close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

من طهران إلى صنعاء.. إيران تصدر حملة قمع البهائيين إلى اليمن

20 أغسطس 2021
٨ دقيقة للقراءة
نديم السقاف مع طفليه قبل اعتقاله
نديم السقاف مع طفليه قبل اعتقاله

نشر هذا المقال أول مرة بتاريخ15 أغسطس/آب، 2017

عراش عزيزيإيران وير

في 15مايو/أيار، تجمع مئات اليمنيين أمام مبنى النيابة الجنائية في العاصمة صنعاء، يخوض الحوثيون، وهم جماعة شيعية تدعمها إيران وتسيطر على صنعاء منذ عام 2014، حربًا أهلية مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وداعمها القوي المملكة العربية السعودية.

مع أن التظاهرات تكثر في ظل الاضطرابات الحالية في اليمن – ولكن هذه المظاهرة ومنظميها لفتوا الانتباه بشكل خاص، على أن هؤلاء المتظاهرين يستنكرون اعتقال المواطنين اليمنيين من المذهب البهائي ويدعون إلى إطلاق سراحهم، لم يقم طاقم حقوق الإنسان المعتاد بترأس هذه المظاهرة بل زعماء بعض القبائل الأكثر نفوذاً في البلاد، وأبرزها قبيلة بني مطر.

ما أخرج القبائل للتظاهر هو اعتقال الشيخ وليد صالح عياش، الذي يتميز بكونه شخصية قبلية بارزة وواحد من 2000 يمني أو نحو ذلك ممن يتبعون الديانة البهائية، وكانت ديانة عياش هي التي أدت إلى اعتقاله في19 أبريل/ نيسان، بينما كان يقود سيارته من مدينة إب إلى ميناء الحديدة، اعتقلت القوات الحوثية عياش بالإضافة إلى بهائي آخر كان معه في السيارة ونقلتهما إلى  سجن الحديدة، ووصف بيان لزعماء العشائر عياش بأنه “شخصية مميزة بين القبائل العربية … مشهور بنزاهته وحكمته وحبه وولاءه وتفانيه لوطنه وتسامحه واحترامه للحكومة والقانون”، و التقوا القادة في وقت سابق مع خالد الماوري، رئيس النيابة الجنائية الخاصة بحكومة الحوثيين، وكان الماوري قد وعدهم بنقل عياش إلى صنعاء، عندما فشل ذلك المسعى، قام الزعماء بتنظيم مظاهرة 15 مايو/أيار، لكن سرعان ما أخذ ذلك منعطفًا غير متوقع.

يقع اليمن في الزاوية الجنوبية الغربية لشبه الجزيرة العربية، وهو يتميز بكونه موطن أجداد العديد من القبائل العربية، في الواقع، وفقًا للرواية شبه الأسطورية الشعبية، ينقسم جميع العرب إلى القحطانيين الذين ينحدرون من اليمن وهم “عرب ذو دم نقي”، والعدنانيون الذين أصبحوا عربًا فيما بعد ينحدرون من أجزاء أخرى من شبه الجزيرة، تفتخر القبائل اليمنية بهويتها القحطانية – التي يُفترض أن تعود أصولها إلى قحطان، والذي يُعتبر هو نفسه “يقطان” المذكور في كتاب التكوين المقدس ومن نسل إبراهيم من خلال ابنه إسماعيل، لذلك فإن زعماء القبائل يحظون باحترام معين في جميع أجزاء المجتمع اليمني.

لكن في 15 مايو/أيار، لم تتم معاملة قادة بني مطر باحترام حيث خرج عضو النيابة راجح زايد من مكاتب الحوثيين ملوحاً ببندقية معلقة على كتفه وحاول التحريض على العنف، وبحسب بيان زعماء العشائر، فقد وصف زايد البهائيين بـ “الزنادقة وعملاء إسرائيل” وطلب من الجنود “قتلهم وعدم ترك أي شخص منهم”، ثم صرخ: “اليوم يصل الدم إلى الركب” وأوضح البيان أنه أيضاً تلفظ “بكلمات أخرى لا يجب تكرارها هنا”، ويقول شهود آخرون إن زايد ادعى وجود صلة بين البهائيين و اليهود والماسونيين، وأعقب ذلك إطلاق نار، كما يحدث في كثير من الأحيان في اليمن في الآونة الأخيرة، واستمر إطلاق النار دون توقف لمدة نصف ساعة، مع عدم وقوع إصابات.

