close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

تسجيل صوتي مسرَّب من أوساط الحرس الثوري الإيراني يَكشف فساد قياداته وصراعاتهم

18 فبراير 2022
٦ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي

إحسان مهرابي-إيران وير

بعد ثلاثة أيام من انتشار تسجيل صوتي مسرَّب لـ “محمد علي جعفري”، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، و“صادق غل وسنبل (ذوالقدرنيا)”، النائب الاقتصادي للحرس، أكّدت وكالة فارس للأنباء صحة هذا التسجيل الصوتي وأعلنت أنها ستنشر قريباً معلوماتٍ أكثرَ دقة عن هذا الموضوع”.

إن الصراع بين محمد علي جعفري وبين “حسين سلامي” الذي تجلى في قصة ترشُّح “سعيد محمد” في الانتخابات، يبدو الآن واضحاً في تقارير وسائل الإعلام وقنوات التلغرام والجيش السيبراني التابع للحرس الثوري حول هذا التسجيل الصوتي المسرّب.

على أن البعض يعتقدون أن الموضوع يتجاوز صراعات الحرس أو الصراع داخل بلدية طهران، ويَربطون مثل هذه القضايا بخليفة المرشد الأعلى علي خامنئي في المستقبل.

من هو صادق ذوالقدرنيا؟

التسجيل الصوتي الذي سرّبه “راديو فردا” هو الحديث الدائر بين محمد علي جعفري وبين نائبه الاقتصادي صادق ذوالقدرنيا. قبل هذا التسجيل لم يكن ذوالقدرنيا معروفاً في الأوساط العامة وكان اسمه الحقيقي هو صادق غل وسنبل، وهو معروف لدى النشطاء السياسيين وقيادات الحرس الثوري السابقين في محافظة فارس.

يَقول عنه “عليرضا علوي تبار” إنه كان في إحدى المراحل مسؤولاً عن جهاز استخبارات الحرس في محافظة فارس.  كما أنه زوج أخت “محمد باقر ذوالقدر”، القائممقام السابق للقائد العام للحرس الثوري الذي كان من التيار اليميني لمنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية.

كذلك كتب “محمد نوري زاد” أن “محمد جعفري صحرارودي”، أحد المنفِّذين لعملية اغتيال “عبد الرحمن قاسملو” في برلين ومدير مكتب “علي لاريجاني”، و“إيرج مسجدي”، السفير الإيراني الحالي في العراق، هما صهران لصادق ذوالقدرنيا.

كما أنه كان في عهد “علي شمخاني” رئيس منظمة حماية الاستخبارات في وزارة الدفاع. وتأسيساً على بعض الروايات، كانت له نزاعات مع “علي عسكري”، نائب من نوّاب وزارة الدفاع. كانت لعسكري نشاطات اقتصادية لكنه تركها وتقاعد وأصبح من المفقودين في سوريا، ونُشِرت بعض التقارير تفيد باختطافه.

كان ذوالقدرنيا النائب الاقتصادي للحرس الثوري الإيراني في عهد قيادة محمد علي جعفري. كما أن اسمه طُرِح قبل هذا التسجيل الصوتي المسرَّب في قصة مساعي الحرس من أجل “التدخل غير القانوني” في أسهم شركة فولاد في خوزستان.

الصراع بين دائرة حماية استخبارات الحرس الثوري وبين جهاز استخبارات الحرس الثوري

في هذا التسجيل الصوتي يشار إلى الدور المباشر لكلٍّ من محمد باقر قاليباف، عمدة طهران وقتها ورئيس البرلمان الإيراني الحالي، و“قاسم سليماني”، قائد فيلق القدس حينها، و“جمال الدين آبرومند”، النائب المنسق للحرس الثوري وقتها، و“حسين طائب”، مسؤول استخبارات الحرس الثوري في ملف فساد شركة ياس القابضة.

يتحدث جعفري وذوالقدرنيا عن إرسال ملف هذه المخالفة وعن تشكُّل الاجتماع بحضور “كاظم”، في إشارة إلى “محمد كاظمي”، قائد دائرة حماية استخبارات الحرس؛ وهو معروف في أوساط الحرس بـ “حاج كاظم”. مهمة دائرة حماية استخبارات الحرس الثوري هي التحقيق في الموضوعات الداخلية للحرس، ومهمة جهاز استخبارات الحرس عملياً هي التحقيق في الموضوعات السياسية ومواجهة المجموعات من خارج الحرس.

