close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

ظهور الجولاني المتكرر أمام كاميرات الإعلام.. لماذا وما الهدف من ذلك؟

6 يوليو 2020
دانة سقباني
٥ دقيقة للقراءة
ظهور الجولاني المتكرر أمام كاميرات الإعلام.. لماذا وما الهدف من ذلك؟

دانة سقباني – إيران وير

تكرر ظهور أبي محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام في الآونة الأخيرة، وازداد حضوره الإعلامي، وحرص خلالها على الظهور إلى جانب المدنيين والمرضى ووجهاء العشائر بعيداً عن المظاهر العسكرية، وخاصة عقب المظاهرات التي خرجت ضد الهيئة.

وسعت تحرير الشام خلال الفترة الماضية لافتتاح معبر تجاري يصل مناطق سيطرتها في إدلب مع المناطق التي يسيطر عليها النظام، وخرجت مظاهرات حاشدة نددت بممارسات هيئة تحرير الشام عقب مقتل مدني برصاص جنودها، كما أعلنت رفضها لفتح معبر مع النظام.

ظهور الجولاني

بداية شهر شباط/فبراير ظهر الجولاني لأول مرة منذ بدء الحملة العسكرية للنظام السوري وحلفائه على ريفي إدلب وحلب الغربي ضمن مقاتلي مجموعة العصائب الحمراء (التي تقوم بعمليات خاصة ونوعية)، وبحضور رئيس المجلس الشرعي عبد الرحيم عطون، ضمن ما أسمته وكالة إباء التابعة للهيئة بـ “بيعة الموت” قبيل انطلاق هجوم على أحد محاور حلب.

كما اجتمع أبو محمد الجولاني مؤخراً مع شيوخ عشائر ووجهاء محليين في إدلب، وحضر الاجتماع عدد من القادة والشرعيين المقربين من الجولاني، وبحسب ما أعلنته الهئية فإن اللقاء بشيوخ العشائر كان من أجل الحديث عن شؤون الشمال السوري الخاضع للمعارضة، ووضعهم في صورة التطورات الأخيرة.

واعترف أبو محمد الجولاني خلال حديثه لمجموعة الأزمات في أواخر كانون الثاني/يناير، والتي نُشرت في 20 شباط/فبراير بارتكاب هيئة تحرير الشام أخطاء سواء بحق المنظمات الإنسانية أو فصائل المعارضة، مبيناً أن الهيئة لا شأن لها بتنظيم القاعدة، وهي اليوم مجموعة محلية مستقلة تُعنى بأجندة سورية بحته غير عابرة للحدود.

وعقب المظاهرات التي خرجت تطالب بمنع افتتاح المعبر الذي كانت الهئية تنوي افتتاحه مع النظام السوري بالقرب من بلدة معارة النعسان شرقي إدلب ظهر الجولاني في بداية شهر أيار/مايو أثناء زيارته لعدد من الجرحى الذين أصيبوا برصاص عناصر الجهاز الأمني التابع له أثناء فض المظاهرات.

وفي منتصف أيار/مايو زار الجولاني أيضاً عدداً من مخيمات النازحين شمالي إدلب، بالقرب من الحدود السورية-التركية، وأشارت الهئية إلى أن  الزيارة شملت المخيمات غير المكفولة لتلبية احتياجاتها.

وأوضحت الصور التي نشرتها معرفات الهيئة على الإنترنت أن الجولاني يلبس بنطالاً قماشياً وقميصاً (بعيداً عن البدلة العسكرية)، وأتى ذلك بعد خروج احتجاجات نددت بممارسات الهيئة إذ هتف المحتجون: “لا إله إلا الله، الجولاني عدو الله”.

وفي 25 من الشهر ذاته، ظهر الجولاني بين الأطفال (أبناء الشهداء) يقدم لهم الهدايا والألعاب بمناسبة قدوم العيد.

صورة انتشرت عبر وسائل التواصل عقب اجتماع الجولاني مع أهالي جبل الزاوية نهاية أيار/مايو 2020
صورة انتشرت عبر وسائل التواصل عقب اجتماع الجولاني مع أهالي جبل الزاوية نهاية أيار/مايو 2020

دلائل ظهور الجولاني الإعلامي

اعتبر الكاتب السوري عبد الرحمن الحاج عبر صفحته في تويتر أن مقابلة الجولاني الأولى مع جهة بحثية وإعلامية غير سوريّة تعتبر مؤشراً لتغيير الموقف من الجولاني وتنظيمه المصنف “إرهابياً”، كما ظهر بمظهر “السياسي الواقعي”.

ويرى مركز جسور للدرسات في مقال نشره عبر موقعه الرسمي أن التحركات الموجهة اجتماعياً زادت خلال الشهر الخامس بالتزامن مع شهر رمضان، إضافة إلى أن الحملة الإعلامية المرافقة لتحركات الجولاني كانت أمراً غير معهود، وخاصة بعد حوادث سابقة وُجهت للهيئة بسبب محاولاتها افتتاح معابر تجارية مع النظام، وقيامها باعتصام على الطريق M4.

