close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

لماذا يسعى النظام الإيراني إلى كسب الوقت في مفاوضات فيينا؟

25 يناير 2022
٤ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي

فرامرز داور-إيران وير

تستمر الدول الغربية الفاعلة في مفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي في الحديث عن ضرورة عودة النظام الإيراني إلى هذا الاتفاق وإلى قيوده النووية سريعاً، وتُحذِّر من أن الفرصة أمام إيران قليلة إذا استمرت عملية استنزاف المفاوضات. فرصة أيِّ شيء هي القليلة؟ وممّ تتخوّف الدول المتفاوضة مع النظام الإيراني؟

دخل “جو بايدن” العام الثاني من رئاسة الجمهورية الأمريكية ولكن الاتفاق النووي لم يتم إحياؤه حتى الآن.

والبرنامج النووي للنظام الإيراني الذي تَخلى شيئاً فشيئاً عن القيود المندرجة في الاتفاق النووي بات في ظروف أخطر من الأوضاع التي كان عليها قبل إبرام الاتفاق النووي؛ إذْ فضلاً عن أوضاعه قبل الاتفاق النووي، يُضاف إليه اليومَ تخصيبُ اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة.

وبحسب “رافائيل غروسي”، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا يتم تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة إلى في الدول المصنِّعة للقنبلة النووية.

لماذا تتصور الدول الغربية أن الفرصة قليلة؟

منذ ثلاث سنوات والبرنامج النووي الإيراني يتطور من دون لجم ولا رقابة. ومنذ قرابة سنة تقلَّصت عمليات تفتيش الوكالة التي ليست لديها معلومات دقيقة عما يَجري في إيران. وقد وصف مدير الوكالة هذا الوضع بعبارة “السير في ثقب أسود”.

كان من المقرر أن النظام الإيراني لو تخلى عن تعهداته في الاتفاق النووي لأُعِيدت مرةً ثانيةً قراراتُ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ وهذا يعني استئناف العقوبات الأممية. لكن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تَمتنع حتى الآن عن اتخاذ هذه الخطوة، وتُشجِّع إيرانَ على العودة إلى الالتزام بقيود الاتفاق النووي، كما أن إدارة جو بايدن تَدعم هذه السياسة.

والآن أصبح البرنامج النووي الإيراني أكثر حدة وخطورة من زمن ما قبل إبرام الاتفاق النووي بعد التخصيب بنسبة 60 بالمئة. يَحدث هذا ورقابةُ الوكالة الدولية للطاقة الذرية غائبة وكذلك لا وجود لعلامات على فرض العقوبات الأممية على إيران، ولا حتى احتماليةُ العودة الشاملة إلى الاتفاق النووي قائمة.

في هذه الحالة، يَكون الوقت المطلوب للهروب النووي، أيْ الفرصة التي يحتاجها النظام الإيراني لصنع السلاح النووي، قد وصل إلى أقصر زمن في الـ18 سنة الأخيرة. وبسبب هذا الوضع المعقد، تُحذِّر بريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا أن فرصة قليلة متبقّيةٌ، وأن الاستمرار في هذا الوضع مستحيل.

إذا كان النظام الإيراني بحاجة إلى رفع العقوبات فلماذا لا يُبرِم الاتفاق سريعاً؟

هذا سؤال لا جوابَ واضحاً عنه حتى الآن. لكن من الحتم بمكان أن النظام الإيراني يَقوم بكسب الوقت حالياً، والنتيجةُ المتمخضة عن ذلك هي تطوير برنامجه النووي قدر الإمكان؛ بما في ذلك زيادة احتياطيات اليورانيوم المخصَّب بنِسَب مئوية 3.5، و20، و60.

هناك إيمان راسخ لدى النظام الإيراني أن زيادة هذه الاحتياطيات تَرفع من قدرة مفاوضيه على المساومة مع الولايات المتحدة. لكن هذه الخطوة الإيرانية تَسبّبت في وصول القوى الغربية إلى تقييمٍ قائم على أن محتوى الاتفاق النووي، في حال إحيائه، لن يَعود قادراً على لجم البرنامج النووي الإيراني، وإذا قاومت طهران ذلك فإن الردّ قد يَكون جولة جديدة من العقوبات الأممية.