ومع هذا، يقول ذوالقدرنيا إن حسين طائب، رئيس جهاز استخبارات الحرس، يتدخّل في هذا الملف لصالح مرتكبي المخالفات، بل حتى إنه يقول: “نريد أن نعتقل نجفي”؛ في إشارة إلى “محمد علي نجفي” الذي تَحدّث عن متابعة ملفات المخالفات في عهد قاليباف. وقد اعتبَر عدد من الشخصيات الإصلاحية وكذلك “علي مطهري”، النائب البرلماني، أن تعرُّف “ميترا أستاد” إلى نجفي ومَقتل ميترا على يد نجفي لاحقاً كان ذا أبعاد أمنية تم التمهيد لها.

دور نائب الجامعة الحرة في البرنامج الصاروخي للحرس الثوري

في بداية هذا التسجيل الصوتي، يشير ذوالقدرنيا إلى موضوع اختبار صاروخ يُجريه “أحد النخبة”، ويعلن أن “مجيد خراساني”، المدير التنفيذي لمؤسسة التعاون التابعة للحرس الثوري، أظهر حرصاً وسلوكاً محافِظاً معه في إبرام العقد وتوقيعه. ويطلب ذوالقدرنيا من جعفري التوقيع على كتاب حول هذا المشروع كَتَبَه خراساني مخاطِباً “حميد نوروزي”، رئيس مؤسسة التعاون للحرس في محافظة طهران.

كما يشير محمد علي جعفري بدوره إلى شركة “توانا” التي كان “بيجن رنجبر”، قائممقام رئيس الجامعة الحرة، أحدَ مديريها. ويقول ذوالقدرنيا أيضاً إن رنجبر يُنفِّذ بعض المشاريع في الجامعة الحرة، وهي المشاريع التي لم ينفّذها في الحرس الثوري.

في العام 2017 وفي عهد رئاسة “فرهاد رهبر”، كان رنجبر الوكيلَ العلمي للجامعة الحرة، ثم أصبح في ما بعدُ قائممقام هذه الجامعة. كذلك أعلن “محمد مهدي طهرانجي”، رئيس الجامعة الحرة، أنه كان، مثل “مسعود عليمحمدي” و“مجيد شهرياري”، على لائحة اغتيال العلماء العاملين في البرنامج النووي الإيراني.

يشير ذوالقدرنيا إلى اسم “محسن دهنوي”، العضو الحالي  للمجلس الإداري، ويطلب من جعفري تعيينَه في مجموعة “توانا”.

من هو عيسى رضائي، وما دور مؤسسة ثامن في فساد الحرس الثوري؟

في التقارير المرتبطة بملف فساد الحرس الثوري، كثيراً ما يشار إلى قضية شركة ياس القابضة، وقلما تُطرَح قضية مؤسسة ثامن. كانت “شركة مجموعة ياس للتنمية الاقتصادية” المعروفة بـ “شركة ياس القابضة” الذراعَ الرئيسية لمؤسسة التعاون المملوكة للحرس الثوري، وكانت نشطة في مجال الخدمات والوساطة والسكن. وقسم من ملف فساد هذه الشركة القابضة يرتبط بعقودها مع بلدية طهران في عهد محمد باقر قاليباف.

في الدقائق الأولى من التسجل الصوتي المسرَّب، يتحدث ذوالقدرنيا عن شخص يُدعى “عيسى”، فيظن جعفري أنه “عيسى شريفي”. لكن ذوالقدرنيا يقول إنه يقصد “عيسى رضائي”، رئيس المجلس الإداري لمؤسسة ثامن.

يقول ذوالقدرنيا إنّ على المجلس الإداري أن يوقّع على الوثائق المرتبطة بمؤسسة ثامن، لكن عيسى رضائي أسّس شركة وحصل على وكالة من أعضاء المجلس الإداري.

بحسب هذا التسجيل الصوتي المسرّب، قال “آبرومند” لـ “محمد حسين باقري”، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، إن قضية مؤسسة ثامن “تم حلُّها”، ويحتج باقري بدوره على ذوالقدرنيا قائلاً له: “لقد لفّق الموضوع”.

منذ سنة 2010 كان عيسى رضائي يضطلع بمنصب المدير التنفيذي لمؤسسة كوثر المالية، وفي العام 2018 استقال من منصبه. وفي الآن ذاته كان رئيس المجلس الإداري لمؤسسة ثامن المالية أيضاً.

في العام 2020 أيضاً طُرِح اسمه في قضية فتح سلسلة متاجر “اتّكا” في فنزويلا، وقَدّمت صحيفة وول ستريت جورنال تقارير تُفيد أن الحرس الثوري يقوم بتبييض الأموال تحت غطاء عرض المواد الغذائية.

