close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

تحقق: هل خبر رفض إسبانيا طلبَ لجوء اللاعبة الإيرانية شقايق بابيري صحيح؟

3 يناير 2022
٧ دقيقة للقراءة
تحقق: هل خبر رفض إسبانيا طلبَ لجوء اللاعبة الإيرانية شقايق بابيري صحيح؟

نشرت صحيفة “همشهري” التابعة لبلدية طهران، يوم الأربعاء 22 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أن إدارة الهجرة في إسبانيا رفضت طلبَ اللجوء الذي تقدّمت به “شقايق بابيري” لاعبة منتخب كرة اليد الإيراني للسيدات.

واختفت شقايق بابيري، المدافعة في المنتخب الإيراني، عن الأنظار، في 15 ديسمبر 2021، بعد انتهاء البطولة العالمية لكرة اليد للسيدات في إسبانيا، وأكّد هذا الخبرَ كلٌّ من الاتحاد الدولي لكرة اليد والقائمين على البطولة، وبعد نشر الخبر بيوم واحد، أعلنت شقايق عبر مقطع فيديو أنها تقدمت بطلب لجوء إلى دائرة الهجرة الإسبانية.

وأَرجعت لاعبة المنتخب الوطني سببَ قرارها هذا إلى تطوير نفسها أكثر والحصول على مستقبل أفضل. وإذْ أكّدت شقايق إيداعها كفالةً ليتسنى لها الخروج من إيران برفقة المنتخب الوطني للسيدات، قالت حينها: “إذا لم تكن بقية لاعبات المنتخب قد أودعنَ كفالاتٍ بمبلغ كبير أو كان باستطاعتهنّ دفعها لـما كنَّ سيرجعنَ إلى البلد”.

بعد ستة أيام من تقدُّم شقايق بابيري بطلب اللجوء، زعمت صحيفة همشهري أن إسبانيا رفضت طلبها بسبب نقص الدلائل بحسب كاتب خبر الصحيفة، فما حقيقة لادعاء صحيفة همشهري؟

هل نُشِر خبر لجوء شقايق بابيري في وسائل الإعلام الإسبانية؟

بحسب العادة فإن طلب لاعبة رياضية أو أي رجل سياسي من دولة أخرى الحصول على اللجوء ليس موضوعاً يبقى خفياً على وسائل الإعلام في البلد الـمُضيف.

ففي يناير 2020، بعد إعلان “كيميا عليزاده” لاعبة التايكوندو الإيرانية، تقديمَها طلبَ اللجوء في ألمانيا، غطت خبر لجوئها بعض وسائل الإعلام مثل “رويترز”. وأعقب ذلك ظهور كيميا عليزاده في مؤتمر صحفي أقامه اتحاد التايكوندو الألماني، وكشفت للإعلام عن أسباب إقدامها على هذه الخطوة، ذاكرةً خضوعها لضغوط الحجاب الإجباري، واستثمار النظام الإيراني السياسي بنجاحاتها.

بعد سنة من ذلك، منحت إدارة اللجوء الألمانية بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللجوءَ لكيميا وزوجها، فعاد هذا الخبر مرة ثانية إلى بعض وسائل الإعلام مثل “دي ناختريشتن” وبقية وسائل الإعلام الألمانية.

وبعد البحث باللغتين الإسبانية والإنكليزية للحصول على أول مصدر لرفض طلب لجوء شقايق بابيري لم يُفضِ إلى أي نتيجة، إذا بحثتَ بالإنكليزية والإسبانية في جوجل عن اسم شقايق بابيري مرفقاً بعبارات مثل “رفض طلب اللجوء” أو “النتيجة السلبية لإدارة اللجوء الإسبانية”، سوف تَحصل على أخبار متعلقة بإعلان لاعبة كرة اليد الإيرانية تقديمَها طلب اللجوء في الأيام الأخيرة.

غطت وكالات أنباء “lavanguardia”، “20minutos”، “France 24”، “Infocancha”، “ألموندو”، “كرونه زايتونغ”، “شبيغل”، وغيرها من وسائل الإعلام الرسمية الإنكليزية، خبر تقدُّم شقايق بطلب لجوء في إسبانيا. لكن  لم ينشر خبر رفض ملف لجوء شقايق بابيري هذه الوسائل ولا حتى المستخدمين الناطقين بالإسبانية والإنكليزية والألمانية في أوروبا.

