close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

لماذا يهاجر الإيرانيون من بلدهم؟.. الأسباب الاقتصادية تحتل الصدارة

11 فبراير 2022
٨ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي

بهنام قلي بور-إيران وير

المجتمع الإيراني يجرب في الوقت الراهن أحد أقسى الظروف الاقتصادية والاجتماعية في الزمن المعاصر؛ إذ إنّ تزامُنَ الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن العقوبات المفروضة على إيران، والصدمات الاقتصادية الحادة، والتذبذب الحاد في سعر العملة الصعبة ومعدل التضخم، مع الكساد الاقتصادي الحاد، وتزايد معدل البطالة إثر تفشي فيروس كورونا، وبقية القضايا والمعضلات الاقتصادية والاجتماعية؛ كلُّ ذلك تسبب في تعزيز الدوافع والقوة الدافعة للهجرة، وكذلك في زيادة الرغبة في الهجرة من إيران.

صحيح أن الرؤى كانت في وقت سابق تُركِّز تركيزاً أكبر على خروج أصحاب المواهب وخريجي الجامعات، وخروج النخبة في مجال الفن والرياضة من إيران، إلا أن الرغبة في الخروج والهجرة تَزداد يوماً بعد يوم في أوساط الشرائح الاجتماعية المختلفة ولا سيما في أوساط الشرائح الاقتصادية المتدنية.

تُشير نتائج آخر الدراسات والأبحاث الصادرة عن مرصد الهجرة الإيرانية من خلال المسح الـمُنجَز إلى أن “الوضع العام في إيران” و“الأسباب الاقتصادية” هي من أهم الأسباب والدوافع لدى الفئات الاجتماعية المختلفة للهجرة من بلدهم.

ومن الأسباب الأخرى الباعثة على رغبة كبيرة في الهجرة من إيران “عدم وجود فرص لأداء الأدوار” و“الشعور بعدم الفائدة” و“عدم امتلاك صورة تبعث على التفاؤل بالمستقبل”.

إن زيادة الرغبة في الهجرة في أوساط الإيرانيين قد تُمهِّد الأرضية لتخطيطهم واتخاذ قرارهم النهائي من أجل الهجرة من بلدهم. وفضلاً عن الذين يَعتزمون الهجرة من البلد، هناك أشخاص من بين فئات اجتماعية مختلفة قد أَرجؤوا هجرتهم أو لم يتّخذوا القرار النهائي بَعْدُ.

اللافت أن “الظروف الاقتصادية” التي ما تزال تُعرَف بوصفها “الدافع إلى الهجرة”، تَعمل كذلك بوصفها “المانع للهجرة” أيضاً.

في الحقيقة، يُشكِّل “تصاعُد تكاليف الهجرة” و“عدم استطاعة الأشخاص المالية على التقديم على الهجرة” من أهم موانع أو أسباب تأجيل الهجرة من البلد في أوساط الراغبين ولا سيما الطلاب والمتخرجين.

وعليه، إذا ما تحسّنت الظروف العامة لإيران و“الوضع الاقتصادي” بصورة خاصة، فمن الممكن أن يَستتبع السبب الاقتصادي آثاراً متضادة للهجرة؛ بحيث يمكن للأشخاص الذين لم يتّخذوا قرارهم النهائي أو أرجؤوا هجرتهم أن يَنصرفوا عن قرار الهجرة مع تحسُّن الوضع الاقتصادي من ناحية، ومن ناحية أخرى يمكن أن يُضاف إلى الراغبين في الهجرة والتخطيط لها واتخاذ خطوات عملية بسبب انخفاض تكاليف الهجرة.

عدد المهاجرين الإيرانيين في العالم

ارتكازاً على آخر إحصائيات “مَرصد الهجرة الإيرانية” الصادرة في 2021، يصل عدد المهاجرين الإيرانيين في العالم على أساس آخر إحصائية متوفرة يمكن الاستناد إليها في سنة 2020، إلى 1.8 مليون نسمة؛ الأمر الذي يُشكِّل 2.32 بالمئة من عدد السكان الإيرانيين.

كما قَدّر الأمين العام للمجلس الأعلى للإيرانيين عددَ الإيرانيين خارج إيران بـ 4.04 مليون نسمة.

كان عدد المهاجرين الإيرانيين في العالم في 1990 يَبلغ 820 ألفاً؛ وقد وصل هذا الرقم إلى 1.8 مليون في 2020، أيْ إنّ عدد المهاجرين الإيرانيين تَضاعف بنسبة 2.2 في غضون الـ30 سنة الماضية.

