فرامرز داور – إيران وير
تُشير دراسة تاريخ اختطاف واغتيال النظام الإيراني لمعارضيه إلى أن تغييراً قد لحق أسلوب القتل والخطف في العقد الأخير؛ فطال على الأقل حالتَين من المقرَّبين من النظام أو المصطلَح عليهم بـ “منهم وفيهم”.
يبدو أن اغتيالات العقد الأخير قد أصبحت محدودة أكثر، وعادةً ما يكون منفّذوها غير إيرانيِّين؛ الأمر الذي يُصعّب ملاحقة المسؤولين الإيرانيين قضائياً.
وخلافاً للاغتيالات فإن حالات اختطاف الإيرانيين من الدول المجاورة لإيران قد زادت زيادة ملحوظة في العقد الأخير، ولا يَجد المسؤولون الإيرانيون غضاضة في إظهارها بل إنهم يتبنَّونها عملياً.
سبق أن نَشر موقع “إيران وير” تقريرَين عن اغتيال المعارضين في عهد الخميني والمرحلة الأولى من عهد خامنئي، وهذا التقرير يتناول الجدول الزمني للاختطاف والاغتيال في العقد الأخير من عمر النظام الإيراني.
اغتيال أحمد رضائي مير قائد في 13 نوفمبر 2011 في دبي
هو ابن الجنرال محسن رضائي قائد الحرس الثوري طيلة سنوات الحرب العراقية الإيرانية والمساعد الحالي للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لم تتم ملاحقة المشتبَه بهم في هذا الاغتيال، وصرّح محقق خاص بحالات القتل في طهران أن اغتيال أحمد رضائي جاء على خلفية حيازته على معلومات سرية كان يَكشفها للعلن.
محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في تايلند في بانكوك في 14 فبراير 2012
على خلفية هذه المحاولة تم اعتقال إيرانيَّين وصدرت أحكام بحقهما بتهمة محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي. وهذان الإيرانيان هما سعيد مرادي ومحمد خزائي، ثم تم تبادلهما لاحقاً في ديسمبر 2020 مع مواطن أسترالي سجين في إيران، وعادا إلى طهران وظهرا أمام الكاميرات ملثّمَين.
اختطاف عباس يزدانبناه يزدي في صيف 2013 من الإمارات واحتمال موته في إيران
كان تاجراً إيرانياً يحمل الجنسية البريطانية، ويقال إنه كان صديق الطفولة لـمهدي هاشمي ابن الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، وأحد الفاعلين في ملف اتفاقية بيع الغاز الإيراني للإمارات المعروفة بكرسنت واتفاقية النفط الإيراني مع شركة ستات أويل النفطية النرويجية.
بعد قرابة سنة ونصف من اختفاء عباس يزدانبناه يزدي، أعلنت الشرطة الإماراتية أن رجال الأمن الإيرانيين اختطفوه من دبي ونقلوه إلى إيران. وكان أحمد توكلي النائب البرلماني الإيراني، قد قال إنه لقي مصرعه في دبي في ظروف غامضة. في مارس 2015 أصدرت محكمة إماراتية حكماً بالسجن على ستة إيرانيين بتهمة المشاركة في خطف عباس يزدانبناه يزدي؛ تم اعتقال ثلاثة منهم وصدر حكم غيابي على الثلاثة الآخرين، لكن لم يتم الإعلان عن أسمائهم وهويتهم قَطُّ.
اغتيال سعيد كريميان، صاحب قناة جم التلفزيونية الناطقة بالفارسية في إسطنبول
في 29 أبريل 2017 استهدفه المهاجمون في سيارته الخاصة بثلاث طلقات نارية أودت إلى مقتله هو وشريكه الكويتي. لم يتم نشر أي تقرير عن ملاحقة المشتبَه بهم المحتمَلين في هذه الجريمة. وبعد ثلاث سنوات تم الإعلان أن غلامرضا منصوري القاضي المتواري عن الأنظار بتهمة الفساد المالي، كان قد احتجز أعضاء عائلة سعيد كريميان في طهران كرهائن لفترة من الزمن في 2012 بهدف الضغط من أجل إيقاف هذه القناة التلفزيونية.
