close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

إقليم كردستان العراق ضحية انتقام النظام الإيراني من إسرائيل

14 مارس 2022
٦ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي

بهنام قلي بور-إيران وير

منذ سنوات وسنوات والمسؤولون الإيرانيون يَعتبرون “إقليم كردستان” العراق تهديداً شاملاً لهم، ويَقولون إن هذا الإقليم زاد بتعامله مع إسرائيل والفصائل المعارضة للنظام المركزي في طهران من رقعة هذه التهديدات.

الهجوم المدفعي والصاروخي والقيام ببعض الاغتيالات في مناطق مختلفة من هذا الإقليم هي من بين تدابير وردود فعل النظام الإيراني في الإقليم بذريعة مواجهة هذه “التهديدات” في هذه السنوات.

وفي آخر هجوم في فجر الأحد 13 مارس/آذار 2022، قام الحرس الثوري الإيراني بإطلاق 12 صاروخاً بالستياً على أربيل، عاصمة إقليم كردستان ذي الحكم الذاتي في شمال العراق، وتبنّى الحرس هذه المسؤولية رسمياً.

أصدر الحرس بياناً أعلن فيه أن هذا الهجوم جاء كردِّ فعل على مقتل ضابطين من الحرس الثوري في سوريا وضرب “المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر” التابع لإسرائيل في أربيل.

في الأسبوع الماضي قُتِل ضابطان للحرس الثوري في غارة إسرائيلية على الأراضي السورية، ووعد الحرس بأنه سوف ينتقم لهما.

زعمت وكالة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن “هذا الهجوم الصاروخي استهدف مقرّ الموساد في مدينة أربيل”، لكن رئاسة مجلس الوزراء لإقليم كردستان أعلنت أن هذا الهجوم استهدف المناطق المدنية.

كيف تنظر طهران إلى إقليم كردستان؟

سياسة النظام الإيراني الخارجية حيالَ إقليم كردستان العراق تقوم على أساس ثلاث مؤشرات هي الأكراد السنّة (داخل إيران)، والشيعة العراقيون، والنشاطات الأمريكية والإسرائيلية في هذا الإقليم.

يعتقد المسؤولون الإيرانيون أن المقاربة العدائية والمسلحة لأحزاب وأكراد إيران المعارضين المستقرين في كردستان العراق؛ الذين يطالبون بنظام سياسي فدرالي وحكم ذاتي في المناطق الكردية في إيران ويقومون “بعمليات مسلحة” أيضاً، فرضت أجواء أمنية على العلاقات بين إيران وحكومة إقليم كردستان العراق.

أما في ما يتعلق بالتصورات الإقليمية فإن تشكيل الحكومة الشيعية في العراق أدى إلى توسيع وتقارب علاقات النظام الإيراني مع العراق. وهذا التصور الذي يتمتع بأهمية أكبر قياساً إلى التصورات القومية والعلمانية لحكومة إقليم كردستان من وجهة نظر سياسة طهران الخارجية، يؤدي إلى تزايد الخلافات بين طهران والإقليم؛ وقد ظهر هذا الخلاف بشكل أكثر وضوحاً من كل وقت مضى في استفتاء الاستقلال الذي أجرته حكومة إقليم كردستان سنة 2017.

كما يدعي المسؤولون الإيرانيون أن استقرار ونفوذ أمريكا وإسرائيل في إقليم كردستان العراق أصبح تهديداً شاملاً على النظام الإيراني، لكن مسؤولي الإقليم ينفون مزاعم طهران.

لماذا تَعتبر طهران إقليم كردستان تهديداً؟

لا بد من اعتبار مساعي إقليم كردستان العراق في الوصول إلى الاستقلال من أهم آمال ومطالب الأكراد. ويعتقد المسؤولون الإيرانيون أن مثل هذه الآمال لو تحققت فلا شك أنها ستُمهِّد الأرضيةَ لحركة الأكراد نحو الاستقلال في المناطق الكردية في إيران وبقية الدول التي يُشكِّل فيها الأكراد أقلية.

