close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

كيف قامت روسيا بتسليح حزب الله في سوريا؟

19 أغسطس 2020
أحمد سلوم
٦ دقيقة للقراءة
كوماندو من القوات الروسية الخاصة يضع شارة حزب الله خلال العمليات في سوريا، ٢٠١٦.
مصدر الصورة: إيران وير بالانكليزي
كوماندو من القوات الروسية الخاصة يضع شارة حزب الله خلال العمليات في سوريا، ٢٠١٦. مصدر الصورة: إيران وير بالانكليزي

هانا سمرفيل – إيران وير

في أوائل العام 2015، و في ذروة الحرب الأهلية السورية، حدثت بعضُ التوترات في أوساط المجتمع الدولي.

صور وتقارير حصل عليها باحثون غربيون، أشارت إلى أن أعداداً كبيرة من الأسلحة الخفيفة الروسية الصنع، ولا سيما سلاح AKS-74U، وجدت طريقها ليس فقط إلى القوات الموالية للأسد ولكن إلى المقاتلين المدعومين من حزب الله في المنطقة.

بندقية AKS-74U هي نسخةٌ أخف وزناً من بندقية AK-47 الهجومية، تم تطويرها من قبل السوفييت بعد الحرب العالمية الثانية ولا تزال مرسومةً على علم حزب الله حتى اليوم.

 بدعم من روسيا، أصبحت بندقية AKS-74U أداة أساسية بين مختلف الفصائل التي تقاتل من أجل السيطرة في سوريا، لا سيما الحرس الجمهوري الموالي للأسد والجيش العربي السوري، وعلى ما يبدو أيضا، حزب الله.

يَعتَبِر فيليب سميث، الباحث في العسكرة الإسلامية الشيعية في مركز بحثي تابع لمعهد واشنطن، بأن “من المُضحك” أن لا تُدرك روسيا أين انتهى الأمر بأسلحتِها التي زودت بها القوات الموالية للأسد والقوات المدعومة من إيران.

و يستذكر قائلاً: “بين عشية وضحاها، بَدَأتَ ترى كل الرتب في حزب الله، قادةً و حراساً وضباطاً يحملون هذه الأسلحة، الشيء الذي لم يكن وارداً قبل العام 2015؛ كانت كلها أسلحةً جديدة روسية الصنع”.

لا يمكنك إلا الوثوق بما تعلنه موسكو، ولكن هناك دائماً حالة من الإنكار. “ربما سقط السلاح من شاحنة، لكنك سترى المزيد من هذه البنادق، التي تبدو جديدة نسبياً ومُعتَنَى بها.”

ليست هذه هي المرة الأولى التي يدق فيها باحثون أمريكيون ناقوس الخطر بشأن قيام روسيا بغض النظر عن عمليات نقل الأسلحة في المنطقة, و يقول سميث إنه منذ عام 2006، وجدت الأسلحة الروسية المتقدمة المضادة للدبابات مثل قاذفة القنابل RPG29 طريقها “بكيفية سحرية” إلى كتائب حزب الله، وهي مجموعة “شيعية” عراقية شبه عسكرية ممولة من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.

ليس هذا فقط، لكن يبدو أن المقاتلين على الأرض يعرفون كيف يستخدمونها، في عمليات معقدة ومُنَسَقَة، ضد الدبابات الأميركية في العراق.

هل تعمدت موسكو تقديم الدعم العسكري لحزب الله اللبناني إلى جانب الميليشيات الشيعية الأخرى في المنطقة ؟ إذا كان  ذلك صحيحاً، فكيف و لماذا ؟

من تقطيع الأصابع إلى المصافحة

في فبراير/ شباط 2019، ادعى السفير الروسي في بيروت، ألكسندر زاسيبكين، أن موقف الولايات المتحدة تجاه إيران يعرّض استقرار الشرق الأوسط للخطر؛ وأثنى على حزب الله، أهم حليف ووكيل لإيران في الصراع السوري.

وقال لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء: “إن الشعوب تطالب بتسوية الأزمات القائمة، والعودة للحياة السلمية وتطوير التعاون؛ البديل السلبي لذلك هو التحريض على صراعات جديدة من قبل الأميركيين.”

