close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

انتشاء داعمي خامنئي بالغزو الروسي على أوكرانيا

1 مارس 2022
٥ دقيقة للقراءة
انتشاء داعمي خامنئي بالغزو الروسي على أوكرانيا

إحسان مهرابي-إيران وير

ذات يوم أطلق الرئيس الإيراني الأسبق “أكبر هاشمي رفسنجاني” عبارةَ أن الغربيين قد يُقارنونه بـ “غورباتشوف”، لكنْ ربما كان “خامنئي” يُحب أن يُقارَن بالرئيس الروسي الحالي “فلاديمير بوتين”. من هنا، يَقوم المقرَّبون من خامنئي والداعمون له بتقديم ملاحم عن غزو بوتين لأوكرانيا. جدير بالذكر أن النظام الإيراني إلى جانب الصين وكوريا الشمالية وبيلاروسيا من الدول القليلة التي تَدعم هذا الهجوم.

في الأثناء، نشرت صحيفة “وطن” صورة لرفسنجاني كُتِب إلى جانبها “ليتك كنتَ حاضراً لترى ما يَحدث”؛ في إشارة إلى تصريحات رفسنجاني الذي قال ذات يوم: “عالَـم المستقبل هو عالَـم الخطابات لا عالَـم الصواريخ”.

غيرُ مسبوقةٍ سياسةُ الانحياز لروسيا في تاريخ الجمهورية الإسلامية؛ ذلك أن إيران أدانت غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان ودعمت قوات الأخيرة، علماً أن كون أفغانستان دولة مسلمة وأن أنشطة بعض الجماعات مثل حزب “توده” الشيوعي في إيران كان يَجعل الموضوعَ مختلفاً.

ورغم الحرب الإيرانية العراقية إلا أن النظام الإيراني استمر في دعمه للفصائل والمجموعات الأفغانية، كما أن أساطير وخرافات مثل صفعة “محسن رفيق دوست”، وزير الحرس الثوري، لسفير الاتحاد السوفياتي بدأت تُتداوَل بكثرة حينها.

أعقب ذلك أن إيران بُعَيدَ إدارة الرئيس الإيراني “محمود أحمدي نجاد” واصلت سياستها في التقرب إلى الشرق وبدأت تتقرب بقوة إلى روسيا؛ وحالياً يَصف المنتقدون والمعارضون بأن إيران صارت “مستعمرة” لروسيا والصين. على أن المسؤولين في إدارة الرئيس الإيراني السابق “حسن روحاني” لم يكونوا متفائلين بروسيا؛ وليس أدل على ذلك من التسجيل الصوتي المسرَّب لوزير الخارجية وقتها “محمد جواد ظريف” الذي أماط اللثام عن هذا الموضوع.

لقد وضع المسؤولون في إدارة الرئيس الإيراني الحالي “إبراهيم رئيسي” والمقرَّبون من المرشد الأعلى المجاملة جانباً وكشفوا عن دعمهم للغزو على أوكرانيا.

في البداية وصف “سعيد خطيب زاده”، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الهجومَ الروسي بالعمليات العسكرية. ثم غرّد “حسين أمير عبد اللهيان”، وزير الخارجية، على التويتر كاتباً: “للأزمة الأوكرانية جذور في الخطوات الاستفزازية لحلف الناتو”.

كما أن وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني نشرت الأخبار المتعلقة بالهجوم الروسي لكن بعد التدخل والتصرف فيها وفرض الرقابة عليها.

ما الأوضاع التي تعيشها المفاوضات النووية بعد الهجوم على أوكرانيا؟

مجموعة من نوّاب البرلمان الإيراني السابقين، من بينهم “حشمت الله فلاحت بيشه”، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، أعلنوا أنه “يمكن للحرب التي بدأت في أوكرانيا أن تلقي بظلالها بقوة على مفاوضات فيينا”.

ومع هذا، فإنّ تصريحات المسؤولين الإيرانيين والاجتماعات التي تشكلت في طهران، ومن ضمنها اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي، في يومي الجمعة والسبت الفائتين، تنمّ عن مساومات قد تُفضي إلى الاتفاق أو إلى توقف المفاوضات.

