close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

صحفيون إيرانيون قُتِلوا من ثمانينيات القرن المنصرم حتى اليوم

22 فبراير 2022
٧ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي

بويان خوشحال-إيران وير

لا فرق بين الحكومات التي تدير البلاد؛ إصلاحيةً كانت أم محافظة؛ فقد أثبت التاريخ أن الحكومات الإيرانية لا تتناغم مع “حرية التعبير” أبداً. وتواجِه الحكوماتُ جميع مَن يُعرِّض سلطتها للخطر من تسريبات وانتقادات. وبالطبع فإن الصحفيين والمراسلين معرَّضون للخطر أكثر من أي فئة أخرى في هذه المواجهة. والحكم بالسَّجن هو أبسط حل لدى الحكومات الإيرانية في قمع الإعلام. وتُفضِّل بعض الحكومات تصفية معارضيها ومنتقديها أياً كانوا. 

في هذا التقرير نعود إلى الوراء ونلقي نظرة على الصحفيين وغيرهم ممن فقدوا حياتهم في سبيل الإعلام.

العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين

أنتم تقولون شغب، نحن نقول احتجاجات

الجميع تقريباً يَعرف ناطق عبارة “أنتم تقولون شغب، نحن نقول احتجاجات”؛ هو “روح الله زم” نجل “محمد علي زم”، أحد مسؤولي النظام الإسلامي. غادر روح الله إيران بعد الاحتجاجات الإيرانية التي عمّت البلاد في 2009. وطيلة السنوات التي كان فيها خارج إيران، أطلق وسيلته الإعلامية التلغرامية المسمّاة “آمدنيوز” التي لعبت دوراً مهماً في نشر الأخبار عن احتجاجات ديسمبر/كانون الأول 2017 في إيران، وكشفت عن فضائح اقتصادية داخل هيكل النظام الإيراني.

في أكتوبر/تشرين الأول 2019 اختَطف النظام الإيراني روح الله زم في العراق ونقله إلى إيران. وما يزال مخطط اختطافه موضع جدال؛ والواضح أنه سافر عبر بعض الوسطاء من باريس إلى بغداد لحضور اجتماع هناك.

في إحدى المقابلات، ادعى “أكبر خوش كوشك”، مسؤول أمني سابق في النظام الإيراني، أن اعتقال روح الله زم جاء في إطار التبادل الأمني بين إيران وفرنسا، وتمت مبادلة هذا الصحفي مع ضابط فرنسي أمني.

واجَه زم في المحكمة موجة من اتهامات الجهاز القضائي. وفي ديسمير/كانون الأول، قبل عدة ساعات فقط من إعدامه أُخبِر زم أن الحكم سيُنفَّذ. جاء هذا في حين أن أربعة أيام فقط كانت قد مرّت على مصادقة المحكمة العليا على حكم إعدامه.

وفي اعتراف قسري بُثّ على التلفزيون الإيراني الرسمي مع “علي رضواني”، المحقق-الإعلامي، أطلق روح الله زم عبارة “أنتم تقولون شغب، نحن نقول احتجاجات”؛ وهي جملة ستبقى مرتبطة دائماً باسم وذكرى روح الله زم.

اغتيال الصندوق الأسود الأمني للنظام الإيراني

يَغدو اسم “مسعود مولوي وردنجاني” ذا دلالة حين يُوضَع إلى جانب قناته التلغرامية “الصندوق الأسود”. له صور تذكارية مع الرؤساء الإيرانيين الثلاثة السابقين “أكبر هاشمي رفسنجاني” و“محمود أحمدي نجاد” و“محمد خاتمي”. يَذكر البعض مولوي بأنه موظف سابق في “وزارة الاستخبارات الإيرانية”، ويذكره آخرون بأنه رجل “جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني”. قتلوه بإحدى عشرة رصاصة في إسطنبول في تركيا بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الأول 2019.

بعد مقتله بفترة، أشارت وكالة “رويترز” إلى ضلوع دبلوماسيَّين إيرانيين في تركيا في قتل مولوي. ونقلاً عن مصادر في تركيا، كتبت هذه الوكالة أن الشخص الذي يمشي إلى جانب مولوي في فيديو لحظة قتله يُدعى “علي إسفنجاني”؛ وهو الذي كان مسؤولاً عن فريق اغتيال مولوي.

كما تؤكد التقارير هذا الخبر بنحو من الأنحاء؛ فقد تسنى لإسفنجاني الهروبُ من تركيا إلى إيران بهوية مزوَّرة وبمساعدة أحد المهرِّبين بعد ثلاثة أيام من عملية القتل.

كذلك كتبت رويترز أن رجلين من رجال الأمن في القنصلية الإيرانية في إسطنبول هما مَن أصدرا الأمر بقتل مولوي.