هناك تصوُّرٌ بين المسؤولين الإيرانيين يَقوم على أنه ليس للأمريكيين حضورٌ واضح كبير في إقليم كردستان لكنّ لهم حضوراً مؤثراً هناك وتنبغي مواجهته.

كما يعتقدون أن تماشي وانسجام القادة الكرد مع السياسات الأمريكية في المنطقة، والميل العلماني لهؤلاء القادة، وتعزيز الرؤى العلمانية في الحكومة العراقية، هي من أهم المؤشرات التي أدت إلى تقارب أمريكا مع الإقليم.

كذلك تعتقد طهران أن أمريكا تُعزِّز حضورها على الحدود الإيرانية من خلال حضورها في مشاريع الإقليم الاقتصادية (النفط والغاز) واستثمار المصالح الاقتصادية، ولذلك بنت أمريكا أحد أكبر قنصلياتها في أربيل؛ وهي القنصلية التي تَقول بعض وسائل الإعلام الإيراني المحلي إن صواريخ الحرس الثوري استهدفتها.

أَضِف إلى ذلك أن المسؤولين الإيرانيين يقولون إنهم يَعتبرون إسرائيل الداعم الأكبر لإقليم كردستان من حيث التأثير، وأن إقليم كردستان يفكر في الاستفادة من إسرائيل بوصفها مَعبراً إلى غرب آسيا الشمالية، وبوصفها ورقة ضغط على كلٍّ من تركيا وسوريا وإيران.

في دراسة نشرها مركز دراسات رئاسة الجمهورية الإيرانية قبل عدة سنوات، يَرِد بصراحة تامة السبب الذي يبيّن مخاوف النظام الإيراني من حضور إسرائيل في إقليم كردستان.

تزعم هذه الدراسة أن مصلحة إسرائيل الاستراتيجية من وراء تشكيل دولة كردية مستقلة هي “زعزعة الدول المعارضة لإسرائيل” وتقسيم العراق الذي يؤدي إلى خفض التهديد الإسرائيلي وإلى خلخلة توازن القوى في المنطقة وهذا لمصلحة إسرائيل” و“التحكم بالتيارات الفكرية وفرض الرقابة الاستخبارية على بقية دول المنطقة” و“توفير النفط الذي تحتاجه من إقليم كردستان” وأخيراً “نقل المياه الحلوة في إقليم كردستان إلى إسرائيل عبر الأردن”.

يرى ملالي طهران أن قيادات الإقليم يتجاوزون في السنوات الأخيرة صلاحيات قادة الإقليم، وأن مجموعة أعمالهم أدّت إلى إضعاف الحكومة المركزية في بغداد، وهذا ما لا يَروق لطهران.

تهديدات استقلال إقليم كردستان من وجهة نظر طهران

المجلة الفصلية “الدراسات الدولية” التي تُنشَر في إيران نَشرت في عددها الصيفي 2021 دراسةً عنوانُها “آثار مطالبة إقليم كردستان العراق بالاستقلال على الانسجام القومي في المناطق الكردية في إيران”، وزعمت أن هذا الأمر سيؤثر أكبر الأثر في أكراد إيران في المجالات الثلاثة الثقافية والسياسية والاقتصادية.

وذَكرت من التهديدات الثقافية: انتفاضة حركات المقاومة الثقافية، وولادة النزعات الانفصالية، والابتعاد عن الحكومة المركزية في المناطق الكردية …

ومن التهديدات السياسية: المطالبة بالحرية في ترويج اللغة والثقافة الكردية، وإزالة التمييز الاقتصادي والاجتماعي، والسعي في الوصول إلى مراكز السلطة و…ومن التهديدات الاقتصادية: التأثير النفسي لتحسُّن أوضاع إقليم كردستان العراق الاقتصادية في أذهان الأكراد في المناطق الكردية في إيران، وتشكُّل سوق سوداء في تلك المناطق، وتهريب البضائع …

لماذا يُهاجم النظام الإيراني إقليم كردستان العراق؟

لا يمكن لجميع التحليلات والدراسات والتقييمات الاستراتيجية التي لدى النظام الإيراني إزاء مكانة إقليم كردستان العراق أن تَكون تصاريح للهجوم عليه هجوماً مدفعياً وصاروخياً وتنفيذ عمليات إرهابية على أراضي هذا الإقليم.