يَستلهم المسؤولون الإيرانيون مزيداً من المعنويات العالية من العدوان الروسي على أوكرانيا، لكنهم يُدركون أن السياسات اللاحقة لأمريكا وأوروبا في لجم بوتين سوف تَصل إليهم أيضاً.

مواصلة ممثلي خامنئي والإعلام الحكومي في الثناء على بوتين

في عددها الصادر يوم الأحد، 28 فبراير/شباط 2022، كتبت صحيفة “كيهان”: “سقطت أوكرانيا في البئر بحبل أمريكا المهترئ المتآكل”.

هذه الصحيفة أكدت أن أوكرانيا وأفغانستان “رغم تقرُّب وارتباط نظامَيهما بأمريكا مئة بالمئة إلا أنهما تُرِكا وحدهما وتم التخلي عنهما على حافية الهاوية وفي أزمتهما”.

تأتي مزاعم هذه الصحيفة في وقتٍ فَرضت فيه أوروبا وأمريكا عقوباتٍ قاسيةً على روسيا، كما أرسلتَا، وما تزالان، الأسلحة إلى أوكرانيا؛ حتى ألمانيا قامت بتغيير سياستها الأولية القائمة على عدم إرسال السلاح إلى أوكرانيا، وأرسلت السلاح إليها عبر دولة ثالثة.

وفي أحد عناوينها، كتبت صحيفة كيهان الصادرة يوم السبت، 27 فبراير/شباط، أن “أوكرانيا لن تَصمد أكثر من 48 ساعة”. وأكدت أن “أمريكا تخلت عن حليفتها مرة ثانية، وعلى المعوِّلين على الغرب أن يَعتبروا ويتعلموا الدروس من هذا”.

بدوره وجد “حسين شريعتمداري”، ممثل المرشد الأعلى في صحيفة كيهان، الفرصةَ مناسبةً حتى يُهاجم الإصلاحيين والمجموعات الإيرانية المدافعة عن التعامل مع الغرب”.

وكتب: “هل يمكن العثور بين هؤلاء النازعين نحو الغرب (وليس جميعهم بالطبع) على أشخاص لا يَكونون على اطلاع على النتائج الكارثية لمقترح الاعتماد على أمريكا والثقة بها؟! مثل هؤلاء إذا لم يكونوا نعسانين فلا بدّ من إدراجهم في عِداد منصات العدو ممن يَملكون جوازات سفر إيرانية وجوازات سفر أمريكية”.

وفي إحدى موادها، تطرقت الصحيفة الحكومية إلى الثناء على حكومة بوتين والإشادة بها، وكتبت أن روسيا استطاعت من خلال توفير الاستقرار في سياستها الداخلية أن تَسعى في سياستها الخارجية إلى استثمار الاقتصاد والطاقة وكذلك إلى تنمية قدراتها وثروتها.

يمكن أن تتضمن هذه الإيحاءات أن الغرب يتخلى عن حلفائه، لكن بوتين سوف يَدعم نظام الجمهورية الإسلامية.

كيف قَدّمت صحيفة الوطن الرئيس الأسبق رفسنجاني؟

في غضون ذلك، نَشرت صحيفة الوطن صورة لرفسنجاني وكتبت بجانبها: “ليتك كنت حاضراً لترى ما يَحدث”، في إشارة إلى تصريحات رفسنجاني ذات يوم: “عالَـم المستقبل هو عالَـم الخطابات لا عالَـم الصواريخ”.

كما كتبت هذه الصحيفة في إحدى موادها: “حتى إذا لم تُفضِ عملية الهيمنة على أوكرانيا إلى احتلالها وضمّها إلى روسيا الاتحادية، وحتى إذا اكتفت موسكو بتغيير النظام السياسي في كييف وتراجعت القوات الروسية، فإن لهذه العملية خلفياتٍ وتداعيات لا يمكن تجنُّبها الآن وفي المستقبل”.

