close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

الهولوكوست في وسيلة إعلام إيرانية؟ ولِـمَ لا؟

11 ديسمبر 2020
أحمد سلوم
١٠ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة : إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة : إيران وير بالفارسي

مازيار بهاري – إيران وير

يُطلُّ موقع “إيران وير” هذه المرة بنشر سلسلة تقارير حول “الهولوكوست” ومعاداة اليهودية ونظريات “المؤامرة”، كما تتضمن هذه السلسلة عدة مقالات عن أشخاص ناضلوا ضد الكراهية والعنصرية.

وهذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها وسيلة إعلام إيرانية مع “متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة الأميركية”.

كثيرا ما يوجَّه إلي السؤال عن سبب اهتمامي البالغ بالهولوكوست، ولماذا على إيرانيّ غير يهودي لا صلةَ مباشرةً بينه وبين ضحايا الهولوكوست أو مرتكبيها أن يُعْنى بكتابة المقالات وصناعة الأفلام عنها لأكثر من عشرين سنة؟

أما جوابي فهو في غاية البساطة: “ولِـمَ لا؟”

النازيون وشركاؤهم قتلوا ستة ملايين يهودي في مذبحة الهولوكوست، كما قتلوا ملايين آخرين لأسباب عرقية وأيديولوجية، فسطّروا تراجيدية بشرية غير مسبوقة؛ من هؤلاء عِرق “الروم” (وخطأً يُطلَق عليهم “الغجر”)، والسلافيون والمعاقون، والمثليون، وأتباع طائفة “شهود يهوه”.

قبل أن يتسلّم النازيون مقاليد الحكم في ألمانيا، كانت الأخيرة بلداً متطوراً، مواطنوه متعلمون إلى درجات عليا، دستوره ديمقراطي، تَسوده دولة القانون وحرية التعبير. لكن هذا الشعب المتحضر المتعلم وحلفاءه أقدموا في غضون عدة سنوات على ارتكاب جرائم يَشيب لها الوِلْدان، ولا يزال العقل يرفضها. وعلينا جميعا أن نتعلم مما أفضى إلى الهولوكوست، ونسعى إلى الحيلولة دون وقوع إبادات جماعية بحق الأجيال اللاحقة وبقية الجرائم الحكومية ضد المجموعات المدنية.

وبالنسبة لي كإيراني، كان لمعرفة الهولوكوست وثقافتها دور في فهم تاريخ بلدي المعاصر فهماً أفضل، ولا سيما منذ ثورة 1979 وما بعدها، حين تبوّأ السلطةَ نظام أيديولوجي، وارتكب جرائم لا يمكن تصديقها.

إن فهم الهولوكوست فهمٌ لكراهية قد تُقوِّض دعائم ثقافة وسياسة مجتمعٍ ما، فهمٌ لحقيقة أننا إن لم نقف سدّاً منيعاً أمام أبشع أفكار نظام الجمهورية الإيرانية وأنصاره فقد ندفع ثمناً باهظاً، ونَشهد كارثة أسوأ مما شهدناها حتى الآن جرّاء ترويجه للكراهية وتهميش الأقليات في إيران.

لكنْ كمعظم الأجوبة البسيطة، فإن “لِـمَ لا؟” أيضا نوع من التملص وعدم الإجابة عن السؤال. أما السبب الحقيقي لرغبتي في التعرف إلى ثقافة الهولوكوست والتعلم منها فهو أكثر تعقيداً بدرجات، وللقضية جذور عميقة في تاريخ أسرتي وقصة ترعرعي في إيران في سبعينيات القرن المنصرم، فهذه القصة بدأت حوالي سنة 1975 أو 1976. أنا من مواليد 1967، وهذا التقرير من رؤية طفل عمرُه ثماني أو تسع سنوات.

طهران 1975

إحدى أولى ذكريات حياتي ما أحمله من مشاهدتي لفيلم “أسلحة نافارون”، وهو فيلم تم إنتاجه في عام 1961، موضوعه الحرب العالمية الثانية، أدى أدوراه “جريجوري بيك” و“أنطوني كوين”.

