الإفراج عن المختطفين جنوبي سوريا

أفرج الخاطفون صباح الأحد 8 مايو/أيار عن المدنيين الذين كانوا قد احتجزوهم قبل أيام في محافظة السويداء جنوبي سوريا.

وأفرج أيضا في منطقة المقوس شرق السويداء لأشخاص كانوا مخطوفين لدى أشخاص من العشائر في المنطقة، وجاءت عملية الاختطاف بعد حادثة سرقة سيارة في بلدة عتيل في ريف السويداء الأوسط.

وفي تفاصيل عملية إطلاق سراح المختطفين، أفرج عن 22 شخصا من عشائر بدو محافظة السويداء ومن أبناء محافظة درعا، كانوا محتجزين لدى فصيل محلي يتزعمه"راجي الفلحوط" في بلدة عتيل، بالمقابل أفرج عن خمسة أشخاص من محافظة السويداء كانوا محتجزين لدى عشائر بدو السويداء في منطقة حي المقوس في ريف السويداء الشرقي رداً على اختطاف أقاربهم.

وحصلت عمليات الإفراج عن المختطفين من قبل الطرفين بوساطات عديدة أبرزها الشيخ حكمت الهجري شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء وهي "مكانة دينية لدى الطائفة الدرزية "، وذلك بعد استرجاع السيارة المسروقة

وأوقفت مجموعة محلية تتبع لشعبة المخابرات العسكرية العامة بقيادة المدعو"راجي فلحوط" عدد من المدنيين من أبناء عشائر البدو في محافظة السويداء وأشخاص من محافظة درعا  صباح السبت 7مايو/أيار، ردا على سرقة سيارة تعود ليوسف حمايل، وبيعها في قرية جبيب في ريف درعا الشرقي 

ونشر”الفلحوط “حواجز مؤقتة على طريق دمشق -السويداء قرب مفرق "بلدة عتيل" واعتقل عدد من المدنيين من عشائر بدو السويداء ،واعتقل آخرين من سوق للأغنام والسهول الزراعية .

من جانبه ادعى الفلحوط أنه لبى نداء يوسف الحمايل الذي لجأ إليه لاسترجاع أملاكه التي سرقها مجهولون قبل أيام، مؤكدا أن سيارة يوسف قد بيعت إلى تجار في محافظة درعا المجاورة لمدينة السويداء بعد أن سرقها لصوص حسب تحرياته وراء القضية، مشيرا  إلى أن المخطوفين هم ضيوف لديه إلى حين عودة المسروقات، حسب ما نشره على صفحته الشخصية على الفيس بوك.

ردة فعل أهالي المخطوفين

 لاقت عملية الفلحوط ردة فعل غاضبة من قبل عشائر البدو في ريف السويداء حيث قطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة في حي المقوس – السويداء في ريف السويداء الشرقي وطريق الشقراوية وطريق المنصورة في ريف السويداء الغربي، وطريق دمشق السويداء عند مفرق صلاخد في ريف السويداء الشمالي.

تورط الفلحوط في حوادث خطف سابقة

بثت سابقا قوة مكافحة الإرهاب وهي الجناح العسكري لحزب اللواء السوري "فصيل معارض" اعترافات لما قالت عنهم عناصر لدى الفلحوط تثبت تورطهم في عملية اغتيال عنصر من قوة مكافحة الإرهاب بأوامر من شعبة الاستخبارات العامة، إضافة لاعترافات أخرى لعناصر يتبعون للفلحوط، فيما تحدث الفلحوط بشكل علني عن تبعيته للاستخبارات العسكرية.

الموقف الشعبي من عمليات الخطف

رفض فصيل "القاهرون" في بيان رسمي على صفحته على الفيس بوك عمل الفلحوط وأي عمل يخل بالنسيج الاجتماعي والعيش المشترك للمحافظة، مستنكراً أي عمل يدعو للفتنة ويحرض على الانقسام. 

وأكد القاهرون وهو "فصيل محلي من  الطائفة الدرزية في السويداء" بقيادة الشيخ عميد جريرة أن الفصيل يسعى لدرء الصدع وإنهاء أسباب التوتر"، داعيا العقلاء "لتحمل المسؤولية ومنع الفتنة".

وحذر تجمع غيارى القريا "فصيل محلي من أبناء بلدة القريا" الفلحوط في وقت سابق على خلفية خطف اثنين من عناصره ، مهددين باستهداف منزل الفلحوط في بلدة عتيل ما لم يستجب للتحذيرات، كما دعت الأهالي الذين يجاورون منزل الفلحوط إلى إخلاء منازلهم حفاظا على حياتهم ومنعا للعنف الناتج عن التصعيد المتوقع وجاء ذلك في بيان نشره التجمع على صفحته في الفيس بوك.

ويعمل في محافظة السويداء عدة فصائل عسكرية محلية  تختلف في تبعيتها حيث يعتبر فصيل رجال الكرامة أحد أكبر هذه الفصائل الذي أسسه وحيد البلعوس عام 2013 والذي قتل عام 2015.

قوة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء السوري وهو فصيل عسكري بقيادة سامر الحكيم ويمثله سياسيا أيمن أبو الخير  المقيم في فرنسا، يعمل على مكافحة التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم الدولة داعش وتجار ومهربي المخدرات ومكافحة الفساد في محافظة السويداء حسب ما نشره الحزب على موقعه.

وشهدت محافظتي السويداء ودرعا جنوب سوريا في السنوات الماضية عدة حوادث خطف متبادل من كلا الطرفين، كانت في أغلبها مقابل فدية مالية حسبما رصد فريق إيران وير.

ففي أيار 2021 خطف مجهولون السبعيني" نواف الحريري" من أبناء محافظة درعا أثناء تواجده في مدينة السويداء مطالبين ذويه بفدية قدرها 25 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه.

لكن أقارب الحريري خطفوا كلا من واثق الشوفي ونورس أبو سرحان من أبناء محافظة السويداء، وانتهت حوادث الخطف بالإفراج عن جميع المخطوفين بعد تدخل من وجهاء وشيوخ في المحافظتين دون أن يكون للحكومة السورية دور في عملية إطلاق سراح المخطوفين.