close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

البروباغندا الروسية والحرب الأوكرانية

4 مارس 2022
أحمد سلوم
٧ دقيقة للقراءة
البروباغندا الروسية والحرب الأوكرانية

أحمد سلوم-إيران وير

إن التلاعب بالمعلومات يشكل إحدى أهم أدوات السياسة الخارجية التي تستعملها روسيا من أجل تنفيذ سياساتها المعادية للغرب.

حيث ﻳﺼﻒ ﺩﻳﻤﺘﺮﻱ ﻛﻴﺴﻠﻴﻮﻑ، ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺮﻭﺟﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﻣﻠﻴﻦ، ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻜﺘﻴﻚ ﺣﺮﺑﻲ ويقول : “ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ، ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﺘﻠﻪ, ﻓﻠﻨﻔﻜﺮ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ: ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺃﻭ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ؟ ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﻴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻘﺘﻞ”.

ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ العربية ﻭوكالة ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ ﻋﺮﺑﻲ من ﺃﺑﺮﺯ الوسائل الإعلامية الروسية  لنشر الدعاية التي يريدها الكرملين والتي تهدف لتوسيع نفوذ روسيا.

ﻭﻳُﻈﻬﺮ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ المضللة ﻟﻠﻜﺮﻣﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ.

فمثلا تسلط وكالة سبوتنيك عربي الضوء على مجريات الأحداث في العالم عامة وعلى القضايا التي تخصها بشكل خاص من وجهة نظر تتوافق مع أجندة موسكو الدعائية.

 وتصور وكالة سبوتنيك ﻤﻮﺳﻜﻮ ﻛﻘﻮﺓ ﻋﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺗﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ واضح ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ (فيس بوك- تويتر….الخ) ,ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻳﺪﻟﻮﻳﻮﺟﻴﺎ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﻴﺔ ﻭﺗﺂﻣﺮﻳﺔ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻐﺮﺏ.

حيث بث موقع آر تي و سبوتنيك الروسيان باللغة العربية بروباغندا للكرملين في ما يخص الاجتياح الروسي لأوكرانيا, واعتمدتا في روايتهما على الحديث عن “اجتثاث للنازية من أوكرانيا”، و “الحفاظ على الأمن الروسي”، كما وتتهم أوكرانيا بالاعتداء على روسيا وتهديد أمنها والمواطنين المتحدثين بالروسية فيها،عدا عن أنها تنكر استهداف المدنيين أو تعرضهم لأي أضرار خلال الحرب.

 وفيما تستخدم السلطات الروسية هذا التبرير، وينشره المحللون الروس عبر وسائل الإعلام حول العالم، يعتمده صحافيو هاتين القناتين من دون أي تشكيك أو بحث.

 هذا فيما تعاقب روسيا وسائل الإعلام المستقلة، من خلال حجبها وتهديدها بالغرامة المالية في حال نشرها رواية مخالفة “ليست من مصادر رسمية”, بحسب ما ذكرته تقارير أممية.

وإثر ذلك حُظر بث وسيلتي الإعلام الروسيتين “آر تي” (روسيا اليوم سابقاً) و”سبوتنيك”، في دول الاتحاد الأوروبي يوم  الأربعاء 2/3/2022  وبات على كل دولة عضو فرض احترامه.  

وأتى الحظر الأوروبي بسبب اعتبار القناتين أداتي تضليل إلى جانب موسكو في حربها ضد أوكرانيا، فيما تستغل روسيا طاقاتها الإعلاميّة لبث بروباغندا تنتشر بشكل واسع حول العالم.

وبحسب وكالة فرانس برس الفرنسية، لم يعد من الممكن بث محتوى من سبوتنيك” و”آر تي” الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية على شبكات التلفزة والإنترنت على حد سواء، بحسب القرار الذي نشر ظهر الأربعاء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، “سنمنع في الاتحاد الأوروبي الماكينة الإعلامية للكرملين. لن تتمكن وسيلتا الإعلام الحكوميتان آر تي وسبوتنيك، وكذلك فروعهما، من بث أكاذيبهما بعد اليوم”.

واتهمت الوسيلتين الإعلاميتين الروسيتين بـ”تبرير حرب بوتين، وزرع الانقسام في أمتنا”,مبررة القرار الأوروبي: “إننا نطور إذا أدوات لمنع تضليلهما الإعلامي السام والضار في أوروبا”.

وحُظرت أيضاً حسابات تابعة للشبكتين على مواقع التواصل الاجتماعي، بينها الحسابات العربيّة, ويوم أمس الخميس 3/3/2022، توقّف موقع “آر تي” الرئيسي عن العمل، فيما استمرّت منصّات الشبكة على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر تحديثاتها.