 تدور أحداث هذا الفيلم حول مجموعة من الجواسيس والقوات الأميركية والبريطانية واليونانية الخبيرة التي تسعى إلى التسلل إلى قلعة ألمانية في بحر إيجة وتدميرها. كان التلفزيون الإيراني الرسمي يَعرضه شهرياً، وكنت أشاهده في كل مرة من بدايته إلى نهايته. كنت شغوفاً به راغباً في معرفة المزيد عن الحرب وعن أشرار الفيلم النازيين. وهذا ما حَدَا بي إلى متابعة مسلسل “العالم في الحرب”.

عادةً لم يَكن يُسمَح لي بالسهر، لكنْ لمعرفة أمي أن التفقّه في التاريخ أمر مهم كانت تُجيز لي مشاهدة المسلسل استثناء. كنت أحدّق في وجوه تَظهر في مقدمة المسلسل وهي تحترق وسط ألسنة النيران، ولا تَرفع أبصارها عن النظر إلى الكاميرا. كثيرون منهم كانوا أطفالاً. وقد تكون سمفونية “كارل ديفيز” الفظيعة من أجمل المقاطع الموسيقية التي أُعدّت للتلفزيون حتى زمننا هذا. وقد تأثرت بشخصية أنطوني كوين الملهمة في “أسلحة نافارون”، ومشاهد دمار أوروبا على أيدي النازيين في “العالم في الحرب”، كنت أحلم أن النازيين يحتلون حيّنا في طهران، ويعتقلون أصدقائي اليهود، فتستولي عليَّ رغبة في الانضمام إلى مجموعة البارتيزان العسكرية، وقتل النازيين بالبندقية الرشاشة!

عاش والداي أحداث الحرب العالمية الثانية، حين قام الحلفاء (أميركا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي) باحتلال إيران. كانت مدينة والدي، همدان، تحت احتلال القوات البريطانية، ومدينة والدتي، قزوين، الواقعة شمال إيران تحت احتلال القوات السوفياتية. وكانت أمي تسرد علينا قصص اللاجئين البولنديين الذين دخلوا المدينة فرحّب بهم الإيرانيون خيرَ ترحيب. لقد غيّرت تجربتُهما الشخصية في الحرب مقاربتَهما لليهود واللاجئين حتى آخر حياتهما.

في أوائل السبعينيات كنا نقيم في أحد أحياء اليهود في طهران. كان لي أصدقاء يهود كثيرون سواءٌ في المدرسة أم في الحي. ولم يكن في بيتنا أي نزعة نحو معاداة اليهود. وكان والداي في أواخر العقد 1940 عضوين في “حزب توده” الشيوعي.

بعد أن وَضعتِ الحرب العالمية الثانية أوزارها، أشاد كثيرون بدور الاتحاد السوفياتي بهزيمة النازيين. كان الشيوعيون يدعمون “العدالة الاجتماعية” ويحاربون “الاستعمار” في دول العالم الثالث مثل إيران، فكان من الطبيعي إذن انضمامُ كثير من الإيرانيين، ومنهم اليهود وبقية الأقليات الدينية إلى الحزب الشيوعي في دول مختلفة.

بالطبع، لم يكن الكثيرون وقتذاك على اطلاع على جرائم “ستالين” في الاتحاد السوفياتي، وحتى الذين كانوا على اطلاع يقومون بإخفائها. بعض أصدقاء والدي كانوا يهوديين ومسيحيين وزرادشتيين، وبيتنا كان مفتوحاً أمام الجميع، ولم يكن في عالَمي الصغير سوى الأشرار النازيين الذين يَظهرون على شاشة التلفزيون مُبدين كراهيتهم لليهود. وكنت أفترض أن حياة اليهود في إيران جيدة، وهو افتراض صحيح إلى حد ما؛ لم أكن أميّز بين صديقي المسلم “حسين” وصديقي الأرمني المسيحي “فِرِد” وصديقي اليهودي “بنيامين”؛ نلعب كرة القدم معاً ونشاهد التلفاز معاً.

الأمن النسبي

لكن بعد أربعين سنة من ذلك أدركت أن الحقيقة كانت مختلفة. صحيح أن اليهود الإيرانيين كانوا في العقدين 1960 و1970 يتمتعون في عهد محمد رضا شاه بهلوي بحياة آمنة نسبياً، لكن “نسبياً” تُقيد الجملة؛ لقد كان اليهود يعانون من العنصرية ومن هجمات بعض المسلمين عليهم.

للشعور العدائي ضد اليهود جذور عميقة في أوساط بعض المسلمين الذين يَعتبرون غير المسلمين “نجسين”. واستناداً إلى تفسيرهم بعض الآيات القرآنية المتعلقة بحروب نبي الإسلام ضد القبائل اليهودية، يَكرهون اليهود. أتذكر يوم ذهبنا أنا وفِرِد وبِني إلى حفلة عيد ميلاد صديقنا في الحي رضا. أعطاهم والد رضا صحوناً طالباً منهم استعمالها وعدم لمس الصحون الأخرى. حين ذكرت القصة في منزلنا قال أبي: “والد رضا وُلِد حماراً وسيموت بغلاً”؛ هكذا كان أبي صريحاً في مواقفه.

ورغم وجود بعض الحالات العنصرية والهجوم الكلامي والجسدي لبعض المتدينين المتشددين، إلا أن أكثر الإيرانيين اليهود الذين التقيت بهم يرَون أن سنوات العقدين 1960 و1970 هي أفضل سنوات حياتهم في إيران. وكان طبيب عائلتنا “براتي” أيضا يهودياً، وكغيره من أطباء ذلك الزمان كان كريماً في وصف الدواء. وخلافاً لبعض رجال جيله كان مُريحاً يُقيم العلاقات مع الآخرين بسهولة.

ثمن العنصرية

في تلك المرحلة، كنت أزور عيادة الدكتور براتي عدة مرات في السنة، حتى في أعقاب الثورة الإسلامية في أوائل عام 1979، لكنه غاب عن الأنظار في أحد أيام صيف 1979. وعلماً أن الخميني وأنصاره زعموا أنهم يميزون بين اليهود والصهيونية إلا أن كثيراً من اليهود فقدوا الشعور بالأمان في بلدهم، واعتبر الكثير منهم أن إعدام “حبيب إلقانيان”، رجل الأعمال ومرشد الجالية اليهودية، في أبريل/نيسان 1979 كان رسالة لجميع الجالية اليهودية في إيران.

اتُّهِم إلقانيان “بالتجسس” لإسرائيل لا لشيء إلا لأنه كان قد زارها عدة مرات وفتح فيها الاستثمارات. حكمت عليه محكمة الثورة بالإعدام من دون منحه حق الاستئناف أو السماح له بتوكيل محامي الدفاع، وأعدمته مباشرة بعد الانتهاء من محاكمته “محاكمةً ميدانية”. وتزامن إعدام إلقانيان مع قتلٍ لا يرحم لآلاف المسؤولين من نظام الشاه والمعارضين للخميني.

هاجر الملايين من الإيرانيين، ومنهم آلاف اليهود من بلدهم في ثمانينيات القرن العشرين. وانخفض عدد اليهود من حوالي 80 أو 100 ألف يهودي إلى حوالي 30 ألفاً. كان الدكتور براتي أحد الذين قرروا التخلي عن بلدهم. قال جيرانه إنه هاجر إلى أميركا حيث تُقيم ابنته. منذ ذلك الوقت لم ألتقِ بالدكتور براتي قَطُّ، لكن وأنا أكتب هذه السطور لا تزال ابتسامته ماثلةً أمام ناظريَّ.

مواطنون من الدرجة الثانية

قبل 41 عاماً كنت في الحادية عشرة من عمري، وكان يستولي عليّ الانزعاج من مسألة لماذا لم يَعُد بمستطاعي رؤية الدكتور براتي. واليوم أنا غاضب من أن نظام الجمهورية الإسلامية يحرم إيرانَ والإيرانيين من مواهب أشخاص مثل الدكتور براتي. وهناك آلاف من الأطباء والمهندسين والتجار والفنانين الإيرانيين ممن كان في إمكانهم تقديم المساعدة لبلدهم وتطويره، ولكنهم قابعون اليوم في سجون النظام، ويُقتَلون أو يعيشون في المنفى، ويَلقَون من ألوان العذابات ما يلقَون. إن الغضب من “ثمن العنصرية” الذي تفرضه الأنظمة المستبدة على شعوب دول مختلفة هو السبب الرئيسي وراء حماستي وحَميّتي في فهم ثقافة الهولوكوست والتعلم منها.

أعتقد أن أذى النازيين لم يقتصر على المجتمعات اليهودية الألمانية والأوروبية وحسب، بل حرموا أجيالاً من الشعب الألماني وشعوب العالم من خدمات ومواهب ستة ملايين يهودي لقُوا حتفهم.

أدى إعدام حبيب إلقانيان إلى إصدار مجلس الشيوخ الأميركي قراراً يقضي بإدانة حقوق الإنسان في إيران كان قد تقدّم به “جاكوب جاويتز”، السيناتور عن ولاية نيويورك. وأدانت الجاليات اليهودية في جميع بقاع العالم ما قام به النظام الإيراني. كما عبّرت بقية الجاليات الدينية والمذهبية أيضاً عن ردود فعل مماثلة.

وإثر خطف ومقتل مئات البهائيين بين عامَي 1979 و1984، قام البهائيون في جميع أصقاع الأرض بالتعبئة لإنقاذ معتنقي دينهم في إيران. وفي نهاية المطاف، انتهت مقتلة البهائيين لكن مواطن الأقليات الدينية والمذهبية (أي كل من ليس مسلماً شيعياً) أصبح مواطناً من الدرجة الثانية. وإنْ كان يُعترَف باليهود والزرادشتيين والمسيحيين وبعض المسلمين السنّة في “الدستور الإيراني”، ولهم نواب في مجلس الشورى الإسلامي، لكن العنصرية تُمارَس بحقهم في العمل والدراسة، وحياتهم غير آمنة، وتوجَّه إليهم ببساطة تهم الجاسوسية وتعريض “الأمن القومي” للخطر.

سلسلة تقارير

سلسلة التقارير التي أعدها موقع “إيران وير” برعاية متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة الأميركية تتناول جوانب مختلفة حول الهولوكوست، ومعاداة اليهود في إيران وفي بقية الدول. وخلافا للمساعي السابقة في وسائل الإعلام الإيرانية خارج إيران، لن تقتصر هذه السلسلة على ترجمة المقالات الألمانية والإنكليزية إلى الفارسية، بل الهدف منها البدء بالحوار حول الكراهية والهولوكوست ومعاداة “الآخر”.

شباب طهران

“شباب طهران” عنوان لتقريرين حول اللاجئين اليهود البولنديين الذين التجؤوا إلى إيران في عصر الهولوكوست (1943). مادة هذين التقريرين كتاب “شباب طهران: رحلة اللاجئين الطويلة فراراً من الهولوكوست” من تأليف “ميخال دِكِل”؛ ويَسرد قصة مئات من الأطفال اللاجئين اليهود البولنديين الذين توجّهوا إلى إيران.

غرض “إيران وير” تكريم شهامة الإيرانيين وتاريخهم الزاخر بالفخر، والتذكير بقضية أن النظام الإيراني الحالي المتعصب وضد اليهودية والمعادي للأجانب جعل إيرانَ متقوقعةً على نفسها منعزلة عن المجتمع الدولي.

نظرية مؤامرة عائلة روتشيلد

“نظرية مؤامرة روتشيلد” عنوان تقرير حول الأكاذيب المعادية لليهود والسامية، ولا سيما نظرية مؤامرة أسرة “روتشيلد”. هذه النظرية القديمة شقّت طريقها إلى إيران أيضاً واصطبغت بصبغة محلية. المُعادون لليهود يتهمون عائلة روتشيلد بالضلوع في كثير من التحولات والانقلابات منذ أوائل القرن التاسع عشر. يتطرق هذا التقرير إلى مسألة نظرية مؤامرة الروتشيلديين، ثم يُعرِّج على بقية نظريات المؤامرة المعادية لليهود، وعلى الارتدادات الكارثية لاستهداف مجموعة من البشر (اليهود في هذه الحالة)، واعتبارهم مسؤولين عن مشكلات إيران والعالم. وفي هذا التقرير، نقف على أن الأساطير حين لا تُعرَض على محك الشك ما الذي يحدث؟ كما نتحدث عن كيف تَغدو أساطيرُ كهذه أداة للحض على الكراهية والعنف.

