close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

انقسام في لبنان حول بيان للخارجية اللبنانية عن الحرب في أوكرانيا 

2 مارس 2022
عماد الشدياق
٧ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:أرشيف إيران وير
مصدر الصورة:أرشيف إيران وير

أثار بيان أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية بعد ساعات من بداية الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية قبل أيام، جدلاً وانقساماً بين السياسيين اللبنانيين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تنتهِ تبعاته إلى اليوم، وذلك بسبب اللهجة التي تضمنها البيان تجاه روسيا، والذي ندد باجتياح روسيا للأراضي الأوكرانية ودعاها إلى “وقف العمليات العسكرية فوراً”.

وقال البيان: “نظراً لما شهده تاريخ لبنان الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه، ألحقت به و بشعبه أفدح الخسائر، التي امتد أثرها البالغ لسنوات طويلة على استقراره وازدهاره، فإن لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية”، ودعا البيان روسيا إلى “سحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار، والتفاوض كوسيلة أمثل لحل النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين”.

ولم يقف الانقسام حول بيان الخارجية اللبنانية عند السياسيين، بل تخطاه على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الصحافيين والمغردين.

 حيث غرّد المحلل السياسي حبيب فياض المقرّب من “حزب الله” بالقول: “ماذا كنا سنخسر لو أن بيان الخارجية اللبنانية كان كالتالي: “إن لبنان يأسف لتدهور الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا ويدعوهما إلى تغليب منطق الحوار والتفاوض لحل المشاكل العالقة بينهما، كما يدعو المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود لحماية المدنيين والعمل على تحقيق السلام بين الجانبين!” 

أمّا الخبير القانوني والكاتب في صحيفة “الأخبار” اللبنانية فغرد قائلاً: “قدّم بيان الخارجية اللبنانية بشأن أوكرانيا دليلاً إضافياً على حجم سيطرة وتمدد الاستخبارات الأميركية في لبنان في الوزارات والإدارات والمؤسسات وبين الوزراء والمدراء والقضاة والضباط والموظفين، الأميركيون يجهزون السكين الخاص بالطعن في الظهر. مثل العادة وكما فعلوا مراراً في أميركا الجنوبية”.

الموقف الروسي والرد اللبناني

أصدرت سفارة روسيا في بيروت بياناً مضاداً أشارت فيه إلى أنّ البيان اللبناني “أثار الدهشة لدينا بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفا ضد طرف آخر في هذه الأحداث علما أن روسيا لم توفر جهدا في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية”.

وأضاف البيان “في هذا الصدد، نعلن أنّ أساس سياسة روسيا الاتحادية ليست سياسة التعدي على المصالح الأوكرانية، بل حفظاً للأمن القومي الروسي بفعل التهديدات التي شكلها نظام كييف بعد تنصله من تنفيذ العديد من الاتفاقيات ولاسيما اتفاقيات مينسك”.

وبدوره، أبدى وزير الخارجيّة اللبناني ​عبدالله بو حبيب​ استغرابه لما تضمنه بيان ​السفارة الروسية​، وقال إنّه طلب لقاء السّفير الرّوسي أليكسندر روداكوف وأبلغه أنّ ​الخارجية اللبنانية​ بصدد “إصدار بيان استنكار لما حصل في ​أوكرانيا​، ولم يعبّر لي عن موقفه بالشّكل الّذي ظهر (في بيان السفارة أمس)، إنّما اكتفى بالاستماع ثمّ أكملنا الجلسة بشكل عادي”.

ولم ينفِ بو حبيب في حديث إلى صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية، تلقّيه انتقادات من وزراء مختلفين حيال ما جاء في البيان، موضحًا أنّ “الموضوع يتعلّق بمبدأ مبني على قرارات الشرعيّة الدّوليّة، وأنا أصدرتُ البيان بناءً على قناعاتي ولم أتلقَّ أيّ اعتراض”. 

أمّا عمّا تردّد عن خروجه عن قرار النأي بالنفس​” للدولة اللبنانية، فلفت بوحبيب إلى أنّ مسألة النّأي بالنّفس “تتعلّق بعلاقة لبنان بدول الخليج​، وليس بموضوع أوكرانيا و​روسيا.​ فنحن كبلد كنّا تحت الاحتلال وعانينا جرّاء الاعتداءات من الطبيعي أن نكون ضدّ أيّ اعتداء من دولة كبرى على دولة صغرى”.

