close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

الموجة الثانية لكورونا في الشمال السوري.. لا أسرّة "شاغرة" في المستشفيات

24 ديسمبر 2021
رامي محمد
٥ دقيقة للقراءة
الموجة الثانية لكورونا في الشمال السوري.. لا أسرّة "شاغرة" في المستشفيات

يصعد أبو أحمد إلى سيارة الإسعاف وهو ينقل الحاجة روزة (75 عام) التي تعرضت لوعكة صحية جراء مضاعفات فيروس كورونا ويتجه بها إلى مركز العزل، إلا أنه يعود خائباً لأنه لم يجد لها سريراً “شاغراً”.

يقول أبو أحمد، أحد العاملين في منظومة الإسعاف في مخيم أطمة بريف إدلب خلال حديثه لموقع إيران وير إنه أعاد الحاجة روزة لمنزلها للاستطباب داخله بعد فشله بإيجاد سرير شاغر في المشافي بسبب امتلائها، مما اضطره إعادتها لمنزلها وتزويدها بالأوكسجين هناك. 

يضيف أبو أحمد: “خلال أسبوع فقط،  عملت على نقل أكثر من 50 حالة لمرضى كورونا ضمن المخيم بعد تدهور حالتهم الصحية من بينهم الحاجة روزة التي تعاني أصلاً مرض مزمن (الضغط والسكر)”. 

سجلت شبكة الإنذار المبكر في وحدة تنسيق الدعم التابعة للمعارضة السورية (نظام مبسط لترصد الأمراض أنشأ في الشمال السوري بعد انهيار المنظومة الصحية في منتصف 2013.) أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مناطق شمال غرب سوريا في التاسع من تموز/يوليو 2020 لأحد الكوادر الصحية في مشفى باب الهوى الحدودي مع تركيا بريف إدلب. 

استهتار المدنيين في الشمال السوري بوضع الكمامة الواقية من فيروس كورونا
استهتار المدنيين في الشمال السوري بوضع الكمامة الواقية من فيروس كورونا

وبدأت بعدها تلك المناطق فصلاً جديداً من المرض الذي لا يزال يهدد حياة سكانها التي تفتقر لمقومات المعيشة أصلاً، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تشهدها تلك المناطق، على الصعيد الإنساني والاقتصادي. 

وبحسب الدكتور مرام الشيخ وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة فإن المنطقة دخلت في موجة جديدة و”مخيفة” بدأت في آب/أغسطس الفائت، حيث وصلت نسبة الإيجابية للحالات لأكثر من 55%، كما أن معدل الإصابات ارتفع بنسبة 50% بشكل يومي. 

إلا أن الموجة بدأت بالانخفاض بشكل تدريجي حسبما صرّح الدكتور محمد قره علي مسؤول ملف كوفيد_19 في مديرية صحة إدلب، حيث سُجلت 115 إصابة في الـ22 من نوفمبر، بينما بلغ أعلى معدل إصابة يومي في الـ19 من أيلول/سبتمبر الماضي عندما سجلت الشبكة 1515 إصابة.

ويضيف قره علي أن نسبة تسجيل الحالات الإيجابية اليومية قد انخفض إلى نسبة 35% في الوقت الحالي بعدما سجلت ارتفاعاً خلال فترة الذروة في الأشهر الماضية. 

يقول الدكتور صلاح الدين الصالح طبيب العناية المركزة في مشفى الزراعة التخصصي “سامز” (الجمعية السورية الأميركية الطبية، وهي منظمة طبية إغاثية دولية غير حكومية تعمل في سوريا وعدة بلدان مجاورة) بمدينة إدلب إن المنطقة مرت بمرحلة الذروة خلال الشهرين الماضيين، فقد سجلت أعلى معدل إصابات خلال العامين الذين شهدا انتشار الفيروس في المنطقة. 

ويضيف الصالح في حديث خاص لموقع إيران وير “بأن المنطقة عانت من أزمة شديدة بسبب نقص الأسرّة في المشافي بعد امتلائها بالمرضى، مما اضطرنا لنقل علاج بعض المرضى لمنازلهم”. 

ويتابع طبيب العناية أنه خلال فترة الذروة، وصل استهلاك المشافي لألف أنبوبة أوكسجين بشكل يومي، 500 منها مؤمنة عن طريق مولدات الأوكسجين الثلاثة المتواجدة في المشفى، والـ 500 الأخرى يتم استجرارها من القطاع الخاص. 

إحصائية عامة للإصابات

عمل موقع إيران وير على جمع إحصائية شاملة للإصابات التي سجلتها مناطق شمال غرب سوريا منذ كانون الثاني/يناير 2021 وحتى 21 تشرين/نوفمبر، بالاستناد للإحصائية اليومية التي تصدر عن شبكة الإنذار المبكر ووزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة. 

سجلت شبكة الإنذار المبكر 115 إصابة جديدة بتاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر ليرتفع عدد الإصابات إلى 91.666، كما سجلت 5 وفيات جديدة ليرتفع عدد الوفيات إلى 2147 حالة وفاة.

وقد شهدت منطقة شمال غرب سوريا هذا العام أعلى معدل للإصابات منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في تموز/يوليو 2020، حيث سجل العام الحالي 70.472 إصابة بنسبة وصلت إلى 76.90% من الإجمالي العام. 

 

كما ارتفع معدل الوفيات خلال العام الحالي ليصل إلى 1755 حالة وفاة بنسبة وصلت إلى 81.90% من العدد الإجمالي. 