مظلومون بأمر من إيران

إن وليد عياش ليس البهائي الوحيد الذي يقبع في السجون التي يديرها عناصر من جماعة الحوثي، هناك ما لا يقل عن سبعة بهائيين في السجن، بحسب ديان علائي، مبعوثة المجتمع البهائي الدولي لدى الأمم المتحدة في جنيف.

وقالت علائي لموقع إيران واير في مقابلة هاتفية: “لم يخضع هؤلاء الأفراد لمحاكمات، وما يقلقنا هو أنه يمكن احتجازهم إلى أجل غير مسمى ما لم تمارس الضغوط على سلطات الحوثيين”.

إن ما تسميه علائي “الوضع الأليم” للبهائيين قد ازداد سوءًا مؤخرًا، في شهر أبريل/نيسان، وبالإضافة إلى عياش، قُبض على بديع الله صنعاء، وهو مهندس مدني، عندما ذهب إلى محاكم الحوثيين بعد إصدار أمر استدعاء، ورفض أربعة وعشرون بهائيًا أيضا، ممن صدرت بحقهم أوامر الاستدعاء نفسها، الذهاب لسبب واضح وهو أنهم سيُعتقلون بدون أي سبب، في مايو/أيار، سببت أنباء تفشي وباء الكوليرا في سجن صنعاء المركزي المزيد من القلق للمجتمع.

لا شيء من هذا جديد بالنسبة للبهائيين فهم اعتادوا على قمع الدولة في الشرق الأوسط، وخاصة في إيران، حيث يشكل أكثر من 300 ألف بهائي أكبر أقلية دينية في البلاد، وحيث يتم قمعهم بوحشية، في عام 1991، وافق المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي على وثيقة أصدرها المجلس الأعلى للثورة الثقافية، والتي حددت السياسة الرسمية تجاه البهائيين، كان من المقرر عرقلة تقدمهم المادي وتم منعهم من التسجيل في الجامعات، كما دعت الوثيقة إلى “مواجهة وتدمير جذور [البهائيين] الثقافية في الخارج”.

هناك أسباب للاعتقاد بأن الحملة الأخيرة على البهائيين تم تنظيمها من طهران – الداعم الأيديولوجي والسياسي الرئيسي للحوثيين، منذ أن سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية على خلفية الاحتجاجات الجماهيرية خلال فوضى الحرب الأهلية اليمنية، وجد بعض المسؤولين الحوثيين الوقت لملاحقة البهائيين.

كسر حاجز الصمت لتأمين الإفراج عن البهائيين

بدأ مجتمع الحقوق الدولي بربط الأحداث، في 22 مايو/أيار، قال أحمد شهيد، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية الدين والمعتقد، إن قمع البهائيين في اليمن يشبه بشكل كبير وواضح “الاضطهاد الذي يعاني منه البهائيون الذين يعيشون في إيران”. يعرف الشهيد الموضوع جيدًا لأنه كان مسؤولاً عن موجز حقوق الإنسان الإيراني في الأمم المتحدة.

كما أن البهائيين أنفسهم توصلوا إلى نفس النتيجة فيما يتعلق بالتواطؤ الإيراني، عندما خاطبت علائي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 20 يوليو/تموز في جنيف لتقديم شكوى ضد القمع الذي يتعرض له البهائيون في إيران، تحدثت عن قيام إيران “بتصدير اضطهادها للبهائيين إلى اليمن”.

