تحقّق: رواية مستشارة الأسد بأن "الشعب السوري لن يموت لا جوعًا ولا بردًا" كاذبة

في معرض حديثها مع قناة "روسيا اليوم" عن وضع السوريين الاقتصادي والاجتماعي، زعمت المستشارة الخاصة لرئاسة الجمهورية في سوريا لونا الشبل، أن "الشعب السوري لن يموت لا جوعًا ولا بردًا"، ولكن بعد تصريحها ببضعة أيّام وثّق "إيران وير" أربع حوادث وفيات لسوريين داخل بلادهم من البرد.

كما جمع فريق التحقّق في "إيران وير" سلسلة أدلّة وحقائق حول مستوى الغذاء والحصول عليه بالنسبة للسوريين الذين يعيشون تحديدًا في مناطق النظام السوري.

ماتوا بردًا

بينما قالت الشبل في 18 يناير/ كانون الثاني: "إن الشعب السوري لن يموت بردًا، توفّي طفلٌ سوري بسبب البرد في الثالث والعشرين من الشهر ذاته، أي بعد خمسة أيام  من تصريحها.

وفارق الطفل صلاح مهنّد جنيد الحياة في مخيّم "زغرورة" الواقع قرب مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي، بعد سنوات من نزوح أسرته من حي الوعر في حمص إلى الشمال السوري.

وحصل "إيران وير" على نسخة من التقرير الطبّي الخاص بالطفل، وجاء فيه: " أن الطفل جنيد وعمره ثلاثة أشهر، وصل إلى المركز الطبّي في منطقة زغرورة، متوقّف القلب مع توسّع في حدقات العين وبرودة الأطراف".

من جهته قال والد الطفل لمراسل "إيران وير": "إن الطفل كان يعاني من أمراض شديدة بسبب البرد قبل وفاته" مؤكّدًا أن ابنه توفّي بسبب البرد القارص والصقيع.

وعلى غرار الطفل جنيد، توفّيت أيضًا الطفلة أمينة محمّد سلامة في مطلع شهر فبراير/ شباط الجاري بسبب البرد الشديد.

وحصل مراسل "إيران وير" على نسخة من التقرير الطبي الذي كشف على الطفلة، حيث جاء فيه أن الطفلة كانت تعاني من برود شديد مع زرقة، إضافةً إلى هبوط شديد في السكر، وتطوّر لدى الطفلة نزيفًا رئويًا وتثبيط تنفّسي، موضحًا أن تشخيص الوفاة بسبب "أذية برد شديد".

والد الطفلة قال لـ "إيران وير": "إن الطفلة توفّيت بسبب البرد، وأنّها استيقظت صباحًا في حالة مرض، ما أجبره على نقلها بالدراجة النارية إلى النقطة الطبية، وعندما وصلت إلى المركز كانت متوفّية".

الطفلة جنى طلاس هي الأخرى توفّيت في صباح 30 يناير/ كانون الثاني الفائت، نتيجة البرد الشديد.

وبحسب المعلومات التي جمعها "إيران وير" فإن طلاس تعيش في مخيم الأزرق بالقرب من مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وكانت صحّتها جيّدة ولكنّها فارقت الحياة بسبب البرد القارس وعدم وجود وسائل تدفئة كافية.

وموجة الوفيات هذه بسبب البرد، ليست الأولى من نوعها، بل تتكرّر في شتاء كل عام وتستهدف تحديدًا الأطفال الذين يعيشون في المخيّمات.

مستويات "مرعبة" حول سوء التغذية

خلال حديثها، تحدّثت الشبل أن السوريين لن يموتوا جوعًا، فعلى الرغم من عدم تسجيل أي حالة وفاة بسبب الجوع في سوريا، إلّا أن نسبةً كبيرةً من السوريين وصلوا على حافّة المجاعة، وأصبح مؤشّر "سوء التغذية" في سوريا مرتفعًا للغاية على ما تذكر الإحصاءات العالمية.

بحسب تصريح للمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي في أواخر عام 2021، فإن انعدام الأمن الغذائي في سوريا بلغ أعلى مستوى منذ بدء الصراع في العام 2011، قائلًا: "إن هناك حوالي 12.4 مليون شخص في سوريا لا يعرفون من أين ستأتي وجباتهم الغذائية".

ووفقًا للنشرة الدورية الصادرة عن "برنامج الغذاء العالمي" في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، فإن 1.3 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي "الشديد" في سوريا.

وفي تقريرٍ منفصل صادر في فبراير/ شباط 2021، أوضح "برنامج الغذاء العالمي" أن 60٪ من السوريين يعانون من "الجوع"، موضحًا أن سوريا تعيش أسوأ حالة أمن غذائي.

لذلك، يمنح إيران واير مستشارة الرئيس السوري لونا الشبل شار "كذبة بينوكيو" لادّعائها بأن السوريين لن يموتوا بردًا أو جوعًا.

كذبة بينوكيو: التصريحات التي ثبت عدم صحتها، أو التي تم دحضها بناءً على الأبحاث والأدلة الموجودة. بعبارة أخرى، كذبة واضحة.

يمكنك معرفة المزيد حول منهجية التحقق من صحة البيانات لدينا من خلال النقر على هذا الرابط