close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
سوريا

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

14 ديسمبر 2021
أحمد سلوم
٨ دقيقة للقراءة
تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

أحمد سلوم – إيران وير

مع تعرض الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق لقصف مكثف خلال العامين الأخيرين، بدأت بعض هذه الجماعات باتباع استراتيجية جديدة في محاولة لتجنب القصف، قائمة على التمويه.

ويقدم هذا التحقيق براهين وأدلة تثبت تغيير جماعة حزب الله العراقي لباسها العسكري واستبداله بألبسة مدنية وأخرى مشابهة لقوات الحشد العشائري العراقي، لكي تخفف من خسائرها، بالإضافة لاستعمال سيارات مدنية في تنقلاتها من أجل تفادي عمليات القصف.

ألبسة مغايرة للباس التقليدي وأخرى مدنية

باشرت كتائب حزب الله العراقي بتغيير لباسها للباس يشابه لباس الحشد العشائري العراقي ولباس مدني أيضا مطلع العام الحالي بحسب ما أكدته مصادر متطابقة بعضها من داخل الميليشيات.

وفي تسجيل صوتي لعنصر من كتائب حزب الله العراقي يؤكد من خلاله لـ”إيران وير” أن الكتائب بدأت بعد القصف الأمريكي في  26فبراير/ شباط 2021  بتغيير لباسها إلى لباس يشبه لباس الحشد العشائري العراقي إضافة إلى ارتدائهما للباس المدني أيضا من أجل تفادي ضربات لاحقة.

 
 

حصل معد التحقيق من أعضاء في ميليشيات إيرانية تنشط في سوريا والعراق على صورة لعناصر في حزب الله العراقي وهم في سوق حصيبة القريب من معبر القائم الحدودي مع البوكمال في سوريا، وتظهر الصورة ثلاثة عناصر من الكتائب تظهر اللباس الذي يرتدونه كما توضح أن عنصرين يرتدون اللباس التقليدي للحزب بينما يوجد عنصر في الوسط يرتدي لباس يشبه لباس الحشد العشائري.

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

وفي صورة أخرى أيضا في سوق حصيبة في العراق يظهر ثلاثة عناصر من كتائب حزب الله العراقي الشخص الأخير يرتدي اللباس المدني وعلى يمينه عنصر يرتدي لباس لواء الطفوف بقيادة قاسم مصلح التابع للحشد الشعبي والعنصر الذي على يسار الصورة يرتدي نفس لباس “الطفوف”.

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

وصورة ثالثة لعنصر في إحدى النقاط التابعة لكتائب الحزب القريبة من معبر السكك الحدودي مع سوريا والقريبة أيضا من مشفى”الشهيد خالد الحجامي” العسكري وهو يرتدي لباس الحشد العشائري.

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

وفي صورة رابعة لعنصرين من كتائب حزب الله العراقي وهم في سوق للخضار،  تظهرهما يرتديان بنطال عسكري وفوقها كنزة صيفية يرتديها مختلف عناصر الفصائل العسكرية في العراق وسوريا, وذلك للتمويه على تواجدهم العسكري بالمنطقة الحدودية بين البلدين.

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي
تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

ولكي نتأكد من حقيقة الصور وبأنها لا تتبع لعناصر من الحشد العشائري، تواصل معد التحقيق مع العميد أحمد البيلاوي في الحشد العشائري بالأنبار الذي نفى لـ “إيران وير” تواجد الحشد العشائري بالقرب من الحدود السورية العراقية وقال “إن المسيطر على الحدود السورية العراقية هو الحشد الشعبي والميليشيات التي تنضوي تحت رايته”.

كما أكد البيلاوي أن الحشد العشائري يتواجد فقط في مناطق بعيدة عن الحدود مثل البغدادي وحديثة وعانة وراوى.

ما الفرق بين لباس الحشد الشعبي والعشائري؟

تختلف أنواع الألبسة التي يرتديها عناصر الفصائل المختلفة والميليشيات الموالية لإيران, كما أن لكل فصيل عدة أنواع من اللباس منها الصيفي ومنها الشتوي ومنها الخاص بالتدريبات.

والحشد العشائري جزء من الحشد الشعبي العراقي تشكل أواخر عام 2014 من أبناء العشائر السنية أثناء محاربة تنظيم الدولة “داعش” في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك, ويتألف من قرابة 35 ألف عنصر ولكن صلاحياته  ضعيفة مقارنة بالفصائل الأخرى التي تتبع لإيران.