كانت حملة القمع ضد البهائيين واضحة بالفعل في أغسطس/آب 2016 ، عندما تم إلقاء القبض على 60 مشاركًا في اجتماع تعليمي نظمته مؤسسة نيدا للتنمية والتي يديرها البهائيون، كان نصف الحضور على الأقل من البهائيين بالإضافة إلى ستة أطفال. يمكن لأي شخص قد حضر هذه الاجتماعات التعليمية البهائية أن يشهد على طبيعتها البريئة ذات الطبيعة التعليمية، لا شيء، بعبارة أخرى، يبرر اقتحام الاجتماع من قبل القوات التي ترتدي الأقنعة التابعة لمكتب الأمن القومي اليمني الذي يديره الحوثيون، ومن بين البهائيين الذين تم اعتقالهم في ذلك الاجتماع نديم توفيق السقاف، المدير الوطني للمجلس الثقافي البريطاني في اليمن، وشقيقه نادر، وكيفان غداري، وهو مواطن إيراني يعيش في اليمن منذ سنوات.

كان السبب الوحيد لإطلاق سراح نديم وشقيقه نادر هو النشاط الدؤوب لزوجتيهما روحية ونحفة، كانتا روحية ونحفة من بين المعتقلين الأوائل وأجبروا على مشاركة سترة وزنزانة رطبة، تم إطلاق سراحهن مع شابات أخريات بعد التوقيع على تعهد بعدم المشاركة في الأنشطة البهائية، وسرعان ما اكتشفتا أن صمتهم لا يساعد أي شخص، وطبقاً لما أدلته نحفة لوسائل الإعلام أنهن وعدتا في البداية بالتزام الصمت، لكن بعد ثلاثة أسابيع، وعندما لم يتم الإفراج عن زوجيهما، قامتا بكسر صمتهن وعملنا بجد لضمان إطلاق سراح نديم ونادر.

عندما تحدثت إيران واير مع نديم وروحية، كان همهن الأكبر هو شخص بهائي آخر لا يزال في السجن.

تم القبض على حامد بن حيدرة في المكلا في ديسمبر/كانون الأول 2013، نفذت الحكومة اليمنية الرسمية الاعتقال، وكان تمرد الحوثيين للسيطرة على الحكومة لم يبدأ بعد، وجهت إلى حيدرة تهمة الردة والعمل لصالح الحكومة الإسرائيلية وتقويض استقلال الدولة اليمنية، وجميع هذه التهم عقوبتها الإعدام بموجب القانون اليمني.

كان الرجل الذي يقف وراء الاعتقال هو خالد الماوري المذكور أعلاه – والذي كان من بين المسؤولين الذين استلموا مناصب عليا في ظل حكومة الحوثيين المتحالفة مع القوات الموالية لعلي عبد الله صالح، وعلي عبد الله صالح هو رجل قوي حكم اليمن (وقبل توحيد البلاد في عام 1990 ،شمال اليمن) لعقود من خلال قيادة صفقة بين السعودية والولايات المتحدة وقبائل اليمن المختلفة، من بين المفارقات العديدة في القصة اليمنية أن الحوثيين، الذين يصفون أنفسهم بأنهم ثوار مناهضون للفساد تحالفوا بشكل وثيق مع صالح، الذي كانت رئاسته الاستبدادية الهدف الأول للاحتجاجات التي هزت اليمن في عام 2011 ،كجزء من الموجة العربية من الانتفاضات. يجب أن يتذكر الحوثيون الماوري جيدًا لأنه في عام 2005 هو الذي أمر باعتقال 20من نشطاء الحوثيين.

وبحسب نديم وروحية، فقد تعرض السيد حيدرة لتعذيب وحشي في السجن.

يقول نديم: “في الأشهر الأربعة الأولى، تعرض للتعذيب بالماء البارد، والصعق بالكهرباء، والضرب، وما إلى ذلك … فقد السمع في أذن بسبب ذلك وتضررت إحدى عينيه”.

تعلم الحوثيون الدرس من القضية السابقة، فاستهدفت سلطات الحوثيين الآن أيضًا زوجة حيدرة، إلهام محمد حسين زرائعي، التي تكافح من أجل إطلاق سراحه منذ أكثر من ثلاث سنوات بينما كانت ترعى ثلاث بنات، ويعتقد أن زرائعي مختبئة الآن، بينما أُجل موعد محكمة حيدرة عدة مرات، كان من المقرر عقده آخر مرة في 1 أغسطس/آب، لكن إيران واير لم تتمكن من تأكيد ما إذا كانت المحاكمة قد حدثت أم لا، لم تنشر مجموعة الفيسبوك التي تنادي بإطلاق سراحه أي تحديثات عامة منذ 31 تموز.