مَن المسؤولون الإيرانيون الذين هاجموا الرئيس الأوكراني؟

عدد من المسؤولين ووسائل إعلام النظام الإيراني، من ضمنهم “كيانوش جهانبور”، المدير العام السابق للعلاقات العامة في وزارة الصحة، ذكروا قضية أن الرئيس الأوكراني “فلوديمير زيلينسكي”، كان ممثلاً كوميدياً في السابق، واصفين إياه بـ “المهرِّج” لإسرائيل.

في المقابل، قام بعض روّاد مواصل التواصل الاجتماعي بتذكير جهانبور بأنه تراجع عن موقفه بسرعة بعد احتجاج السفارة الصينية عليه.

بدوره كتب “عبد الله كنجي”، المدير المسؤول السابق عن صحيفة “جوان”، التابعة للحرس الثوري الإيراني: “لو كان الرئيس الأوكراني الكوميدي يَعرف ألفباء السياسة لَفَهِم أنه بدأ الحرب مع روسيا أثناء حضوره في العام المنصرم في مقر الناتو ومطالبته بالانضمام إليه، إلا أن الصواريخ بدأت حينها بكاتم صوت”.

كذلك كتب “مصطفى وثوق كيا”، المدير الثقافي العام في وكالة “مهر” للأنباء: “لِـمَن علينا أن نَدفع غرامة الطائرة الأوكرانية الآن؟”.

أما “علي أكبر جوانفكر”، من المقرَّبين للرئيس الإيراني الأسبق “محمود أحمدي نجاد”، فقد أشار إلى تصريحات الأخير بهذا الخصوص؛ حيث ادعى في لقاء جمعه مع المثقفين وأهل العلم بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الثاني 2022 أن أمريكا وروسيا عقدتَا صفقةً على إيران وأوكرانيا.

صحيفة اعتماد والإشادة بالمقاومة في كييف

في المقابل، قارنت صحيفة اعتماد في مادتها الـمُعَنْونة بـ “حكاية مقاومة غير متوقعة” بين المقاومة في كييف وبين مقاومة “ستالين غراد” أمام هتلر.

هذه الصحيفة كتبت: “إن روسيا التي كانت قد بَنَت حساباتٍ خاصةً على الانتصار السريع على الجيش الأوكراني وسقوط حكومة كييف، لا تَستطيع أن تتحمل مقاومة الجيش الأوكراني والشعب الأوكراني والرئيس الأوكراني الذي فَضّل البقاء على الفرار؛ وهؤلاء جميعاً يَـحولون بكل ما يَملكون من قوة دون دخول القوات المهاجمة إلى مدنهم الكبرى”.

التجمع أمام السفارة وعُشّاق بوتين

بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، استقرت القوات الأمنية الإيرانية عند السفارة الروسية في طهران لمواجهة التجمعات المحتملة.

“محمد مهاجري”، الناشط السياسي والإعلامي، كتب تغريدة على التويتر مخاطباً وزير الداخلية الإيراني: “إذا اجتمع عدد من الإيرانيين أمام السفارة الروسية في طهران احتجاجاً على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، فهل ستوافق على ذلك أم إن المسألة تتعارض مع المصالح القومية؟ ثم إذا كنت موافقاً على ذلك فهل هناك ضمانات بألا يُهاجم عُشّاق بوتين تلك التجمعات؟”.

إن المحتجين الذين رأَوا صعوبة في التجمع أمام السفارة الروسية، اجتمعوا أمام السفارة الأوكرانية في طهران وهتفوا بشعار “السفارة الروسية وِكرٌ للتجسس”.

جدير بالذكر أن قضية العدوان الروسي على أوكرانيا تَحوّلت ككثير من قضايا السياسة الخارجية، مثل القضية الفلسطينية، إلى قضية تراشُقٍ بين التيارات السياسية الإيرانية داخل إيران.

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

تحقق: هل 40 بالمئة من خريجي الجامعات الإيرانية عاطلون عن العمل؟

28 فبراير 2022
٥ دقيقة للقراءة
تحقق: هل 40 بالمئة من خريجي الجامعات الإيرانية عاطلون عن العمل؟