اغتيال أحمد مولى أبو ناهض المعروف بأحمد نيسي، قائد فصيل معارض للنظام الإيراني يُدعى حركة النضال لتحرير الأهواز، في 8 نوفمبر 2017 في لاهاي في هولندا
إن الفصيل الذي كان قد أسسه قبل عدة أسابيع من اغتياله أعلن أن هدفه هو “تحرير خوزستان وبوشهر وهرمزغان وجزر الخليج المقابل لإيران”.
إن ملف اغتيال أحمد نيسي، وهو من آخر حالات الاتهام الموجهة للنظام الإيراني في اغتيال معارضيه، ما يزال قيد التحقيق. تقول النيابة العامة الهولندية إن المتهم بإصدار أمر قتله تم اعتقاله في دبي، وتُسمّيه رضوان تقي (42 عاماً)، مغربي-هولندي. والأخير يُعرَف بأنه قائد عصابة إجرامية تُدعى “ملائكة الموت”، ومتهمة بارتكاب عدة جرائم منها 9 محاولات اغتيال في الشوارع.
اغتيال محمد رضا كلاهي، بتاريخ محتمَل هو 15 نوفمبر 2015 في ألمير الهولندية
كان عضواً سابقاً في منظمة مجاهدي خلق ومتهماً بتفخيخ مقر حزب الجمهورية الإسلامية في 28 يونيو 1981 الذي أدى إلى مقتل عدد من مسؤولي النظام الإيراني ونوّاب البرلمان. كان محمد رضا كلاهي يُقيم في هولندا باسم علي معتمد، ولقي حتفه أمام منزله بطلق ناري فتحه عليه مهاجمان ملثّمان.
كانت السلطات الإيرانية قد وعدت بأنه سيلقى جزاء أعماله، بعد مرور سنتين على الحادثة، أصدرت محكمة هولندية في ربيع 2019 حكماً بالسجن بـ25 و20 سنة على شخصين متهمين باغتيال محمد رضا كلاهي، وهوية هذين الرجلين غير معروفة.
واستناداً على وثائق المحكمة، كان هذا المتهمان قد حصلا على 130 ألف يورو لاغتيال محمد رضا كلاهي، لكن لم تتم معرفة مَن الذي دفع المبلغ لهما. وبعد شهرين من ذلك، أعلنت محكمة هولندية أنها لم تَعثر على علاقة بين النظام الإيراني والمنظِّم لاغتيال محمد رضا كلاهي. وقبل صدور حكم المحكمة، كان الجهاز الاستخباري والأمني الهولندي قد أعلن أنه شبه متيقّن من دور إيران في اغتيال علي معتمد.
فضْح مخطط تفجير اجتماع المعارضين السياسيين للنظام الإيراني في باريس في صيف 2018
كان مخطِّط هذه العملية هو أسد الله أسدي، السكرتير الثالث في السفارة الإيرانية في النمسا. وتم اعتقاله من خلال التعاون بين استخبارات عدة دول أوروبية، وبعد محاكمته في بلجيكا حُكِم عليه بالسجن 20 سنة، كما حُكِم على إيرانيَّين آخرين كانا قد أخذا مبالغ مالية ومعدات التفجير من أسدي بالسجن لمدة طويلة، وهذه المرة الأولى طيلة 40 سنة من عمر النظام الإيراني يُحاكَم فيها دبلوماسي إيراني ويُعتقل ويُسجَن بتهمة القيام بعملية إرهابية.