وأرجع المركز هذه الحملة الإعلامية لتركيز الهيئة على ديمقراطيتها، ونفي تهمة الاستبداد عنها، إضافة لتقديم الجولاني على أنه قيادي “ملتحم مع الشعب”، والتوثيق للهيئة على أنها جزء من النازحين والفعاليات الاجتماعية والثورية وتختلف عن التنظيمات المتشددة، واعتبر جسور أن محاولات الهيئة ستبقى محدودة الأثر مهما بلغت مساعيها.

الجولاني يكشف عن هويته الحقيقية

في بداية حزيران/يونيو اعترف الجولاني باسمه الحقيقي وهو “أحمد حسين الشرع” من قرية فيق الجولانية مواليد 1980، اضطر وعائلته النزوح إلى دمشق والاستقرار فيها، أما والده (حسين الشرع) فشغل مناصب متقدمة، وأصدر مؤلفات في مجال النفط، ولجأ إلى العراق كلاجئ سياسي، ثم انتقل إلى السعودية، بحسب اعتراف له في اجتماع خاص  تناقلته وكالات محلية.

وفي عام 2003 اختار الجولاني أو أحمد الشرع الذهاب إلى الحرب العراقية للقتال هناك، وبدأ مسيرته “الجهادية” مع تنظيم الدولة، ثم انضم للقاعدة (تحت اسم جبهة النصرة)، وعقب تشكيل جبهة فتح الشام أعلن الجولاني لأول مرة تبرؤه من القاعدة عام 2016 خلال مقابلته مع موقع “Crisis Group”، كما ظهر في أول مقابلة له مع الصحفي أحمد منصور على شبكة الجزيرة كاشفاً عن نفسه منتصف عام 2015.

ويُعد الجولاني أحد أهم الشخصيات المصنفة على قوائم الإرهاب في سورية، إلى جانب قياديين في تنظيم “حراس الدين” المبايع لتنظيم “قاعدة الجهاد”، كما تصنّف الولايات المتحدة التنظيم الذي يرأسه على قوائم الإرهاب.

ومؤخراً تسعى الهيئة عبر زعيمها الجولاني إلى طرح نفسها كفصيل معتدل للوصول إلى اتفاقيات تحافظ على وجودها في إدلب، خوفاً من أن يحدث معها ما حدث لتنظيم “داعش”.

اعتقالات بالجملة

تحاول الهيئة خلال الفترة الأخيرة إبعاد القياديين والعناصر المتشددين عن الواجهة، وبخاصة الأجانب، وقامت في النصف الثاني من حزيران/يونيو بحملة اعتقالات مكثفة طالت رجالاً ذوي مكانة عسكرية، منهم سراج الدين مختاروف (أبو صلاح الأوزبكي) المنضوي تحت تجمع “فاثبتوا” التابع لجماعة أنصار الدين، ثم اعتُقل أبو مالك التلّي، وذلك بسبب “إثارته البلبلة”، ومحاولاته لشق الصف بعد انضمامه لغرفة عمليات فاثبتوا، تلاه احتجاز توقير شريف (أبي حسام البريطاني) المُشرف على الأنشطة الإغاثية ضمن مخيمات أطمة بريف إدلب.

وأوضح مركز عمران للدراسات في تقرير سابق أن هيئة تحرير الشام تسعى لإعادة تموضعها وفرض نفسها كلاعب رئيسي من خلال عدة ملفات، كمحاولة تكيف مع الواقع الذي فرضه اتفاق موسكو في إدلب.

وتحدث المركز في تقريره أن الهيئة لعبت بقوة بملفات الجهاد، والإدارة، والأمن، والاقتصاد في ظل الظروف السياسية ووظفتها لصالحها، إلا أنها في الوقت ذاته عكست حالة من التخبط، وبدأت تفقد بعضاً من أوراقها تدريجياً رغم المكاسب التي حققتها شكلياً.

وتسيطر الهيئة على مدينة إدلب وأجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية، وتُحكم سيطرتها على المنطقة، والمعابر، ومؤسسات الكهرباء، والمياه، والاتصالات، والمخابز من خلال ما تسمى بـ”حكومة الإنقاذ”.

وقد اعتبر موقع قناة العالم في تقرير نشره بداية حزيران/يونيو أن محاولات “وقحة” يحاول المحور الأمريكي القيام بها، من خلال تجميل وتعديل صورة “الوجه القبيح” للمجموعات التي وصفتها بـ”التكفيرية”، وخصّت بالذكر ظهور الجولاني الأخير، وتسويقه لصورة جديدة له، بحسب الموقع.

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

كورونا في اليمن.. رعب وسط افتقار لكل إمكانيات الحد من الانتشار

6 يوليو 2020
أحمد سلوم
٤ دقيقة للقراءة
كورونا في اليمن.. رعب وسط افتقار لكل إمكانيات الحد من الانتشار