تحظى عائلة حيدرة بإعجاب كبير بين البهائيين والمجتمع الأوسع، لقد عاشوا في جزيرة سقطرى منذ عام 1945،عندما وصل والده من إيران للعمل كطبيب في ظل الحكم الاستعماري البريطاني، تم منحه الجنسية فيما بعد وحيدرة هو نفسه من مواليد اليمن، لكن هناك مخاوف من أن يتم ترحيله إلى إيران.

راجح زايد.. رجل طهران في صنعاء

وفقًا لعبد الله سالم، الناشط اليمني المقيم في الدوحة والذي تحدث إلى إيران واير باستخدام اسم مستعار، فإن مشاعر العداء لدى راجح زايد ضد البهائيين ليست من قبيل الصدفة.

وقال سالم “إن زايد هو رجل طهران.” وأضاف: “هذا ليس بسبب أي معتقد ثوري معين، مثل العديد من المسؤولين الحوثيين، إنها لعبة قوة وهم على استعداد لبذل جهد إضافي لإرضاء طهران، وماذا يرضي طهران أكثر من قمع البهائيين؟” 

إن النظريات التآمرية جزء لا يتجزأ من الدعاية الحوثية، شعارهم مزخرف بكل فخر بعبارة “اللعنة على اليهود” بالإضافة إلى “الموت لإسرائيل” و”الموت للولايات المتحدة الأمريكية”، يقول سالم إن بعض الحوثيين كانوا يخبرون مؤيديهم أن البهائيين هم عملاء لإسرائيل وأنهم يريدون تحويل جزر سقطرى، الواقعة على بعد أميال من البر الرئيسي اليمني، إلى مستعمرة بهائية. 

على الرغم من كل هذا، يتمتع البهائيون في اليمن بمستوى جيد من الدعم الشعبي، تقول علائي إن منظمة مواطنة، وهي منظمة غير حكومية رائدة في مجال حقوق الإنسان، تقدم الدفاع القانوني للبهائيين، وتضيف قائلة: “اليمنيون من جميع مناحي الحياة يدعمون البهائيين، ولكن، للأسف، حتى يومنا هذا، لم يكن لذلك تأثير على وضعهم، وسلطات الحوثيين ليست على استعداد لمنحهم محاكمة عادلة وصالحة حتى تثبت براءتهم من كل الاتهامات”.

يعيش البهائيون في اليمن منذ سنوات عديدة، من المعروف أن حضرة الباب، سلف الدين (الذي أحتسب مؤسس الدين بهاء الله من بين أتباعه الأوائل)، توقف في ميناء الموكا اليمني في منتصف القرن التاسع عشر في طريقه إلى مدينة مكة المكرمة، بينما يُعرف الموكا بأنه سوق رئيسي للقهوة أطلق اسمه على Mocha Beans، فإن معظم البهائيين يعرفون أنه مكان كتب منه حضرة الباب رسالة إلى أتباعه، إن البهائيين موجودون اليوم في كل ركن من أركان البلاد، بينما وصل الكثيرون كمهاجرين من إيران أو العراق، هناك عدد متزايد من الشخصيات القبلية التي وجدت الدين البهائي على الإنترنت وانضمت إليه من أجل وعده بالسلام والسلوان، على الرغم من الرسوم الكاريكاتورية تشير إلى عكس ذلك، يبدو أن المجتمع اليمني أكثر تسامحًا مع هذا الدين الجديد من سلطاتهم المستوحاة من طهران.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

التضخم المنفلت من عقاله.. هذه المرة الحرس الثوري الإيراني يُحذر

20 أغسطس 2021
٤ دقيقة للقراءة
التضخم المنفلت من عقاله.. هذه المرة الحرس الثوري الإيراني يُحذر