من أو ما مصدر الخبر؟

جاء خبر صحيفة همشهري على هذا النحو: “بحسب همشهري الإلكترونية، أُعلِن في الأسبوع الماضي أن شقايق بابيري، لاعبة كرة اليد للسيدات غادرت فندق المنتخب الوطني الإيراني. وبعد 24 ساعة أعلنت في مقابلة أن غايتها هي اللجوء. وقالت لاعبة كرة اليد أنها بخير وأنها ستصبح لاجئة لا لشيء إلا للتطور في الرياضة. لكن إسبانيا لم تَمنح هذه الرياضية اللجوء، وعليها العودة إلى إيران. بابيري تقوم ببعض الاستشارات مع رضا صالحي أميري، وهي في طريقها للعودة إلى البلد”.

في الخبر الذي نشرته صحيفة همشهري ليس هناك مصدر للخبر. حتى إننا لا نرى عبارات مثل “مصدر مطلع” أو “جهة مصدر الخبر”.

وفي آخر فقرة في الخبر نرى اسم “رضا صالحي أميري” رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الإيرانية، بوصفه شخصاً يسعى إلى إعادة شقايق بابيري إلى الوطن، هذا الاسم وتاريخ العلاقات الوثيقة لصحيفة همشهري مع اللجنة الأولمبية الوطنية الإيرانية يمكن أن يُشكِّلا علامةً لمصدر الخبر المحتمَل المتعلق برفض طلب لجوء شقايق.

كم هي مدة دراسة ملفات اللجوء في إسبانيا؟

ما يُقرِّب هذا الخبرَ أكثر من “الخبر المزيَّف” هو ادعاء رفض طلب لجوء لاعبة رياضية بعد ستة أيام فقط من إعلانها تقديمه في البلد المضيف.

أثناء تحقيقات “إيران وير” وبحثه في قوانين دائرة الهجرة الإسبانية، عَثر على معلومات موثوقة حول مدة دراسة ملفات اللاجئين في هذا البلد. استغرقت عملية دراسة ملف شخصية دولية ومعروفة مثل كيميا عليزاده في ألمانيا سنة كاملة. والفترة نفسها كانت لبقية النشطاء المدنيين والسياسيين أو نشطاء في مجال حقوق المرأة والمتحولين جنسياً في الدول الأوروبية المختلفة بل حتى وصلت الفترة إلى سنتين وأكثر أحياناً.

جاء في قانون دائرة الهجرة الإسبانية صراحةً: “من زمن الاستقبال الرسمي لطلب اللجوء ينبغي إعلان الجواب بعد ستة أشهر لاحقة”. وسُجِّل في هذا القانون أن دراسة الملفات في كثير من الحالات تستغرق أكثر من الوقت المحدد.

وفي بند آخر من قوانين دائرة الهجرة الإسبانية يَجعل إفشاءَ هذا الخبر من قِبَل البلد المضيف مستحيلاً تقريباً. نقرأ في البند السادس: “كل عملية ملفّكَ في دائرة الهجرة سرية، ومَن يتحدثون معك (المسؤولون، ضباط الشرطة، المترجمون، المحامون) ملتزمون بالتكتم على جميع ما تقوله. ولا يُرفَع الموضوع سوى إلى المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة (UNHCR). ولن تطّلع حكومة بلدك أبداً على أنك تقدّمت بطلب الحماية الدولية في إسبانيا”.

على هذا النحو، فإن إفشاء جواب دائرة الهجرة الإسبانية لوسائل الإعلام الإيرانية أو لمسؤولي الحكومة أو النظام الإيراني وكذلك لمديري اللجنة الأولمبية الوطنية الإيرانية أو وزارة الرياضة والشباب يُعتبَر نقضاً للقانون الإسباني.

  كيميا عليزاده
كيميا عليزاده

لماذا يخاف النظام الإيراني من هجرة الرياضيين؟

في لقاء المرشد الأعلى “علي خامنئي” مع الرياضيين الإيرانيين الفائزين بالميداليات في الأولمبياد والبارأولمبياد (أولمبياد المعاقين) في 18 سبتمبر/أيلول 2021، وصف الرياضيين والرياضيات الذين أصبحوا لاجئين في الدول الأخرى بـ “بائعي الوطن” و“بائعي أنفسهم” وغير الصحّيين”.

يأتي هذا في وقت تَقدّم فيه في السنوات الخمس الأخيرة أكثر من 20 لاعباً إيرانياً من الدرجة الأولى من الحائزين على المراتب الأولى عالمياً بطلبات اللجوء في الدول الأخرى. ومن أهم أسباب هؤلاء في تقديم طلب اللجوء منعهم من اللعب مع الرياضيين الإسرائيليين، وفرض ارتداء الحجاب الإجباري على اللاعبات، والمشاكل الأمنية للاعبين الفعالين في الأنشطة الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أن خامنئي اعتبر في خطابه في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 حضَّ النخبةِ من الشباب على الهجرة وترك الوطن “خيانةً”.