ويضيف زاسيبكين أن مع بداية الأحداث في سوريا، رأى حزب الله أن من واجبه القتال ضد الإرهابيين في المنطقة، متجاهلًا حقيقة أن جناحه العسكري مصنفٌ كمنظمة إرهابية من أقرب جيران روسيا في الاتحاد الأوروبي منذ 2013.

يقول السفير: “لقد اتخذ الحزب مقاربة مسؤولة تجاه ما كان يحدث في سوريا والمنطقة ككل وساهم بشكل كبير في هزيمة الإرهابيين.”

في ظاهر الأمر، يبدو أن روسيا وحزب الله شريكان غريبان، أحدهما جماعة شيعية إسلامية مسلحة مصممة على تدمير إسرائيل، فيما الآخر، دولةٌ علمانيةٌ تسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل وتتاجر مع دول الخليج السنّية.

في عام 1986، اختطف حزب الله اللبناني أربعة دبلوماسيين سوفيات في بيروت.  وتقول إحدى الروايات إن الرد كان وحشيا حيث اختطف جهاز الاستخبارات السوفياتي أحد أقرباء زعيم حزب الله وقطعت أصابعه، وأعادتها إلى عائلته في مغلفات منفصلة. أما الروايات الأخرى من القصة فقد كانت أكثر سوءاً.

ومع ذلك، ترفض روسيا الآن تصنيف حزب الله ككيان إرهابي، سواء بشكل كلّي كما فعلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أو جزئياً مثل الاتحاد الأوروبي. وفي مايو / أيار الماضي، أصر سفير روسيا في لبنان على أن : “حزب الله منظمة تحارب الإرهاب، لا يوجد شيء آخر يقال.”

فهم العلاقة المتغيرة بين روسيا وإيران

تعتقد آنا بورشيفسكايا، زميل أول في معهد واشنطن، أنه ليس من الممكن فك رموز موقف روسيا المتطور تجاه حزب الله والجماعات الشيعية الأخرى دون فهم علاقتها المتغيرة مع إيران منذ عام 1979.

فبعد الحرب الإيرانية العراقية، تحولت الجمهورية الإسلامية من موقفها المعلن والذي يرتكز على سياسة: “لا شرق ولا غرب” إلى التقارب التدريجي مع الاتحاد السوفيتي. وبحلول منتصف التسعينيات، برزت روسيا كمورد رئيسي للأسلحة في إيران ومؤيد لبرنامجها النووي.

تقول بورشيفسكايا: “عندما وصل بوتين إلى السلطة، بنى على تلك العلاقات السابقة، وطورت سوريا العلاقات الروسية الإيرانية إلى مستويات غير مسبوقة، لم يكونوا بهذا القرب من قبل، وعلاقة روسيا بحزب الله هي نتيجة ثانوية لذلك.”

وتشير بورشيفسكايا إلى أن التحالف الحاصل بين روسيا وإيران واضح، فهما يشتركان في رؤية معادية لأميركا ويرغبان بانسحابها من المنطقة، إلى جانب العداء المعلن للتطرف الإسلامي السني. وعلى عكس حزب الله (الشيعي)، فقد أعلنت روسيا جماعة الإخوان المسلمين (السنية) منظمة إرهابية منذ العام 2003.

من هذا المنطلق، يتوجب على روسيا أن تميل إلى حلفاء إيران في المنطقة، بمن فيهم وكيلها الرئيسي حزب الله والجماعات الشيعية الأخرى المدعومة من الجمهورية الإسلامية ونظام الأسد الذي قدمت له طهران دعما عسكريا وماديا بمليارات الدولارات منذ العام 2012 .

وتضيف الباحثة في معهد واشنطن أن المكاسب بالنسبة لروسيا سياسية ومالية، فكلما زاد عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، كان أفضل كونه سيرفع مبيعاتها من الأسلحة. لكن الحافز السياسي أهم، فطالما أن الصراع لم يخرج عن السيطرة، فإن موسكو تضع نفسها كقوة لا غنى عنها يمكنها التحدث مع جميع الأطراف.

ما هو الدعم الذي يتلقاه حزب الله من روسيا؟

ليس من الواضح ما إذا كان لحزب الله وجودٌ أو خلايا أو أصول نشطة في روسيا أم لا، لكن من المحتمل أن يكون عدم ذكر أي وجود للحزب في روسيا، قد ساعد في تسهيل عملياته في سوريا.