أين وجهة المهاجرين الإيرانيين؟

بناء على إحصائيات الأمم المتحدة، تَستضيف الدول الأوروبية الأربع ألمانيا والسويد وهولندا وفرنسا في الاتحاد الأوروبي العددَ الأكبر من المهاجرين المولودين في إيران.

وفقاً لهذه الإحصائية في 2020، احتلت ألمانيا المرتبة الأولى بـ 152 ألفاً و590 مهاجراً مولوداً في إيران، تَلتْها بالترتيب كلٌّ من السويد بـ 79 ألفاً و363 مهاجراً، فهولندا بـ 34 ألفاً و809 مهاجرين، وفرنسا بـ 26 ألفاً و69 مهاجراً.

في 2020، يَعود العدد الأكبر من طلبات الفيزا المسجَّلة وكذلك تأشيرات فيزا شنغن الصادرة للإيرانيين في أوروبا، إلى دول ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

طبقا لهذا هذا التقرير، ألمانيا هي الوجهة الأولى للإيرانيين في الهجرة إلى أوروبا. وبريطانيا هي الوجهة الثانية لهجرة الإيرانيين في القارة الأوروبية، ويُقيم فيها في الوقت الراهن زهاءُ 83 ألفاً و531 إيرانياً.

ودائماً ما كانت أستراليا إحدى وجهات هجرة الإيرانيين في جميع أنواع الهجرة، ومنها هجرة العمل. وإجمالي عدد الإيرانيين في أستراليا في الأعوام الأخيرة في تزايد وتصاعد.

كما أن أمريكا وكندا من أهم وجهات هجرة الإيرانيين؛ بحيث إن إحصائية المجلس الأعلى للإيرانيين تُفيد أن مليوناً و500 ألف إيراني يقيمون في الولايات المتحدة، و400 ألف إيراني يقيمون في كندا في الوقت الحالي.

كيف هي أوضاع هجرة الإيرانيين الاقتصادية؟

الهجرة الاقتصادية وهجرة العمل هي أهم أنواع وقنوات هجرة الإيرانيين. تُفيد دراسات المسح التي قام بهد مرصد الهجرة الإيرانية أن لكثيرٍ من الهجرات التي تَحدث عبر بقية قنوات الدراسة أو اللجوء أسباباً أو دوافعَ اقتصاديةً.

بحسب مَسح مرصد الهجرة، تزايدت الرغبة في الهجرة في أوساط الفئات الـحِرَفية والنشطاء المبتدئين في السنوات الأخيرة، وكانت التحولات الاقتصادية من أهم العوامل الباعثة على زيادة الرغبة في الهجرة.

كما أن المعلومات عن تأشيرات الدخول المؤقتة أو الدائمة التي حصل عليها الإيرانيون في البلدان الرئيسة التي يقصدها المهاجرون الإيرانيون تُفيد أن حصول الإيرانيين على تأشيرات العمل في أمريكا وكندا والاتحاد الأوروبي وأستراليا يأتي بعد التأشيرات الدراسية والعائلية والإنسانية.

أوضاع التنقلات الدولية للطلاب الإيرانيين

مع الأيام وتوازياً مع زيادة عدد الطلاب الإيرانيين داخل إيران وكذلك زيادة عدد الطلاب الدوليين في العالم، يَشهد عدد الطلاب الإيرانيين خارج إيران أيضاً زيادةً متصاعدة، ووصل من رقم 19 ألف طالب في العام 2003 إلى رقم 56 ألف طالب في 2018.

أما حصة إرسال إيران للطلاب في سوق الطلاب الدوليين فقد انخفضت منذ 2012، وتناقصت من حوالي 1.3 بالمئة إلى حوالي واحد بالمئة في 2018.

ونصيب الطلاب الإيرانيين خارج إيران مقارنةً مع العدد الإجمالي للطلاب الذين يَدرسون في إيران لم يَشهد تغييراً كبيراً بين سنتَـي 2000 و2018، وبلغ من حوالي واحد بالمئة في العام 2000 إلى حوالي 1.5 بالمئة في 2018.

ارتقت مكانة إرسال إيران للطلاب في الفاصل الزمني بين 2003 و2012 من المرتبة 29 في العالم إلى المرتبة 11؛ وهي أعلى قفزة في إرسال إيران للطلاب طيلة عقدين سابقَين على تلك المدة.

