close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

أيام أفضل.. عندما ساد التعايش بين البهائيين والمسلمين في إيران

8 مارس 2022
٥ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:إيران وير إنكليزي
مصدر الصورة:إيران وير إنكليزي

نشر هذا المقال أول مرة بتاريخ 4 مارس/آذار 2022 في موقع إيران وير إنكليزي

مريم دهكوردي-إيران وير

البهائيون هم أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران , ومع ذلك لا يعترف بهم دستور الجمهورية الإسلامية. 

في العقود الأربعة الماضية، حُرموا تقريباً من جميع حقوقهم في الإنسانية والمواطنة، بدءاً من الحق في التعليم إلى الحق في الملكية والعمل.

 وضع البهائيين في إيران مرهون  بالتمييز المستمر والمضايقات من قبل الحكومة. لكن العديد من البهائيين لديهم ذكريات جميلة عن التعايش السلمي جنباً إلى جنب مع الأقليات الدينية الأخرى في إيران وحتى مع الأغلبية الشيعية المسلمة.

شادي بيضايي هي مواطنة بهائية إيرانية-أسترالية، وحتى بعد سنوات من مغادرتها إيران، ما زالت تتحدث عن ذكرياتها السعيدة في إيران. بيضايي كاتبة ومحررة لكتب الأطفال وقد ألفت مؤخراً سلسلة من الرسوم المتحركة تسمى مغامرات مانلي وبارديا لتلاميذ المدارس الابتدائية. تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن حياتها كعضو في أقلية دينية مضطهدة وعن التمييز وأيضاً اللطف الذي عايشته.

“ما زالت هناك ليال أستيقظ فيها و أتذكر تلك المدينة [طهران]. إنها مثل ذكرى حب جميلة. أستيقظ وأفكر في شوارعها. أفكر في الأشخاص الذين أحبهم وما زالوا هناك؛ عن الأيام التي قضيناها معاً والضحكات التي تشاركناها. أنظر إلى الطقس [هناك] عبر هاتفي وأرى أنه مشمس، ممطر، غائم. أتذكر نافذة مطبخنا التي كانت تطل على الزقاق. لم أعد أعاني من ضيق في التنفس ولكن أشعر بأني أفتقد كل شيء … “

كتبت بيضايي هذا الكلام بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين. قبل عشر سنوات، وبسبب التمييز والاضطهاد الذي يواجهه البهائيون في إيران، اتخذت بيضايي القرار الصعب بمغادرة إيران. تعيش اليوم مع زوجها وابنها في أستراليا.

تقول بيضايي، التي فقدت والدها منذ مدة ، إنها ظلت دائماً تأمل في أن تعود يوماً ما: “ما زلتُ أملك مفتاح منزلنا في إيران. في الليلة التي كنت أهم فيها بمغادرة إيران، أعطاني والدي المفتاح وقال لي “هذا لكِ عندما تعودي.” كان يأمل أن أعود إلى إيران، لكن بعد بضع سنوات، أُجبر هو على اللحاق بنا وتُوفي هنا. “

حياة من التمييز

كان والدي بيضايي مدرسين في مدرسة قبل الثورة الإسلامية عام 1979 وتمتلك شادي صور سعيدة لهما بجانب أطفال المدارس وأخرين مسلمين. ولكن بعد الثورة، طُرد والداها بشكل غير رسمي من الوظيفة مثلهما مثل العديد من الأشخاص الآخرين الذين يشاركونهم عقيدتهم.

تظهر في صورة والدة شادي بيضايي مع طلابها في مدرسة في حي إمام زاده حسن في طهران، حيث يقع ضريح شيعي. التقطت الصورة عام 1968، قبل عقد من الثورة.

في صورة أخرى، التقطت حوالي عام 1971، نرى الوجه المبتسم لوالدة بيضايي، وهي تقف بجانب مدرسين آخرين في نفس المدرسة، والذين ربما كانوا على الأغلب من المسلمين.

قالت بيضايي: “كنا عائلة عادية.” “لم أكن عبقرية في أي مجال. كان والدي مدرسين وتم فصلهما بعد الثورة. ببساطة، يمكن رؤية الفرق بين “الحياة تحت التمييز” لعائلتنا من خلال ملاحظة الاختلافات بين هذه الصور.”

في إحدى الصور، يظهر والدي بيضايي وهما يبتسمان. والدتها حامل بشادي وهم يحتفلون بعيد ميلاد أختها الكبرى. التقطت الصورة قبل عام من الثورة.

وبحسب بيضايي، فإن الصورة التقطت بعد خمس سنوات. كان عيد ميلاد أختها أيضاً، وتظهر شادي بيضايي سعيدة في الصورة، لكن وجه والدها يبدو مكللاً بالحزن. تم فصله من وظيفته كمعلم مدرسة بسبب إيمانه بالدين البهائي واضطر للعديد من السنوات ان يعمل على سيارة أجرة تعود لشركة نقل من أجل كسب لقمة العيش.

حق التعليم هو أحد الحقوق التي يُحرم منها المواطنون البهائيون في إيران. يُحرم العديد من الأطفال البهائيون من التعليم حتى على مستوى المدرسة الابتدائية، ويُمنعون من حضور الفصول الدراسية بذرائع سخيفة، إلا إذا امتنعوا عن ذكر معتقداتهم الدينية.