في عام 2010، تمكن رجل الأعمال اللبناني عبد النور شعلان من لعب دور الوسيط في صفقة أسلحة تشمل حزب الله ومسؤولي الجمارك السورية وشركات في بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا ولم تتم مقاطعته من قبل الولايات المتحدة إلا في 2015. وقد لعب أيضا دورا حاسما في تزويد حزب الله بالأسلحة منذ بداية الصراع السوري.

وفي نفس العام، عقد قاسم سليماني قائد فيلق القدس الاستطلاعي التابع للحرس الثوري الإيراني آنذاك، اجتماعا مع الرئيس بوتين ووزير الدفاع الروسي في موسكو، رغم حظر سفره رسمياً من قبل الأمم المتحدة، ولم تعلق روسيا عند انتقادها بشأن هذا الانتهاك.

تشير بورشيفسكايا الباحثة في معهد واشنطن أن سليماني ولفترة طويلة شكل قناة لوصول الأسلحة الخفيفة الروسية الصنع إلى حزب الله. ففي غضون أسابيع من اجتماعه مع بوتين، بدأت روسيا تحشد قوات جوية ومدرعات ومستشارين في غرب سوريا. ثم في أيلول 2015، شن الجيش الروسي حملة جوية قلبت مجرى الحرب لصالح حكومة الأسد.

وخلال السنوات الخمس الدامية التي تلت، تمكن مقاتلو حزب الله من الوصول لأكثر من مجرد أسلحة من روسيا. تقول بورشيفسكايا: “كان لمقاتلي حزب الله تجربةٌ مباشرةٌ مع الجنودِ الروس على الأرض، وقد دفعتني بعض المحادثات الخاصة إلى الاعتقاد بأن مقاتلي الميليشيات ربما تلقوا تدريبات داخل روسيا نفسها”.

فيما رأى الباحث فيليب سميث أيضاً أدلة على ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه أفاد أن الصور قد تكون مزورة.

في يناير/ كانون الثاني 2016، وبدعم من القوات الجوية والمدفعية الروسية، تمكن حزب الله وقوات النظام من توجيه سلسلة من الضربات الساحقة إلى معاقل المتمردين السوريين، بما في ذلك بلدة سلمى في اللاذقية وشيخ مسكين في درعا. ثم وفي فبراير/ شباط الذي يليه، كسر حزب الله والميليشيات المدعومة من إيران حصار بلدتي نُبل والزهراء تحت غطاء الضربات الجوية الروسية.

ويقدرُ تقريرٌ لمعهدِ “كارنيغي للسلام الدولي” وجودَ ما يتراوح بين 6000 إلى 8000 مقاتل من حزب الله في سوريا والعراق. ورغم خسارته لعناصره على امتداد العام 2015، فقد أرسل المزيد من المقاتلين إلى الجبهة الجنوبية لمدينة حلب بعد التدخل الروسي.

مع ذلك، تسير الدبلوماسية العسكرية الروسية الحذرة في المنطقة في كلا الاتجاهين. ففي أواخر العام 2016، بدأت موسكو في بناء نظام دفاع مضاد للطائرات، أو    A2 / AD في قواعدها في سوريا ، لكنها أزعجت دمشق وطهران من خلال السماح لإسرائيل بشن غارات جوية على أهداف غير روسية. وقد أدى ذلك إلى نوع من الاعتماد على روسيا من جانب إسرائيل  لكنه أدى أيضاً إلى مقتل أحد مقاتلي حزب الله في يوليو/ أيلول 2020.

وفي محاولة لحماية حزب الله والأهداف التابعة لإيران من صواريخ إسرائيل، أخفى النظام السوري المقاتلين الإيرانيين بزيه الرسمي وشاراته.

ووفقاً لمصادر معهد واشنطن، استخدمت الميليشيات المدعومة من إيران الأعلام الروسية لصد الضربات الجوية الإسرائيلية.

يقول الباحث فيليب سميث: “لقد تم تبني موقف متعدد الأقطاب، روسيا أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل أحياناً. حدث الكثير من التلاعب بين الحلفاء، كما كان الحال في الحرب العالمية الثانية. إنه استعراض للقوة، يبدو الأمر كمشروع صغير لبناء العلاقات لكن عوائده ستكون كبيرة.”

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

مقتل قائد ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة الميادين السورية

18 أغسطس 2020
أحمد سلوم
١ دقيقة للقراءة
مقتل  قائد ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة الميادين السورية