موقف حزب الله من بيان الخارجية

وأثار هذا البيان سخط الفرقاء في  لبنان، منهم “حزب الله” الذي قاتل تحت سلاح الطيران الروسي في سوريا، وقال النائب عن “حزب الله” حسن فضل الله، إنّ ما صدر عن الخارجية اللبنانية “لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني ولا عن موقف الدولة”.

وتابع فضل الله خلال لقاء حواري “بحسب الدستور فإنّ من يعبر عن الموقف الرسمي هو الحكومة، ولكن وجدنا هناك من يخرق هذا الالتزام ويطلق موقف عبر وزارة الخارجية اللبنانية يحشر أنفه في صراع دولي وعالمي”، وأضاف فضل الله: “لم نقرأ بأغلب المواقف العربية موقفاً مشابهاً لموقف الخارجية اللبنانية الذي فيه إدانة واستنكار ودعوة معينة وما إلى هنالك، إلى درجة ظننا أنفسنا أننا أصبحنا بدولة عضو في الحلف الأطلسي، وكأن لبنان دولة معنية مباشرة بهذه الحرب التي لها تداعياتها وأسبابها ونتائجها الكبيرة على المستوى العالمي”. 

وتساءل نائب “حزب الله”: “لماذا لم ينتظروا جلسة مجلس الوزراء ليناقشوا هذا الأمر ويستمعوا إلى الآراء والمواقف؟”. وأردف: “البعض في لبنان لا يزال يراهن على أوهام التبني والدعم الأميركي، ولم يتعلم من كل التجارب الماضية، وعليه، فإننا ننصح هؤلاء رغم أنهم في موقع الخصومة السياسية لنا، بأنّ يتابعوا ما يجري في أوكرانيا، ويطلعوا على حقيقة الموقف الأميركي وموقف الحلف الأطلسي وموقف الدول الأوروبية، وأن يستمعوا إلى استجداء الرئيس الأوكراني لهؤلاء الذين حرضوه و دفعوه إلى هذا الخيار، ثم تركوه يواجه مصيره، وتخلوا عنه”. 

وبدوره أسف الوزير السابق محمد فنيش، لتسرع وزير الخارجية في إصداره بياناً يدين ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا، علما بأنه إذا أردنا أن ندين علينا أن نحدد وفق أي معيار، هل هو وفق مصلحة بلدنا أو وفق المبادئ والقيم التي نحملها أو وفق الأمرين معا؟ وعلى أي أساس استند وزير الخارجية في قراءته لما يجري في أوكرانيا ليعطي موقفاً هو في الحقيقة لا يخدم إلا الهيمنة الأميركية”.

وقال: «الحكومة دائما في كل البيانات والمواقف تحدثنا عن النأي بالنفس، وما سمعناه في اليومين الماضيين من موقف تجاه سياسة غربية، يؤكد أن وزارة الخارجية تخلت عن النأي بالنفس تحت ضغط الإدارة والسفيرة الأميركية، وأعطت مواقف من دون أن تأخذ في الاعتبار مصلحة البلد، علماً بأنه عندما يتعلق الأمر باستخدام القيم والمبادئ لإدانة عدوان على سبيل المثال، تقوم به الإدارة الأميركية على العراق أو على اليمن أو أي بلد، لا تكون هناك إدانات ومواقف شجاعة وجريئة.

وأشار إلى أن «موقف وزارة الخارجية حيال ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا، مرفوض بالنسبة إلينا، ولا سيما أنه لم يتخذ في الحكومة ولا في مجلس الوزراء، ولا يعبر عن مصلحة لبنان، وهناك قسم كبير من اللبنانيين لا يقبلون به». ولفت إلى أن “الصراع في العالم اليوم يقوم على هذه النزعة الاستعلائية الاستكبارية للسيطرة والهيمنة، ومنع التحولات حتى يبقى هذا الأمريكي المتغطرس والمستكبر هو المتحكم بشؤون وشعوب وقضايا وثروات العالم”.

وأكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم، أن “التطورات والمتغيرات التي يعيشها العالم، تفرض علينا في هذا الوطن التعاطي معها بحكمة ودراية بعيداً من أي انفعال أو استباق لنتائجها أو استثمار البعض لأي موقف استباقي، تحقيقاً لمصالح ضيقة، لأن المصلحة الوطنية الاستراتيجية هي التي تحكم الموقف الوطني من أي قضية أو مستجد. فنحن في هذه المرحلة بغنى عن أي خطوة قد تدخلنا في إشكالية ملتبسة”.

وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية ، كشفت في حينه أنّ البيان اللبناني، تسبّب بحرج شديد لسفير لبنان لدى موسكو شوقي بونصار. إذ تصادف إصداره مع حضور بونصار لقاءً في دارة السفير المصري لمناسبة صدور كتاب عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وبحضور الأخير وحشد من السفراء العرب. وقد بادر بوغدانوف السفير اللبناني بالسؤال بحسب “الأخبار”: “هل استشاروا سعادة السفير بالبيان قبل صدوره؟ وهل يعقل أن يصدر بيان كهذا من دون علم رئيسَي الجمهورية والحكومة؟»، وأضاف بوغدانوف للسفير لبناني: “ألم يكن وزير الخارجية اللبناني (عبد الله بوحبيب) هنا منذ فترة قريبة يطلب مساعدة موسكو في حل مشاكل لبنان الداخلية؟”.

رأي المراقبين بموقف الخارجية

يقول الصحافي اللبناني المقرّب من “حزب الله” فيصل عبد الساتر، “من الواضح أنّ ثمة أطراف في لبنان تعمل بعقلية المصالح الخاص، وتطلب رضى الولايات المتحدة عليها. ما رأينا من تسرع في إصدار هذا البيان يعكس رغبة شخصية لدى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهذا ما أكد عليه وزير الخارجية (خلال حديثه لواحدة من الصحف المحلية) بأنّ رئيس الحكومة كان يعرف بمضمون البيان”. 

ويضيف عبد الساتر، “هذا يعني أنّ ليس هناك حكومة تقرر السياسات وإنّما أفراد، كما أن الانقسام السياسي الذي حصل حول مضمون البيان لا مصلحة للبنان به”. يعتبر عبد الستار أنه “من المقبول أن يدعو البيان إلى الحوار وإلى الابتعاد عن لغة الحرب، أما أن ينحاز إلى طرف ويدين التدخل الروسي وما يشبه هذه العبارات، فهذا يظهر لبنان وكأنه تطوع ليقف بمواجهة روسيا، وهذا مسيء للبنان وللعلاقة اللبنانية – الروسية… ولا يُعرف إن كان هناك امكانية لمعالجة هذا الموضوع بعد استياء الروسي الكبير”.

ويسأل عبد الساتر في ختام حديثه إلى “إيران وير”: “ماذا لو استطاعت روسيا أن تكسر كل هذه الحلقة في مواجهة الغرب. ماذا سيكون موقف لبنان في هذه الحالة؟ ألا يريد اللبناني أن يتعلم بأن من يقف خلف الأميركي يبقى عرياناً وبرداناً؟ ألم لم يأخذوا العبر والدروس من أفغانستان؟”.

أمّا المحلل السياسي والصحافي في موقع “المدن” منير الربيع، فكشف في اتصال مع “إيران وير” أن الفرنسيين والأميركيين “طلبا هذا البيان من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي”، وقد استجاب لهما رئيس الحكومة ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب”. 

الربيع ذكّر بأن “وزير الخارجية اللبنانية يحمل الجنسية الأميركية إلى جانب اللبنانية وكل مصالحه هناك، وبالتالي ليس له مصلحة في عدم إرضاء الغرب وتحديداً الولايات المتحدة”. أما عن موقف رئيس الجمهورية ميشال عون، فاعتبر الربيع بأنّ التيار الوطني الحر (حزب اللرئيس) ينطوي على نقطتين: أولاً توزيع الأدوار بين الرئيس عون وبين صهره الوزير جبران باسل، فالأول وقف إلى جانب البيان من أجل استرضاء الغرب والأميركيين بينما الثاني عارضه، وبالتالي استطاع الطرفين من إرضاء روسيا والغرب على السواء… وهما أرباب من يلعب هذه الالعاب ويستثمر في التناقضات المواقف”.

وفي ختام حديث الربيع إلى “إيران وير”، ذكّر بموقف المرشد الإيراني علي خامنئي الذي لم يكن بعيداً عن كلام وزارة الخارجية اللبنانية، ولو بعبارات مختلفة”. 

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

وصول عدد من الطلاب اللبنانيين العالقين في أوكرانيا إلى لبنان

2 مارس 2022
فاطمة العثمان
١ دقيقة للقراءة
وصول عدد من الطلاب اللبنانيين العالقين في أوكرانيا إلى لبنان