close button
انتقل إلى إيران وير لايت؟
يبدو أنك تواجه مشكلة في تحميل المحتوى على هذه الصفحة. قم بالتبديل إلى إيران وير لايت بدلاً من ذلك.
تقارير

خطاب الكراهية ضد النساء في السجون الإيرانية

15 مارس 2022
٩ دقيقة للقراءة
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي
مصدر الصورة:إيران وير بالفارسي

سحر خداياري-إيران وير

قبل أيام كان “عيد المرأة”. وقبل أن يكون هذا اليوم تذكرة في التقويم السنوي فهو يُذكِّر بالمرارات والمسرات التي تعيشها المرأة في أي مجتمع. وبعض النساء ترتبط حياتهن اليومية وهواجسهنّ باسم السجن.

قد لا تُشكل النساء السجينات أو قريبات أُسَر السجينات والسجناء القسمَ الأكبر من النساء الإيرانيات لكن العبء الذي يتحملنْه ثقيل مرهق؛ عبء مليء بالإهانات الجنسية، وبرؤية مَن يَنظر من الأعلى إلى مَن هو في الأسفل، وبتجاهُل الحقوق الإنسانية الأَولية.

يُلقي هذا التقرير نظرة قصيرة على النساء اللائي ارتبطت أسماؤهن باسم السجن.

في الوقت الحالي هناك نساء يَقبعن في السجون الإيرانية، كما أن هناك نساء أخرى كثيرات ارتبط مصيرهنّ بالسجن لا لشيء إلا لأن أحد أقربائهنّ يُمضي أيامه في السجن.

أنْ تَكوني امرأة فهذا وحده سبب مهم في اللامساواة. ويَقع التمييز العنصري المضاعَف عندما تَكونين من الأقلية من النساء، أقلية مثل نساء سجناء الرأي والسياسة.

إن النساء السجينات في إيران، ولا سيما إذا كُنّ من فئة النساء السجينات لآرائهنّ السياسية والفكرية، يَتعرّضنَ تعرضاً ممنهجاً ومتجذراً للأذى الجنسي، وللسلوك الجنسي العنصري، والتهديد بالاغتصاب، والسبّ والشتم المرتبط بأعضائهنّ الجنسية وكونهنّ نساء. وبالطبع لا يَقتصر هذا الأمر على النساء السجينات بل شَهِدت العقود الأربعة الماضية أن نساء أُسَر السجناء والسجينات أيضاً لم يَكنّ استثناء من هذا الموضوع.

يقول “خالد بيرزاده”، سجين رأي في سجن إيفين، إن زوجته بل حتى بنته الصغيرة تم تهديدهما بالاغتصاب أثناء عملية التحقيق.

“نرجس محمدي”، السجينة السياسية والناشطة في حقوق الإنسان، كانت تَعيش قبل فترة خارج السجن لأسباب علاجية صحية لكن عدد مرات اعتقالها واستدعائها لا عَدَّ لها ولا حصر، وكثيراً ما يتمَ نفيها من سجن إلى سجن ولطالما تعرضت للضرب والإهانة وهجوم العاملين في السجون. وفي غرفة “كلاب هاوس” حول الأذى الممنهج للمرأة والاعتداء الجنسي عليها قالت: “هذا برنامج هادف، والمحققون والمحققات يَتدرّبنَ تدريباً ممنهجاً على كسر إرادة المقاومة لدى المرأة السجينة. كانوا يَجرّونني جرّاً، ويحاولون إدخالي في السيارة بالقوة، فجلست على الأرض. رفعني مدير السجن وقذفني نحو السيارة. كان رأسي داخل السيارة وأسفل جسمي خارجها. فلمس أسفل جسدي بشكل وقح ودفعني إلى داخل السيارة. وجلس على فخذي. وبعد إهانتي وضربي وتوجيه أقذع الشتائم إليّ، أدخل رأسه داخل شعري وناداني باسمي الأول قائلاً: دعوني أشعل لها سيجارتها”.

كما تَسرد نرجس حكاية الاعتداء الجنسي على سجينة أخرى كانت معها في زنزانتها على النحو التالي: “كانت معي في زنزانتي امرأة تم اعتقالها على خلفية اتهامات اقتصادية. كانوا قد عذّبوها عذاباً شديداً. وكان المحقق قد لمس صدرها، فجُنَّ جنونها واستولى عليها مرض الأعصاب والمرض النفسي لهذا السبب”.

حين كتبت نرجس محمدي هذه الكلمات بمناسبة عيد المرأة العالمي، تم استدعاؤها إلى السجن علماً أن إجازتها العلاجية ونقاهتها لم تَكن قد انتهت بعدُ.