هذا القائد من الحرس الثوري البالغ من العمر 58 عاماً يقول إنه دخل إلى الحرس الثوري في العام 1981، وتزوج في 1984، وخامنئي هو الذي عقد قرانه.

تسلّم عشرات المناصب المالية في الحرس الثوري؛ منها منصب المدير المالي لمقر خاتم الأنبياء للبناء، ومنصب المفتش القانوني للتدقيق في المؤسسة التعاونية للحرس الثوري.

في يونيو/حزيران 2017 شاع نبأ إفلاس مؤسسة ثامن؛ لكن عيسى رضائي طمأن الناس ألا يقلقوا على ودائعهم. وفي نهاية المطاف أكد النائب المشرف للمصرف المركزي في 19 يونيو/حزيران نبأ التفاوض بين مؤسسة كوثر المالية وبين أصحاب أسهم مؤسسة ثامن و“مهر اقتصاد”.

يأتي النائب الاقتصادي للحرس الثوري على ذكر اسم “آية الله إبراهيمي”، المدير التنفيذي لبنك أنصار، ويقول إن “إبراهيمي انضم إلى فريق آبرومند، لأنه يخاف أن تصل هذه القضية [التحقيق في الفساد] إلى بنك الأنصار أيضاً”.

يقول إن إبراهيمي أعطى في أحد الملفات مبلغَ ألف مليار تومان من مكان المصادر المالية لشركة الاتصالات “همراه أول” التي كانت في بنك أنصار لشخص يُدعى [علي أصغر] شماعي الذي كانت ورقة كفالته عن بنك صادرات ملغيّة، ثم أخذ هذا الملف إلى مؤسسة ثامن.

في العام الماضي تم دمج بنك أنصار مع أربعة بنوك عسكرية أخرى في بنك سبه، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ارتقى آية الله إبراهيمي في منصبه وأصبح المدير التنفيذي لبنك سبه.

من المتهمون بتسريب التسجيل الصوتي؟

جاء تسريب التسجيل الصوتي بين الجمهور لمصلحة محمد علي جعفري وسعيد محمد، وأضرّ بسمعة محمد باقر قاليباف وحسين طائب وقاسم سليماني. ومع وجود الشك في إحالة جعفري لهذا الملف إلى دائرة حماية استخبارات الحرس الثوري فإنه يُوصَف بالشخص الذي يعتزم محاربة هذا الفساد. كما أن سعيد محمد يوصَف بالشخص الذي حال دون مواصلة هذا الفساد؛ الأمر الذي طُرِح في حملة الانتخابات الرئاسية أيضاً ونُسِب كشف هذا الفساد له.

على أن سعيد محمد نفسه متهم بالفساد في مقر خاتم الأنبياء، و“محسن جعفري”، نجل محمد علي جعفري، متهم بالفساد في ملف بنك سرمايه.

وباستثناء محمد باقر قاليباف الذي يُتَّهم في هذا التسجيل الصوتي بالسعي في الالتفاف على هذا الفساد، فإن قاسم سليماني وحسين طائب أيضاً متهمان بدعم هذه العصابة.

إذا كان اسم قاليباف وحده قد طُرِح كانت التحليلات ستتوجّه عملياً صوب صراع شخصيات مثل “زاكاني” مع قاليباف أو بذل المساعي من أجل لجم قاليباف في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.

لكن طرح اسم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري تسبب في طرح موضوعات مثل خليفة المرشد الأعلى؛ ذلك أن اسم طائب دائماً ما يُذكَر في السنوات الأخيرة إلى جانب اسم “مجتبى خامنئي”، نجل علي خامنئي. ومن ناحية أخرى، تُفسَّر الصراعات داخل الحرس الثوري نفسُها بأنها صراعات على المرشد الأعلى المستقبلي.

من الممكن أن يَرى البعض أن سعيد محمد أو ذوالقدرنيا قد ارتكبا خطأً، لكن قد يَكون تسريب التسجيل الصوتي ناجماً من صراعات أمنية محورُها موضوعات أكبر.

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

شركة فرنسية تفوز بمناقصة لتشغيل رصيف الحاويات في مرفأ بيروت بلبنان

17 فبراير 2022
فاطمة العثمان
١ دقيقة للقراءة
شركة فرنسية تفوز بمناقصة لتشغيل رصيف الحاويات في مرفأ بيروت بلبنان