وقالت شركة تويتر يوم الثلاثاء 1/3/2022 إنها تمتثل لعقوبات الاتحاد الأوروبي على وسيلتي الإعلام الروسيتين التابعتين للدولة آر.تي وسبوتنيك عندما يدخل أمر الاتحاد حيز التنفيذ.

وقال متحدث باسم تويتر في بيان “عقوبات الاتحاد الأوروبي تلزمنا قانونيا على الأرجح بحجب محتوى معين في الدول الأعضاء بالاتحاد، نعتزم الامتثال للأمر عندما يدخل حيز التنفيذ”.

أما خارج الاتحاد الأوروبي، فقد قالت تويتر إنها ستواصل التركيز على تقليل ظهور المحتوى من هذين المنفذين، بالإضافة إلى وضع علامات تحذيرية التغريدات منهما.

وقالت مالكة فيسبوك ميتا ومالكة غوغل ويوتيوب ألفابت وتيك توك “إنها تحظر الوصول إلى آر.تي وسبوتنيك في الاتحاد الأوروبي”.

وكتبت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنّ “آر تي” و”سبوتنيك” هما قناتا “أعمال دعائية” و”تشويه حقائق” لدى روسيا و”تهددان بشكل مباشر وخطير الأمن العام والنظام في الاتحاد الأوروبي”، وفق فرانس برس.

واعتبرت الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي أن “وسيلتي الإعلام تؤديان دوراً أساسيًا وحاسماً في دفع ودعم العدوان ضد أوكرانيا ومن أجل زعزعة استقرار الدول المجاورة”.

 وأكد القرار أن إجراءات الحظر هذه “يجب أن تبقى حتى نهاية العدوان ضد أوكرانيا وحتى يتوقف اتحاد روسيا ووسائل الإعلام المتعاونة معه عن القيام بأعمال دعائية ضد الاتحاد والدول الأعضاء فيه”.

قوة دعائية لروسيا تزامناً مع الغزو العسكري في أوكرانيا

ادعت وزارة الدفاع الروسية “أن المشاهد المفبركة التي تعدها الاستخبارات الأوكرانية حول سقوط قتلى بين المدنيين في أوكرانيا مستوحاة مما فعلته منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية في سورية” بحسب ما نشرته قناة آر تي “روسيا اليوم”, ونشرته وسائل إعلام عربية عديدة .

وهذا ليس بالأمر الغريب حول اتهام روسيا للخوذ البيضاء بالإرهاب حيث قامت وسيلتا الإعلام الروسيتان سبوتنيك وآر تي في سبتمبر/أيلول 2015 بحملة تشويه سمعة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في نفس الوقت الذي بدأ فيه الدعم الروسي للنظام السوري بضربات جوية استهدفت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

وادعت حينها وسائل الإعلام الروسية مثل آر تي و سبوتنيك  أن تنظيم داعش هو الهدف الوحيد للحملة العسكرية في سوريا، مع محاولة زرع الشكوك في الغارات التي تستهدف البنى التحتية والمواقع المدنية.

وأيضا نشرت وسائل الإعلام الروسية التي تنفذ أجندة الكرملين “قبل الهجوم الكيماوي للنظام السوري على الغوطة الشرقية بريف دمشق في أبريل/ نيسان 2018 مزاعم بأن “المتمردين السوريين كانوا يجهزون أسلحة كيماوية بمساعدة الغرب”.

وعلى نفس السياسة الإعلامية الروسية  طلب مسؤولو الدفاع الروس يوم الثلاثاء 28/2/2022  من السكان مغادرة العاصمة الأوكرانية كييف قبل الضربات المخطط لها، بهدف التنصل من مسؤولية قتل المدنيين”.

ونشر مارك أوين جونز المتخصص في رصد البروباغندا والتضليل ، تغريدات عبر حسابه في تويتر  أشار فيها إلى أسلوب روسيا الدعائي في تغطية الأحداث في أوكرانيا، وكيف تحاول التملّص من المسؤولية.

وأوضح جونز أن سبوتنيك وآر تي (روسيا اليوم) لا يستخدمان تعابير تشير إلى الحرب، وتبتعدان عن استخدام كلمة (غزو) وتستخدم بديلا عنها “العملية العسكرية الخاصة”، وهو تعبير استخدمته روسيا في خطاباتها الرسمية.

وبحسب جونز فإن “سبوتنيك وآر تي حاولت أن تعظّم حضور روسيا العسكري، وتحجيم أوكرانيا عبر التركيز على نقاط ضعفها وخسائرها عدا عن استسلامها أو قلّة روحها القتالية، ما يعطي فكرةً بأنّ مقاومة أوكرانيا غير مجدية”.