القتل الغامض لغلامرضا منصوري في 19 يونيو 2020 في بخارست
تم العثور على جثة القاضي المتواري عن الأنظار بتهمة الفساد بنصف مليون يورو في رومانيا، وتم نقلها إلى إيران بعد فترة قصيرة. تزامناً مع محاكمة أكبر طبري مساعد صادق لاريجاني حين كان الأخير رئيس السلطة القضائية، تم الإعلان عن أن القاضي غلامرضا منصوري هو أحد الأشخاص المتوارين عن الأنظار والمتهمين في هذا الملف.
وأطل منصوري من ألمانيا معلناً عن استعداده العودة إلى إيران، بل إنه سيعود إلى طهران بمجرد فتح رحلات الطيران المعلَّقة بسبب تفشي فيروس كورونا. وبعد فترة قصيرة جاء نبأ إلقائه من مكان إقامته في فندق في العاصمة الرومانية. اعتَبر نائب في البرلمان الإيراني أن احتمال قتله على يد “العصابات الرومانية الإجرامية” وارد بقوة، لكن عائلته نفت احتمالية انتحاره. وتم تفسير إشارة أسرته إلى موته الغامض بالتلويح بقتله عمداً. وحتى الآن لم يظهر إلى العلن أي ملاحقة قضائية حول مقتله.
اختطاف جمشيد شارمهد في 1 أغسطس 2020 من عُمان أو طاجاكستان
كان شارمهد مدير قناة تندر الإذاعية المعارضة للنظام الإيراني في أمريكا. نُشِرت تقارير متضاربة حول مكان اختطافه؛ فالبعض يُفيد باختطافه في سلطنة عمان ونقله إلى إيران، لكن صحيفة جوان التابعة للحرس الثوري الإيراني كتبت في أحد تقاريرها أن شارمهد اعتُقل في طاجاكستان في 31 يوليو 2020.
اختطاف روح الله زم من بغداد وإعدامه في 12 ديسمبر 2020 في طهران
كان روح الله زم مدير قناة آمدنيوز التلغرامية، وتم اختطافه في زيارة له من باريس إلى بغداد في سبتمبر 2019، ثم نقله إلى طهران. بعد عدة جلسات من المحاكمة في محكمة برئاسة “أبو القاسم صلواتي”، صدر حكم الإعدام بحقه، ونُفّذ الحكم في ديسمبر 2020.
اختطاف حبيب أسيود أو حبيب فرج الله جعب أو حبيب كعبي في 9 أكتوبر 2020 من إسطنبول
كان أسيود مواطناً إيرانياً-سويدياً ومؤسس وقائد حركة النضال أو حركة المقاومة العربية لتحرير الأهواز. قامت أجيرة تابعة للنظام الإيراني باستدراجه من السويد إلى تركيا، حيث تم اختطافه ونقله بالسيارة إلى إيران. أعلنت السلطات الأمنية التركية أن عملية اختطاف حبيب أسيود من إسطنبول ونقله إلى إيران جاءت بأوامر الأجهزة الاستخبارية الإيرانية وعبر مهرِّب معروف يُدعى ناصر شريفي زيندشتي الذي يُعتقَد أنه الآن في إيران.
صرّح مجتبى ذوالنوري رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن الفروع الأمنية والاستخبارية الإيرانية خارج إيران هي التي اعتقلت حبيب أسيود ونقلته إلى إيران.
مخطَّط اختطاف مسيح علي نجاد من أمريكا إلى فنزويلا
في 13 يوليو 2021 أعلنت الشرطة الفيدرالية الأمريكية إجهاض مخطط رجال النظام الإيراني في اختطاف مسيح علي نجاد، الناشطة السياسية والمدنية الناقدة للنظام الحاكم في إيران. وبحسب هذا التقرير، كان المكلَّفون يعتزمون اختطافها ونقلها إلى فنزويلا ومنها إلى إيران. تمت ملاحقة عدة إيرانيين وأمريكي من أصول إيرانية قضائياً، وما يزال الملف قيد الدراسة والتحقيق.
إرسال تعليق