ما الإجراء الممكن أن يَتّخذه النظام الإيراني بكسبه الوقت؟

أقلُّ ما يمكن أن يفعله هو زيادة احتياطياته من اليورانيوم المخصَّب، والتقدُّم في برنامجه البحثي والتطويري، والعمل بأدوات تخصيب اليورانيوم من الأجيال الجديدة التي تُشكِّل سرعتُها ونوعيتُها في تخصيب اليورانيوم أقوى وأعلى من الأجيال السابقة. إن اليورانيوم المخصَّب هو إحدى أهم المواد اللازمة في صنع السلاح النووي.

هذه هي الأفعال التي يُنجزها النظام الإيراني من خلال كسبه الوقت. على أن المخاوف الرئيسة للدول الغربية لا تقتصر على هذه الأفعال؛ فالنظام الإيراني يستطيع الحصول على السلاح النووي في مدة قصيرة جداً من خلال هذا اليورانيوم المخصَّب.

ليست واضحةً للقوى الغربية قضيةُ هل تَقتصر نيةُ النظام الإيراني من اتخاذ هذه الخطوات على زيادة قدرة المساومة أو أن هناك أحد الاحتمالات النووية التقليدية الثلاثة.

ما الاحتمالات النووية التقليدية الثلاثة حول الجمهورية الإسلامية؟

الاحتمال الأول هو أن الهدف من كسب الوقت الوصولُ إلى “العتبة النووية”؛ والمراد بهذا المصطلح هو وصول دولةٍ ما إلى اكتساب القدرة النووية بمستوًى تَكون فيه جميع مقدمات صنع السلاح النووي جاهزةً، ولا يَتطلب الأمر سوى اتخاذ القرار النهائي.

كانت ليبيا في عهد رئيسها “معمر القذافي”، الذي كان له دور في إمداد وتسليح النظام الإيراني، تتخذ مثل هذه السياسة، لكنها تخلت عنها فجأة، وكَشفت تفاصيل برنامجها النووي، ووضعت منشآتها النووية تحت تصرف الولايات المتحدة.

الاحتمال الثاني هو أن يقوم النظام الإيراني باستنزاف المفاوضات وكسب الوقت وتطوير برنامجه النووي بسرعة فائقة، وبالتالي يَضع القوى العالمية أمام ما يُسمّى “الغموض النووي”؛ الأمر الذي يعني هل صنع السلاح النووي في الخفاء أو لا، وإذا كان قد صنعه فكم عدد النماذج التي يُمكِنه صنعها منه، وكم عدد الرؤوس النووية التي خزّنها.

مثالُ هذه السياسة هو الحكومة الإسرائيلية؛ فهناك شكوك وتقديرات حول عدد رؤوسها النووية لكن إسرائيل لا تؤكد ذلك كما أنها لا تنفيه. وبالطبع ثمة فروق جوهرية بين إسرائيل وبين النظام الإيراني في هذا المجال؛ فإسرائيل ليست عضواً في معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية، ولا يَعمل مفتِّشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيها، وعلاقاتها مع العالم مغايرة تماماً لعلاقات النظام الإيراني، وإمكانية محافظتها على أسرارها لا تُقارَن مع إيران التي سُرِق أرشيفها النووي السري سرقةً شاملة.

الاحتمال الثالث هو أن يُعلن النظام الإيراني فجأة حصوله القنبلة النووية، والقيام باختبارها. ونموذج هذه الطريقة هو كوريا الشمالية التي انسحبت من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية واختبرت سلاحها النووي وانضمت إلى مالكي هذا السلاح في العالم.

وفي وقت سابق كان رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية، قد حَذّر من تكرار هذا النموذج في إيران، وإن كان حصول هذا الاحتمال أقل من الاحتمالين السابقين.

لماذا تطالب القوى العالمية بعودة إيران إلى الاتفاق النووي سريعاً؟

إذا اتفق النظام الإيراني سريعاً مع الولايات المتحدة على إنقاذ الاتفاق النووي، فسيخضع برنامجه النووي مع هذا الحجم من الاحتمالات المقلِقة لرقابة مفتشي الوكالة ولجمه مرة ثانية على نحو أسرع. أما التأخر في العودة إلى الاتفاق النووي فيُقلِّص من زمن “الهروب النووي” الإيراني يوماً بعد يوم، ويُفاقِم أكثرَ من احتمالية الوصول إلى أحد الاحتمالات التقليدية الثلاثة المذكورة آنفاً؛ وهي العتبة النووية، والغموض النووي، والقنبلة النووية.

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

اليوم الذي اعترفت فيه الحكومة الإيرانية بإعدام البهائيين

25 يناير 2022
٤ دقيقة للقراءة
اليوم الذي اعترفت فيه الحكومة الإيرانية بإعدام البهائيين