close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

تحقق: هل إيران هي أول بلد منتِج للقاح المضاد لأوميكرون؟

28 فبراير 2022
٦ دقيقة للقراءة
تحقق: هل إيران هي أول بلد منتِج للقاح المضاد لأوميكرون؟

في حفل وداع وتعارف رئيس جامعة العلوم الطبية في كرمانشاه الذي أُقيم بتاريخ 24 فبراير/شباط 2022، ادعى “بهرام دارائي” معاون وزير الصحة ورئيس منظمة الغذاء والدواء، قائلاً: “نحن أول بلد أَنتج اللقاح المضاد لأوميكرون”. 

وصرح في هذا الحفل: “21 شركة إيرانية دخلت على خط إنتاج اللقاح من خلال منصات مختلفة، ولقاح ‘بركة’ قيد الحصول على المصادقة عليه لدى منظمة الصحة العالمية، وبقية اللقاحات تنتظر الدور لتقييمها. وشركتان إيرانيتان صَنّعتَا اللقاح المضاد لمتحور أوميكرون”.

في التقرير التالي يسعى “إيران وير” إلى الإجابة عن أسئلة: هل إيران هي أول بلد أَنتج اللقاح المضاد لأوميكرون؟ هل هناك أساساً لقاحات مختلفة لمتحورات فيروس كورونا المختلفة؟ هل إنتاج اللقاح المضاد لأوميكرون أو مسعى إنجاز هذا الأمر المهم مندرجٌ على أجندة الشركات العالمية المصنِّعة للقاحات؟ هل الشركات الإيرانية متقدمة على منافساتها الأجنبية؟.

لقاح مضاد لأوميكرون؛ ما هي الشركة الإيرانية التي حققت هذا النجاح؟

كان “حميد رضا جماعتي” سكرتير اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، قد سبق بهرام دارائي، رئيسَ منظمة الغذاء والدواء، بتاريخ 7 فبراير/شباط 2022 بالإشارة إلى إقدام إيران على إنتاج لقاح مضاد لمتحور أوميكرون، وقال: “أنهت شركتان داخليتان أبحاثهما لإنتاج اللقاح المضاد لأوميكرون ودخلتا مرحلة الاختبار السريري؛ وفي حال مصادقة اللجنة الوطنية لأخلاق البحث فإن العملية السريرية لهاتين الشركتين سوف تُنجَز بسرعة في البلاد”. إن نظرة في أخبار الحقل الطبي تُبيّن أن أول إصابة بفيروس أوميكرون في إيران تم تسجيلها بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول 2021، وأن إيران تدعي إنتاج اللقاح المضاد له بعد 50 يوماً من ذلك؛ والسؤال المطروح هو: أي الشركات تُنتِج اللقاح المضاد لأوميكرون؟

في 19 فبراير/شباط 2022 أعلن بهرام دارائي، رئيس منظمة الغذاء والدواء، للمرة الأولى عن إنتاج شركة إيرانية للقاح المضاد لأوميكرون. وفي مقابلة إذاعية أوضح أن إيران نجحت بعد شهر فقط من دخول فيروس أوميكرون إلى البلاد في تصنيع اللقاح المضاد له.

وقال: “نفتخر اليومَ أن نتائج الأبحاث المصادَق عليها لشركة ‘شفا فارمد’ من مجموعة أدوية بركة أُرسِلت إلى الدائرة البحثية، وقريباً، بعد الحصول على رمز الأخلاق، سيتسنى لها إكمال بقية العملية”. 

إذاً، واضح إلى هنا أن إحدى الشركتين اللتين ادعى رئيس منظمة الغذاء والدواء تصنيعهما للقاح هي شركة “شفا فارمد” التابعة لمؤسسة بركة. والإنجاز الوحيد لهذه الشركة في إنتاج اللقاح المضاد لأوميكرون هو مقالة نُشِرت في مجلة “بايو آركايو” في 15 فبراير/شباط 2022؛ أي قبل نحو عشرة أيام من الآن؛ حيث جاء فيها نبأ نجاح الاختبار الحيواني للقاح أوميكرون، كما أنها لقيت أصداء واسعة في وسائل الإعلام داخل إيران. وبهذا الخصوص كتبت وكالة أنباء إيرنا: “النتائج الأولية لهذه الأبحاث تفيد بإجهاض اللقاح الجديد غيرِ الخطر في دراساته الحيوانية لمتحور أوميكرون إجهاضاً بنسبة 100%”. 

