الخارجية الإيرانية تتهم التحالف بارتكابه "جريمةً كبرى بحق الشعب اليمني"، والحوثيون يردُّون على المبادرة السعودية

أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء بياناً، في الذكرى السادسة للحرب في اليمن، جاء فيه: “اليوم تمر ست سنوات على عدوان التحالف السعودي المستمر ضد اليمن”.

واتهمت الخارجية الإيرانية التحالف بارتكاب “جريمة كبرى بحق الشعب اليمني”، وقالت: “في بدایة العام السابع للعدوان العسکری السعودي ودول ما یسمى التحالف تستنکر وزارة خارجیة الجمهوریة الإیرانیة استمرار هذه الجریمة الکبرى بحق شعب الیمن الأبریاء”.

وأكدت أن “الأزمة اليمنية ليس لها حل عسكري، وإيران ترحب بأي مبادرة سلام تُبنى على إنهاء العدوان، ووقف شامل لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار الاقتصادي، وإطلاق الحوارات السياسية على أن يتم في نهاية المطاف تسليم الأمور إلى اليمنيين من دون تدخلات خارجية لرسم مستقبلهم السياسي”.

كما أضافت الخارجية الإيرانية أنّ “وقفاً متزامناً لإطلاق النار ورفع الحصار هما السبيل لمنع استمرار الكارثة الإنسانية في اليمن، ويمهدان لإجراء الحوار”، في إشارة إلى المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن.

وقالت الخارجية: “على الرغم من المزاعم الكثيرة بوقف الدعم عن العدوان، لكن بيع أنواع الأسلحة إلى التحالف العدواني وحتى الإسناد الفني لاستخدام هذه الأسلحة مستمران”.

وبدوره اعتبر المرشد الديني الأعلى في إيران علي خامنئي في تغريدة على تويتر أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي ورطت السعودية في حرب اليمن، والتي باتت فيها الأخيرة غير قادرة على الاستمرار في الحرب ولا إيقافها.

المبادرة السعودية وردُّ الحوثيين عليها

ويوم أمس أعلنت المملكة العربية السعودية خطة تعرض بموجبها على جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار في هذه الحرب المستمرة منذ 6 سنوات بالبلاد، والسماح بإعادة افتتاح مطار صنعاء المغلق أمام الرحلات التجارية الدولية منذ 2016.

وكشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود خلال مؤتمر صحفي أمس أن “المبادرة السعودية تشمل وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وايداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة، وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة”.

وأضاف فرحان أن المبادرة تشمل بدء مشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناءً على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

فيما علق محمد عبدالسلام رئيس وفد الحوثيين في المفاوضات على المبادرة بالقول: “لم تأتِ بجديد”، وقال عبدالسلام في تغريدة له على تويتر: “إن أي مواقف أو مبادرات لا تأخذ في الحسبان بأن اليمن محاصر فهي غير جادة وغير جديدة”.

وتابع عبدالسلام قائلاً: “إدخال السفن المحتجزة منذ أكثر من عام لا يحتاج مبادرة ولا شروطاً مسبقة، والمقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي جريمة أخلاقية”، على حدّ تعبيره.

ورأى رئيس الوفد الوطني أن تقديم الرياض نفسها على أنها ليست طرفاً في ما وصفه بـ”العدوان” يُمثل “تسطيحاً مبالغاً فيه وغير دقيق، ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق”، بحسب قوله.

واتهم عبد السلام السعودية بشنّ حرب على اليمن بدعم أمريكي وبريطاني مباشر، وأشار إلى أن الحوار بين اليمنيين لا يتم إلا بعد إعلان السعودية “فك الحصار”، مشيراً إلى أن “المبادرات تحت النار والحصار غير جادة، وهي هروب إلى الأمام من استحقاق العدوان”، بحسب ما نقله موقع المسيرة التابع للحوثيين.

وعن الشق المتعلق بميناء الحُديدة من المبادرة السعودية قال عبدالسلام: “لماذا لا تسمح السعودية بدخول 14 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة، وتقايض بالملف الإنساني لصالح الملف العسكري؟”، وأردف قائلاً: “يعمد تحالف العدوان إلى ليّ ذراع الشعب اليمني من خلال تشديد الحصار في محاولة للضغط علينا للقبول بمطالب لم يتمكنوا من إنجازها عسكرياً وسياسياً”، ودعا إلى “توجه حقيقي” لإنهاء الصراع.

وسيطرت ميليشيا الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2014، لتعلن المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالفٍ عربي يضم عشر دول في السادس والعشرين من مارس/ آذار 2015 لدعم شرعية الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، وإنهاء الانقلاب الذي قاده الحوثيون على الحكومة اليمنية.