close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

القصف الصاروخي للحرس الثوري الإيراني.. خطوة غير قانونية أخرى في دولة مجاورة

16 مارس 2022
٤ دقيقة للقراءة
القصف على أربيل في العراق. مصدر الصورة: إيران وير بالفارسي
القصف على أربيل في العراق. مصدر الصورة: إيران وير بالفارسي

فرامرز داور – إيران وير

استهدف الحرس الثوري الإيراني بعض الأهداف في أربيل العراقية وتبنى مسؤولية ذلك.

في بيانٍ أعلن فيه الحرس الثوري أنه قام بهذه العملية انتقاماً للجرائم الإسرائيلية الأخيرة. احتجت العراق على القصف الصاروخي للحرس واستدعت السفير الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج، فـ هل جاءت الخطوة الإيرانية مطابقة للقوانين الدولية؟ وماذا بإمكان العراق أن تفعله؟

هل كانت خطوة الحرس الثوري قانونية؟

قال الحرس في بيانه إنه قام بهذه القصف انتقاماً للعمليات الإسرائيلية وضد مصالح ومواقع إسرائيل في إقليم كردستان العراق، لكنه لم يوضِّح أيَّ عملية يقصد بالضبط.

كانت إسرائيل قد قامت قبل أسبوع بغارة في سوريا لقي فيها ضابطان من الحرس مصرعهم. وعلى الفور أعلن المسؤولون الإيرانيون أنهم سوف ينتقمون لهما، لكن القانون الدولي يمنع استعمال القوة والسلاح في العمليات الانتقامية. وبالتالي، فإن إطلاق الصواريخ على العراق بسبب مقتل ضابطين من الحرس في غارة إسرائيلية على سوريا هو مرفوض في الأساس على صعيد القانون الدولي.

هل يمكن الهجوم على أراضي العراق انتقاماً لعملية في سوريا؟

الإشكالية الجدية الأخرى في إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخَ على أراضي العراق هي أن هذه الخطوة التي جاءت ردة فعل على الهجوم الإسرائيلي العسكري في سوريا، تنتهك في الأساس سيادة الأراضي والسيادة الوطنية العراقية.

بعض وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري الإيراني طرحت رؤيةَ أن أحد أسباب قصف الحرس الصاروخي للعراق هو استهداف إسرائيل لقاعدة الطائرات المسيّرة أو مسيّرات “شاهد” على الشريط الحدودي مع العراق. وهذه الرؤية تسوِّغ سبب القصف الصاروخي لمواقع في إقليم كردستان، بينما إذا كان النظام الإيراني يَعتبر إسرائيلَ مسؤولةً عن هذا الاستهداف، ويطالب باتخاذ خطوة عسكرية ردّاً عليه، فكان ينبغي استهداف مواقع إسرائيل على أراضيها (بناء على الادعاء القائل إن إسرائيل استهدفت مواقع على الأراضي الإيرانية).

هل تُشكِّل مصالح إسرائيل ومواقعها في أربيل أهدافاً عسكرية مشروعة للحرس الثوري الإيراني؟

يعتمد جواب هذا السؤال على قضية هل لإسرائيل مصالح مرتبطة ارتباطاً كاملاً مع إيران في أربيل أو لا، وهل يمكن لإيران أن تستهدفها على نحو مباشر من دون إبلاغ العراق بذلك، وإذا قامت إيران بقصفها بالصواريخ فهل تُعتبَر “أهدافاً عسكرية مشروعة” أو لا؟

تَنفي إسرائيل وجود قواعد أو محطات لها في أربيل العراقية، كما تقول حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية العراقية إنه لا وجود لمثل هذه القواعد الإسرائيلية في العراق. لكنْ بفرض أن إيران علمت بوجود مثل هذه المراكز وعلمت باتخاذها منصة للقيام بعمليات ضدَّ إيران، فعليها أن تُبلغ الحكومة العراقية المركزية أولاً وحكومة إقليم كردستان احتياطاً، وتطالب بمنع استخدام الأراضي العراقية من قِبَل دولة ثالثة ضد المصالح الإيرانية.

