close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

خبير علاقات دولية: لم يبتعد اليهود عن إيران.. بل هي من ابتعدت عنهم

3 فبراير 2022
٤ دقيقة للقراءة
خبير العلاقات الدولية مهران براتي. مصدر الصورة: إيران وير فارسي
خبير العلاقات الدولية مهران براتي. مصدر الصورة: إيران وير فارسي

مريم دهكردي- إيران وير

كانت معاداة اليهودية في الجمهورية الإيرانية هي ما أجبرت الكثير من اليهود الإيرانيين على مغادرة وطنهم و مزارعهم والهجرة إلى الخارج، أما من ظل في البلاد، كان عليه أن يتحمل الكراهية الممنهجة.

أنتجت هيئة الإذاعة والتلفزيون ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام التابعة للحكومة الإيرانية، على مدار عمر الجمهورية الإيرانية، محتويات متكررة مرئية وسمعية معادية لليهودية. 

العديد من المقالات والأفلام والمسلسلات والقصص أُنتجت وفق الجدال التاريخي بين الإسلام واليهود والقضية الإيرانية الإسرائيلية بهدف مضايقة اليهود. 

وفي هذا الصدد، نشر موقع “إيران وير” تقرير مفصل بعنوان “معاداة اليهودية في إيران، 40 عام من المضايقات والإنكار”، وتطرقت إلى المحتويات المعادية لليهودية وجذور هذه المعادة في الجمهورية الإيرانية، وحول هذا التقرير، أجرى الموقع مقابلة مع “مهران براتي” الخبير في العلاقات الدولية.

التمييز العنصري والمضايقات التي أدت إلى الهجرة القسرية لليهود من إيران 

يقول خبير العلاقات الدولية “مهران براتي” لموقع “إيران وير” حول التمييز العنصري والمضايقات التي أدت إلى الهجرة القسرية لعدد من اليهود المقيمين في إيران طيلة الأربعين عام الماضية وما يزيد: “لقد كتب غلام حسين ساعدي جملة غريبة في رسالته التي نشرها عقب هروبه من إيران وخلال عبوره الحدود الباكستانية، وهي أنه حينما كان يعبر الحدود الباكستانية لم يكن لديه سوى حقيبة من الأدوية ومسواك وبنطال، ولم يكن هناك ما يؤرقه سوى حزن الوطن، وقال إنه لم يكن يعتقد أنه سيسافر، بل كان يعتقد أن إيران هي من تبتعد عنه، وأنها هي من سافرت وليس هو. كانت هذا أفضل تعبير يمكن أن يقوله المواطنون اليهود حينما أُجبروا على مغادرة إيران بعد الثورة. فقد كان عليهم قبول أنهم لم يبتعدوا عن إيران، بل إيران هي من ابتعدت عنهم.”

وفق ما قاله مهران براتي، فإن اليهود الإيرانيين الذين يقيمون في إسرائيل، يعتبرون أنفسهم إيرانيين قبل أن يكونوا إسرائيليين: “في بعض الأحيان، حينما نتحدث مع أبناء وطننا من اليهود، يكون هناك اعتقاد أن بعضهم يشعر بالغربة في إسرائيل، ويفتقد إيران. ولكن علينا تقدير هؤلاء الـ 20 ألف مواطن يهودي الذين ظلوا في إيران على الرغم من كافة الصعوبات، ونأمل أن يأتي يوم يمكن للجميع العودة فيه إلى وطنهم إيران.”