أما إهانة النساء المكلومات أو نساء أُسَر السجناء والسجينات فهي الفصل الآخر من هذه الحكاية؛ وهنّ النساء اللواتي يتعرضنَ لاعتداء العاملين والعاملات في السجون أثناء ذهابهنَ للقاء السجين العزيز على قلبها.

في أكتوبر/تشرين الأول 2019، حين زارت أمّ “كامران درويشي” وعمرُها 75 سنة سجنَ أورمية للقاء ابنها، ضربها العاملون في السجن ضرباً مبرحاً. لقد بلغ الضرب إلى حدِّ أخذها إلى المشفى. وقتَها قال المسؤولون عن سجن أورمية إن سبب الضرب يَعود إلى حملها سماعات معها؛ علماً أن ابنها كان قد نَسَّق في وقت سابق مع المسؤولين بخصوص استلامه السماعات.

“فرنكيس مظلوم”، أمّ “سهيل عربي” التي اعتُقلت عدة مرات بسبب متابعتها أوضاع ابنها المسجون، ثم اتهمها لاحقاً الفرعُ 29 من محكمة الثورة الإسلامية بتهم “التجمع والتآمر على الأمن”، و“الترويج ضد النظام”، وحُكِم عليها في أحد الملفات بالسجن لستّ سنوات، وفي ملف آخر بالسجن لسنة وستة أشهر. تَقول للمواطنة المراسِلة لإيران وير إنها بوصفها أمَّ سجين لقيتْ عذاباتٍ كثيرةً على هذا الدرب: “عندما كنت أراجع المحاكم من أجل سهيل، كثيراً ما كنت أتعرض للاعتداء والإهانة لا لشيء إلا لأنني امرأة. قاومت هذه الإهانات قدر المستطاع. وأكثرَ من مرة قلت للسجّانات هل هنّ سجانات أم مكلفات بتفتيش الزوّار، وقلت إن مهامهن لا يتنافى مع حق احترام الآخرين وعزة أنفسهم”.

تقول إنها كانت تتعرض للعنف حين كانوا يفتشون جسدها: “في إحدى المرات التي ذهبت فيها لزيارة سهيل، كانت حارسة المدخل فتاة شابّة ضخمة الجثّة. فتحت ساقـيَّ بحركة قوية وعنيفة. قلت لها يا حبيبتي، أنا في مقام والدتك وأعاني معاناة حادة في رجلي ومفاصلي، فلا تفتحي ساقـيَّ دفعةً واحدة. فأجابت الحارسة أن بعض الزوّار يُدخلون معهم المخدرات. فقلت لها إن ابني سجين سياسي؛ وقد صرف عمرَه في مكافحة الفساد والتهريب واختلاس الأموال، ومكافحة هذه الأشياء التي تخافين من دخولها إلى السجن”.

وإحدى المشاكل الأخرى المتعددة التي تعاني منها النساء السجينات أو نساء أُسَر السجناء والسجينات هي تشريط الزيارة بحضور المحقق؛ الأمر الذي قد يُلقي بظلال من الرعب والخوف وفقدان الأمن في دقائق الزيارة تلك.

كثيراً ما تقول “هنكامة واحديان”، ابنة “عباس واحديان”، لوسائل الإعلام إن الزيارات القليلة لوالدها حدثت في ظل حضور المحقق؛ وهي زيارة تَسلبك جميع حقوق إقامة أي حديث، وهي أكبر دليل على التعذيب النفسي.

في مقابلة مع “حملة حقوق الإنسان في إيران”، تقول هنكامة إنها استطاعت بعد كثير من الجهود أن ترى والدها بحضور المحقق، وقد تحدثا معاً لمدة حوالي دقيقة واحدة فقط؛ بحيث إنها سمعت أن حال والدها جيد.

أما الكلمات النابية والمهينة التي تسمعها النساء السجينات أو نساء أُسَر السجناء والسجينات من مثل إصدار الحكم على الشكل الظاهري لهن أو حتى نشر المعلومات الخاصة بحياتهن الشخصية مثل نبأ طلاق والدَي “علي رضا شير محمد علي”، الشاب الذي قُتِل في سجن طهران المركزي؛ كلُّ هذا هو جزء بسيط من عذابات تلك النساء.

“فائزة عبدي بور”، زوجة “محمد شريفي مقدم”، درويش كنابادي مسجون في سجن طهران المركزي، تعاني من غياب زوجها ومن الزيارات القليلة التي تحصل عليها في ظروف صعية كل فترة. كما أن عليها أن تتحمل جزءاً من الإهانات الآنفة الذكر القائمة على رؤية السجّانين الذكورية لجسمها.