بناء على ذلك، ما يزال هذا اللقاح في مرحلته الأولى، وهي مرحلة الاختبار الحيواني، وللحصول على المصادقة لا بد له من المرور بثلاث مراحل إنسانية، ناهيك عن أنه لا بد من نشر البيانات والحصول على آراء وموافقات المراكز العلمية.

هل أقدمت حتى الآن الشركات العالمية المصنِّعة للقاح على إنتاح لقاح مضاد لأوميكرون؟

تم اكتشاف متحور أوميكرون في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021. ومنذ ذلك الوقت يُطرح السؤال التالي على نحو جاد؛ وهو هل تؤثر اللقاحات الموجودة المضادة لكورونا في متحور أوميكرون أو هل ينبغي إنتاج لقاحات جديدة؟ النتائج الأولية للأبحاث بشأن تأثير اللقاحات الموجودة في متحور أوميكرون كانت تفيد أن الجرعة المعززة ضرورية؛ لكنْ ربما يمكِن، بدلاً من زيادة جرعة اللقاح، تغييرُ اللقاحات الموجودة بالنسبة لمتحورات فيروس كورونا الجديدة أو إنتاج لقاح خاص لمكافحة أوميكرون.

كانت شركة أسترازينيكا وشركة نوفافاكس (Novavax) من أولى الشركات التي طرحت قضية إنتاج لقاح مضاد لأوميكرون. أعلنت أسترازينيكا في 21 ديسمبر/كانون الأول وشركة نوفافاكس في 23 ديمسبر/كانون الأول 2021 أن بإمكان إنتاج لقاح مخصص لأوميكرون أن يكون ضرورياً. وأعلنت شركة نوفافاكس أنها أنتجت لقاح بروتين إسبايك، وأنها سوف تَقوم بمحاكاة أوميكرون وتُنتِج هذا اللقاح مع بدايات سنة 2022 بعد القيام بالأبحاث السريرية. إذاً، بدأت مسألة إنتاج الشركات العالمية المصنِّعة للقاح مضاد لأوميكرون منذ ديسمبر/كانون الأول 2021؛ حين لم يكن فيروس أوميكرون قد اكتُشِف بعدُ في إيران.

في 10 يناير/كانون الثاني 2022، أعلنت شركتَا فايزر وبيونتيك البدء بأبحاثهما لإنتاج لقاح مضاد لأوميكرون، ووعدتَا أن هذا المنتَج سوف يدخل إلى الأسواق في شهر مارس/آذار من العام الجاري. وفي 25 يناير/كانون الثاني أعلنتا أنهما بدأتا الأبحاث السريرية على 1400 شخص وأن نتائجها مبشرة أيضاً؛ إذاً، كانت فايزر قد بدأت الاختبار الإنساني قبل وصف نتائج الاختبار الحيواني لشركة شفا فارمد بالناجحة.

هل أُنتِج حتى الآن لقاح لمكافحة أوميكرون في العالم؟

لا؛ إلى الآن لم تَنتهِ دراسات لقاح أوميكرون، ولم تُحقِّق أي شركة هذا النجاح حتى الآن. وكثير من الشركات المصنِّعة تَعيش مراحل إجراء الأبحاث على هذا اللقاح. وإذا ما راجعنا موقع منظمة الصحة العالمية وبحثنا في قسم البحث عن لقاحات كورونا فسوف نجد أن أي لقاح مضاد لكورونا لم يُسجَّل حتى الآن بوصفه لقاحاً مخصصاً لأوميكرون، ولا يعثر محرك البحث لهذا الموقع على أي وثيقة بهذا الشأن:

وإذا عدنا إلى موقع منظمة الصحة العالمية ونظرنا في قائمة اللقاحات التي أنتجتها إيران، فسوف نرى أن إيران تَعمل على اختبار 30 لقاحاً، لكنها جميعاً غير مخصصة لأوميكرون، ومن بين هذه اللقاحات الثلاثين نرى أن لقاح “بركة” وحده ينتظر مصادقة منظمة الصحة العالمية عليه؛ والجدول أدناه يُبيّن المرحلة التي وصل إليه لقاح بركة:

ما هو واضح حتى الآن هو واقعُ أن اللقاح المضاد لأوميكرون في الشركات الإيرانية أنهى الاختبار الحيواني. والاختبار الحيواني هو الخطوة الأولى في اختبار اللقاح. وبعد الاختبار السريري ينبغي على كل لقاح أن يَمرّ بثلاث مراحل إنسانية. فايزر-بيونتيك وموديرنا وإسترازينيكا ونوفافاكس هي شركات بدأت الاختبار السريري منذ مدة غير قصيرة؛ لكنّ أياً منها لم يصل حتى الآن إلى مرحلة الحصول على المصادقة عليه لإنتاج وتوزيع لقاح أوميكرون. وقد وعدت بأن لقاحها سوف يُوزَّع في شهر مارس/آذار، وعلينا انتظار اللقاح المصنَّع في هذه الشركات.

