close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

كورونا في إيران.. زكام أم أوميكرون؟

14 فبراير 2022
٥ دقيقة للقراءة
كورونا في إيران مصدر الصورة: إيران وير بالفارسي
كورونا في إيران مصدر الصورة: إيران وير بالفارسي

بويان خوشحال-إيران وير

الزكام أم أوميكرون؟ في الأيام الأخيرة تَحوّل أوميكرون إلى المتحور المهيمن لجائحة كوفيد-19 في إيران. من ناحية يؤكد المسؤولون أن أي نوع من أنواع الزكام في هذه الفترة هو كورونا. ومن ناحية أخرى يُداوِم كثير من الإيرانيين في وظائفهم بافتراض أنهم مصابون بمرض الزكام؛ بعبارة أوضح، يمارسون حياتهم الطبيعية.

قد تصف كلمتا “الحيرة والضياع” الوضع الراهن في إيران وصفاً صحيحاً. إن العجز عن توفير جهاز فحص الإصابة بمتحور أوميكرون وزيادة أسعار هذا الفحص، والتشديد على استمرار حضور الطلاب في المدارس والجامعات، ودعوة الرئيس الإيراني شخصياً الشعبَ إلى الحضور الملحمي في مسيرة ذكرى انتصار الثورة الإيرانية في 11 فبراير/شباط، وعدم تطبيق قرارات الخلية الوطنية لمكافحة كورونا؛ هذه كلها جزء بسيط فقط من حالة الضياع والحيرة هذه.

كيف هي أوضاع المشافي الإيرانية؟

تشير الإحصائيات إلى زيادة المراجعات السريعة إلى المشافي زيادة لافتة في الأسابيع الأخيرة. في 5 فبراير/شباط 2022، قال “عليرضا زالي”، مدير خلية مكافحة كورونا في محافظة طهران، إن المراجعات السريعة إلى مستوصفات محافظة طهران زادت بنسبة 157 بالمئة.

كما كشف عن زيادة 51 بالمئة لمن يُدخَلون إلى قسم العناية المركزة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

كما أن التقارير تشير إلى وضع مشابه في بقية المحافظات الإيرانية.

“ستاره”، التي تعمل في مشفى في مركز محافظة جلستان، تَقول لـ “إيران وير”: “جلسنا ووضعنا يداً على يد ولم نفعل شيئاً حتى جاء الفيروس الذي ينتشر الآن في جميع أرجاء المدينة. وفي المشفى الذي أعمل فيه أصيب بالفيروس 60 بالمئة من الكادر الذي يعمل في قسم غرف العمليات البالغ عددُهم 150 شخصاً في الأسبوعين الأخيرين فقط. علماً أن غرف العمليات هي آخر مكان يَصل إليه الفيروس”.

وبحسب ستاره، أُدخِل إلى المشفى بعض الذين أصيبوا بالفيروس، وبعضهم يُمضي فترة مرضه البالغة أسبوعاً في المنزل.

أما في ما يتعلق بمراجعات الناس للمستشفيات فتوضح ستاره قائلةً: “لا نُدخِل كثيراً من المراجعين إلى المشفى ليناموا فيه. لكن بالطبع بالنسبة للذين تكون أوضاعهم سيئة يُدخَلون المشفى. أخبرتنا رئاسة المشفى باستقبال حالات قليلة في المشفى درءاً لامتلاء الأسرّة. وبحسب ما يقولون فإنهم يتأهّبون لذروة موجة الفيروس السادسة”.

كما تفيد آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الإيرانية أن أكثر من أربعة آلاف مصاب يُدخَلون المستشفيات الإيرانية يومياً. كذلك شَهِد الأسبوع الأخير وصول أعداد الوفيات إلى ثلاثة أرقام، ومات 130 شخصاً في يوم الخميس 10 فبراير/شباط 2022.

تشير التوقعات إلى وصول عدد الوفيات إلى عدة مئات يومياً في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

هل تُطبَّق قرارات خلية مكافحة كورونا في تقليص سعة ركّاب الطائرات؟

إثر استمرار موجة كورونا السادسة أصدرت الخلية الوطنية لمكافحة كورونا قراراً تَطلب فيه من شركات الطيران خفض سعة الركاب في الرحلات الداخلية إلى 60 بالمئة. وبناء على إعلان هيئة الطيران المدني، كان هذا القرار واجبَ التنفيذ بدءاً من يوم الأربعاء 9 فبراير/شباط الجاري.

ومع هذا، تُفيد تحقيقات إيران وير بخصوص بعض الرحلات الداخلية أن هذا القرار لم يُطبَّق.

“ساناز” التي تعمل دليلاً سياحياً تقول لإيران وير إنها سافرت إلى محافظة هرمزغان في صباح يوم الخميس 10 فبراير/شباط على رحلة طهران – بندرعباس لكنها لم ترَ أيَّ نوع من أنواع الالتزام بالتدابير الصحية: “شركتي التي أعمل فيها هي التي جهّزت تذكرة الطائرة. وفي الأيام الأخيرة كنت أعاني من سيلان الأنف وألم في الحنجرة، وأَطْلعت الشركةَ على هذا الأمر. لكنها أكدت على وجوب قيامي بهذه السفرة. ولأني لم أُجرِ فحص كورونا لا أعرف هل أنا مصابة به أم لا. على أية حال، ركبت الطائرة”.

تقول ساناز إن الطائرة كانت قد امتلأت، وتوضح: “لم يكن بعض الركاب يهتمون بقضية أن تكون الطائرة مليئة. جلستْ إلى جانبي سيدة احتجت على سيلان أنفي ثم أخبرتِ المضيفةَ باحتجاجها. أنا أيضاً أقنعت نفسي بالركوب وأتصور أن ثلثي الطائرة كان قد امتلأ. كما أتصور أن عدداً من الركاب أُصيبوا بالمرض عن طريقي”.

