close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

أوضاع العتالين الأكراد الإيرانيين بين الحدود الإيرانية والعراقية

10 فبراير 2022
٥ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة : إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة : إيران وير بالفارسي

هاوري يوسفي – إيران وير

أعلن موقع “كولبر نيوز” في أحدث تقاريره الإحصائية عن مقتل وإصابة مئات العتالين على مدار السنوات العشر الماضية في مناطق كردستان الحدودية.

وقُتل ما لا يقل عن 547 عتال، وأُصيب أكثر من 1601، في الفترة من 2012 وحتى نهاية عام 2021، عقب إطلاق قوات الشرطة النار عليهم أو إثر الحوادث الطبيعية أثناء عملهم بالعتالة في المناطق الحدودية لمحافظات كرمانشاه وأذربيجان الغربية وكردستان، وفق ما ذكره هذا الموقع الإخباري.

أجرى موقع “إيران وير” حواراً حول أوضاع العتالين في كردستان مع “كمال سليماني” الأستاذ في مركز دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية في جامعة “كولماكس” في مكسيكو سيتي، بالإضافة إلى تحليل الإحصائيات السابقة، وآخر نتائج الأبحاث المشتركة مع “أحمد محمد بور” عالم الاجتماع والمتخصص في الشؤون الكردية في جامعة ماساتشوستس في امهرست.

دكتور سليماني، بصفتك باحث متخصص في دراسة أحوال العتالين في كردستان منذ عام 2018، ما رأيك في الجدول الإحصائي لضحايا العتالة على الحدود الكردستانية الذي نشره موقع كولبر نيوز؟

إن أول ما يتبادر إلى الذهن عقب الاطلاع على الجدول الإحصائي لضحايا العتالة، هو إثبات حقيقة توجه المزيد من الأكراد إلى العتالة بالتوازي مع عمليات القتل المتزايدة واليومية لهم عبر استراتيجية إرساء الأمن في كردستان. لقد بدأ هذا العهد مع رئاسة “محمود أحمدي نجاد”، ثم أصبح جزءًا من استراتيجية الحكومة لتقليص التنمية في كردستان. فعلى الرغم من وجود نوع من النشاط الحدودي وتبادل السلع في كردستان خلال العصر البهلوي، إلا أن العتالة كظاهرة سياسية قد انتشرت حينما أصبح جسد الإنسان الكردي أداة لتوفير الحد الأدنى من تكاليف المعيشة والحياة، تلك الحقيقة التي ترسخت مع مجيء حكومة محمود أحمدي نجاد وتشديد سياسة تقليص التنمية في كردستان، وباتت هذه الظاهرة المشؤومة والخطيرة هي مصدر الحياة الاقتصادية لنحو مليون كُردي.

في ورقتك البحثية المشتركة مع الدكتور محمد بور والتي نُشرت عام 2020 في مجلة “روزهلات” حول الاقتصاد السياسي للعتالة، ذكرت أن “العتالة هي نتاج مباشر للنظرة الأحادية العرق والأحادية الديانة للتنمية، والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الحكومة الفارسية الشيعية [حكومة الجمهورية الإيرانية] في كردستان. وعلى هذا الأساس، فإن العتالة خطة سياسية في الأساس قبل أن تكون ظاهرة اقتصادية.” فهل إرساء الأمن على حدود كردستان خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد التي استمرت ثماني سنوات، هو استكمال هذا التعريف؟

في رأيي، كانت الاستراتيجية الأمنية لحكومة أحمدي نجاد هي استمرار لأوامر “روح الله الخميني” خلال غزو كردستان في 19 أغسطس 1979، هذه الاستراتيجية التي بلغت أوجها في عهد أحمدي نجاد ولا زالت مستمرة حتى الآن. كما أننا أثبتنا في أبحاثنا أنه تم منح الأولوية خلال العقود الأربعة الماضية لاستراتيجية التعامل مع الأكراد عبر تعليق القانون وتطبيع العنف اليومي في كردستان. ومن ثم، كان القتل الممنهج للعتالين بشكل يتجاوز القانون، هو مثال بارز ونتيجة عملية لمشروع تأمين الحياة واحتلال الحياة الاجتماعية والسياسية للشعب الكردي في كردستان، وبحجة الحفاظ على الأمن، تحولت الحدود إلى أكبر مقبرة للأكراد منذ حكومة أحمدي نجاد وحتى الحكومة الراهنة في عهد إبراهيم رئيسي. 

إن الاطلاع على الإحصائيات التي سجلها موقع كولبر نيوز خلال السنوات العشر الماضية وأتاحها لموقع إيران وير، تُظهر أن هناك عوامل عدة تتسبب في قتل وإصابة العتالين ومنها السقوط من الجبال والمرتفعات، والغرق في الأنهار الحدودية، والسكتة القلبية، وحوادث السيارات وانقلابها خلال العتالة، والضرب، والتعذيب، والهروب من حرس الحدود، والصواعق، وانفجار الألغام، والانهيارات الجليدية وبرودة الطقس، لكن السبب الرئيسي هو إطلاق العناصر الأمنية الرصاص الحربي على العتالين. فما رأيك في هذا الأمر؟

تشير أباحثنا حول تزايد عدد ضحايا العتالة خلال العقد الماضي إلى السماح للعناصر الأمنية بإطلاق النار على العتالين. وتثبت المقابلات التي أجريناها مع شهود عيان وضحايا العتالة، أن العناصر الأمنية كانوا يطلقون النار على العتالين عند الحدود الكردستانية، وكانوا في أغلب الحالات يقررون من ينبغي منحه الحق في الحياة أو سلبه هذا الحق، أي أن حرس الحدود يحددون ما إذا كان هذا الكُردي (العتال) له حق في الحياة أم ينبغي قتله.