بفرض وجود منشآت إسرائيلية، هل تُعَدُّ خطوةُ الحرس الثوري الإيراني قانونية؟

في حال أُثبِت وجود مثل هذه المنشآت في العراق، وفي حال سَمحت الحكومة العراقية باتخاذها مراكزَ ضد مصالح إيران، حينَها يمكِن للنظام الإيراني أن ينفِّذ هجوماً مناسباً للعمليات التي تنطلق من هذه القواعد المحتمَلة ضدَّه؛ وذلك بعد الانتهاء من عملية سياسية واضحٍ مسيرُها.

لكن الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان تَنفيان وجود منشآت مرتبطة بإسرائيل. ولذلك استدعت الخارجية العراقية السفير الإيراني وسلّمته مذكرة احتجاج على تصرف الحرس الثوري. لكن الأهم من هذا كله هو دراسة مكان إصابة صواريخ الحرس الثوري الذي يدعي استهداف قاعدة إسرائيلية في أربيل. في حين أن الصور المنتشرة تشير إلى أن صواريخ الحرس سقطت في منطقة صحراوية فوق تلة من التراب، وأدّى تفجيرها إلى هدم فيلا داخل القنصلية الأمريكية قيد الإنشاء. تأسيساً على ذلك، فإن إثبات أن المكان الذي استهدفته الصواريخ هو منشآت إسرائيلية كانت مراكزَ تُستعمَل ضد المصالح الإيرانية هو أمر غيرُ ممكن إثباتُه للحرس حتى بعد هذا الهجوم الصاروخي.

ماذا يمكن أن يكون سبب الهجوم الصاروخي على الأراضي العراقية؟

منذ فترة طويلة ومصالحُ الحرس الثوري الإيراني تتعرض لغارات في سوريا وتتبنى إسرائيل هذه الغارات عليها رسمياً. كما أن مصالح ومواقع الحرس الثوري تتعرض للهجوم داخل إيران أيضاً؛ وإن لم تكن إسرائيل تتبنى الهجومَ عليها رسمياً، لكن خصائص هذه الهجمات وطبيعتها تشير إلى أن إسرائيل هي التي تنفّذها. ولأن الحرس يعاني من ضغوطات أنصاره يحاول القيام بعملية انتقامية يُظهرها في الإعلام أنه استهدف المصالح والمواقع الإسرائيلية استهدافاً مباشراً. ناهيك عن أنه يتبنى هذا علناً، ما يؤكد لأنصاره أنه ردّ على إسرائيل الصاع صاعين. إن إطلاق الصواريخ على الأراضي العراقية، وعلى مناطق صحراوية تحديداً، يُمكِّن الحرسَ الثوري من إظهار نفسه داخل إيران بالقوي المهاجم على إسرائيل أولاً، وألا يُعرِّض نفسَه لعواقب وتكاليف هجومه العسكري على إسرائيل لاحقاً.

هل يمكن للعراق الردُّ على الحرس الثوري بإطلاق الصواريخ؟

مثلما جاء في بداية هذا التقرير، ممنوعٌ استعمالُ القوة في الردّ المتبادَل، لكنْ بعيداً عن هذا المنع فإن العراق ما تزال في موقع لا تَستطيع فيه ولا تسعى إلى الدخول في مثل هذه المقاربة مع النظام الإيراني. وإذْ أدانت القيادات العراقية الهجوم الصاروخي للحرس واستدعت السفير الإيراني، فإنهم أبدَوا عن استيائهم من تصرف النظام الإيراني.

هذه المرة واجه الهجومُ الصاروخي للحرس ردود فعل أمريكية وأوروبية أيضاً؛ الأمر الذي زاد من تكاليفه للنظام الإيراني قياساً إلى هجمات الحرس السابقة داخل الأراضي العراقية.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

تقرير للأمم المتحدة يدين "تجريم" البهائيين في إيران والشرق الأوسط وشمال إفريقيا

16 مارس 2022
٣ دقيقة للقراءة
تقرير للأمم المتحدة يدين "تجريم" البهائيين في إيران والشرق الأوسط وشمال إفريقيا