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي
تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي
تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

فيما يتميز لباس الحشد العشائري العراقي بعدة أنواع من اللباس فبعض الألبسة يرتديها العناصر بالتدريبات وهي تكون باللون الأخضر السادة ولباس أخر يستخدمونه في المعارك ويكون مموه بألوان ثلاثة وهي الأزرق والبني الفاتح والبني الغامق، وعلى الساعد الأيمن يوجد علم العراق يعلوه عصبة باللون الأخضر الغامق

الخياطون يؤكدون

وتواصل معد التحقيق مع بعض أصحاب المحلات في العاصمة العراقية بغداد الذين يقومون بتصنيع الملابس والتجهيزات العسكرية للميليشيات الإيرانية وخاصة لكتائب حزب الله العراقي الذين أكدوا بدورهم أن عمليات بيع الملابس لا يمكن أن تتم إلا بعد إثبات دليل من العناصر المنتسبين للميليشيات. 

وقال أحد الخياطين، إن الإثبات يكون “عبر بطاقة عسكرية تسمى (باج) وتتضمن الاسم والتاريخ وكل التفاصيل المرتبط بحاملها وعليها أيضا ختم فوسفوري منعا للتزوير”.

 
تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي
 
 

وبحسب ما قاله أصحاب محال تبيع الملابس العسكرية فإنه يمنع منعا باتا لهم بيعها للمدنيين بل ويتعرض أصحابها للعقوبات القانونية بتهمة الإرهاب, وهذا ما يؤكد أن اللباس الذي يرتديه كتائب حزب الله العراقي الظاهر في الصور هي فقط للعناصر التابعين له.

المليشيات تستخدم سيارات مدنية تفاديا للقصف

وقال عضو في إحدى الميليشيات الناشطة على الحدود السورية والعراقية إن جماعته باتت تستعمل سيارات مدنية في تحركاتها، وزودنا بصورة لسيارة تابعة للكتائب وهي سيارة مدنية يمتلك العديد من سكان تلك المنطقة مثيلاتها.

كما أظهر فيديو خاص لـ”إيران وير” موكب صغير لكتائب الحزب في الحصيبة القريبة من الحدود السورية العراقية يظهر سيارات عسكرية للكتائب وخلفها بعض السيارات المدنية التي يقودها عناصر من الكتائب.

وبحسب تسجيل صوتي من أحد العناصر في كتائب حزب الله العراقي، فأنه يمنع بشدة دخول أي سيارات مدنية بين سيارات الكتائب وهي تسير، وذلك خوفا من دخول سيارات مفخخة بينهم أو خوفا من الاستهداف، كما أشار العنصر إلى أنه منذ بداية سير المركبات الخاصة بالكتائب أو الميليشيات الأخرى المقربة من طهران تبدأ شرطة المرور والقوى الأخرى بفتح الطرق أمامهم إلى أن يعبروا المكان الذي يسيرون به.

 
 

وأكد المصدر أن كتائب حزب الله وجميع الميليشيات التابعة لإيران قد أزالت كل أعلامها من فوق مقراتها إضافة إلى تغيير بعض مقراتها ومنعت وضع أي إشارة تشير إلى أماكن وجود عناصرها.

تظهر صورة خاصة لـ”إيران وير” مقرا جديدا تابعا للكتائب في منطقة السكك الحدودية مع سوريا، والصورة توضح ظهور أجهزة الإنترنت على سطح المقر إضافة إلى وجود سيارة من نوع تويوتا “شاص” على متنها مدفع رشاش من عيار 23 مليمتر. 

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

ويقع المقر في هذا الموقع.

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

والصورة الثانية لنفس المكان من قرب توضح بصورة أكبر وجود سيارة الكتائب بجانب المقرات المتواجدة على يسار الصورة.

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

نشأة حزب الله العراقي

يرتبط لفظ (حزب الله) بتنظيم حزب الله اللبناني، لكن ثمة تنظيم آخر نشأ بعده بأكثر من عقدين يحمل نفس الاسم، لكنه منفصل عنه، وهو “كتائب حزب الله في العراق”.

أُعلن عن تأسيس كتائب حزب الله في أبريل/نيسان عام 2007، في مدينة العمارة جنوبي العراق، وتكونت الكتائب من اتحاد عدد من الفصائل الشيعية المسلحة نشأ بعضها بعد الغزو الأمريكي عام 2003.

وهذه الفصائل هي لواء أبو الفضل العباس وكتائب تحمل أسماء كربلاء وزيد بن علي وعلي الأكبر والسجاد، بحسب تقرير سابق لـ”إيران وير”.

وتقول الكتائب إنها تعمل على إفشال ما تسميه المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في الشرق الأوسط، كما أن عناصرها كانوا من أوائل المسلحين الذين قاتلوا في سوريا إلى جانب النظام السوري بعد موجة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلاد عام 2011.