تَعتقد فائزة أن السجن مرهق صعب للسجين وعائلته بغض النظر عن أن يَكون السجين رجلاً أم امرأة، لكن إذا كنتَ امرأةً تتضاعف هذه الصعوبة: “سواءٌ كنتَ رجلاً أم امرأة فعليك التعامل دائماً مع العاملين في السجون الذين يَرون أنفسَهم على حق ويُوجهون لك الإهانات. لكن إذا كنت امرأة فإنك تتعرضين لمزيد من الإهانة والتحقير؛ من ذلك التفتيش في جسدك وإصدار أحكام على طريقة لبسك ومكياجك؛ أي الأشياء التي لا تُوجَد عادةً في طبائع الرجال؛ وكل هذه تُعذِّبك. في إحدى الزيارات لزوجي كنت أرتدي لباساً عادياً جداً؛ مانطو صيفي مفتوح من الأمام. ولم تكن الحارسة على باب قاعة الزيارات تسمح لي بالدخول. وكانت هناك سيدة أخرى قالت لي باستهزاء: هل تَعلمين أن طلب ‘اللقاء الشرعي’ أيضاً أصبح يُقبَل مؤخراً؟ طريقتها في الكلام كانت مؤذية جداً. فقلت لها من الأفضل أن تفكري قبل كل شيء في توفير قاعة للزيارات واللقاءات العادية لأفراد العائلة، ولا تفكري باللقاء الشرعي لعوائل السجناء”.

أمّ شابّ قُتِل في احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019 تقول للمواطنة المراسلة لإيران وير إن قوات الأمن حين داهموا منزلها وفتّشوه، وصفوها “بالعجوز الدميمة الشمطاء النقّاقة”. وسألوها هل نظرت في نفسها حتى الآن في المرآة؟

قالت هذه الأم لهم إن قيمتي لا تَكمن في وجهي أو عمري بل في القلق والخوف الذي أوجدته في قلوبكم، حتى إنكم تأتون كل عدة أشهر إلى بيت هذه التي تُسمونها العجوز النقاقة فتَقلبونه رأساً على عقب.

ليست هناك إحصائيات دقيقة عن النساء السجينات لرأيهن ومبادئهن في السجون الإيرانية. ومن المرجَّح أن هناك نساء كثيرات سجينات في مدن إيرانية كثيرة لكن أسماءهن لم تُسجَّل في مكانٍ ما أو لم يُصبحنَ مادةً لوسائل الإعلام.

“محمود معصومي”، الباحث في “منظمة أطلس السجون”، يقول إنهم سجّلوا أسماء 76 من السجينات السياسيات الإيرانيات، لكنه يؤكد أن هذا الرقم ليس دقيقاً ولا يتضمن جميع السجينات السياسيات.

مركز حقوق الإنسان “لا للسجن، لا للإعدام” بدوره نَشَر أسماء وبيانات 72 سجينة في السجون الإيرانية.

ورغم عدم فاعلية الإحصائيات والأرقام إلا أن أسماء عدد من السجينات تتكرر في كل سنة، وتمضي سنة أخرى من أعمارهن إلا أنه لا يتمّ الإفراج عنهن. هناك سجينتان من السجينات القدامى هما “زينب جلاليان” و“مريم أكبري منفرد”.

زينب جلاليان، ناشطة سياسية كردية، صدر بحقها حكم السجن المؤبد بتهمة “محاربة الله”، وتقبع في السجن منذ 2007 حتى الآن. ورغم أنها لم تَكن تتحدث اللغةَ الفارسية بشكل جيد ومن دون أن يكون لها مترجمٌ ومحامٍ، فقد حكمت عليها بالإعدام محكمةٌ غير عادلة في زمن قصير جداً ومن دون مراعاة أدنى أصول العدل في محاكمتها. على أن هذا الحكم خُفِّف لاحقاً تحت الضغوطات الدولية إلى الحبس المؤبد.

أثناء التحقيقات الصعبة والمرهقة، كانت زينب جلاليان تتعرض للتهديد بالاغتصاب. وكثيراً ما أُهينت ورُفِض وجودُها جملةً وتفصيلا.

في 2020 كتبت “جلرخ إيرائي” رسالة عنها جاء فيها: “زينب جلاليان ليست شخصاً أو سجينة بل هي مفهوم ضائع للنضال في أجواء سياسية مبتذلة في إيران الراهنة. زينب جلاليان معلِّمةُ أبجدية الحرية. هي مفهوم المقاومة يَذكرها العدوُّ والصديق معاً”.