في مقالة عنوانُها “النتائج الأولية لاختبار لقاح أوميكرون لم تَكن أفضل من اللقاح الأصلي لكورونا”، نُشرت في مجلة نيتشر بتاريخ 14 فبراير/شباط 2022، أيْ قبل 15 يوماً تقريباً، يأتي أن “أكثر الدراسات المنجَزة حول لقاح أوميكرون لم تُطبَّق سوى على عدد من الحيوانات، وتفيد نتائجها أن جرعة معززة واحدة من اللقاح لا تؤثر في أوميكرون. ومع هذا، بدأت شركتا فايزر وموديرنا في أواخر يناير/كانون الثاني أبحاثهما السريرية على الإنسان، والعلماء يترقّبون انتشار نتائج هذه الأبحاث والدراسات في الأشهر المقبلة حتى يُدْلوا بآرائهم بخصوص فاعلية لقاح أوميكرون ومدى الحاجة إليه”.

الخلاصة

ادعى بهرام دارائي” معاون وزير الصحة ورئيس منظمة الغذاء والدواء، قائلاً: “نحن أول بلد أَنتج اللقاح المضاد لأوميكرون”. وقد عَرَض إيران وير هذا الادعاء على محك التحقيق. وتفيد نتائج دراسات إيران وير أن هذا الادعاء غير صحيح من الأساس؛ ذلك أنه لم يُنتَج حتى الآن أي لقاح مخصص لمتحور أوميكرون في العالم، بل إن الدراسات هي قيد الإنجاز في إيران وفي بقية دول العالم.

تأسيساً على المعلَن، نَشرت شركة شفا فارمد التابعة لمؤسسة بركة بتاريخ 15 فبراير/شباط 2022 نتائج الاختبار الحيواني للقاح أوميكرون في مجلة بايوآركايو، الأمر الذي يُفيد بنجاح الاختبار الحيواني لهذا اللقاح في إيران، بينما كانت شركتا أسترازينيكا ونوفافاكس قد بدأتا دراساتهما حول إنتاج لقاح مخصص لمتحور أوميكرون قبل دخول فيروس أوميكرون إلى إيران. ناهيك عن أن شركتَـي فايزر وموديرنا كانتا قد أعلنتا بدءهما بالاختبار الإنساني للقاح أوميكرون حين أعلنت شركة بركة نتائج الاختبار الحيواني للقاح أوميكرون بتاريخ 10 يناير/كانون الثاني 2022.

في الحقيقة، كانت هذه الشركات قد سبقت الشركةَ الإيرانية بأسابيع في إنهاء الاختبار الحيواني والبدء بالاختبار الإنساني. فضلاً عن ذلك، ما تزال هناك شكوك بالنسبة لفاعلية اللقاح المخصص لمتحور أوميكرون ومدى الحاجة إليه، ويرى بعض المختصين أنه ليس أكثر فاعلية من اللقاح الأصلي لفيروس كورونا.

من هنا، يَمنح إيران وير ادعاء بهرام دارائي معاون وزير الصحة ورئيس منظمة الغذاء والدواء، القائم على “أن إيران أول بلد أَنتج اللقاح المضاد لأوميكرون” وسامَ “لا حقيقة لذلك”.

لا حقيقة لذلك: رأيٌ تم إثبات عدم صحته في وقت سابق، أو تَدلُّ التحقيقات والوثائق المتوفرة على أنه كذب؛ بعبارة أخرى، هو كذب واضح وضوح الشمس.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

اعتصام لأهالي اللبنانيين العالقين في أوكرانيا أمام وزارة الخارجية اللبنانية

28 فبراير 2022
فاطمة العثمان
١ دقيقة للقراءة
اعتصام لأهالي اللبنانيين العالقين في أوكرانيا أمام وزارة الخارجية اللبنانية