حتى الآن لم يُعلَن رسمياً سببُ اغتيال هذا الشاب ذي الـ33 عاماً. وبمجرد دخوله إلى تركيا أطلق قناته التلغرامية “الصندوق الأسود” في أبريل/نيسان 2018. وكان يطلِق على نفسه “صوت الشعب الإيراني المسموع” ويُطلِق على قناته “وسيلة إعلامية لفضح مفاسد النظام الإيراني وجرائمه من وراء الأستار”. وقد نشر حجماً كبيراً من الوثائق والمعلومات ومقاطع مصورة وتسجيلات صوتية حول السلطة القضائية الإيرانية ووزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات الحرس الثوري.

مولوي هو ابن محافظة إصفهان ومن مواليد 1986. خلّف مولوي مقاطع فيديو تُبيّن أنه أطلّ أكثر من مرة على شاشة التلفزيون الإيراني بوصفه “عميد العلم الحديث للذكاء الاصطناعي في العالَـم”.

لكن التعذيب لم يكن سرّاً

طيلة العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين انتقل القسم الأكبر من نشاط وسائل الإعلام إلى منصات التواصل الاجتماعي؛ مثلما شكّلت قناتَا التلغرام لكلٍّ من روح الله زم ومسعود مولوي من دلائل اتهامهما؛ فأُعدِم الأول واغتيل الثاني. لكنْ سبق العقدَ الثاني من القرن الواحد والعشرين أن المدوَّنات كانت قد مَكّنت المنتقدين والمعارضين من التعبير عن احتجاجهم. على أن النظام الإيراني لم يتوانَ عن قمع معارضيه الناشطين على المدوّنات أيضاً.

ومن بين الذين اعتُقلوا بسبب تدويناتهم يمكن الإشارة إلى “ستار بهشتي”. كان ستار مدوِّناً يقيم في طهران. ولا يتجاوز عدد أيام اعتقاله وقتله أصابع اليد الواحدة.

بتاريخ 29 أكتوبر/تشرين الأول 2012 كَتب على مدونته الشخصية أن تهديدات جاءته تقول إذا كتب شيئاً مرتبطاً بالنظام الإيراني فسيتم خنقه. كان هذا المنشور آخر ما نشره بهشتي في مدونته تحت عنوان “النقد. تحيا إيران والإيرانيون. روحي فداء لإيران”.

حدث كل شيء لستار بهشتي سريعاً؛ في 30 أكتوبر/تشرين الأول اعتقلته شرطة الفضاء السيبراني الإيراني بتهمة “تهديد الأمن القومي من خلال النشاط في الفيسبوك والمدوّنة”. وفي 31 أكتوبر نُقِل إلى الزنزانة 350 في سجن إيفين. قال السجناء السياسيون الموجودون في الزنزانة إن الشرطة علّقت بهشتي من السقف، وكبّلت يديه بإحكام، وانهالت ضرباً على رأسه وعنقه. ثم نُقِل هذا المدوِّن مرة أخرى إلى معتقَل الشرطة. وبعد عدة أيام أصبح ستار بهشتي صفحة من التاريخ في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

أشارت “جوهر عشقي”، والدة ستار بهشتي، إلى مراسيم تشييع ابنها أثناء دفنه قائلةً إنه كان مُغطى بالدم.

بعد نحو شهرين من مقتل ستار بهشتي، ورد في التقرير السري للطبيب الشرعي أيضاً أنه لقي مصرعه على أثر الضرب والصدمات الجسدية وتمزُّق الخصيان. كما تم التأكيد على وجود آثار الحرق في منطقة خصيانه.

في 7 أغسطس/آب 2014 تم إغلاق ملف قاتل بهشتي مع صدور لائحة الاتهام تحت عنوان “القتل شبه المتعمّد” ضد أحد شرطة الفضاء السيبراني الإيراني؛ حُكِم على القاتل بالسجن ثلاث سنوات والنفي سنتين في منطقة محددة و74 جلدة.

هالة سحابي؛ وفاة في يوم تشييع جنازة والدها

كانت “هالة سحابي” إعلامية وناشطة في حقوق الإنسان وعضواً في الجمعية الاجتماعية “أمهات السلام”. ناهيك عن أنها كانت نشطة في مجال “الدراسات القرآنية”، وتعمل مع مجلة “الآفاق الإيرانية”. وهي خريجة في قسم الفيزياء من جامعة طهران، وتتقن اللغات الإنكليزية والفرنسية والعربية، وتَكتب الشعر أيضاً.

تم اعتقالها لأول مرة أثناء الاحتجاجات المثيرة للجدل إثر الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 2009. وانتهى اعتقالها إلى صدور حكم بالسجن عليها لسنتين؛ من خلال اتهامها بـ “الترويج ضد النظام” و“إحداث خلل في النظام العام”.

كانت سجينة حين توفي والدها “عزت الله سحابي”، زعيم مجلس النشطاء “القوميين المذهبيين” ونائب برلماني سابق. أُقيمت مراسم تشييع جنازة والدها بتاريخ 1 يونيو/حزيران 2011. ووافقت إدارة السجون على منح هالة إجازة ليوم واحد والمشاركة في مراسم دفن والدها.