وجاءت مدينة حارم بريف محافظة إدلب في المرتبة الأولى من ناحية المدن المسجلة لأعلى عدد من الإصابات، فقد سجلت المدينة 21641 إصابة بنسبة 30.70%، وتأتي بعدها مدينة إدلب بـ14470 إصابة بنسبة20.50%، ومن ثم مدينة عفرين بريف حلب الشمالي بـ12090 إصابة وبنسبة بلغت 17.15%.

 

يقول الدكتور محمد الصالح المنسق في شبكة الإنذار المبكر في حديث خاص لموقع إيران وير “إنه ومع مراجعة المؤشرات خلال آخر أسبوعين، يوجد انخفاض بمعدل الحدوث وتبعه مؤخراً انخفاض بعدد حالات الاستشفاء، بينما ما تزال نسبة الإشغال في قسم العناية المشددة مرتفعة”.

ويتابع الصالح حديثه بأن خريطة الخطر لانتشار كوفيد19، بشمال غرب سوريا، حتى الأسبوع 45، والذي ينتهي بـ 6 نوفمبر/تشرين الثاني، تظهر أن كل المناطق ما تزال إما في مستوى عالي الخطورة أو عالي الخطورة جداً. 

ويضيف أنه وبشكل خاص في مدينتي إدلب وأريحا ورغم الانخفاض مقارنة بالفترة السابقة، ما يزال مستوى انتشار الفيروس عالي، (انتشار مجتمعي من المستوى الرابع).

أما عن الوفيات، فيقول منسق شبكة الإنذار بأنه وفق التقديرات، فإن نسبة الوفيات المبلغة في سوريا تصل من 30 حتى 40 بالمئة من الوفيات الفعلية لكوفيد19، أي يمكن القول، بأفضل الأحوال، يتم الابلاغ عن ثلث الوفيات، ويتم تفويت رقم بمقدار الثلثين. 

وقد وصلت نسبة الحالات الإيجابية ببعض المناطق إلى 70 أو 80%، وبدأ مخطط الحالات بالهبوط بعد تسطح ذروي لمدة شهر 10 كاملاً تقريباً، كما أن الإقبال على إجراء المسوحات انخفض لأقل من ثلث المراجعين، وكذلك الوفيات ونسبة الإيجابية، كما ختم حديثه.

 

نقص في الأوكسجين وحجز داخل المشافي

في تصريح سابق للدكتور عمار كيصوم العامل في مشفى سامز “الزراعة” بإدلب، وصف وضع المشافي بأنها “أشبه بالحجز الفندقي” بسبب أن المشافي تعمل بكامل طاقتها ولاتوجد أسرة فارغة، فيضطر المريض لحجز سرير شاغر في المشفى ريثما يتوفر. 

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود في بيان نشرته في الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن نقص الأوكسجين وأجهزة التنفس يجعل النظام الصحي في شمال البلاد “غير قادر على التأقلم” في مواجهة الموجة الأخيرة من كورونا.

مريض مصاب بكورونا في إحدى مشافي إدلب
مريض مصاب بكورونا في إحدى مشافي إدلب

وذكرت المنظمة في بيانها أن شمال سوريا يشهد “أخطر موجة تفشي لكوفيد-19 حتى الآن”، وقد فاقت الاحتياجات المتزايدة للأوكسجين وأجهزة التنفس العدد المحدود الموجود في المرافق الصحية، كما نفذت مجموعات الاختبار منها.

يقول الدكتور محمد قره علي من مديرية صحة إدلب إن النظام الصحي “أرهق بشكل كامل، وكانت تفصلنا لحظات عن إعلان يأسنا لمتابعة تقديم الخدمات الطبية للمرضى، إلا أن عناية الله والجهود الجبارة التي قدمتها الكوادر أدت لتجاوز الأزمة”.

وربط مسؤول ملف كوفيد19 في مديرية الصحة صمود النظام الصحي بمدى انتشار وتطور فيروس كورونا، بسبب أن الفيروس يظهر متحورات مختلفة في فترات متباعدة يصعب توقعها. 

وقال الدكتور صلاح الدين الصالح أن أزمة الأوكسجين في المشافي تفاقمت بشكل كبير، حيث كان يتم إفراغ حمولة الأوكسجين بمعدل كل ساعتين بشكل يومي، لدرجة أنه لو تعرضت سيارة نقل الأوكسجين لعطل ما لتسبب بكارثة شديدة. 

كما أن الكوادر الطبية تعرضت للإرهاق نتيجة عملها المتواصل دون انقطاع لمحاول سد العجز حتى تجاوز الأزمة، فمن المتعارف عليه أن مريض كورونا يبقى لأكثر من 20 يوماً ضمن العناية حتى يتجاوز مرحلة الخطر، وفقاً لما قاله الصالح. 

ويختتم الطبيب حديثه بأن أعداد الإصابات قد انخفضت، إلا أن الضغط على المشفى لازال كما هو كون مشفى الزراعة مشفى مركزي ويستقبل حالات من جميع المناطق في الشمال السوري. 

وحذر فريق منسقو استجابة سوريا من إجراء تغيير في طريقة التعاطي والتعامل مع الفيروس بعد أن شهدت مناطق شمال غرب سوريا “انخفاضاً نسبياً في معدل الإصابات”، كما طالب بضرورة التعامل معه بنفس الإجراءات الاحترازية السابقة.

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

السلطات الإماراتية تحبط تهريب مليون قرص كبتاغون مخبأة في شحنة ليمون

24 ديسمبر 2021
فاطمة العثمان
١ دقيقة للقراءة
السلطات الإماراتية تحبط تهريب مليون قرص كبتاغون مخبأة في شحنة ليمون