيفة “القبس” أنّ النيابة العامة في البلاد، قررت حبس المتهمين 21 يوماً وإيداعهم في السجن المركزي على ذمة التحقيق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر كويتية (لم تحددها) أنه من المتوقع مثول المتهمين أمام القاضي لتجديد الحبس.
كما أشارت المصادر إلى أنّ النيابة لا تزال تحقّق في القضية، ومن المتوقع إحالة المتهمين قريباً إلى محكمة الجنايات.
ونشرت صحيفة “الرأي” أن المتهمين “أنكروا ما وجه إليهم وأن القضاء الكويتي أمر بتجديد حبسهم، مشيرة إلى أنّ لائحة الاتهام في القضية تضم مواطنين إيرانيَين ومصرياً وسورياً، إضافة إلى 8 متهمين كويتيين.
ونشرت سابقاً صحيفة السياسة الكويتية 5/11/2021 خبر إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على مجموعة تابعة لـ”حزب الله”، نشطت في تجنيد الشباب للعمل مع الحزب في سوريا واليمن.
وبدأت القضية بـ4 متهمين (لم تصرح عن أسمائهم الحقيقية) ، ليصبح عدد المتهمين 8 أشخاص، واكتفت بذكر أن أحدهم شقيق نائب سابق كويتي، ألقي القبض عليهم بعد ورود معلومات عن تحويلهم أموالاً إلى لبنان، وتحديداً إلى “حزب الله”، والآخر ابن نائب سابق، وشخص ثالث ورد اسمه في قضايا سابقة في خطف طائرة الجابرية في الثمانينات، والرابع من كبار رجال العمل الخيري.
وبعد أيام على اعتقال هؤلاء، وضع جهاز أمن الدولة الكويتي أسماء 100 وافد من جنسيات مختلفة، على قوائم الممنوعين من تجديد إقاماتهم في البلاد عند انتهائها بشبهة الانتماء إلى “حزب الله” (انتمائهم أو انتماء أقاربهم من الدرجة الأولى أو الثانية للحزب) وفق القبس.
العفو عن مدانين بقضية العبدلي
أصدر البرلمان الكويتي عفواً في 8/11/2021 لبعض المحكومين من بينهم من أدينوا بقضية العبدلي.
وقال الكاتب السعودي إبراهيم الهطلاني في حديث خاص مع “إيران وير” إن الكويت قد أضافت أسماء العبدلي “كمجاملة للمعارضة الكويتية (خاصة وأنه قد حدث مصالحة ما بين الحكومة والمعارضة قبل شهر ونصف)، ومن أجل حسابات سياسية داخلية، وأيضاً من أجل إعطاء قوة للشيعة “للاستفادة منهم مستقبلاً”.
وعن تزامن الحادثة مع العلاقات الخليجية اللبنانية، اعتبر الهطلاني أن الكويت تعمل حسابات خارجية لعلاقاتها مع السعودية، لذلك طرحت أسماء المحكومين في قضية العبدلي باكراً، كما تم اتخاذ الإجراءات بهذه الصرامة بما يخص المدانين الحاليين.
والعبدلي هي مجموعة اتُهم أفرادها بالعمل لصالح إيران وحزب الله في الكويت، وألقي القبض على أفراد منها منذ عام 2015، وصادرت السلطات الكويتية حينها كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات في منطقة العبدلي قرب الحدود العراقية.
وبحسب الهطلاني فإن مشكلة حزب الله الآن تكمن في نقص الكوادر البشرية، وخاصة في سوريا، ولذلك يحتاج لتغطية الأماكن الشاغرة من خلال شباب الكويت، إذ أن الحزب كان يعتمد بشكل رئيسي على تمويل إيران المباشر، ومؤخراً وبعد الأزمات التي حدثت في إيران والعقوبات عليها وعلى أذرعها في المنطقة، احتاج الحزب إلى تمويل من مصادر أخرى ولم يجد إلا الكويت كأفضل دولة للتوجه إليها، خاصة وأن فيها نواب شيعة، وعنصر شبابي.
حزب الله في الكويت
وتأسس حزب الله الكويتي في الثمانينيات من القرن الماضي، على يد مجموعة من مواطني الكويت ويتبعون المذهب الشيعي ، ودرس بعضهم في حوزة مدينة قم الإيرانية، وتعتبر الكويت أول دولة خارج لبنان يمارس حزب الله فيها أنشطته المسلحة.
في عام 1983 شهدت الكويت سلسلة تفجيرات منها التي استهدفت منشآت حيوية مثل مطار الكويت الدولي.
في عام 1984 تعرضت طائرة كويتية للاختطاف من قبل 4 لبنانيين واجبروها على تغيير مسارها إلى طهران.
في منتصف عام 1985، تعرض أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة، وتفجيرات أخرى في مقاهٍ شعبية
في يونيو/حزيران 1987 محاولة أخرى لتفجير فندق بسيارة مفخخة
في أبريل/ نيسان 1988 اختطفت طائرة كويتية قادمة من بانكوك
في عام 2015 تم اكتشاف خلية العبدلي
وفي عام 2016 رحّلت السلطات الكويتية 14 لبنانياً وعراقياً اتهموا بالانتماء لحزب الله، كما اعتبر الحزب منظمة إرهابية في العام ذاته
في عام 2017 قدم النائب الكويتي وليد الطبطبائي إلى مجلس الأمة اقتراح قانون تجريم حزب الله واعتباره تنظيماً إرهابياً، كما طردت الكويت في ذات العام 15 دبلوماسياً إيرانياً.
في منتصف 2018 أدرج 4 كيانات و10 أفراد من حزب الله اللبناني على قائمة الإرهاب.
وفي عام 2021 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أفراد وكيانات في لبنان وإيران والكويت وغيرها من الدول بتهمة دعم حزب الله اللبناني وفيلق القدس الإيراني
دانة سقباني
خريجة صحافة وإعلام عملت في مجال التحرير الصحفي والإذاعي والتلفزيوني ومقدمة أخبار وبرامج إخبارية تلفزيونية وإذاعية قبل انتقالها للعمل كمحررة في إيران واير.
عماد الشدياق
عماد صحافي متخصص في الشأن السياسي والاقتصادي اللبناني، مجاز في العلوم السياسية ويحمل دبلوم علاقات دولية ودبلوماسية من الجامعة اللبنانية في بيروت. له كتابات في الشؤون العامة وفي مجال الحوكمة والعلاقات الدولية إلى جانب إهتماماته في الشأن اللبناني.
إرسال تعليق