عندما كانت تعيش في إيران، كتبت شادي بيضايي أكثر من 30 كتاباً للأطفال. ومع ذلك، لم يُسمح لها بالالتحاق بالجامعة واستكملت تعليمها بعد الهجرة إلى أستراليا. قالت: “كنت طالبة جيدة، كان بإمكاني الالتحاق بالجامعة وكان بإمكاني أن أعيش حياة مختلفة، لكنني حُرمت من هذا الحق لأنني بهائية”. “خلال كل تلك السنوات، صوت العديد من أصدقائي لأفراد [المرشحين السياسيين] الذين تجاهلت برامجهم حقوق الإنسان الخاصة بي، وفي كل مرة كان هذا يحزنني”.

لكنها لم تكن العضو الوحيد في عائلتها الذي حرم من التعليم: “طردت أختي لأنها بهائية ثلاث مرات خلال فترة دراستها. طُلِبَ منها العودة إلى منزلها ثلاث مرات ولم يُسمح لها بالعودة إلى المدرسة. ذات مرة اتهموها بالتبشير بالديانة “البهائية.” كان المدير قد سأل الطلاب وقتها: “من ينتمي إلى أقلية دينية؟” اعتقدت أختي أنهم يريدون إعفاء هؤلاء الطلاب من صلاة الجمعة فرفعت يدها. عندما سئلت “من أي دين؟” قالت “بهائية.” وبسبب هذه الإجابة قالوا إنها كانت تقوم بالتبشير بهذه الديانة وطردوها.”

لقد زرعوا الكراهية لكننا حصدنا الحب

وفقًا لقوانين الديانة البهائية، يختار الأطفال المولودين لعائلات بهائية دينهم من سن 15 عاماً. يمكنهم البقاء بهائيين أو اختيار دين آخر أو عدم اختيار أي دين. نتيجة لذلك، هناك أطفال من عائلات بهائية قرروا أن يصبحوا مسلمين بعد بلوغهم 15 عاماً.

نشأت شادي بيضايي في عائلة نصفها بهائيون واختار نصفهم الآخر أن يصبحوا مسلمين. وأظهرت صورة لم تكن فيها محجبة، بينما كان بعض الأقارب يرتدون الأوشحة والمانتو والبعض يرتدون الشادور. وقالت: “في الأسرة الطيبة، لكل شخص دينه وطريقته في ارتداء الملابس ولا أحد يستهجن أي فرد آخر.” واضافت: “الأسرة الجيدة تجعل المرء سعيدًا؛ ولا تفرض عليه أي عقيدة.”

وأضافت بيضايي أن هناك أفرادًا من نفس العائلة اتبعوا نفس الموقف التمييزي للنظام – لكن ليس بالحدة الكافية لتدمير ذكرياتها الجيدة عنهم.

وقالت بيضايي “الحكومة زرعت الكراهية لكننا حصدنا الحب.” “أتذكر أنهم اعتقلوني أنا وصديقي [وأصدقائي الآخرين] في معرض 1995 الدولي. قاموا بتصويرنا بالفيديو واستجوابنا وزرعوا الرعب في قلوبنا. قرروا أن كل واحد منا يجب أن يعاقب بـ 10 جلدات. لكن لم يكن لديهم سيارات كافية [لنقلنا]. أطلقوا سراح الفتيات واقتادوا الصبية إلى [مركز الاحتجاز] للجلد. بعد أن تعرض لعقوبة الجلد، قال لي صديقي: “رأيت في الاستمارة أنك حددت دينك على أنه بهائي. ألم يخطر لك أنهم قد يطردونني من الجامعة بسبب هذا؟ كان مسلماً ودرس في كلية الطب. قلت له: “ديني لا علاقة له بك”، لكنني الآن أعتقد أنه كان على حق وأن هذه القضية البسيطة كان من الممكن أن تسبب له مشكلة”.

على الرغم من كل هذه الأحداث، إلا أن ذكريات بيضايي عن الحياة في طهران وفي زقاق شادمان هي ذكريات (“سعيدة”) لا تزال حلوة، ذكريات يتواجد فيها أصدقائها وأقاربها ولحظات لم يطغى عليها الحديث عن الدين.

نشرت بيضايي تغريدة عن ذكرياتها عن العيش في شارع النائب في طهران وفي زقاق شادمان. في إحدى التغريدات، توجد صورة لزقاق شادمان أسفل هذا النص: “هذه الصورة لزقاق شادمان ولا يزال بإمكاني سماع أصوات الصراخ الذي حدث هناك، [على سبيل المثال] عندما غش حميد أو قال “الفتيات لا يجدن لعب كرة القدم.” ‘هذا العام كتب حميد أنه أصبح متزوجا وأرسل لي صورة لعائلته الجميلة. لم أره منذ فترة طويلة لذلك لا أعرف ما يفكر فيه بشأن الفتيات وكرة القدم الآن”.

شادي بيضايي هي الآن أم لطفل يعيش في مجتمع حر. “في العام الماضي، تم قبول ابني في برنامج للمواهب الموسيقية الاستثنائية. هذا نظام لا يهتم بدين أحد الوالدين أو ما إذا كانوا مهاجرين أم لا، هو نظام يمنح الأطفال فرصًا متساوية. وهذا شيء حرمنا منه في وطننا”.

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

هل تتدخل إيران في الشؤون التونسية عن طريق الدين؟

7 مارس 2022
وليد النوفل
٥ دقيقة للقراءة
هل تتدخل إيران في الشؤون التونسية عن طريق الدين؟