هل مقابلاتكم التي أجريتموها مع العتالين وضحايا العتالة، تشمل هؤلاء العتالين الحاصلين على تصريح بالعتالة ويعملون بشكل قانوني، أم تشمل فقط من يعبرون الحدود بشكل غير قانوني؟

لقد أجرينا مقابلات مع عدد كبير من العتالين ومع أشخاص يجري اعتبارهم جزء من ضحايا العتالة، وأدركنا أن أغلب العتالين ورغم حصولهم على ترخيص بالعتالة، تم استهدافهم عمدًا من قبل القوات الحكومية. هناك العديد من الحالات التي قُتل فيها العتال أو أصيب على يد القوات الحكومية رغم امتلاكه تصريح بالعتالة؛ حتى أننا سجلنا حالات قامت إبراز تصاريح العتالة للعناصر الأمنية خوفًا من إطلاق النار عليهم، ورغم ذلك تم إطلاق النار عليهم. على سبيل المثال، ذكر أحد عتالي أهل بانه ممن يمتلكون تصريح بالعتالة، أن أصعب لحظة على العتالين الذين يمتلكون تصريح قانوني، هي تلك التي يطلب فيها حرس الحدود المسلحين الاطلاع على تصريح العتالة، حيث يتم إطلاق النار على أغلب العتالين بعد أمتار قليلة من إبرازهم التصاريح القانونية.

من ناحية أخرى، وبخلاف الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها عن مقتل وإصابة العتالين في الفضاء الافتراضي، تلقينا صور ومقاطع حصرية عن مقتل العتالين في مختلف مناطق كردستان، وتم استهداف أغلب العتالين أثناء عملهم من ناحية الصدر والرأس بالرصاص الحربي. حيث لم يكن إطلاق الرصاص بغرض تخويف العتالين وتفريقهم وإنما بهدف قتلهم عمدًا.

خلال مقابلاتك وأبحاثك حول أوضاع العتالين، هل أتيحت لك الفرصة للتحدث إلى العناصر الأمنية على حدود كردستان؟

نعم، خلال بحثنا المشترك أجرينا مقابلات مع عدد من ضباط إنفاذ القانون وحرس الحدود العاملين في محافظات كردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية. إن الاستماع إلى روايات ضباط إنفاذ القانون وحرس الحدود وتسجيلها لا يؤكد فقط إطلاقهم النار على العتالين، بل يكشف أيضًا عن أشكال ومستويات أخرى من العنف ضد العتالين. إنهم يؤكدون تعرض العتالين للإهانة والسباب الفاحش (العرقي والديني) والتعذيب والمضايقات النفسية والجسدية من قبل الحكومة الإيرانية فضلًا عن إطلاق النار. حتى أنهم يجبرون الكثير منهم على السُخرة، ويرغمونهم على تنظيف القواعد والأبراج ومقار حرس الحدود بدءًا من المطبخ وحتى دورات المياه والمكاتب الإدارية وأقسام الأمن.  وبعد الانتهاء من عملهم القسري، يتعرضون للضرب المبرح ومصادرة بضائعهم وإطلاق سراح ركوبتهم سواء حصان أو بغل أو قتلها بالرصاص الحربي.

خلال الحوار، ناقشت أن إطلاق حرس الحدود النار على العتالين يدخل ضمن الاستراتيجية السياسية لنظام الجمهورية الإيرانية، في رأيك ما هي آليات الحكومة لتبرير قتل العتالين؟

إن تزايد أعمال العنف يشير بكل تأكيد إلى استراتيجية نظام سياسي ما. ومن ناحية أخرى، فإن تطبيع قتل العتالين في كردستان واعتباره ظاهرة طبيعية إلى جانب آليات التبرير هو الجانب الأبشع من القضاء على الحياة الاجتماعية للأكراد. بعبارة أخرى، فإن تطبيع القتل اليومي للعتالين هو الأسلوب الأكثر فعالية للعناصر الأمنية الموجود في كردستان التي تمثل الساعد التنفيذي لهذا القتل الممنهج. 

على هذا الأساس، كانت سياسة السماح للقوات الحكومية بإطلاق النار لقتل العتالين بشكل ممنهج -وهو ما يحظى عمليًا بدعم قانوني وسياسي وأمني- هو البُعد الأكثر وضوحًا للقتل الممنهج للأكراد على مدار العقود الأربعة الماضية. 

هذا وقد حصل موقع “إيران وير” على تفاصيل الإحصائيات من أسماء ضحايا العتالة وتاريخ وأماكن الحوادث التي تم ارتكابها خلال العقد الماضي في المناطق الحدودية بمحافظات كردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية.

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

المبعوثة الأميركية تقدم اقتراحات للبنان لحلّ النزاع الحدودي مع إسرائيل

9 فبراير 2022
عماد الشدياق
١ دقيقة للقراءة
المبعوثة الأميركية تقدم اقتراحات للبنان لحلّ النزاع الحدودي مع إسرائيل