اعتقال الاستخبارات الإيرانية كيومرث لطيفي وتهديد أخواته بالاغتصاب؟

هاوري يوسفي-إيران وير

بعد مرور قرابة الشهر على اعتقال “كيومرث لطيفي”، مدرِّس اللغة والأدب الكرديَّين، ما تزال عائلة هذا الناشط المدني لا تَعلم شيئاً عن أوضاعه وصحته.

“فريد لطيفي”، الناشط السياسي المقيم في ألمانيا وابن أخ كيومرث لطيفي، قال لإيران وير: “دائرة الاستخبارات في سنندج هي التي اعتقلت كيومرث لطيفي. وفضلاً عن اعتقاله وتعذيبه والإساءة إلى أخواته في الأيام الماضية، هددتهنَّ بتشكيل ملف لهنَّ وبالاغتصاب الجنسي في حال واصلنَ متابعة ملف أخيهنَّ”.

ما هي هوية هذا الناشط المدني الكردي وكيف تم اعتقاله؟

كيومرث لطيفي (41 عاماً)، عازب ومقيم في سنندج، عاصمة محافظة كردستان الإيرانية.

وفضلاً عن كونه عضواً في المجلس الإداري في “اتحاد مولوي الأدبي الكردي في سنندج” وتدريس اللغة والأدب الكرديَّين في هذا الاتحاد، فهو يُدرِّس كذلك اللغة الكردية منذ أكثر من 15 عاماً في الاتحادَين الأدبيَّين “سوما” و“هوراز” في سنندج.

في 15 فبراير/شباط 2022 اعتُقِل كيومرث لطيفي في مدينة سنندج على يد قوات الأمن التابعة لاستخبارات سنندج من دون تفويض قضائي ومن دون شرح التهمة المنسوبة إليه.

جدير بالإشارة أن استخبارات الحرس الثوري في سنندج اعتقلت هذا الناشط المدني في أغسطس/آب 2019 أيضاً بتهمة التعاون مع الأحزاب المعارضة للنظام، ثم حُكِم عليه بالسجن لسنة تم تعليقها.

وعن طريقة اعتقال رجال الأمن لكيومرث لطيفي، يقول فريد لطيفي لإيران وير: “في عصر يوم 15 فبراير/شباط 2022، بعد اعتقاله على يد قوات الأمن التابعة لدائرة استخبارات سنندج من دون حكم المحكمة، قفزوا من فوق الحائط، ودخلوا منزله وفتشوه شبراً شبراً، وصادروا بعض كتبه وأغراضه الشخصية من ضمنها محموله الشخصي”.

ومشيراً إلى تعامل قوات الأمن العنيف مع “آرزو لطيفي”، أخت كيومرث، وإلى دخولهم غير القانوني إلى منزل كيومرث الشخصي، يُضيف فريد: “بعد تفتيش قوات الأمن منزل كيومرث، هاجمت قوات الأمن منزل آرزو الملاصق لمنزل كيومرث وفتشوه هو الآخر. وحين احتجت آرزو على دخولهم غير القانوني إلى منزلها، أهانتها قوات الأمن وصادرت موبايلها، وانهالوا عليها بالضرب إلى درجة أنه أُغمي عليها إثر التشنج العصبي، وبقيت في مشفى سنندج حتى اليوم التالي”.

هل تسعى دائرة الاستخبارات إلى تشكيل ملف لأخوات لطيفي أيضاً؟

بحسب فريد لطيفي، بعد نشر مقطع مصوَّر عن تفتيش المنزل والأصداء الخبرية لاعتقال كيومرث لطيفي في وسائل الإعلام خارج إيران، قامت الدائرة الإعلامية لاستخبارات سنندج في 16 فبراير/شباط باستدعاء أخوات كيومرث الستّ؛ وهنّ آرزو ومهتاب وآمنة وسوسن وسعادت وحياط لطيفي، وأبلغتهنَّ بأنه لا يحق لهنَّ بأي وجه من الوجوه التحدث إلى أي وسيلة إعلامية حول أوضاع كيومرث لطيفي.

يقول فريد لطيفي: “بسبب انتشار مقطع فيديو تفتيش منزل كيومرث لطيفي وهجوم قوات الأمن على منزل آرزو لطيفي ودخولها في حالة الغيبوبة، أبلغت قوات الأمن عمّاتي قائلين لهنّ لا تظنوا أن وجود فريد لطيفي في ألمانيا يَعني أنه بعيد عن أيدينا؛ عاجلاً أم آجلاً سنتصرف مع فريد. أما عن مصير كيومرث لطيفي فقد قالوا بصراحة تامة إنه لن يرى نور الشمس بعد اليوم”.