منذ سنوات طويلة والنظام الإيراني يَستهدف هذا الإقليم بذريعة الانتقام من إسرائيل وأمريكا أو الفصائل المسلحة المعارِضة له، من دون أن يتحمل أي مسؤولية أمام الحكومة العراقية المركزية أو المجتمع الدولي.

لقد أصبح إقليم كردستان بالنسبة للنظام الإيراني منطقة جغرافية يمكِنه أن يُنجِز فيه بأقل التكاليف جميع شعاراته ضد إسرائيل وأمريكا وبعض معارضيه المسلحين.

وفي السنوات الأخيرة استهدف النظام الإيراني مراتٍ ومرات مناطقَ في إقليم كردستان بحجة مجابهة مجموعات كردية إيرانية مسلَّحة، واغتال عدداً من القيادات الكردية.

في 8 سبتمبر/أيلول 2018 استهدفت قوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري مقرَّ الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في “كويسنجق” في كردستان العراق بقصفه بسبعة صواريخ قصيرة المدى. وتم الإعلان عن أن الهدف من هذا الهجوم هو الردّ على هجوم مسلَّح نفّذه هذا الحزب في يوليو/تموز من العام نفسه على محرس حدودي لمقرّ “حمزة سيد الشهداء” للقوات البرية التابعة للحرس الثوري في منطقة مريوان في محافظة كردستان الإيرانية.

وفي يوم الأحد، 13 مارس/آذار 2022، قامت قوات الجوفضائية للحرس الثوري مرة أخرى باستهداف مناطق في إقليم كردستان بـ12 صاروخاً بالستياً، وتم الإعلان عن أن هذا الهجوم جاء انتقاماً لمقتل ضابطين للحرس في سوريا على يد إسرائيل.

لكن يبدو أن الحريق الذي اندلع فجر 14 فبراير/شباط 2022 في الحظيرة الوحيدة لقاعدة الطائرات المسيّرة في سلاح الجوفضائي للحرس الثوري في ماهيدشت في كرمانشاه هو ذريعة أخرى لهذه القوات العسكرية في هجومها الصاروخي الأخير على إقليم كردستان العراق.

تَقع قاعدة الطائرات المسيّرة في ماهيدشت على مسافة 100 كيلومتر عن الحدود العراقية؛ وما يَجعلها مهمةً هو مسح الحدود الإيرانية الغربية ومراقبتها.

وقتها انتشرت تقارير متعددة في وسائل الإعلام وفي أوساط المحللين عن السبب الحقيقي لهذا الحريق؛ وبعضها وجّه أصابع الاتهام إلى إقليم كردستان العراق وإسرائيل في اندلاع هذا الحريق.

كانت “الميادين” من بين وسائل الإعلام التي أفادت بتقارير تفيد أن إسرائيل استهدفت قاعدة الحرس في كرمانشاه بست مسيّرات انطلقت من أربيل.

وفي أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير تَزعم قناة الميادين أن المكان الذي تم استهدافه في أربيل بصواريخ الحرس الثوري الإيراني هو القاعدة الرئيسة لعمليات المسيّرات الإسرائيلية على قاعدة ماهيدشت في كرمانشاه؛ وهو زعم لم يُؤكِّده أيُّ طرف حتى الآن.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان

14 مارس 2022
عماد الشدياق
٢ دقيقة للقراءة
انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان