close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

وكالة تسنيم الإيرانية تُقدم معلومات مزيفة ومضللة عن لواء فاطميون

7 أغسطس 2021
٣ دقيقة للقراءة
علم لواء فاطميون. المصدر: إيران وير فارسي
علم لواء فاطميون. المصدر: إيران وير فارسي

بجمان طهوري – إيران وير

عادة ما يتم تحديد مدى مصداقية وصحة المعلومات، وفق “خبراتنا” و”شعورنا” و”معرفتنا”، وهذا يعني أننا حينما نتلقى معلومات، فإننا نقيمها بصفتنا الجمهور وفق أحد هذه العناصر الثلاثة. 

كما أنه بإمكاننا تعزيز قدراتنا على تحديد أصالة ومصداقية المعلومات عبر تدريب مهارات أربعة هي: “الوعي الذاتي”، و” معالجة المعلومات”، و”التأمل في علاقة الأخبار ببعضها البعض”، و”النظرة الأخلاقية الداخلية للمعلومات”.

ومن هنا علينا إلقاء نظرة إلى بيان لواء “فاطميون” حول التطورات الأفغانية والذي نشرته وكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني في 20 يوليو/تموز المنصرم. 

وقد جاءت أجزاء من هذا البيان على النحو التالي:

لقد شنت أمريكا ومَن معها من عشاق الليبرالية الديمقراطية الغربية سواء في أفغانستان أو خارجها وبالتزامن مع سحب جنودها من أفغانستان، حربًا ناعمة لهدفين رئيسيين:

1- الهدف الأول أن يعلنوا أنه مع خروج أمريكا، تتجه الأوضاع في أفغانستان صوب حرب أهلية وانعدام للأمن. وهذا حتى يخرجوا من أفغانستان أبطالًا وحث الدول الأخرى على الكف عن المقاومة لطرد الأمريكيين.

2- ويتمثل الهدف الثاني من هذه الحرب الناعمة لأمريكا ومن معها من أصحاب التوجهات الغربية، هو السعي الجاد وراء إشعال حرب أهلية ذات طابع ديني بين الشيعة والسنة، حيث أنهم لن يدخروا أي جهد لإشعال مثل هذه الحرب، وقد شهدت الآونة الأخيرة ما تبذله أمريكا ومن معها من عشاق التوجهات الغربية من جهود إعلامية مضنية لإثارة المذاهب المختلفة ضد بعضها البعض في أفغانستان، ويمكن مشاهدة أمثلة ذلك داخل أفغانستان وخارجها.

في ختام هذا البيان، تم التأكيد على أن: “مقاتلي لواء فاطميون يَعتبرون أنفسهم أبناء الإسلام ويرون خامنئي أكثر المسلمين وعياً بإمكانات مسلمي العالم والمنطقة وفرصهم ومصائبهم وقضاياهم، فضلًا عن معرفته بسبل حل مشكلاتهم، ولذلك يضعون أنفسهم تحت تصرف أوامره وتوجيهاته بالإضافة إلى ضرورة مراعاة المصالح الأفغانية العزيزة، وبالطبع كان قادة لواء فاطميون وكبار مسؤوليه ومقاتليه الشجعان ينصتون لتعليمات هذا المرشد العظيم، و يكيفون قطار تحركاتهم على قضبانه”.

وفي وقت سابق، حصلنا على هذه المعلومات عن لواء فاطميون عبر وسائل الإعلام:

-تم تشكيل لواء فاطميون من قبل القوات الأفغانية المتطوعة لحماية مرقد “السيدة زينب”.

-إيران هي من أسست لواء فاطميون.

-يقع مقر لواء فاطميون في إيران.

– قادة أفغانستان، يتهمون إيران باستغلال اللاجئين الأفغان وإرسالهم إلى الحرب.

-قادة إيران يدعون تطوع قوات لواء فاطميون، ويقرون فقط بتجهيز هذا اللواء وتزويده بالأسلحة.

وبغض النظر عن محتوى البيان، فإن إلقاء نظرة إلى هذا البيان بمثل هذه المعلومات، يثير مجموعة من الأسئلة:

ما هو لواء فاطميون؟

ولماذا أسس هذا اللواء؟

وما دور هذا اللواء الذي ادعى مشاركته طواعية في سوريا لحماية مرقد السيدة زينب، في حماية الوطن؟

هل وقف لواء فاطميون جانب حركة “طالبان” أم في وجهه؟

لماذا لم تتوجه قوات لواء فاطميون إلى أفغانستان دفاعًا عن الوطن أمام هجوم طالبان؟

لكن محتوى البيان لا يجيب على هذه التساؤلات، بل يرسم صورة جديدة عن لواء فاطميون لا تتماشى مع المعلومات التي كانت معروفة فيما سبق عن هذه الجماعة العسكرية، ومن ثم يخلص هذا البيان إلى أن:

1-لا يتناسب أسلوب البيان مع اللغة الفارسية الدرية أي لغة الشعب الأفغاني.

2-يتناسب أسلوب البيان مع أفكار الحكومة الإيرانية وبيت المرشد أكثر من تناسبه مع لغة وأفكار الشعب الأفغاني.

3-لا يهتم واضعو البيان بأفغانستان وشعبها، بل يروجون لآراء الجمهورية الإيرانية بشأن ضرورة جعل المنطقة غير آمنة بالنسبة للقوات الأمريكية.

وعلى هذا الأساس، وبصفتنا الجمهور، فإننا لا نشكك في مصداقية البيان فحسب، بل ندرك أن هذا البيان في حد ذاته، دليل على تزييف كافة المعلومات التي تلقيناها من الحكومة الإيرانية بشأن لواء فاطميون في وقت سابق.

قد يكون الجزء الصحيح من المعلومات الخاصة في لواء فاطميون هو توظيف اللاجئين الأفغان في هذه المؤسسة العسكرية دون أن يكونوا هم صناع القرار أو المستهدفين، كما خضعوا لسياسات الجمهورية الإيرانية بوعيهم أو دون وعيهم وطواعيةً أو إجبارًا.

ومن ثم فإن البحث عن مدى مصداقية هذه المعلومات، يطرح هذه التساؤلات الرئيسية:

  • ما هو هدف مصدر هذه المعلومات؟
  • ما هي التكتيكات التي استخدمها الكاتب أو الكُتّاب لجذب انتباه الجمهور؟
  • ما هي وجهة النظر التي تروج لها الوكالة المذكورة؟
  • ما الذي سيخلص إليه الجمهور من هذه الرسالة؟
  • ما المعلومات التي تخفيها هذه الوكالة عن الجمهور؟

بصفتنا الجمهور، وإذا بات يتعين على ذهننا الواعي استعراض هذه التساؤلات خلال المرور على أي خبر، فإنه يمكن الأمل في أن تقوم وسائل الإعلام بتقييم المعلومات “الزائفة” و”غير الصحيحة” بنفسها، وتقلل من مزج أخبارها وتحليلاتها بالأكاذيب.

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

محاولة اغتيال ضابط يعمل في الفرقة الرابعة جنوب سوريا

6 أغسطس 2021
تيم الأحمد
٢ دقيقة للقراءة
محاولة اغتيال ضابط يعمل في الفرقة الرابعة جنوب سوريا