close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

لماذا قلب وزير الخارجية الروسي طاولة المفاوضات مع إيران؟

11 مارس 2022
٣ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي

فرامرز داور-إيران وير

في وقت كانت التوقعات تشير إلى اقتراب إعلان نهاية التوصُّل إلى اتفاقية إنقاذ الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 4+1 والولايات المتحدة، فإذا بروسيا، المنهمكة بالغزو العسكري على أوكرانيا والاعتداء على أراضيها، تَقلب طاولة المفاوضات؛ بحيث إن آفاق الاتفاق أصبحت غامضة على الأقل على المدى القصير. ماذا فعلت روسيا وماذا تريد؟

كيف خَلخلت روسيا طاولة المفاوضات؟

قال “سيرغي لافروف”، وزير الخارجية الروسي، إن العقوبات المفروضة على بلاده بسبب الهجوم على أوكرانيا أوجدت موانع على طريق التوصل إلى الاتفاق النووي مع نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مُحذِّراً من ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مصالح روسيا في هذه القضية.

ما هدف روسيا؟

طالبت روسيا أمريكا ببعض الإعفاءات من العقوبات، حتى إذا تم إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات النووية عن كاهل إيران يتسنى لروسيا التعامل المالي والتجاري مع إيران وألا تَكون العقوبات الناجمة عن الغزو الروسي على أوكرانيا مانعاً في هذه السبيل. إن إصدار إعفاءات لروسيا للتعاون مع إيران قد يُشكِّل فرصة صغيرة لموسكو في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الآسيوية بعيداً عن العقوبات الأمريكية.

ماذا يريد الروس من الأمريكان؟

في الوقت الذي بدأت فيه مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني في أبريل/نيسان 2021، كانت إيران تحتل صدارة الدول الخاضعة للعقوبات وبينها وبين تلك الدول مسافة كبيرة. لكن العدوان الروسي على أوكرانيا أدى إلى فرض الاتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا واليابان وكندا وأستراليا وكوريا الجنوبية عقوباتٍ على موسكو التي سبقت إيران وجميع الدول الأخرى بمسافة كبيرة في خضوعها للعقوبات.

وفي حال كان هناك امتياز اقتصادي في إحياء الاتفاق النووي فالروس يريدون أن يتمتعوا به.  ومع خضوع روسيا لعقوبات واسعة النطاق فقد تُفيد نافذة صغيرة مثل الاتفاق النووي في خروج روسيا من هذه العزلة غير المسبوقة التي أصبحت تعاني منها.

ما مَطلب وزير الخارجية الروسي الواضح من الاتفاق النووي؟

قال لافروف إن روسيا تطالب الولايات المتحدة “بضمانات مكتوبة” حتى لا تُسيءَ العقوبات المفروضة على روسيا إلى بلاده وعلاقاتها مع إيران بخصوص إحياء الاتفاق النووي؛ وهذا يعني أن يتسنى لروسيا القيام ببعض التعاملات مع إيران بشأن الأمور الخاضعة للعقوبات الأمريكية، مثل بيع وشراء النفط والغاز.

في زمن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وعودة العقوبات المصرفية والنفطية على الجمهورية الإسلامية، قال “علي أكبر ولايتي”، مستشار “خامنئي في الشؤون الدولية، بعد لقائه بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إن روسيا تعهدت بشراء النفط الإيراني حتى تبيعه في الأسواق العالمية. وأعلن “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيراني السابق، بعد ذلك بفترة أن إخراج هذا الاتفاق إلى العلن تسبب في تراجع روسيا عن تطبيقه.

والآن وقد فُرِضت عقوبات على روسيا، والنظامُ الإيراني على أعتاب رفع العقوبات المصرفية والنفطية، يُرجَّح أن روسيا تسعى منذ الآن إلى الحصول على إعفاءات أمريكية، لكن “أنطوني بلينكن”، وزير الخارجية الأمريكي، رفض هذا المطلب؛ الأمر الذي يجعل من الاتفاق النووي يواجه نهاية غامضة.

لماذا أصبح دور روسيا مهماً إلى هذا الحد؟

روسيا هي أحد شركاء الاتفاق النووي، ذلك أن الملف النووي الإيراني تمت إحالتُه إلى مجلس الأمن، وفي ذلك الوقت لم يكن ممكناً الاتفاقُ النووي مع إيران من دون موافقة روسيا التي هي عضو دائم في مجلس الأمن. لكنْ منذ بدء مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في أبريل/نيسان 2021، اكتسبت روسيا على نحو غير واقعي قدرة أكثر من حصتها الواقعية في مباحثات إحياء الاتفاق النووي.

وانطلاقاً من أن أوامر خامنئي تَمنع حضور الممثل الإيراني في المفاوضات المباشرة مع أمريكا، كانت روسيا تتصل عملياً مع أمريكا من جانب إيران، الأمر الذي عزّزَ هذا الدورَ في تمثيل إيران أمام أمريكا، بينما يقتضي الوضع الطبيعي أن تتفاوض إيران وأمريكا تفاوضاً مباشراً من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، ولا حاجة لحضور الصين والدول الأوروبية الثلاث، ذلك أن هذه الحكومات لم تُحدِث تغييراً في مشاركتها في الاتفاق النووي حتى تَكون هناك حاجة في حضورها في المفاوضات مجدداً.

هل تستطيع روسيا أن تَحول في نهاية المطاف دون إحياء الاتفاق النووي؟

لقد استطاع الروس حتى الآن إيجاد الخلل في إنقاذ الاتفاق النووي في لحظاته الأخيرة، ومن الممكن أن يُؤخّر قلب طاولة المفاوضات التوصُّلَ إلى اتفاقية حتى وقت متأخر، لكنه لن يمنع حدوث ذلك.

في حال تطبيق الاتفاق النووي ينبغي على روسيا تقديم التعاون في مجال إخراج اليورانيوم الإيراني المخصَّب من إيران. وإذا أحدثت موسكو خللاً في تعاونها في هذا المجال فعلى الدول الأخرى المشارِكة في مفاوضات فيينا أن تَعثر على بديل عن هذا التعاون الروسي؛ وهذا أمر يتطلب مزيداً من الوقت لكنه ليس مستحيلاً.

لا تستطيع روسيا في نهاية المطاف أن تمنع الولايات المتحدة من العودة إلى الاتفاق النووي ومن رفع العقوبات عن إيران والتطبيق الكامل لالتزامات النظام الإيراني النووية، لكنها تستطيع أن تؤخر ذلك لفترة من الوقت.

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

هل ستنتهي الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في ربيع 2022؟

11 مارس 2022
٤ دقيقة للقراءة
هل ستنتهي الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في ربيع 2022؟