كما سلّط هذا الإعلام الضوء على أنّ الجيش الأوكراني لم يستطِع أن يلحق الضرر بالعتاد العسكري الروسي.

وأضاف جونز أنّه بعد سقوط مدنيين في الجانب الأوكراني، حاول الإعلام الروسي التأكيد بأنّ قوات بلاده لا تقتل مدنيين أبداً، وأنّها تستخدم أسلحة دقيقة للغاية لدرجة أنّها لا تؤذي إلا المنشآت العسكرية, مشيرا إلى أنه عندما يفشل ذلك، تُتّهم أوكرانيا باستخدام المدنيين دروعا بشريّة.

وفي تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية صدر بتاريخ 27/2/2022 تحت عنوان ” دحض المعلومات المضللة: مسؤوليتنا المشتركة” قالت فيه إن ” التضليل الإعلامي هو واحد من أهم الأسلحة لدى الكرملين وأبعدها مدى”.

وأضافت الخارجية الأمريكية أن روسيا وضعت مفهوم المنافسة العدائية الدائمة موضع التنفيذ في بيئة المعلومات من خلال تشجيع تطوير نظام بيئي للتضليل والدعاية.

ويعمل هذا النظام البيئي على خلق ونشر روايات زائفة وأكاذيب لإحراز تقدم استراتيجي في تحقيق أهداف الكرملين فيما يتعلق بالسياسة. 

 وفي ختام البروباغندا تلك، ذكر “الإعلام الروسي النازية، قائلاً إنّ النازية واليمين المتطرف هما سببا هذه العملية”.

ﺗﻐﻄﻴﺔ “آر تي” ﻭ”ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ” ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ

ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﻣﻮﻗﻌﺎ “آر تي” ﻭ”ﺳﺒﻮﺗﻨﻴﻚ” ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺇﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﻣﻮﺟﺰﺓ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺍﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﺃﻁﻮﻝ, تساعد من خلال عناوين مضللة ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﺤﺮﻑ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺣﻴﺎﺩﻳﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ.

فمثلا نشرت مؤخرا وكالة سبوتنيك مقالات طويلا تضمن مقابلة مع نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري تحت عنوان ” لا أستبعد نقل إرهابيي داعش إلى أوكرانيا”.

 وتمحور المقال حول  “أن الأوروبيون مختصون بفبركة الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار وكانوا يذبحون بعضهم البعض على مدى قرون من حرب الثلاثين عاما وحرب الثمانين عاما والمائة عام كلها حروب أوروبية وكانوا يحاربون بعضهم بذرائع عديدة الكاثوليك ضد البروتستانت والبروتستانت ضد الأرثوذكس ويجب ألا ننسى أن أول حملة صليبية إلى الشرق الأوسط كانت ضد الأرثوذكس في القسطنطينية ولم تكن ضد المسلمين في القدس”.

كما ركز موقع “آر تي” في تغطيته الإعلامية على التبرير للغزو الروسي لأوكرانيا وأن روسيا ترد فقط على الإجراءات السلبية تجاهها.

ونشرت مقال  تحت عنوان “دمقرطة أوكرانيا”، ” حول اتجاه التطور الذي تريده روسيا لجارتها أوكرانيا, أشارت فيه إلى أن “العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، تم الإعلان عن اثنين من أهدافها الرئيسية: نزع السلاح وتطهير البلاد من النازية”.

حصيلة الأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا

قالت وكالة سبوتنيك الروسية نقلا عن وزارة الدفاع الروسية  إن “القوات المسلحة الروسية دمرت أكثر من 1800 منشأة عسكرية لأوكرانيا”.

بينما أوضحت وكالة الأنباء الأوكرانية “تجاوزت خسائر الغزاة الروس 9166 شخص”.

وفقدت القوات الروسية 251 دبابة ، و 939 مركبة قتالية مدرعة ، و 105 أنظمة مدفعية ، و 50 MLRS ، و 18 وحدة دفاع جوي ، و 33 طائرة ، و 37 طائرة هليكوبتر و 404 مركبات ، زورقان سريعان عاليان السرعة ، 60 خزان وقود ، ثلاث طائرات بدون طيار عملياتية وتكتيكية, بحسب وكالة الأنباء الأوكرانية.

وأطلقت روسيا، فجر الخميس 24/2/2022 ، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

تفاصيل جديدة عن ملف محاولة اختطاف ضابط إيراني سابق في تركيا

3 مارس 2022
٤ دقيقة للقراءة
تفاصيل جديدة عن ملف محاولة اختطاف ضابط إيراني سابق في تركيا