العلاقات التاريخية بين إيران وإسرائيل واليهود

يقول مهران براتي إن وجود اليهود في إيران أقدم من التاريخ المعروف لإيران والعداء الذي يستخدمه حكام إيران اليوم لقمع اليهود: “دعني أقول لك قصة عن اليهود لندرك العلاقة بين إسرائيل وإيران واليهود على نحو أفضل. تقول الأسطورة أن سارا بنت آشر حفيدة يعقوب، كانت ترعى غنم أبيها في مراعي جودا. ودخلت إحدى الأغنام إلى كهفٍ، وتبعتها سارا. كان الكهف طويل، لكن سارا ذهبت حتى نهايته وخرجت من كهف آخر بالقرب من مدينة أصفهان الحالية. ومع مرور سارا من الكهفين، كانت قد انتقلت بمعجزة من إسرائيل إلى إيران. وعلى بُعد كيلومترين من هذا الكهف، نجد القبر الذي دُفنت فيه في لنجان وهو من أهم مقابر اليهود في أصفهان حاليًا. ورغم مرور السنين، لا زال يهود إيران يزورون هذا الكهف، و يحدقون داخل البئر الذي يبلغ ارتفاعه 25 متر ليروا أرض إسرائيل. سارا هي أول يهودية إيرانية أسطورية. وأريد أن أقول إن تواجد أبناء آشر في إيران أكثر قدمًا من تاريخ إيران المعروف ومن العداء الذي يستخدمه حكام إيران الحاليين لقمع المواطنين اليهود.”

على مدار العقود الأربعة الماضية، أنتجت الحوزات العلمية والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام وحتى المؤسسات الأمنية والاستخباراتية العديد من الأعمال المعادية لليهود. إن هذه المؤسسات المسؤولة بشكل مباشر عن نشر قوانين الإسلام في المجتمع، تحاول إضعاف أحد منافسيها الدينيين أو إقصائهم تمامًا عن المجتمع من خلال تقديم شخصيات غير مقبولة عن اليهودية وأتباعها.

ما الذي يعود على الجمهورية الإيرانية من إنكار الهولوكوست و عدائها لإسرائيل لتتكبد كل هذه التكلفة؟

أشار مهران براتي إلى المعنى اللغوي لكلمة “الهولوكوست”، وقال ردًا على هذا السؤال: “هذا المصطلح مشتق من الكلمة اليونانية اللاتينية holocaustum، وهي كلمة معروفة منذ 2500 عام. وكانت تعني في العهد القديم إحراق الحيوانات لتقديمها قربانًا للآلهة. لكن لماذا تسعى إيران وراء إنكار مثل هذا المفهوم أم أنها تتكبد هذه التكلفة لإنكار الهولوكوست؟ إن الإبادة الجماعية المتجذرة في التاريخ الديني والعقائدي للبشرية، قد وجدت طريقًا لها إلى الحياة المعاصرة؛ على سبيل المثال في الحرب الأهلية في يوغوسلافيا، قتل الصرب المسيحيون والأرثوذكس آلاف المسلمين في يوم واحد، وألقوا بهم في حُفّر معدة مسبقًا. إن مثل هذه القصص لا زالت تحدث في إيران المعاصرة سواء مع البهائيين أو المثليين أو المعارضين السياسيين. في نوفمبر 2019، وفقًا للأدلة المؤكدة، قُتل أكثر من ألف شخص لمعارضتهم الأيديولوجية والسياسة الحاكمة في إيران، وهذه رواية أخرى عن الإبادة الجماعية، ولكن ضمن نطاق أصغر.”

يعتقد هذا الخبير في العلاقات الدولية، أنه إذا تابعنا عن كثب الإبادة الجماعية ليهود أوروبا على يد حكومة هتلر، سنجد أن السياسة التي كانت متبعة آنذاك هي نفسها السياسة المتبعة في الأعمال التي تم إنتاجها ضد اليهود في المراكز الثقافية وهيئة الإذاعة والتلفزيون: “لقد قامت حكومة هتلر نفس ما تقوم به الحكومة الحالية في أعمالها المناهضة لليهود، ليحصلوا على أناس جهلة، على سبيل المثال تم الترويج أن اليهود يسيطرون على النظام المصرفي بالكامل، وأنهم يتغلغلون في ثقافة البلاد لمحو الهوية الوطنية، وأن يتحكمون في العلوم والأبحاث والصناعة، وأن الأجيال الآرية الحقيقية ستضمحل بسبب وجودهم. ونظرًا لكل ما قيل، تبذل الجمهورية الإيرانية جل جهودها لتبرير الهولوكوست والتقليل منه.”

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

وزير الصحة اللبناني: عدد الإصابات بفيروس كورونا ستتجاوز حاجز 10 آلاف إصابة...

2 فبراير 2022
عماد الشدياق
١ دقيقة للقراءة
وزير الصحة اللبناني: عدد الإصابات بفيروس كورونا ستتجاوز حاجز 10 آلاف إصابة باليوم