وبحسب التقارير، كانت هالة منشغلة بتشييع جنازة والدها من أمام منزله عندما هجم عليها رجال الأمن لأنها كانت تمسك بيدها صورةً لأبيها.

قال “منصور سحابي”، عمّ هالة، شارحاً كيفية وفاتها إنها تعرّضت لضربات مستمرة على أيدي رجال الأمن على بطنها ورئتها، فأُصيبت بسكتة قلبية ولقيت حتفها.

وحول هذا الأمر كتب “يحيى شامخي”، نجل هالة سحابي: “عندما أخرجنا جثمان المهندس سحابي من المنزل لتشييعه، منعنا رجال الأمن ولم يسمحوا لنا بالتشييع. حدث كثير من الجدال والنزاع، وكان الجو متوتراً ومشحوناً. لقد ألحقوا بنا أذًى كبيراً، وفي نهاية المطاف سحبوا الجنازة وأخذوها. سقطت والدتي وأُغمي عليها، حتى قال لنا الدكتور إنها أُصيبت بسكتة قلبية. لقد فارقت أمي الحياة”.

في 1 يونيو/حزيران أخذ رجال الأمن جثمان هالة سحابي ودفنوها ليلاً في مقبرة “بهشت فاطمة لواسانات” من دون حضور أسرتها.

عاشر وآخر يوم لإضراب رضا هدى صابر عن الطعام

كان “رضا هدى صابر” باحثاً وناشطاً قومياً-مذهبياً وبالطبع صحفياً. حدثت وفاته في عاشر يوم لإضرابه عن الطعام أثناء نقله من الزنزانة 350 في سجن إيفين إلى المشفى.

وقّع السجناء السياسيون في الزنزانة رقم 350 في سجن إيفين على شهادة تفيد أن السبب في موته هو ضرب رجال سجن إيفين وإهانتهم له.

رواية السجناء السياسيين هي على النحو التالي: في الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة 10 يونيو/حزيران 2011 نُقل رضا هدى صابر للمرة الأولى إلى المستوصف الواقع في سجن إيفين جانب الزنزانة 350. لكنه أُعيد إلى الزنزانة بعد ساعتين فقط علماً أنه كان يتلوى من الألم. واستيقظ مَن معه في الزنزانة على صراخه من الوجع وتَحلّقوا حوله. وقتها قال صابر: “في المستوصف لم يهتموا بي قَطّ، بل إنهم ضربوني وأهاونني، وألقى بي خارجَ غرفة العلاج رجالُ الأمن الذين كانوا يرتدون ملابس طاقم المستوصف الطبي”.

وبعد ثلاثة أيام من وفاة رضا هدى صابر الغامضة، قال “عباس جعفري دولت آبادي”، المدعي العام لطهران وقتها، إنه أُصيب بسكتة قلبية في المشفى.

أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” بياناً حمّلت فيه النظامَ الإيراني مسؤوليةَ موت هدى صابر.

جرى تشييع جنازة هدى صابر في القطعة 100 في مقبرة “بهشت زهرا” في طهران تحت تدابير أمنية مشددة.

وكان قد اعتُقِل مراتٍ ومرات طيلة حياته وحُكِم عليه بالسجن.

في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين أيضاً قُتِل أربعة صحفيين هم عليرضا افتخاري ويعقوب مهرنهاد وأميد رضا مير صادقي وزهرا كاظمي. وفي تسعينيات القرن العشرين كذلك قُتِل بعض الصحفيين؛ من بينهم بيروز دواني وإبراهيم زال زاده ورضا مظلومان المعروف بكوروش آريامنش. وفي العقد الأول من عمر نظام الجمهورية الإسلامية (ثمانينيات القرن العشرين) أُعلِن عن إعدام ما لا يقل عن أربعة صحفيين.

في فبراير/شباط 2019 كشفت منظمة مراسلون بلا حدود عن أن أربعة صحفيين أسماؤهم سعيد سلطان بور ورحمان هاتفي منفرد وسيمون فرزامي وعلي أصغر أميراني لقُوا حتفهم على يد النظام الإيراني في ثمانينيات القرن المنصرم.

كانت سيمون فرزامي صحفية سويسرية-إيرانية تابعت نشاطها الصحفي في إيران بعد وقوع الثورة الإسلامية. وكانت مديرة مكتب “وكالة أنباء فرنسا” في إيران، ورئيسة تحرير “جورنال دو طهران”. وتم اعتقالها في مايو/أيار 1980 بتهمة التجسس لأمريكا.

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

هل سيُطلَق سراحُ أسد الله أسدي وحميد نوري في عملية تبادل الأسرى...

21 فبراير 2022
٤ دقيقة للقراءة
هل سيُطلَق سراحُ أسد الله أسدي وحميد نوري في عملية تبادل الأسرى مع النظام الإيراني؟