البروباغندا

هناك تقريران أيضاً عن البروباغندا كأداة خطيرة في يد الأنظمة الشمولية على مرّ التاريخ؛ أداة تُمكِّنهم من التحكم بالجماهير و“شيطنة” الأقليات.

يشير هذا التقرير إلى كيفية وصول البروباغندا من أساليب الأنالوج (الأساليب التناظرية) في ألمانيا النازية إلى الأساليب الأكثر رقمية وإلى “الزيف العميق” على منصات التواصل الاجتماعي الحالية.

التقريران يتناولان البروباغندا في الدولة النازية ضد اليهود الألمان في العقدين 1930 و1940، وشيطنة الحكومة لمسلمي “الروهينغا”، وبروباغندا النظام الإيراني ضد الأقليات، والبهائية على وجه الخصوص، والمسيحيين التبشيريين والصوفية واليهود.

الاطّلاع على الهولوكوست وتعلُّم التعددية في شمال أفريقيا

تسعى هذه المجموعة إلى التعريف بالقصص الإيجابية للشجاعة ولمسلمين حاربوا “الكراهية” في زمن الهولوكوست. والتقرير السادس يتناول ثقافة الهولوكوست والتشجيع على التعددية في المغرب وتونس. هذا التقرير يحيل على أن النظام الإيراني يحرِّض ضد مجموعات مختلفة داخل إيران وفي المنطقة، في وقت نَشهد مجتمعات مدنية في الشرق الأوسط تقوم بالتشجيع على الاطلاع على الهولوكوست والتعددية.

الإيرانيون يحاربون الكراهية في جميع أرجاء العالم

يعيش قرابة ثلاثة ملايين إيراني في المنفى، ويوقف كثير منهم حياتَه على النضال ضد الكراهية وتقديم الدعم والمساندة لحقوق الضحايا؛ ليس الضحايا الإيرانيين على يد نظام الجمهورية الإسلامية وحسب بل ضحايا الجرائم في دول مختلفة. يُعرِّف التقرير بلفيفٍ من الأشخاص. ونسمع عن حوافزهم ودوافعهم التي تُشكِّل إلهاماً للأجيال الشابة.

الأبطال المسلمون في عهد الهولوكوست

ويضطلع تقريران بالتعريف ببطلين من زمن الهولوكوست؛ مسلمان أنقذَا اليهود في ذلك الزمن في يوغسلافيا وألمانيا، وهما “درويش كُركوت”، عالِم الدين المسلم الذي أنقذ في سراييفو كتاب اليهود المقدس ومنح هو وزوجته اللجوء لفتاة يهودية، و“محمد حلمي”، الطبيب المصري المقيم في برلين، الذي أنقذ نفراً كثيراً من اليهود بإدخالهم إلى منزله.

يتناول هذان التقريران كيف أن الإنسان يُحقق إنسانيته المستبطنة فيه في الأزمان الصعبة، وكيف أن للأشخاص القدرةَ على اتخاذ القرارات الإيجابية وتقديم يد المدد للآخرين حتى في الظروف القاهرة وتحت الضغوطات.

منذ عشرات السنين والنظام الإيراني يُشوِّه صورة إيران؛ نظام مُعادٍ لليهود ينفي الهولوكوست ويستهزئ ببقاياها. لا شك أن شفاء إيران من عدة عقود من القمع والعنف سيستغرق وقتاً، لكني أنا وزملائي نرى مستقبل إيران ومستقبل شبابه زاهياً. وهذا ما يحفزّنا أكثر لنتعلم من تجارب الآخرين لمدّ الجسور بين الشعب الإيراني وبقية الشعوب.

علينا جميعاً، إيرانيين وغيرَ إيرانيين، أن نبذل قصارى جهدنا لملء هذه الفجوات الفاصلة، والبدء بتشييد جسور قَوّضها نظام الجمهورية الإيرانية في العقود الأربعة الأخيرة، وعلينا إصلاح الإرث النحس لهذا النظام.

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

المحكمة الدولية تصدر حكمها على سليم عياش بتهمة قتل رفيق الحريري بالسجن...

11 ديسمبر 2020
فاطمة العثمان
٢ دقيقة للقراءة
المحكمة الدولية تصدر حكمها على سليم عياش بتهمة قتل رفيق الحريري بالسجن المؤبد