لا يَقع تزايد موجة اللجوء في أوساط الرياضيين الإيرانيين في النقطة المقابلة لرؤى خامنئي وحده، بل إنه يجعل الاتحادات الرياضية، واللجنة الأولمبية الوطنية الإيرانية، ووزارة الرياضة، وفي نهاية المطاف يَجعل الرياضة الإيرانية كلها معرَّضةً لخطر الضغوطات الدولية من قِبَل لجنة الأولمبياد الدولية والاتحاد العالمية.

في كل مرة يُعلِن فيها رياضي إيراني طلبَ لجوئه في دول تَستضيف اللاجئين، وتَكون الأسباب مظاهر دينية، أو الأمر السياسي، أو التمييز العنصري القومي في الرياضة، تَزداد ضغوط المؤسسات الرياضية الدولية على الاتحادات ولجنة الأولمبياد الإيرانية.

في غضون السنتين الماضيتين، لا تَسمح وزارة الرياضة والشباب ولجنة الأولمبياد الإيرانيتان سفر الرياضيين والرياضيات في غير كرة القدم ومصارعة للأوزان الثقيلة وكرة الطائرة وكرة السلة الراغبين بالمشاركة في البطولات الدولية إلا بعد إيداعهم سنداتٍ ماليةً تبلغ بين مليار وثلاثة مليارات تومان. وهذه السندات هي بمنزلة ضمان وكفالة لعودة اللاعبين واللاعبات إلى بلدهم.

جدير بالذكر أن رضا صالحي أميري هو رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الإيرانية، وكان من كوادر وزارة الاستخبارات من ثمانينيات القرن المنصرم حتى العقد الثاني في القرن الواحد والعشرين، ويَعمل تحت مسمى “سيد رضا فلاح”.

الخلاصة

في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2021 زعمت صحيفة همشهري أن طلب شقايق بابيري، لاعبة كرة اليد الإيرانية، تم رفضه في إسبانيا.

أولاً: نُشِر هذا الخبر بعد ستة أيام فقط من تقدُّم شقايق بطلب اللجوء. في حين أن دراسة ملف اللجوء عمليةٌ لا تنتهي في عدة أيام معدودة. وهذه العملية استغرقت سنة واحدة لبعض الرياضيين المشهورين مثل كيميا عليزاده. كما يَرِد في قانون دائرة الهجرة الإسبانية وجوب صدور جواب طلب اللجوء حتى ستة أشهر من زمن تقديمه. كما أن الدائرة تقول إن عملية دراسة الملف تستغرق في كثير من الحالات أكثر من الوقت المحدد.

ثانياً: رغم نشر خبر تقديم شقايق بابيري في وسائل الإعلام الإنكليزية والإسبانية إلا أنه لم يُنشَر أيُّ خبر عن رفض طلب لجوئها في وسائل الإعلام الغربية. وليس رفض طلب اللجوء لرياضية في أوروبا خبراً يبقى بعيداً عن أعين الإعلاميين.

ثالثاً: يأتي في البند السادس من قوانين دائرة الهجرة في إسبانيا أن “كل عملية ملفك في دائرة الهجرة سرية، ومَن يتحدثون معك (المسؤولون، ضباط الشرطة، المترجمون، المحامون) ملتزمون بالتكتم على جميع ما تقوله. ولا يُرفَع الموضوع سوى إلى المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة (UNHCR). ولن تطّلع حكومة بلدك أبداً على أنك تقدّمت بطلب الحماية الدولية في إسبانيا”.

على هذا النحو، فإن إفشاء جواب دائرة الهجرة الإسبانية لوسائل الإعلام الإيرانية أو لمسؤولي الحكومة أو النظام الإيراني وكذلك لمديري لجنة الأولمبياد الوطنية أو وزارة الرياضة والشباب يُعتبَر نقضاً للقانون الإسباني.

مع ما سبق من إيضاح، يَمنح إيران وير لادعاء صحيفة همشهري حول رفض طلب لجوء شقايق بابيري وسام “لا حقيقة لذلك”.

لا حقيقة لذلك: إظهار الكذب حول حدث جديد بعينه أو عن شيء لم يتم إثباته في وقت سابق، وذلك باستثمار الوقائع والوثائق المتوفرة.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component