مع هذا كله وإلى الآن، لم تُمنَحْ هذه السجينة ولو يومَ إجازةٍ واحداً. وهي تعاني من مرض حاد في عينها وكثيراً ما شارفت على فقدان بصرها إلا أنها دائماً ما تُحرَّم من علاج مرضها.

دائماً ما يتحدث السجناء والسجينات عن مقاومة زينب جلاليان، إلى درجة أن “آتنا دائمي”، سجينة أخرى أُفرِج عنها مؤخراً، تَقول عن زينب إنها لم ترَها قَطُّ لكنها سمعت عن نضالها ومقاومتها مراتٍ ومرات، والجميع يتحدثون عنها.

أما مريم أكبري منفرد فهي الأخرى من السجينات اللواتي لم يَحصلن على إجازة خارج السجن. اعتُقِلت في 2009. يقال إن ذنبها هو أنها من أسرة تنتمي إلى “منظمة مجاهدي خلق” المغضوبة عليها لدى النظام الإيراني.

قبل سنوات قال لها القاضي المسؤول عن ملفها: “مريم، أنت لا ذنب لك. وأنت مأخوذة بجريرة أخواتك وإخوتك فقط”.

هي لم تفعل سوى أن أرسلت مقطع فيديو وصورة إلى أحد أعضاء أسرتها وتحدثت مع عائلتها حول القضايا اليومية. وهذا الأمر من تبادل الآراء قد يتم اعتباره حواراً بسيطاً في أي مكان من العالم، لكنه حَمَل لمريم أكثر من 14 سنة من السجن. حُكِم على مريم بـ15 سنة بتهمة التخابر مع مجاهدي خلق وبمحاربة الله. ولم يَكن كثيرون يَعرفون حتى اسمَها قبل أن يتقدم “الفريق العامل الـمَعني بحالات الاختفاء القسري التابع للأمم المتحدة” بشكوى حول أخواتها وإخوتها الذين تم إعدامهم.

في أعقاب هذه الشكوى عرَّف الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري التابع للأمم المتحدة باختفاء كلٍّ من “رقية” و“عبد الرضا”، أخت وأخ مريم، وطالب النظامَ الإيراني بتقديم إيضاحات حول مصيرهما.

في ما بعدُ، صرّح “حسن جعفري”، زوج مريم أكبري منفرد، لـ “راديو فردا”: “قتلوا الأخ الأول لمريم في العام 1981، وقتلوا أخاها الآخر في العام 1985، كما أعدموا أخاً وأختاً آخرَين في العام 1988. وإلى الآن لم يُخبرنا أحد بأي إيضاح حول سبب قتلهم ولا عن قبورهم ولا أين دُفِنوا”.

آتنا دائمي أيضاً واحدة من أشهر سجناء الرأي في إيران. أُطلِق سراحها قبل عدة أسابيع فقط. تقول إنه أُفرِج عنها قبل شهر من الآن ومن دون إخطارها بذلك، مُعْزيةً ذلك إلى أهداف سياسية.

اعتُقلت آتنا للمرة الأولى في العام 2014، وبقيت في السجن لمدة 16 شهراً. ثم أُطلِق سراحها بسند كفالة، لكن تم استدعاؤها إلى السجن في العام 2017، وبقيت في السجن إلى ما قبل شهر من الآن.

آتنا دائمي وجلرخ إيرائي من بين السجينات اللواتي تعرضنَ مراتٍ ومرات للإهانة والتحقير والسلوكات غير الإنسانية على يد السجّانات والسجّانين. وليس آتنا وحدها بل والدتها كذلك تعرضت للضرب على يد العاملين والعاملات في السجن حين كانت تتابع أوضاع ابنتها آتنا.

لا يَسع هذا التقريرَ الحديثُ عما يَحدث للسجينات أو اللواتي يَكنَّ من أسرة السجناء والسجينات في السجون الإيرانية؛ لأن تلك النساء يتعرضنَ بشكل دائم للعنصرية والإهانات الجنسية. وبالطبع فإن هناك عدداً لافتاً من السجينات العاديات ممن يقبعن في السجون ولا تُذكَر أسماؤهنَّ أبداً.

از بخش پاسخگویی دیدن کنید

در این بخش ایران وایر می‌توانید با مسوولان تماس بگیرید و کارزار خود را برای مشکلات مختلف راه‌اندازی کنید

صفحه پاسخگویی

إرسال تعليق

Ad Component
تقارير

إقليم كردستان العراق ضحية انتقام النظام الإيراني من إسرائيل

14 مارس 2022
٦ دقيقة للقراءة
إقليم كردستان العراق ضحية انتقام النظام الإيراني من إسرائيل