وفي الفاصل الزمني بين 2012 و2018 بقي عدد الطلاب الإيرانيين خارج إيران ثابتاً على رقم 50 ألف طالب، ولم يَلحظ إلا تغييراتٍ طفيفةً، ولهذا السبب انخفضت مرتبة إيران في إرسال الطلاب إلى الخارج إلى المرتبة 19.

كانت هناك عدة عوامل أدت إلى استقرار عدد الطلاب الإيرانيين في الخارج طيلة السنوات الماضية؛ منها ارتفاع سعر الدولار وما استتبع من زيادة في تكاليف الهجرة الدراسية، والقيود التي فرضتها الولايات المتحدة بخصوص إصدار تأشيرات الدخول للطلاب الإيرانيين، وكذلك تفشي فيروس كورونا والجائحة العالمية.

الأسباب أعلاه أدّت إلى زيادة عدد الطلاب الإيرانيين في تركيا ودول مثل ألمانيا وكندا وإيطاليا التي تَكون قوانينها في استصدار تأشيرات الدخول أسهل.

أين وجهة الطلاب الإيرانيين؟

تُفيد التقارير أن أمريكا وتركيا وألمانيا وإيطاليا وكندا هي بالترتيب الوجهات الرئيسة الخمس للطلاب الإيرانيين في العالم.

في العام 2019 حازت إيران على واحد بالمئة من نصيب سوق الطلاب الدوليين في أمريكا لوجود 11.451 طالباً إيرانياً هناك.

غالبية الطلاب الإيرانيين (قرابة 75 بالمئة) في الولايات المتحدة يَدرسون في مراحل الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)، وأكثر من نصف الطلاب الإيرانيين في أمريكا يدرسون في أقسام الهندسة.

بقاء طلاب الأولمبياد المتفوقين و خروجهم وعودتهم

إن تحليل الإحصائيات المستلَمة من إدارة الهجرة والجوازات في المدة الزمنية بين 2001 إلى آب/أغسطس 2020 يُفيد أن 56.6 بالمئة من “الحائزين على ميداليات في أولمبياد الطلاب”، و69.1 بالمئة من “المشمولين بدعم المؤسسة الوطنية للنخبة”، و78.3 بالمئة من “الحائزين على مراتب بين واحد وألف” في الامتحان الوزاري الشامل، يُقيمون في إيران.

ومن بين الفئات التي تناولتها الدراسة، يحتل النسبةَ الأكبر من بين المقيمين في الخارج بالترتيب طلابُ الأولمبياد بـ 37.2 بالمئة، ومشمولو المؤسسة الوطنية للنخبة بـ 25.5 بالمئة، ومراتب ما بين واحد إلى ألف في الامتحان الوزاري الشامل بـ 15.4 بالمئة.

من بين هؤلاء، عاد إلى إيران 4.4 بالمئة من طلاب الأولمبياد، و3.7 بالمئة من المشمولين بدعم المؤسسة الوطنية للنخبة، و2.6 بالمئة من الرتب الأعلى في امتحان القبول الجامعي ممن كانوا خرجوا من إيران في وقت سابق.

أوضاع إيران في تنقُّل الطلاب

بناء على آخر الإحصائيات، فإن معدل عودة المختصين والمتخرجين الإيرانيين إلى إيران شَهد تصاعداً لافتاً بين 2015 و2021؛ بحيث تُفيد إحصائيات الإدارة العلمية-التقنية لرئاسة الجمهورية أن عدد المختصين العائدين إلى بلدهم كان أكثر من ألف و900 شخص بين 2016 إلى أبريل/نيسان 2022.

أوضاع عدد الطلاب الإيرانيين في الجامعات العالمية

تقول الإحصائيات إن عدد الطلاب الإيرانيين في الجامعات العشر الأولى في أمريكا شَهِد زيادة طفيفة بين سنتَـي 2013 و2015، ووصل من 201 طالب في 2013 إلى 240 طالباً في 2015.

كما أن عدد الطلاب الإيرانيين في الجامعات العشر الأولى في أمريكا انخفض قليلاً بين سنتَـي 2015 إلى 2018، وتدنّى من 240 طالباً في 2015 إلى 229 طالباً في 2018.

أما حصة الطلاب الإيرانيين في الجامعات العالمية الأفضل من بين إجمالي الطلاب الخارجين في الفترة الزمنية 2014 إلى 2018 كانت ثابتة تقريباً، وانخفضت من حوالي نصف بالمئة في 2014 إلى حوالي 0.45 بالمئة في 2018.