وتؤكد أنها ربما تكون مذنبة في هذا لكنها إن رفضت السفر كان يمكن أن تعاقَب أو تُطرَد من عملها.

وبينما أعلنت هيئة الطيران المدني الإيراني قرار خفض سعة الركاب  في الرحلات الداخلية، أعلنت خمس شركات طيران عن عدم اطلاعها على هذا القرار، وبالتالي عدم إمكانية تطبيقه بسبب بيع التذاكر إلى ثلاثة أشهر قادمة مسبقاً.

ما تزال أوضاع الرحلات غير واضحة. كما أن كثيراً من البروتوكولات التي اتخذتها الخلية الوطنية لمكافحة كورونا غير قابلة للتطبيق في إطار “مبادرة كورونا الذكية” بسبب عدم توفر البنى التحتية.

لماذا لا يمكن تمييز الزكام من أوميكرون في إيران؟

كتب بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي يمزحون: “ليس هناك مرض اسمُه الزكام أيها الإيرانـيّ، لا تخدع نفسك”.

ومع ما في هذه النصيحة من مزاح إلا أنها تعكس أوضاع إيران في هذه الأيام بشكل جيد. إن ازدواجية الإصابة بالزكام أو أوميكرون تسببت في ألا يتخذ الإيرانيون تدابير احترازية تَمنع من انتقال المرض منهم إلى الآخرين. وبعضهم يفرض على نفسه الحجر المنزلي الصحي لأنه حيران وضائع في تحديد المرض؛ أهو أوميكرون أم زكام؟

 “سحر مطلبي”، طبيبة وخبيرة في صحة السكان ومقيمة في السويد، تقول لإيران وير إن السبب الرئيس في حيرة وضياع الإيرانيين وفي زيادة الإصابة بالفيروس في إيران هو عدم توفُّر فحوصات كوفيد-19 السهلة والرخيصة في الأسابيع الأخيرة.

بحسب كلامها، أعلنت منظمة الصحة العالمية في النصف الثاني من 2020 أن أحد معايير تقييم نوعية وجودة إدارة أزمة كورونا هو نسبة فحوصات كوفيد-19.

تقول إن نسبة الفحوصات تَعكس في الحقيقة استعداد كل بلد للحيلولة دون هذا المرض والتحكم به، كما أنها معيار للتكهن بدقة بيانات كورونا.

وحول فحوصات كورونا في إيران، تقول مطلبي: “كانت منظمة الصحة العالمية قد نصحت بأن نسبة الفحوصات ينبغي أن تكون على الأقل 10 أضعاف الحالات الإيجابية من الإصابات. وهذه النسبة في إيران كانت بدءاً من منتصف سنة 2021 إلى ما قبل شهرين ستة أضعاف، وفي الشهرين الأخيرين أصبحت سبعة أضعاف”.

أما البلدان التي أدارت أزمة كورونا إدارة جيدة وعبَرت موجاتٍ خفيفةً فكانت هذه النسبة فيها غالباً 20 ضعفاً.

هذه الخبيرة في صحة السكان تَعتبر الغلاءَ أحد أسباب عدم إجراء الفحوصات في أوساط العوائل التي تشكّ بإصابتها بالفيروس: “عادة حين تكون نتيجة أحد أعضاء العائلة إيجابية وأُصيب أعضاؤها الآخرون لا يُجرون فحص كورونا. وتقارير إحصائيات الإصابة بالفيروس في البيانات الرسمية تَكون على أساس النتائج الإيجابية للفحوصات. وبالتالي، يمكن التكهن بأن الأرقام الواقعية للإصابة هي بين ضعفين إلى خمسة أضعاف”.

في الوقت الراهن تُشير آخر التقارير إلى أن حوالي 100 ألف فحص كورونا يُجرى يومياً في إيران. ومن هذا الرقم تَكون نتائج حوالي 30 إلى 40 ألف حالة إيجابية. واللافت أن هذه الفحوصات لا تشير بالتحديد إلى أن الإصابة هي بمتحور أوميكرون لفيروس كورونا أو لا؛ ذلك أن المسؤولين يقولون إن أجهزة تحديد أوميكرون غير متوفرة بحيث تَكفي الإيرانيين جميعاً، وإن الفحوصات اليومية هي الـ “PCR” و“الاختبار التشخيصي السريع”.

في ما يتعلق بنسبة الوفيات في إيران توضح سحر مطلبي: “كذلك أفادت إحصائيات الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 على أساس الموت الإضافي المحاسَب في النصف الثاني من 2021 بالاستناد إلى بيانات مركز الإحصاء الإيراني بما لا يقل عن 2.8 ضعفاً من الحالات”.

بهذا المعيار يمكن القول إن الـ24 ساعة، المنتهية في ظهر يوم الخميس 10 فبراير/شباط 2022 الذي أعلنت فيه وزارة الصحة الإيرانية أن عدد الوفيات هو 130 شخصاً، شهدت في الواقع أكثر من وفاة 350 شخصاً على أثر الإصابة بفيروس كورونا.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
أخبار

مقتل قيادي في المعارضة السورية وأحد مؤسسي لجنة حوران المركزية جنوبي البلاد

13 فبراير 2022
تيم الأحمد
٢ دقيقة للقراءة
مقتل قيادي في المعارضة السورية وأحد مؤسسي لجنة حوران المركزية جنوبي البلاد