وبدأ النشاط الإيراني جلياً في سوريا بعد انطلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011 ضد النظام السوري، فتمثل هذا النشاط بداية في تقديم خبرات عسكرية لقمع الاحتجاجات، ثم توسعت لاحقاً لتشمل الدعم العسكري واللوجستي.

وانطلاقاً من سياسة إيران الخارجية والمتمثلة في دعم حلفائها الدينيين، ومصالحهم خارج الحدود، بدأت إيران برسم سياسة جديدة في سورية كي تحافظ على سوريا تحت نفوذها وسلطتها، كما فعلت في لبنان من خلال دعمها لحزب الله اللبناني، ودعم الحوثيين في اليمن، ومنها دعمها للحشد الشعبي في العراق.

وشكلت إيران ميليشيات موالية لها في سوريا بذريعة حماية المقدسات الشيعية، وازداد عدد الميليشيات الموالية لها بعد انتقال الحراك السلمي في سوريا إلى حراك عسكري ممثلاً بالجيش السوري الحر وسيطرته لاحقاً على عدة أماكن قريبة من المقدسات الشيعية كمقام السيدة زينب ومقام السيدة سُكينة جنوبي العاصمة السورية دمشق.

غارات مكثفة على الميليشيات الموالية لإيران

تعرّضت الميليشيات الموالية لإيران على مدار الأشهر الماضية في محافظة دير الزور السورية لما يقارب 20 غارة إسرائيلية وأمريكية كان أقساها تلك التي شنتها إسرائيل في يناير/كانون الثاني الفائت.

 في حين كان أول الضربات على يد القوات الأميركية في 26 فبراير/ شباط 2021، وهي أول عملية عسكريّة لـ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقال عنها المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” جيمس كيربي إنّ “بايدن أعطى توجيهاته لشنّ غارات على بنى تحتية تستخدمها جماعات عسكرية مدعومة من إيران شرقي سوريا”.

واستهدفت الغارة الأمريكية معبر السكك الحدودي وأسفرت عن مقتل ما يقارب 20 عنصراً من ميليشيا حزب الله العراقي، وعنصراً إيراني الجنسية، وإصابة 10 أشخاص بجروح خطيرة نُقل بعضهم إلى مدينة القائم، والبعض الآخر نقل إلى البوكمال .

 كما أدى القصف لتدمير بعض الآليات الموجودة على المعبر، منها عربات مدرعة، ورشاشات من عيار٢٣ ملم، ودمار كبير في المنطقة المستهدفة بحسب مصادر  في تلك الميليشيات في تصريحات خاصة بإيران وير.

وفي 27 يونيو/حزيران 2021 قال الجيش الأمريكي، إنه استهدف مرافق تشغيل وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وموقع في العراق، دون الإفصاح عما إذا كانت الهجمات قد أسفرت عن سقوط قتلى أو جرحى.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان: “تظهر هجمات هذا المساء أن الرئيس بايدن واضح في أنه سيتحرك لحماية الأمريكيين”, وهذا رد مباشر على منتقدي بايدن الذين يقولون إنه لا يمكن الوثوق بإيران ويشيرون إلى هجمات الطائرات المسيرة كدليل آخر على عدم قبول إيران ووكلائها على الإطلاق بوجود عسكري أمريكي في العراق أو سوريا.

 

كما صرح جون كيربي، المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، بالقول “اتخذت الولايات المتحدة إجراء ضرورياً ومناسباً (من حيث الحجم) ومصمماً بشكل متعمد كي يقلل من خطر التصعيد، ولكنه أيضاً يرسل رسالة ردع واضحة وغير مبهمة”، بحسب تقرير لمجلة Politico الأمريكية.

تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي
تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي
تحقيق استقصائي.. ميليشيا موالية لإيران في سوريا تغير لباسها تفاديا للقصف الأمريكي والإسرائيلي

وبحسب ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن فإن على إيران أن تنظر إلى قراره بالترخيص بالضربات الجوية الأمريكية في سوريا على أنه تحذير من أنها يمكن أن تتوقع عواقب على دعمها لميليشيات تهدد مصالح الولايات المتحدة أو أفرادها.

وجدير بالذكر أن إسرائيل أكدت عدة مرات أنها لن تسمح بتهديد أمن حدودها عبر سوريا، أو تمدد النفوذ الإيراني وترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وذكر  الجيش الإسرائيلي في تقريره السنوي أنه قصف خلال العام 2020 حوالي 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عنها.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

زيادة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المتحور "أوميكرون" و وزارة الصحة اللبنانية...

13 ديسمبر 2021
عماد الشدياق
٣ دقيقة للقراءة
زيادة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المتحور "أوميكرون" و وزارة الصحة اللبنانية تنظم حملة ماراثون فايزر