هذا العضو في أسرة لطيفي يقول إن أخوات كيومرث يراجعنَ دائرة الإعلام التابعة لاستخبارات سنندج يومياً على وجه التقريب، لكن قوات الأمن لا تكتفي بعدم السماح لهن بلقاء كيومرث أو الاتصال به وحسب بل تَسعى إلى تشكيل ملف ضد آرزو لطيفي متهمين إياها بالتخابر مع وسائل الإعلام الخارجية.

وبهذا الخصوص يُضيف فريد: “في 19 فبراير/شباط، عندما راجعت أخوات كيومرث دائرة الاستخبارات للسؤال عن أوضاع أخيهنّ، طُلِب من آرزو لطيفي الدخول للقاء أخيها كيومرث لطيفي. لكنْ بدلاً من لقاء أخيها خضعت لتحقيق قوات الأمن العنيف  لأكثر من ثلاث ساعات، وطالبوها بالتوقيع على أوراق مرتبطة بنشر مقطع الفيديو والصور حول تفتيش منزل كيومرث وإرسال تفاصيل قضية الاعتقال إلى فريد لطيفي وإيصال القضية إلى وسائل الإعلام الأجنبية. لكن آرزو امتنعت عن التوقيع، فقاموا بتعذيبها روحياً وجسدياً، وضربوها بقسوة؛ بحيث إنها دخلت في غيبوبة، فاضطر رجال دائرة الاستخبارات إلى أخذها إلى مستشفى توحيد في المدينة نفسها”.

ما جواب دائرة الإعلام التابعة للاستخبارات على متابعة أخوات لطيفي؟

تأسيساً على كلام فريد لطيفي، في 3 مارس/آذار 2022 راجعت حياط لطيفي، الأخت الكبرى لكيومرث، دائرة الإعلام لاستخبارات سنندج للسؤال عن أوضاع أخيها فقال لها شخص يُدعى “حاجي بياتي” عرَّف عن نفسه بأنه أحد كوادر دائرة الإعلام في استخبارات سنندج، وهدّد حياط بقتل فريد لطيفي وباغتصاب أخواته إذا ما واصلنَ متابعة ملف أخيهنّ.

صحيح أن فريد لطيفي أطلع الشرطة الألمانية على تهديدات دائرة استخبارات سنندج ضده، لكنه يُضيف بخصوص استمرار ضغوطات الاستخبارات على أخوات كيومرث لطيفي قائلاً: “بعد اعتقال كيومرث لطيفي بعدة أيام، عرفنَ أنّ دائرة استخبارات سنندج قامت بتجميد وإغلاق جميع حساباتهنَّ البنكية”.

أما فريد لطيفي فقد اعتقله جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري سنة 2014 بتهمة مشاركته في مسيرة شعبية احتجاجاً على هجوم داعش على مدينة كوباني السورية الكردية، وحُكِم عليه بالسجن لستة أشهر في السجن المركزي بسنندج، لكنه غادر إيران قبل تنفيذ الحكم.

هل تم استدعاء كيومرث لطيفي إلى دائرة استخبارات سنندج قبل اعتقاله؟

استناداً إلى كلام فريد لطيفي، تم استدعاء كيومرث لطيفي إلى دائرة استخبارات سنندج ما لا يقل عن ثلاث مرات طيلة الأشهر الثمانية الماضية، وأكثر من مرة تم تحذيره عن طريق الاتصال الهاتفي أنه تحت المراقبة وما يقوم به من نشاطات مدنية؛ حتى إن قوات الأمن اتصلوا بثلاثٍ من أخوات كيومرث وطلبوا منهنّ مكان كيومرث.

وبهذا الخصوص يقول فريد لطيفي لإيران وير: “قبل اعتقال كيومرث لطيفي تم استدعاؤه إلى المكتب الإعلامي لدائرة الاستخبارات. ونصحه المحقق هناك بإنهاء نشاطاته المدنية، وبالالتفات إلى حياته الشخصية من أجل أخواته على الأقل. كما أنهم سألوه لماذا لا ينام في بيته في بعض الليالي”.

ما هي مطالب أخوات لطيفي من دائرة استخبارات سنندج؟

يُعبّر فريد لطيفي عن مخاوف عائلة لطيفي بسبب جهلها التام عن صحة كيومرث لطيفي، ولا تطالب أخوات لطيفي في الوقت الحالي سوى بالاطمئنان على صحة كيومرث والسماح لهنّ بلقائه، أو السماح بإجراء اتصال هاتفي معه وسماع صوت أخيهنّ.