توزُّع الطلاب الإيرانيين في العالم

تُفيد الإحصائيات أن المناطق الرئيسة التي تَشهد كثافة للطلاب الإيرانيين هي أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وجنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا.

لطالما كانت الولايات المتحدة الوجهة الأولى للطلاب الإيرانيين الذين يُكمِلون دراستهم في الخارج. ومع تسلُّم إدارة “جو بايدن” مقاليدَ السلطة وإزالة القيود التي كانت قد فرضتها إدارة “دونالد ترامب”، يُتوقَّع أن تَستقطب أمريكا طلاباً إيرانيين أكثر في السنوات القادمة.

بعد أمريكا تُعتبَر دولُ ألمانيا وتركيا وكندا الوجهات المرغوبة للطلاب الإيرانيين.

وبالطبع فإن إيجاد القيود والموانع أمام حصول الطلاب الإيرانيين على تأشيرة الدخول إلى أمريكا في السنوات الأخيرة، وفي المقابل سهولة الحصول عليها في الدول الأخرى قياساً إلى أمريكا والتكاليف الأدنى في دول مثل تركيا وألمانيا وإيطاليا وكندا مقارنةً مع أمريكا كانت من أسباب رغبة الطلاب الإيرانيين في الدراسة في تلك الدول.

الهجرة القسرية، واللجوء في إيران

تأسيساً على نتائج هذا التقرير الرسمي في 2020، سَجّل الطلاب الإيرانيون في دول مختلفة من العالم 15 ألفاً و333 طلبَ لجوء جديداً.

في 2020، مُنِح 861 لاجئاً إيرانياً جنسيات الدول الأخرى. وفي 2020 تم توطين 394 لاجئاً إيرانياً من جديد في دولة ثالثة.

أما عدد اللاجئين في إيران في 2020 فقد انخفض بنحو 200 ألف مقارنةً مع سنة 2019. ومع انخفاض عدد اللاجئين في إيران انخفضت رتبتها في قضية استضافة اللاجئين إلى المرتبة العاشرة عالمياً.

أوضاع إيران في مجال الهجرة المعكوسة

انطلاقاً من أن أوضاع عودة المتخصصين والعلماء الإيرانيين من الهجرة لم تَكن تَخضع للمسح الرسمي قبل 2015، فليست هناك إحصائيات دقيقة وشاملة في هذا المجال إلى ما قبل التاريخ المذكور.

بموجب التقرير الرسمي الآنف الذكر أعلاه، بلغ عدد المختصين الإيرانيين العائدين إلى بلدهم حتى الآن ألفاً و900.

أهم وجهات الهجرة التي يَعود منها الإيرانيون هي دول أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، ودراسة غالبيتهم هي الهندسات، ولا سيما هندسة الكهرباء والميكانيك والمعلوماتية والمدنية.

أوضاع إيران في مؤشر قوة جواز السفر

يفيد مؤشر قياس جوازات السفر بعدد الدول التي يمكِن لمالك جواز سفر كل بلد السفرُ إليها من دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة الدخول.

بناء على هذا المؤشر، كانت أقوى جوازات السفر في الأشهر الثلاثة الأولى من 2021 هي جوازات سفر اليابان وسنغافورة وألمانيا وكوريا الجنوبية معاً في المرتبة الأولى.

واحتلت أمريكا وبريطانيا المرتبة السابعة، وتتساوى مع بلجيكا ونيوزيلندا وسويسرا.

بموجب هذا المؤشر، يَحتل جواز السفر الإيراني المرتبة 105 بين 116 فئة لجوازات السفر؛ ويتساوى مع سريلانكا التي يستطيع مواطنوها السفر إلى 42 دولةً من دون الحاجة إلى تأشيرة دخول.

ومن بين 199 بلداً شملتهم دراسة هذا المؤشر، يَفوق 183 جوازَ سفرٍ الجوازَ الإيراني في القوة؛ بعبارة أخرى، يتسنى لمواطنِـي 183 دولة في العالم أن يسافروا إلى عددٍ أكبرَ من الدول قياساً إلى المواطنين الإيرانيين (من دون تأشيرة دخول).

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

لبنان: مليون إصابة بكورونا في سنتين

10 فبراير 2022
عماد الشدياق
١ دقيقة للقراءة
لبنان: مليون إصابة بكورونا في سنتين